حلقـ(3)ـة
حَدَثٌ في كابوس ..
أتذكر حصل هذا الحدث بعد مرور شهر تقريبا من بداية هذا الجاثوم - عليه من الله ما يستحق على ما آذاني وسبب لي من الآلام وكدّر عليّ حياتي وعلى أهلي وكاد يُذهب بعقلي والحمد لله أن حمل حقائبه مغادرا حياتي لا أعاده الله للأبد - .في الليل وقد نام الجميع دخلنا انا وأختي ( تقصدني ) غرفة أخي الكبير وفتحنا التلفاز واستلقيت أنا على سريره فيما استلقت أختي ( أي انا ) على الأرض بجانب السرير متوسدة الوسادة الأخرى ، كان الوقت حوالي الثانية عشرة وربع تقريبا أو بعده بقليل ، وكان فيه مسلسل فيما أظن في القناة السعودية تابعناه والنوم يداعبنا كلينا حيث لم يكن من عادة بيتنا السهر يادوب إلى 11 الليل ويكون البيت بأكلمه قد نام ..
لم نشعر بنفسنا لا انا ولا أختي إلا النوم قد غافلنا دون أن نشعر ..
بعدها استيقظت وفتحت عيناني مستغربة من نومي السريع ونزلت من السرير لأجد أختي ساكنة على الأرض مكانها وكانت نائمة بشكل غريب ..
نسيت أمر التلفاز وإن شعرت به خلفي ومفتوحا على المسلسل ..
كنت انظر لأختي النائمة ، حاولت أوقظها بالنداء الخفيف باسمها ولكن لم ترد علي ، بدأ صوتي يعلو " فلانة .. فلانة .. فلانة " ولكن لم تتحرك البتة ولم تستيقظ ..فانحنيت فوقها بهيئة الركوع ومددت يدي على بطنها وبدأت بهزها بقوة " فلاااااااانة " مع الصراخ ، فوجئت بيدي تغوص داخل بطنها ... وبدأ الصراخ بقوووة وتكرار اسمها بصورة جنونية ... وازداد الصوت مع غرق يداي داخل بطنها الاسفنجية أو العجينة ... والصراخ يعلو ويعلو ويخترق طبلة أذني بصورة مؤلمة ... كأنَّ بوقًا موصول بين فمي وأذني أصرخ فيه وأعذّب نفسي بنفسي ، ومع الصراخ والفزع حصل شيء من إفاقة ، قوة صرختي أفاقتني من نومتي ، كنتُ نائمة ولم أفق بعد ؟! كل هذا كان ..كابوسكابوسكابوسلم يكن حقيقة !!..
نعم هي الحالة والتربيط ذاك بدأ بي ، حاولت وحاولت وحاولت إلى ان فُكّ عني ، فتحت عيناني لأجد ان التلفاز مفتوح وقد انتهى الإرسال " صوت وشششششش" وأختي بالأسفل نائمة مكانها وكل مارأيته كان كابوس كابووس كابوووس زاد من الفزع صوت وشوشة التلفاز وسط سكون ذاك الليل وفراغ البيت من صوت إنسان سوى وشوشة التلفاز ..
لو لاحظتم ستجدون أن الكابوس يوافق نفس إحداثيات الصورة ونفس المكان ونفس الحدث قبل أن انام ، وهكذا كانت غالب الكوابيس تخدعني بما رأته آخر عيناني لأحسب أنه حقيقيّ فيكون الفزع أكبر وأعظم حين أفيق وأجد نفس الشيء فأتوقع أن يحدث نفس ما رأيته في الحلم المفزع وهكذا يفعل بك ليجننك ويقتلك نفسيًّا ..
نزلت من السرير ومددت يدي وأقفلت التفاز وانا انادي أختي التي استيقظت بسرعة وسحبتها معي لنذهب للنوم في غرفتنا ولم أخبرها بشيء ..وسجنت ماصار في صدري إلى حين ..حَدَثٌ آخر ..
في إحدى المرات كالعادة حالما دخلت في النوم بدأت الكوابيس ، رأيت سوادا يحيط بي من كل مكان ، سواااااااد داكن لا ترى فيه ماحولك أجدار أم فضاء ، ولكن تحكم أنك داخل سكونٌ تاااااااام ، لا صوت ولا صورة ، وفي وسط هذا السواد فُتحت عينان ، نعم عينان ، فقط عينان ..
عينان لا شيء سواهما ..مددت يدي تحت العينين بمقدار أقل من شبر بمستوى الرقبة ، وبدأت بالخنق لصاحب العينين التي ضاقت عيناه ولكن قليلا ضاقت فقط ، ثم أغمضت عيناني لا أعرف لما !! ، وبدأتُ أصرخ وأصرخ بصوت يصم الآذان وأنا أضغط على رقبته التي لا أشعر بشيء مادي ألامسه ، لا أعرف لما خنقته ، ولا أعرف لما صرخت ، فالمفروض هو الذي يصرخ لا أنا ، بقيت على هذا الحال أخنق وأصرخ بعلو صوتي الذي يحطم طبلة أذني ، استيقظت من النوم بسبب الصراخ والخوف ، وكنتُ ألهث كأني قد جريت مسافة كبيرة ..
التفتُّ فإذا بجانب فراشي اثنين من اخواتي ( تقصدني وأختي ) يتضاحكان بشيء صار في المدرسة - وكان الوقت حوالي العاشرة ليلا او حولها - سألتهما : سمعتم شيء ؟! سمعتوني أصرخ ؟! كنت اتحرك ؟! ..
وكان الجواب : لا " ..
لم أحب أن أفزعهما فسكتت ، ثم ألقيت نفسي على الفراش ، وأكملت نومي ، كالعادة منهكة جدا ولا أعرف السبب في هذا التعب الغريب الذي يأتيني بعد النوم ، وكأن النوم صار مصدر للتعب لا للراحة ، وكأني في النوم أسافر وأقطع الآف الأميال وأستيقظ منه منهكة خائرة القوى ..
مشت العطلة على هذا المنوال من الصراخ والأحلام المفزعة والحبال التي توثقني وتربطني ولكن كان بصورة متقطعة ولم يزد الأمر على مثل ماذكرت ..
....
بدأت المدارس ودخلت أول ثانوي ..
في الحلقة القادمة أتابع الأحداث مع الدراسة ..
الله لا يبلا مسلم بمثل ما مررتُ به .... يتبع ..
