حلقـ(11)ـة
يوم الأربعاء
حصلت فيه ثلاث أحداث
الحدث الأول
في المدرسة<o:p></o:p>
ذهبتُ للمدرسة هذا الصباح بنفسية سيئة جدا ، وماذا يُتوقع ممن نامت ساعة ونصف فقط ، بل وبعد رعب وخوف ! ، لا نوم كافٍ ، ولا نفسية جيدة ، كنتُ متشائمة فوق هذا بأن الامتحان سيكون سيئا جدا مع الحالة النفسية المتدهورة التي كنتُ فيها ، فوق أني لم أُنهِ باقي الوريقات ، ولم أفتحها من قبل أصلا ، وحفظي كان ركيكا ، لم أكن متعودة البتة أن وريقات كتابي لا تنفتح إلا يوم الامتحان .
عدا إحساسي بدوران كل ما حولي من قلّ النوم ، وربما مما حصل لي بالأمس ودوران الجدران بي وطيراني ذاك الغريب . كنتُ منهكة منهكة للغاية ، ومدمرة نفسيًّا ، تمنيت أن لا أذهب ذاك اليوم للمدرسة ، ولكن مالفائدة في بقائي بين الرعب وجدران تلك الغرفة وحدي !! ، سيزيد الطين بلة !! ، ولم أكن أجرؤ على هذا خوفًا أن أُعاقب ولا يُعاد لي الامتحان .
في الفسحة كنتُ أنا وهي في نفس المكان ، قرب المعمل ، بعيدًا عن الأعين والأذان ، لم تكن بي رغبة ولا قدر أنملة لأكمل باقي وريقات مافاتني من الامتحان ، وقصصت على زميلتي الذي صار ، وطيراني في الغرفة ، وضربي بعدها في كل مكان بطرحتي ، كانت تلومني بشدة لأني لم أذكر الله ، أو أستعيذ ،أو أقرأ قرآن ، وعادت عليّ بضرورة أن المسلم لابد يكون في صدره شيء من قرآن يحرّك به لسانه ، أو يتعود على الذكر والدعاء ، وكانت مستغربة جدا من هذا الشيء ، ولم تجرؤ على تفسيره سوى أن هذا غريب ولا يندفع إلا بقراءة القرآن والأذكار كائنا ماكان هو ، وتذكرت حين رنّ جرس الفسحة أني قد كتبت الرسالة ، فأخبرتها لتتذكر وتأخذها خفتْ أن أنسى أعطيها إياها مع الحالة التي كنتُ فيها .
وقت الامتحان كان في الحصة السابعة ، ماذا تتوقع حالي بعد مرور ست حصص !! ، لم يبقَ لي من ذهني الكثير ، كنت ُ أشعر بالورقة تدور والخط غير واضح ، ونسيت حتى الأشياء البسيطة السهلة ، كان الامتحان سهلا ، ولكن نفسيتي المتعبة ، ونومي القليل ، جعلتني أختزل الكلام لينتهي هذا الكابوس سريعا ، أود أن أغمض عيني لأجد نفسي في البيت وعلى فراشي ، مشي الحال ولم أهتم خبصت أو جبت العيد على قولتهم ، ما كنتُ فيه جعلني لا أهتم ، فلينحرق كل الامتحان ، لم يعد يهمني شيء مع إحساسي أن الأرض تدور بي ولم أعد أرى جيدا وصورة الفصل فيها شيء من ضباب خفيف .
الحمد لله سلموا البنات الورق سريعا ، وخرجت المعلمة قبل انتهاء الحصة ، تنفست الصعداء وفرحت ، لملمت أوراقي وأشيائي في حقيبتي ، وقبل أن أخرج من الفصل ، أومأت لزميلتي بعيني ووضعت الحقيبة بيننا ، فهمتْ سريعا ، وأول مارأت يدي تخرج من الحقيبة سحبتْ الرسالة ودسّتها في مقلميتها ورمتها داخل حقيبتها ، كنتُ منفعلة ومستعجلة في معرفة ردّ الشيخ على رسالتي ، طلبتُ منها أن تتصل عليّ أول ما يردّ الشيخ ، لا تهتم بالوقت ليلا أو نهارا ، وتنقل لي شفهيًّا كل ما سيقوله أو يكتبه ، وانفصلنا على هذا الاتفاق .
الحدث الثاني
اتّصالٌ هاتِفِيّ
عدتُ للمنزل منهكة جدا ، أول ماصليت الظهر ألقيت نفسي على فراشي دون أن أبحث بحال أي شيء في البيت ، لا أخوتي ، ولا والدي ، ولم أكن لأنتبه لأي شيء ، نمت نومًا مُنهكًا مُتعبًا ، الحمد لله ماجات ولا وحدة من خواتي على الغدا ، او ماصحوني على الغدا لما شافوني نايمة ، لا أدري .
سبق وأخبرتكم يوم الأربعاء هو يوم اجتماع العائلة ، يمكن أحد من أخواتي جاء وأنا نايمة ولا قمت ، ويمكن حاولوا يقوموني ولا حسيت بهم فتركوني ، ذاك اليوم كأنه ممحي من ذاكرتي ، لا أتذكر منه شيء ، وذاك الدوران الغريب في رأسي ، والشعور بالجدران تتحرّك ، وقلّ النوم ، وماصار بالأمس ، ومازل إحساسي برجفة وخفوق القلب من الارتفاع الحاصل بالأمس ، سواء كان حقيقة أو خيال أو حلم ، كان هناك شعور باضطراب الارتفاع ما يزال معي .
في المساء كانت أخواتي مجتمعات ، صحوت وكلهنّ بالبيت ، كانت السوالف تدور بينهم والضحك ، سلمت عليهم سريعا ، وذهبت لأصلي مافاتني من صلاة ، بعد الصلاة جلست بينهم أشرب الشاي ، وأحاول أتلهى بأحاديثهم ، كان استيعابي ضعيفا والشرود يأخذني بعيدًا عن كلامهم وأحاديثهم وضحكهم .
لا اتذكر شيء من حديثهم ، والظاهر أنهم لم ينتبهوا لحالي ، كانوا مشغولين بشيء ، كنت أشعر فيه خصام ، أو مشكلة ، ولكني لم أفهم شيء مما يدور حولي ، أسمع علو صوتهم ياتي من بعيييد ، كنت معهم بالجسم لا بالروح ، كان عدم انتبهاهم لحالي أكبر سبب في الاحتفاظ بأمري سرا ، وإلا لو شكّتني إحداهن بسؤال لانكشفت سريعا ، [ وهكذا غالب أخطاء البيوت في عدم الانتباه لتغير البنت ، وربما يُعذرون أخواتي ولكن مؤكد لن تُعذر أمّ لا تنتبه لتغير حال بنتها وشرودها وعدم مشاركتها من حولها في الحديث والضحك ] .
يبعد بي خيالي عنهم ، ويرسم لي عالمًا آخر ، بعيدا عن جدران هذا المكان ، وبعيدًا عن أحاديث هؤلاء النسوة من الإنس الحبيبات إلى قلبي ، وتنعاد الصورة من البداية ، وكلما انتهت بدأت من جديد في حلقة مفرغة لا بداية لها ولا نهاية ولا حل وفهم ، سوى أنه يصنع في ذهنك علامة استفهام كبيرة مع رعب وخوف .
غير مصدقة للآن ماصار ؟ ، لا يستوعب عقلي الصغير وفهمي الضعيف تحليلا لما صار بالأمس .
هل طرت بالأمس في الغرفة ؟ هل كنتُ فعلا أطير ؟! هل يمكن لهذا الشيء أن يحملني ويطير بي في الغرفة بتلك الطريقة ؟! ، كمن يحمل طفلا صغيرا يدخل يديه من الخلف تحت يدي الطفل ويدور به بسرعة ليدوخ بعدها هذا الطفل وهو يضحك ؟! .
تذكرت صورة المارد الذي يركب على ظهره أحد الإنس فيطير به من بلاد لأخرى في أفلام الكرتون ، ربما في ذاك الوقت لم أكن أعرف أن الجن يستطيعون نقل الإنسي من مكان لآخر والطيران به ، ولكن يقف حائلا تفسيرا آخر أسهل وأقرب ، أن كل ذاك مجرد حلم ؟! .
نعم هذا أسهل تفسيرا ، ففي الحلم تستطيع أن تطير في السماء ، وتستطيع أن تغوص داخل المحيطات ، وتتعارك مع الأسود والديناصورات ، فهو حلم لا حقيقة ! ، وحتى لو قلته للناس سيصدقونك ، ويقولون هو حلم ، فقط صورة تُدار في الذهن ، مثل خدع السينما ، بينما أنت على قراشك تتدفأ بغطاك وتبتسم الابتسامة على شفتيك لروعة هذا الحلم والإثارة فيه .
رفعتُ كوب الشاي أحتسي رشفة منه وسط صخب أبناء اخواتي الصغار ، وهم يلعبون ويتضاربون ، الحمد لله وجود هذا العدد حولي يريحني ، كنّا مجتمعين ذاك الوقت في غرفة نومنا نحن البنات ، لأن الجو بارد ، وكانت هي أدفأ غرفة في البيت ، وكنتُ على طرف المجموعة بين أخواتي كلهم .
نظرت لجدران الغرفة ، وطيران الأمس يعود لي ، رأيت أني علّقت عباءتي في نفس مكانها بالأمس ، عادت بي الذاكرة ويداي تحاول التشبت بشيء ، بالجدار ، أو عباتي ، أو الستارة ؟ ، هل هذا كان حقيقة ؟ ، لنفرض أنه كان كذلك ! ، وأنا كنت مغيبة عن الرؤية كمن وضع حائلا على عيني يمنعني من الرؤية ، ولكن هل حصل ؟ هذا السؤال الذي لن اجد له جوابا طيلة حياتي .
لو كنت أعرف شخصا مستيقظًا وقتها لسألته ، ولأخذت بقوله ، وحسمت المسألة مهما قال لي .
تلك الأيام لم أكن مؤهلة ، لا في العمر ، ولا في العقل ، ولا في العلم ، ولا في النفسية ، لأفكر في المسألة بصورة واضحة المعالم ، لكني الآن غير ، فمسألة طيراني في الغرفة ومعرفتي للجدران حولي وماتحتي وفوقي شيء عجيب ، وأيضا كون جسمي يُرفع وأطير في الغرفة والصوت كان عالٍ ، ولا يصحو أحد مع هذه الحركة دلالة أنها لم تحصل بالأصل ! .
أتعجّب ، كيف تسلطّ عليّ ورفع جسمي وجعلني أشعر فعلا أني في أعلى الغرفة لدرجة أن قلبي يخفق بشدة وصدري يعلو وينخفض خوفًا أن أسقط ، شعور حقيقي يصاحبني مع التذكر أيضا .
قد يكون حلما ولم يحدث شيء .
وقد يكون حدث فعلا .
ولكن يبقى السؤال ..
س/ لو حصل وطرت فعلا ؟!
هل كان بالجسم أم بالروح ؟!
<<< بدأ التخريف !!
هل تعرفون لما أفكر بهذا ؟!
بسبب آية النوم .
يقول جلّ في علاه ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الزمر : 42] والذي فهمته من كلام ابن القيم ان الروح تنفصل عن الجسد في حالِ النوم ، ولا أعرف كنه هذا الانفصال ولكن الأكيد أننا نحن الإنس لا نراه للنائم بجانبنا ، ولكن هل الجني أيضا لا يراه ؟!
وأيضا حين تنفصل الروح عن الجسد وتبقى الروح بلا جسد ويريد الشيطان إيذا الإنسيّ ، فهل يتوجه للجسد أم للروح ؟!
في ظني هو يؤذي الروح ، ولكن كيف يصل لهذا وهو مسلط على الجسد لا الروح ؟!
بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يجري من ابن آدم مجرى الدم .
ربما بسبب أن الانفصال غير كلي بين الجسد والروح فيبقى له شيء من سلطة على الروح وقت النوم ؟!
وربما يجعلني أشك بهذا كون العراك غير مفهوم ، لا يد ، ولا رجل ، ولا شيء ماديّ محسوس فيه ، ولكن كل هذا لا دليل عليه البتة ، ويبقى الأمر بين كونه حلم وهذيان وبين ماقلت ، ولن يحسم المسألة إلا أمر مثبّت بالدليل والنظر والحسّ والعقل مع موافقة الشرع أو على أقل تقدير أن لا يضادّ الشرع .
قد يكون مجرد حلم كما قلتُ سابقا وقد يكون حقيقة ، فإن كان مجرد حلم ولكن يميزّهُ أنه كان موافقا لأحداثيات الغرفة وجدرانها ، وإن كان ناتجًا من تسلط الجنيّ على الروح حين مفارقتها للنوم ، لا أدري ماهو تفسير الآية اليقيني في ان الروح تنفصل عن الجسد حال النوم ، فهل هذا الجنيّ يتسلط على الأرواح وقت انفصالها عن الجسد ؟! ، في هذه اللحظة يهجم على الروح فتكون تلك الروح التي خرجت هي التي يصيبها الرعب ، بينما الجسم في مكانه مسجىً على الفراش !!
هل انفصال الروح عن الجسد وقت النوم هو الوقت المناسب للجاثوم ليُحكم سيطرته على الإنسيّ ؟!
وهذا هو السبب الذي يجعله يترقب وينتظر ويبدأ سريعا أول مايدخل الجسد في النوم ويبدأ انفصال الروح ليهجم على الإنسيّ ؟!
نسيت وأخذتكم بعيدا أعود للحدث مرة أخرى ، اليوم اجتماع أخواتي ، وأنا بينهم الآن أحتسي الشاي ، كنت وسطهم ولا أشعر بهم ، ولا يفيقني من شرودي إلا لو ناداني أحد أجيب شيء ولا أودي شي ، على حافة الانهيار والذهن يسبح بعيدا وبسرعة يفكّر ويحلل .
لم ينتبه لي أحد ، وهذا جعل الأمر يمرّ بسلام إلى أن غادروا البيت في الليل .
كانوا يلبسون عباءاتهم ، ويخرجون واحدة تلو الأخرى ، حاملين معهم الأمن والأمان والأنس والراحة ، وسيارات أزواجهم تنتظر أسفل المنزل ، وأصوات البواري يعلو مع تأخيرهنّ .
كنتُ أتمنى أن يخرجن بسرعة من ضيقي وتعبي ورغبتي في النوم ، وفي نفس الوقت تمنيت أن يبقون ، لا أريد أن أبقى وحدي مع هذا الـ ....... !
خرج الجميع ، وسكن البيت عن الحركة بعد الضوضاء والصخب ، سكن كل شيء فجأة ، وظلام الليل أرخى سدوله على الحارة وعلى الشارع وعلى البيت وعلى داخلي .
ضيقٌ يملأ صدري ، ويزداد ويزداد ، ورغم حاجتي الشديدة للنوم إلا أني لم أرغب بالنوم ، تمنيت أن لم يكن هناك شيء اسمه نوم ، كان بي شيء من ندم ان لم أفتح فمي بكلمة لهم ، لكن لم أستطع أن أفتح فمي ، شعرت أني قد سرت مسافة كبيرة مع هذا الشيء ، ويحتاج تمهيد كثير قبل أن تصل لهم الفكرة .
هدوءٌ وسكووون في البيت ، كان والدي قد نام من قبل أن تخرج أخواتي ، وأخي لا أذكر هل هو نايم أم لم يأتِ بعد ، فتلك الأيام طلعت عليه طلعات أن يسهر خارج المنزل ، وأخي الكبير عاد ونائم في غرفته ، وأما الصغار فقد ارتموا على فرشهم من بدري وناموا .
كان على الطاولة بقايا فناجين الشاي ، جمعتها على الطاولة ، ولم اجرؤ الذهاب في هذه اللحظة لأضعهم في المطبخ ، لا يهم ، يبقون في مكانهم إلى الصباح ، هذا أهون ألف مرة من قطع المسافة لشق البيت الجديد حيث المطبخ .
وقفت وسط غرفة نومنا ، أقلب أنظاري في الصغار ، بدأت أغطي المتكشف منهم ، ضيق شديد في صدري ، ورغبة بالبكاء ، شيء كاتم على الصدر ، أريد أن أفضفض ولو للجدار ، أريد أن تخرج هذه الكتمة التي تسد عليّ الهواء ، لو تحدثت فقط سأرتاح ولو لم تُحلّ المشكلة .
فرشت فراشي وجلست عليه ، أقلب أنظاري في الغرفة وفي جدرانها ، سحبت الطرحة ووضعتها بجانبي ، تحسبًا لأي شيء سيصير ( غباء ) ، وحرصت أن تبقى اللمبة شغالة ، لن أخطأ خطأ الأمس ، مع أني لا أدري كيف انطفأت ، ولكن لعلي انا التي أغلقتها ؟! .
كانت الساعة تُقارب الـ 12:00 ليلا ، وإذا بالهاتف يرن ؟! ,
نطيت بسرعة للهاتف فرحة أني سأسمع صوتًا الآن ، الحمد لله .
كانت أختي الكبيرة وتسألني : نمتم ولا لسا ، وش تسوين الحين ، ليه مانمتِ " .
ومن مثل هذه الأسئلة ، استغربت لأنها لا تتصل في مثل هذا الوقت .
سألتها : مالكم خارجين نص ساعة وتتصلين تسألين عن حالنا ؟! .
: إش صاير عندكم في البيت ؟! .. "
: ولا شيء .. "
كان صوت زوجها يتخلل المكالمة ، ولكنها تابعت تسألني ، وهي ترد عليه بكلمة ( أهلي ) ، فهمت أنه يسالها تتصل على من ، سألتني بصوت منخفض أقرب للهمس : إشبك اليوم ؟ مانت طبيعية بالمرة ؟ لا تهرجين ولا تضحكين وساهمة وساكتة وشاردة ؟! صاير شي في المدرسة ؟!"
سكتُّ ولم أرد ، أو لم أعرف كيف أرد ، كيف أبدأ ، أقول ولا أمشي حالي عشان أروح أنام ، لو تكلمت لن تتركني ، شعرت ببكوة كبيرة واقفة على صدري ، فالتزمت الصمت خوفا أن أبكي وأُفزعها ، وبقي فقط صوت أنفاسي يصلها ، وهي حست وقتها أن في الأمر شيء ، بدأ همسها يرتفع : إش بك ساكتة ؟ فين ............... ؟ أعطيني هو ، صحييه حتى لو هو نايم " ( تقصد أخوي ) .
أردت أن أجيبها أنه ماهو فيه ، و مارجع لسا ، لكن خانني لساني للمرة الثانية ، بكيت ، وبكيت ، وبكيت ، وسط الهدوء والخوف الذي كان حولي ، ولم يوقفني صوتها وتوسلاتها ، أن أتوقف ، وأقول وش فيه .
فزعت وهي تهددني إن لم أتكلم أنها جاية الحين للبيت هي وزوجها وبتصحي الوالد وووو .
أوقفتها ورميت بهذه العبارة المختصرة التي تحكي كل شكوكي ومخاوفي .
ولا أدري كيف نطقتها بذاك التعبير الذي لم أرده ولكن جرى به لساني .
: أنا فييييييييني جني .. "
.
.
.
زائِـــــرُ اللّيْـــــل .
مازال للحلقة بقية ولزائر الليل طلّة .
أنزلها غدًا بإذن الله .