لما تحفظ الابن: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} [المزمل: 1، 2]، قال لأبيه: يا أبت من الذي يقول الله له هذا؟.

قال: يا بني ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

قال: يا أبت مالك لا تصنع كما صنع النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟

قال: يا بني إن قيام الليل خُصص به صلى الله عليه وسلم، وبافتراضه عليه دون أمته.

فسكت عنه، فلما تحفظ قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} [المزمل: 20]، قال: يا أبت إني أسمع أن طائفة كانوا يقومون الليل، فمن هذه الطائفة؟

قال: يا بني هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

قال: يا أبت فأي خير في ترك ما عمله الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟!

قال: صدقت يا بني. فكان أبوه بعد ذلك يقوم من الليل ويتوضأ ويصلي، فاستيقظ ابنه ليلة فإذا أبوه يصلي، فقال: يا أبت علمني كيف أتطهر وأصلي معك.

فقال أبوه: يا بني ارقد فإنك صغير.

قال: يا أبت إذا كان يوم يصدر الناس ليروا أعمالهم أقول لربي: إني قلت لأبي: كيف أتطهر لأصلي معك فأبى وقال لي: ارقد فإنك صغير بعد، أتحب هذا؟

فقال أبوه: لا والله يا بني ما أحب هذا، وعلمه فكان يصلي معه.

المصدر:

أنباء نجباء الأبناء لابن ظفر المكي (150: 151).