سمعنا البارحة عن انقطاع اتصالات الانترنت في بعض دول الشرق الأوسط بسبب تضرر أحد الكوابل الرئيسية الموجود في عمق البحر. هذه فرصة جيدة لكتابة بعض الأسطر عن هذا الموضوع. بداية هذه الكوابل كانت عام 1850 بواسطة كابل بحري كان يوصل بين انجلترا وفرنسا وتم استعماله لنقل المعلومات بواسطة التلغراف فقط. بعد ثلاث ايام سفينة صيد مزقّت الكابل. من الجدير ذكره أن الكابل الأول كان ضعيفاً (بالصورة التالية) ولاحقاً تم استعمال كوابل مبطنّة بشكل خاص كما سنشاهد في تكملة الموضوع. الكوابل البحرية هي افضل وسيلة لنقل المعلومات من حيث السرعة والأمان حيث أنه لا يمكن مد هذه الكوابل على اليابسة بسبب تكلفة الحفر العالية اضافة الى صعوبة التنفيذ (بنايات كثيرة , تضاريس مختلفة). بالنسبة للاتصال عبر الأقمار الصناعية, الأمر متاح لكن لا يمكن الاعتماد عليها فقط لأنها وبكل بساطة لن تتحمل الضغط الشديد, اضافة الى ان الكوابل البحرية تنقل المعلومات بسرعة أكبر لأن الاتصال مباشر بينما الاتصال عبر الأقمار الصناعية ليس مباشر (يابسة – قمر صناعي – يابسة) ناهيك عن موضوع الأمان اذا انه يمكن التجسس والتقاط المعلومات التي تنتقل عبر الأقمار الصناعية اذا لم تكن مشفرّة بشكل كاف.