مرحباً بك زائرنا الكريم .. لك حرية الإستفادة والنشر



بخمس ريالات اهتدت أسرة كاملة
by ابو اسامه
  • Review Image
سبحان الله بخمس ريالات اهتدت أسرة كاملة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
ــــــــــــــــ
بعد تخرجه من الجامعة عين مدرساً في مدرسة ابتدائية .. فشعر بعظم المسؤولية والأمانة هاهم فلذات الأكباد بين يديه .. سأل نفسه :
إن الأب لا يسلم ابنه لأحد بطوعه واختياره إلا للمدرسة .. إنه يمضي بها ست ساعات دون أن يفكر الأب في مصير ابنه .. وماذا يتلقى ؟
لا إله إلا الله .. ما أعظمها من مسؤولية!!
كان يفكر دائماً في دعوة الناشئة إلى الخير فيجد منهم قبولاً كبيراًعكس ما يسمعه من زملائه من أنهم صغاراً لا يفقهون ما يقول.
لقد وجدهم يبادرونإلى الصدقة إن حدثهم عن فضلها ..
لقد سمع من آبائهم.. أن الأبناء الصغار يحرصونعلى الصلاة في المسجد..
بل وحتى صلاة الفجر التي هجرها أكثر المسلمين إلا منرحم ربك.. قائلين :
لقد حدثنا الأستاذ عن فضلها !!
لقد استطاع أن يجعل جلالطلاب يلتحقون بحلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد ويحفظون كتاب الله ..كانيزورهم في المساجد ويحمل الهدايا ..كان همه أن ينال أجرهم..
أحبه الطلابكثيراً.. وأحبهم أكثر.
لم يكن يتردد عن (حصص الانتظار) بل يبادر إليها فهمهأكبر من هم الآخرين..
فلم تكن ثقلاً كما يعتبرها غيره .
في حصة الانتظار.. سأل الطلاب :
من يرغب منكم أن يصبح داعية إلى الله ؟
أجابوا جميعاً : كلنـــــا يريد!
إذن فلنبدأ على بركة الله ...
ليحضر كل واحد منكم شريطاًنافعاً من تلاوة القرآن أو المحاضرات المناسبة.
وبعد أن أحضر الطلاب المطلوب.. جعلهم يتبادلون الأشرطة بينهم بحيث يدور الشريط على كل الطلاب وأوصاهم أن يسمعواالأشرطة لأهلهم !!
واستمر المشروع الدعوي المبارك بعد أن جعل طالباً مسئولاً عنالإعارة ..
ثم انتقل إلى الكتيبات الإسلامية .
وذات يوم.. حمل إليه أحدالطلاب رسالة خاصة .. فتحها فقرأ :
(
أيها المربي الفاضل : هذه رسالة شكروعتاب.. فلا تتصور كم كان أثر الشريط الذي أحضره أخي الأصغر ..
نعم لقد قلب هذاالشريط حياة أسرة بأكملها .. أسرة لا هم لها إلا التمتع بملذات الحياة .
فوالدنا ترك لنا الحبل على الغارب .. وأمي لا تعرف عن دينها شيئا .. فكانتحياتنا بعيدة عن منهج الله..
الصلاة هي آخر ما نفكر فيه .. فلم تكن يوماًموضوعاً يطرح في بيتنا .. فلم نؤمر بها فضلاً عن أن نضرب على تركها !!
هذهحياتنا .. لهو وعبث .. نلهث خلف مغريات الدنيا .. الأولاد خلف الفن والرياضة والسفر .. أما نحن البنات فلا هم لنا إلا الأسواق وتتبع الموضات ومتابعة المسلسلاتوالأفلام .. وحتى المباريات !!
ولكني أعرف من نفسي أن هناك فراغاً روحياًقاتلاً أحمله .. هناك ضنك أعيشه ..
ورغم أني جامعية وفي كلية علمية .. ومتفوقةفي دراستي إلا أن السعادة الحقيقية كانت
مفقودة تماماً في حياتي .. حتى جاءمساء الأربعاء الماضي ..
فأعطاني أخي - الطالب لديكم - شريطاً شدني عنوانه :
السعادة بين الوهم والحقيقة !!!
قلت في نفسي .. لأستمع إليه .. فأرى مفهومالمتدينين عن السعادة استمعت إليه مرة .. ثم أعدته ثانية وثالثة في ليلتي تلك ..
كانت كلمات الشيخ وفقه الله كأنها موجهة إلي .. أشعر به يناديني بقوة : هلميإلى طريق السعادة الحقيقية الذي افتقدتيه .
أشعر وكأنه يهزني بعنف : إنك تعيشينوهم السعادة لا حقيقتها..
هالني ما نقل من اعترافات من كنت أضنهم أسعد السعداء !!
نعم .. لقد كان النداء الأول الذي أيقظني من رقدة طالت مدتها .. لقد أمضيتإجازتي الأسبوعية .. أفكر في حديث الشيخ .. وأنتظر الشريط القادم من أخي .. وقدأوصيته بذلك فكان يوم السبت ..
انتظرت أخي على أحر من الجمر:
ها هو يحضر ليشريطاً عنوانه .. أرعبني .. وكأنه النذير الأخير :
انتبه .. فقد لا يترحم عليك !!
أخذت الشريط قبل الغداء فاستمعته .. كانت خطبة مؤثرة جداً ..
فبكيت .. وبكيت..
أهذا مصيري .. إن أنا مت وأنا تاركة للصلاة..
لا أغسل !!
لاأكفن !!
لا يصلى علي !!
يا للخزي في الدنيا والآخرة..
لم أتناول الغداء .. ذهبت مسرعة .. توضأت وصليت الظهر وبقيت في سجادتي أدعو الله أن يغفر لي ما أسلفت ..
وقبل أن أنهي رسالتي .. اعذرني إن قلت لكم أيها المربون :
لقد قصرتمكثيراً كثيراً .. فأبنائنا بين أيديكم أمانة .. وهم رسل خير إلى أهليهم .. فاتقواالله وأدوا الأمانة كما ينبغي.
فكم هم الحيارى أمثالي .. يملكون من المال أوفرهولكنهم يفتقدون الكلمة الطيبة .. رغم قلة ثمنها كما علمت..
أيها المربي الفاضل :
نعم لقد تغيرت أسرة كاملة أو هي على وشك .. بخمس ريالات فقط .

فهلأنتم مواصلون !!!

http://www.saaid.net/aldawah/11.htm
التعليقات
أعجبك المقال ؟ فضلاً، ساهم في نشره :)
لايوجد اي تعليقات لهذا المقال

شبكة تواصل العائلية 1428~1438 هـ