بإذن الله تعالى يكون غدًا صلاة الاستسقاء في المملكة العربية السعودية، وصلاة الاستسقاء تكون عند احتباس المطر وتمادي القحط، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وجهنا إلى اللجوء للمولى عز وجل بالدعاء والتضرع، فما كان من حبس للمطر وزيادة القحط إلا بسبب ذنوبنا، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا معشر المهاجرين: خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها إلاَّ فشا فيهم الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مَضَوا. ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجَوْر السلطان عليهم. ولم يَمْنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطرَ من السماء، ولولا البهائمُ لم يُمطروا. ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم. وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم» سلسلة الأحاديث الصحيحة (106).

وهذا الحديث فيه من الفوائد: أن نقص المكيال والميزان سبب للجدب وشدة المؤونة وجور السلاطين، وفيه أن منع الزكاة من الأسباب الموجبة لمنع قطر السماء، وأن نزول الغيث مع وجود المعاصي إنما هو رحمة من الله تعالى للبهائم.

وقد قال الإمام البخاري في صحيحه: بابُ انتقام الرب عز وجل من خلقه بالقحط إذا انتُهِكَتْ محارمُه.

وأجمع العلماء على أن الخروج إلى الاستسقاء، والبروز، والاجتماع إلى الله عز وجل: بالدعاء، والضراعة إلى الله تبارك اسمه في نزول الغيث عند احتباس ماء السماء وتمادي القحط: سنة مسنونة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا خلاف بين علماء المسلمين في ذلك. التمهيد، لابن عبد البر، 17/ 172.



وصلاة الاستسقاء لها كيفية وآداب معينة، نتعرف عليها في الفيديو التالي:


https://youtu.be/kSYygUenSw4