الأرقام العربية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...1230x1615).png
دور الأرقام العربية في النهضة الإنسانية
الأرقام العربية هي رموز مستخدمة للتعبير عن الأرقام العددية. وتعتبر الأرقام العربية الأكثر استخداماً في العالم، حيث تستعملها معظم دول العالم. مع العلم أن العرب في الشرق الأوسط حاليا يستخدمون الأرقام الهندية (۰ ۱ ۲ ۳ ٤ ٥ ٦ ٧ ۸ ۹). أما عرب شمال افريقيا فيستعملون الأرقام العربية(0 1 2 3 4 5 6 7 8 9).
الفرق بين العدد و الرقم
الأرقام ليست أعدادا وإنما هي أشكال تكتب بها رموز الأعداد، وإذا كانت الأعداد ليس لها آخر فإن الأرقام عددها عشرة، و
الأرقام العربية اسم يطلق على سلسلة الأرقام المستخدمة في العالم، وكذلك تسمى في المخطوطات الغربية، وهي 9-8-7-6-5-4-3-2-1-0، فرمز العدد اثنان يتكون من رقم واحد من الأرقام العربية وهو 2، ورمز العدد خمسة وعشرون يتكون من رقمين من الأرقام العربية هما الرقم5 والرقم2، ونقول العدد 25 ولا نقول الرقم 25.
أرقام أخرى
عرفت الحضارة العربية سلسلة أخرى للأرقام في مشرقها لا تزال حاضرة في بعض الدول الإسلامية مثل المشرق العربي وباكستان وهي الأرقام العربية الهندية ۰-۱-۲-۳-٤-٥-٦-٧-۸-۹.
الأرقام العربية0123456789
العربية-الهندية٠١٢٣٤٥٦٧٨٩
العربية-الهندية الشرقية
(الفارسية والأردية)۰۱۲۳۴۵۶۷۸۹
الهندية
(الهند الحالية)०१२३४५६७८९
تاميل ௧௨௩௪௫௬௭௮௯
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...als-en.svg.png
أصل الأرقام
أرجح الآراء هو أن الأرقام العربية وضعها صانع زجاج مغربي. أعطى للأرقام التسعة شكلا يتعلق بعدد الزوايا في رسم كل منها: زاوية للرقم 1 زاويتين للرقم 2 وهكذا...[1]
وقد أثبتت دراسة حديثا هذا الطرح [2] . فإذا كتبنا الأرقام حسب عدد الزوايا مع أن الصفر دائرة غير مزواة:
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...َفي_حسابْ1.png
وبعد أن بقيت التسعة والصفر كما هما، ودورنا الثمانية والستة والخمسة والأربعة والثلاثة والواحد، وقلبنا الرقم اثنان والرقم سبعة. حصلنا على الشكل التالي:
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...في_حسابْ_2.png
وبإيصال بعض هذه الأشكال بعضها ببعض، دون تغيير في الترتيب، نحصل على الشكل:
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...َفي_حسابْ3.png
وهذه جملة عربية مكتوبة ب الخط الكوفي (ويطلق هذا الإسم على كل الخطوط التي تميل إلى التربيع والهندسة)، وهي:
وهدَفي حسابْ ، مع أن السكون هو الصفر.
من حساب الجمل إلى الأرقام
جدول حساب الجمّلا1ح8س60ت400ب2ط9ع70ث500ج3ي10ف80خ600د4ك20ص90ذ700ه5ل3 0ق100ض800و6م40ر200ظ900ز7ن50ش300غ1000الأرقام العالمية كانت تسمى الأرقام الغبارية، وفي المخطوطات القديمة تسمى الأحرف الغبارية، فللقلصادي كتاب يسمى كشف الستار عن حروف علم الغبار. والغبارية ليست نسبة إلى الغبار كما هو شائع، فقد جاء في منظومة محمد بن أحمد بن غازي (منية الحساب)[3]:
بسيط أسماء الجميع إثنا عشر منها تركب جميع ما
غبرفتسعة منها هي الآحاد وعاشرا للعشرات زادواوالتال للمئين والثاني عشر ءالافها ومن هنا الطي انتشرالمراد بالجميع جميع الأعداد، وغبر بمعنى بقي( كما جاء في شرحه للمنظومة) ومن هذه المنظومة يمكن أن نستنتج تفسيرا لسبب تسمية هذه الأرقام بالغبارية، من اثنا عشر اسما للأعداد(واحد-إثنان-ثلاثة-أربعة-خمسة-ستة-سبعة-ثمانية-تسعة-عشرة-مائة-ألف) يتركب ما غبر أي ما بقي من الأسماء، فاسم العدد 203 يتركب من الاسم مائة والاسم ثلاثة، وهذه ميزة تتميز بها الأرقام الغبارية عن حساب الجمل الذي ليست للأعداد فيه أسماء محددة، فالعدد 25 مثلا هو20+1+4 وهو كاد أو 8+10+7 وهو حيز أو 9+1+5+10 وهو طاهي، ناهيك عن أسماء الأعداد المختلفة. وقد استخدم العرب منذ الجاهلية إلى صدر العصر العباسي حساب الجمل، ورغم أن ابن غازي كان في القرن التاسع الهجري إلا أنهم لا زالوا يؤرخون لأعمالهم بحساب الجمل:
تم وقد سنح في فكري وعن أن ألغز التاريخ سبرا للفطنسطر إذا عن الأسوس جردا فمنتهاه كعب نصف المبتداوالفضل بين حشوه والمنتهى نصف لجذر صدره به زهاوالمنتهى مع فضله ذو جذر وجذره بين الحشا والصدروإن تأسسه يوافق عددا
نفسي مع قومي لأحمد فداصلى وسلم عليه ربنا وآله وصحبه الحمر القناما فاق ضوء الشمس نور القمر ورنح البان نسيم السحروأطرب العيس بحسن النغم حاد يسوقها لخير حرمبالرجوع إلى جدول حساب الجمل نجد أن سبعة من حروف الجملة "وهدَفي حسابْ" هي آحاد في الجدول، وهو أمر يستحيل حدوثه بالصدفة:
وبما أن حساب الجمل كان يستخدم غالبا لتدوين تاريخ الأحداث، فإن مجموع قيم "وهدَفي حسابْ" هو التاريخ الذي وضعت فيه هذه الأرقام: 6+5+4+80+10+8+60+2+1 وهو 176. 176 بالتقويم الهجري (792 بالتقويم الميلادي) تاريخ جد ملائم لوضع هذه الأرقام.
شكل الرقم 2 الأصلي
في المخطوط، الرقم اثنان على شكله الأصلي، كما يظهر أن هذا الشكل، وهو سابق لظهور الرقم اثنان على شكل حرف z بالانتباه إلى ترقيم الصفحة 204.
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...sVulgaris2.jpg
في المخطوط الرقم اثنان على شكله الأصلي
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...oAlgorimus.jpg
في المخطوط الرقم اثنان على شكل ألف مقلوبة
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...als_origin.gif
يعتقد البعض أن الأرقام العربية اقتبست من الأرقام الهندية لتأخذ شكلها الحالي
الأرقام والسياسة
في 176ه كان العالم الإسلامي قد شهد انفصال الأندلس والمغرب الأقصى والأوسط عن الخلافة العباسية، الأمويين في الأندلس، والأدارسة في المغرب، ولو أن الأرقام الغبارية خرجت من المشرق لم يضر الدولتين شيئا في أن يتبعان الخلافة العباسية في ذلك، لكنه إذا كان العكس وهو خروج الأرقام من المغرب فلا يمكن للخلافة أن تتبع الدولتين، لذلك اتخذت الخلافة العباسية سلسلة أخرى للأرقام، وبقيت هذه الأرقام في المغرب، تجدها في المخطوطات، ومنقوشة على الخشب الذي يزين المساجد والمدارس العتيقة. كما أن الخط المغربي كان في العهد الإدريسي كوفيا. وتلك الفترة كانت المخاض لتأسيس إحدى أقدم الجامعات في العالم ( جامعة القرويين ) التي تعتبرها موسوعة جينيس للأرقام القياسية أقدم المؤسسات التعليمية الموجودة في العالم. وأيضا الأرقام العربية الهندية، أرقام عباسية، لأن البعض يحكي بأن الأرقام العربية استعملت في مصر في القرن الثالث الهجري، وهذا بعد تراجع نفوذ الخلافة العباسية في هذا القطر (قال الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله في بحثه : العالم العربي متجه نحو استعمال الأرقام العربية المغربية : [ويذكرون أن أوراق البَرْدي المصرية القديمة الراجعة إلى القرن الثالث الهجري ، قد استعملت الأرقام الغبارية . ولكننا نتساءل : لماذا لم يتابع المصريون في القرون التالية استعمال هذه الأرقام ، حيث عدلوا عنها – إذا صح أنها استعملت حقيقة – إلى الأرقام الهندية أو العربية المستعملة الآن في الشرق ، ولعله من كلام بعض المستشرقين الذين يُلقون الكلام على عواهنه]).
انتقال الأرقام العربية إلى أوروبا
درس البابا سيلفيستر الثاني في الأندلس وأدخل الأرقام العربية إلى أوروبا فمن أجل ذلك يطلق عليه أحيانا بابا الأرقام[4] ، وكانت أوروبا حينها تستعمل الأرقام الرومانية التي لا تساعد على إنجاز أبسط العمليات الحسابية. وقد وجد سيلفيستير الثاني صعوبة في إدخال الأرقام العربية إلى أوروبا، فالكتاب اعتقادا منهم بتفوق الثقافة الرومانية واليونانية على كل الثقافات، لم يكونوا مستعدين لتقبل أهمية الصفر ولا الأرقام العربية، فقد كانوا يعتبرون كل الحضارات الأخرى متخلفة (barbarian civilization)، لذلك قام جيربير (سيلفيستر الثاني) باختراع لوح أباكوس جديد سمي ب أباكوس جيربير وهو لوح مطور عن اللوح أباكوس الروماني وأكثر فاعلية، استعمل فيه الأرقام العربية دون الصفر، لذلك تجد الصفر غير ظاهر في مخطوطات القرن العاشر والحادي عشر الميلادي.[5]
أقدم مخطوطة أوربية مؤَرَّخة تحتوي على أرقام عربية، هي مخطوطة (فجيليانس) en:Codex Vigilanus. وقد كُتِبت في الأندلس في شمال إسبانيا في سنة 976م. وهي محفوظة اليوم في مكتبة مدريد. ولا تحوي على الصفر.
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...-Lifenumb4.jpg
ولادة الصفر مع الأرقام العربية
حساب الهند الذي تذكره بعض المراجع العربية، هو في الحقيقة حساب ألفبائي كحساب الجمل، له 28 رمزا، لكن ترتيب النقط على الحروف جعله يبدو كحساب بتسعة رموز فقط، وابن النديم يشرح هذا بوضوح في كتاب الفهرست، فهو يقول؛ "وذكر هذا الرجل المقدم ذكره أنهم في الأكثر يكتبون بالتسعة الأحرف على هذا المثال:
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-An_034b.jpg
وابتداؤه أ ب ج د ه و ز ح ط فإذا بلغ إلى ط أعاد الحرف الأول ونقطته تحته على هذا المثال:
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-An_034c.jpg
فيكون ي ك ل م ن س ع ف ص يزاد تسعة تسعة فإذا بلغ إلى صاد يكتب على هذا المثال:
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-An_035a.jpg
وينقط تحت كل حرف نقطتين هكذا فيكون ق ر ش ت ث خ ذ ظ فإذا بلغ ظ كتب الحرف الأول من الأصل وهو هذا ونقط تحته ثلاث نقط هكذا:
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-An_035b.jpg
فيكون قد أتى على جميع حروف المعجم ويكتب ما شاء." وهذه الحروف التي رسمها ابن النديم في الفهرست[6] تشبه بشكل كبير الأرقام المستخدمة في المشرق العربي. وهكذا يتضح أن النقطة التي كان يعتقد أنها كانت صفرا في الهند القديمة وخاصة في الاقليم الرابع لباكستان السند، إنما كانت نقطة تحت حرف، كما هي نقط بعض حروف الأبجدية العربية، ب ج ت ث خ ذ ز ش ض ظ غ ف ق ن ي ، لكن توزيع النقط على الحروف يختلف بشكل كبير على ما كانت عليه الحروف الهندية.