مرحباً بك زائرنا الكريم .. لك حرية الإستفادة والنشر



الافتقار إلى العزيمة والإرادة
by ابو اسامه
  • Review Image
كثيرة هي المواقف التي كُتب لها الفشل بسبب افتقارها إلى أهم مكونات النجاح ألا وهي العزيمة والإرادة. من العزيمة والإرادة تتولّد مكونات أخرى وهي الصبر, الثبات والاستمرارية. الجميع يريد أن ينجح ولكن قلة هم الذين يُكتب لهم النجاح بعد توفيق الله عز وجّل وهم أصحاب العزيمة والإرادة. جميعنا نملك قدرات ذاتية ولكن هذه القدرات خاملة. ما دعاني لكتابة هذه التدوينة هي كثرة المواقف التي أشاهدها في الحياة اليومية والتي تحتاج إلى عزيمة وإرادة حتى تنجح ولكنها سرعان ما تنتهي (للأسف) بالفشل. الأدهى من ذلك أنّ أفراد هذه الفئة التي تفتقر للعزيمة والإرادة تجدهم في المجالس يتكلمون عن فشل الأمة والفشل يبدأ من عندهم وهم لا يدرون. هنالك من صنّف هذه الظاهرة كمرض نفسي ويا لخطورة الأمر إذا كان المريض لا يعرف أنه مريض. كتبت عن 3 مواقف في هذا السياق, يمكنكم الاطلاع عليها في تكملة التدوينة.


اللياقة البدنية



ذكرت في تدوينة سابقة التحاقي بمركز اللياقة البدنية من أجل تخفيف الوزن. بدايةً تكلمت مع صديقين حتى نذهب معاً. الصديق الأول أبدى موافقته ولكنه تراجع لاحقاًَ عن هذه الفكرة (يتأخر بالعمل) (مريض) (آلام بساقه) (الاشتراك غالي) … وما إلى ذالك من مبررات. في النهاية قال لي اذهب لوحدك وإذا استطعت أن تخفّف من وزنك سوف ألتحق بمركز اللياقة البدنية. الصديق الثاني يأتي مرة واحدة في الأسبوع ويغيب 3 مرات وفي المرة التي يأتي بها يكاد لا يعرق. أصدقاء طيبون لكنهم يفتقرون للعزيمة والإرادة كافتقار السيارة للوقود. أما في داخل مركز اللياقة البدنية لاحظت الكثير من الشباب يتمرنون 5 دقائق ويذهبون إلى المرآة لفحص عضلاتهم هل أصبحت مفتولة مع أن القضيّة تحتاج صبر ولكن الأغلب يريد نتائج فورية وهذا الشيء غير منطقي وغير عملي. قسم آخر من الشباب يجري تمارين تحتاج إلى 20 دقيقة على الأقل ولكنهم بعد 3 دقائق يتوقفون فإذا كانت لا تتواجد استمرارية على المدى القصير فكيف ستكون استمرارية على المدى البعيد ؟
التوبة



كم شخص تاب إلى الله وفتح صفحة جديدة في حياته ؟ لكن بعد أسبوعين عاد إلى صفحته القديمة ؟ ترك الصلاة والقرآن ورجع للروتانا والمقاهي بعد أن قال لنفسه (خلاص, قرار نهائي ! رمضان القادم سأكون إنسان جديد) .. وفي رمضان القادم يكون إنسان جديد لمدة 5 أيام فقط ويتوالى السيناريو حتى يتعوّد على طعم الفشل المر. نعم, إنها العزيمة والإرادة فهو لا يكفر بالله عز وجلّ ويعرف ما هي واجباته الدينية لكنه مصاب بخمول خطير كأنه تناول حقنة (إبيدورال) لتسكين العزيمة والإرادة.
أصحاب المدونات



كثيرة هي المدونات المهجورة من قبل أصحابها فهنالك من افتتح مدونة واهتم بتصميمها ولكنه لم يدوّن بها شيئ. هنالك أيضاً من توقف عن التدوين بعد فترة معيّنة بحجة (لا يوجد عندي وقت) ويلقي التهمة على الوقت ولكن الوقت في الحقيقة متوفّر بشكل متفاوت عند الجميع. هنالك من توقف عن التدوين بحجة عدم وجود زوار للمدونة (لأنه من المفروض أن يكون عدد الزوار 5000 بدلاً من 100) … مبررات لا نهائية ولكن السبب الحقيقي هو انعدام العزيمة, الإرادة, الصبر, الثبات, الاستمرارية …
<dl> قد يكون الكلام به شيء من القسوة, لكن إذا كنت تفتقر إلى العزيمة والإرادة فأنت خارج دائرة النجاح ولا تبحث عن مبررات الفشل ولا تلق التهمة على (حظك التعيس) ولا تقل لنفسك (أنا لا أملك واسطة) ولا تواسي نفسك بقول (سأنجح المرة القادمة) بل ستفشل مراراً عديدة ما لم تغيّر ذاتك وتزرع بها بذور العزيمة والإرادة الحديدية. </dl> الغريب في الأمر أن الحيوانات والحشرات لا تملك عقلاً مثل عقل الإنسان لكنها تملك العزيمة والإرادة فنجد أنّ الجاموس يعزم على عبور النهر رغم المخاطر …

ونجد أنّ النمل لا يهاب الشوك ولا يتراجع …

وحتى الحلزون ! لندع الصور تتكلم:






اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل وضعف العزيمة ونسألك الإرادة, الصبر, الثبات والاستمرارية في كل ما يرضيك ويقربنا إليك.
التعليقات
أعجبك المقال ؟ فضلاً، ساهم في نشره :)
لايوجد اي تعليقات لهذا المقال
الكلمات الدلالية (Tags)

شبكة تواصل العائلية 1428~1438 هـ