O
يا دعاة تحرير المرأة أنتم دعاة إلى الزنا
بدعوتكم إلى تحرير المرأة أنتم تحررونها من قيود الشرع ، هذا مضمون رسالتكم إلى نساء الأمة ، دعاة على أبواب جهنم ، الله قد أمر العباد بغض البصر وحفظ الفرج ،وأنتم على النقيض تأمرون بإطلاق البصر في دعوتكم للمخالطة وخروج المرأة حرة متبرجة ، يقول سبحانه :{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} ، لماذا بدأ الله بغض البصر ثم ألحقها بحفظ الفرج ؟! هذا تنبيه وتحذير من مبدأ الشرر قبل اضطرام النار ، وقرن بينهما لنعلم أن الوسيلة لها حكم الغاية ، فالذي يوصلنا إلى الحرام حرام ، كلاهما حرام ، معادلة واضحة لا تحتاج إلى شرح وبيان ، وسنة من سنن الله في خلقه لا تتغير ولا تتبدل ، بأن من أطلق بصره حام حول الحمى يوشك أن يرتع فيه بسبب الافتتان ؛ وأي فتنة ؛ إنها فتنة النساء ، أعظم فتنة وأضر على الرجال من أي فتنة أخرى ، فميل الرجل إلى المرأة جبلة وغريزة قد غرزها الله سبحانه في فطر الناس ، والتغافل عنها وتهميشها على أنها قضية لا تستحق الاهتمام هو ضرب من السفه وجهل بحكم الله وحكمته .
ونعود ونقول لدعاة الزنا :ً كيف السبيل إلى غض البصر مع الدعوة إلى الاختلاط في جميع ميادين العمل بحجة المساواة ؟! أم كيف يُستطاع غض البصر من قبل الرجال في زمن ضعف فيه الإيمان مع وجود التبرج وهذا ما لا ينبه عليه دعاة التحرير أبداً مع دعوتهم للاختلاط من إلزام المرأة باللباس الشرعي وتوقي مجامع الرجال والأنس بحديثهم والخلوة بهم !! .. بكل بساطة هذه المعادلة تفضح دعاة التحرير ، وتضع النقاط على الحروف ، فبدلاً من "تحرير المرأة" إذا بك تقرأها "تجريد المرأة" بعد تصحيح النظرة .
يقول الشيخ ابن باز رحمه الله : فكيف يحصل غض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة عند نزول المرأة ميدان الرجال واختلاطها معهم في الأعمال ؛ والاختلاط كفيل بالوقوع في هذه المحاذير .
وهناك مسألة أخرى أيضاً ، هي نفس التي قبلها أصل وقاعدة وسنة من سنن الله تبين أن دعاة التحريرهم دعاة زنا، وهي أن الله أمر عند سؤال النساء أن يكون من وراء حجاب وأن لا يخضعن بالقول ذلك من أجل المحافظة على المضغة التي في الصدور ، فقال سبحانه :{وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} ، وكذلك قوله تعالى :{فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض} قال الشيخ ابن باز رحمه الله : يعني مرض الشهوة فكيف يمكن التحفظ من ذلك مع الاختلاط ؟ والله عليم حكيم حيث أمر المرأة بالحجاب ـ والقرار ـ وما ذاك إلا لأن الناس فيهم البر والفاجر والطاهر والعاهر .
مع أني أجزم بأن دعاة التجريد بعيدين من هذه النصوص والمعاني السامية التي يرسمها لنا ديننا الحنيف ، لا يلوون على معرفتها والعمل بها ؛بل لو عرفوها لعارضوها لتعارضها مع مقاصدهم ومقاصد دعوة القرآن {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً} هذا طبيعي .. فالقرآن يعامل مخالطة الرجل والمرأة بحساسية شديدة وإن تذمر وتشدق دعاة التجريد من ذلك ووصفوه بأنه متشدد وظالم للمرأة وأنه يتهم الناس في أعراضهم ولا يثق بهم .
فعملهم إذاً قائم على الدعوة إلى إطلاق البصر وعدم الالتفات إلى ما يصيب القلب من أمراض فتاكة توصل صاحبها إلى الوقوع في مصايد الشيطان
ومن أجل هذا كله عمد الإسلام إلى وضع حواجز بين الرجل والمرأة عند التعامل والمخالطة ، وجعل الأصل للمرأة هو القرار في البيت ، وللرجل خارج البيت .
قال ابن باز رحمه الله : وقد سمى الله مكث المرأة في بيتها قراراً وهذا المعنى من أسمى المعاني الرفيعة ففيه استقرار لنفسها وراحة لقلبها وانشراح لصدرها فخروجها عن هذا القرار يفضي إلى اضطراب نفسها وقلق وضيق صدرها وتعرضها لما لا تحمد عقباه .
وعمل دعاة التحرير قائم على إزالة تلك الحواجز بحجة التخلف وعدم الثقة بالنفس وظلم المرأة وهضمها حقها . أين الثقة المزعومة يا دعاة الزنا عندما أخرجتم المرأة في البلاد الغربية فولغ فيها الرئيس والمرؤوس ، حتى وصل الحال إلى أن تصبح سلعة تساوم على فرجها ، لماذا لم تدافعوا عن حقوقها هناك وتؤمنوا لها سبل التحصيل على العيش الشريف ؟! أليست أحق بأن تدافعوا عنها وتدعوا المرأة المصونة المكرمة في بيتها في هذه البلاد !! لماذا لم تستطيعوا أن تحافظوا عليها من الأيدي العابثة اللاهثة ؟! تقومون بتسهيل الوصول إليها والنيل منها ثم تبحثون عن عقوبة رادعة للمعتدي والكل معتدى عليه في الحقيقة .. فالأولى أن يُقتص منكم يا دعاة الرذيلة . فالمرأة والرجل قد وقعوا تحت ظلم النظرة المنتكسة .
لكنه ولا بد أن يدرك الداعي إلى تجريد المرأة والمتبع المتعامي أنه يوقع الفساد العظيم في الأمة ،ويلحقها في صفوف الأمم المنحلة ، يقول المفكرالغربي "جانبولرو" : إن التأثير الغربي الذي يظهر في كل المجالات ويقلب رأساً على عقب المجتمع الإسلامي لايبدو في جلاء أفضل مما يبدو في تحرير المرأة .
أدرك الكافر أن السياج المنيع الذي كفله الدين الإسلامي للفرد المسلم لا يمكن كسره أو فتحه إلا في ضياع هوية المرأة لأنها المدرسة الكبرى التي خرج من رحمها الشريف جيل الفتوحات الإسلامية الذي دك عروشهم وفتح بلادهم .
فندرك ونعلم من هذا كله أن الداعي إلى "حرية المرأة" هو داعٍ إلى "زنا" ..
كما أن التي تتعطر وتمر من بين الرجال فتتسبب في فتنتهم فهي زانية .. ولا فرق بينهما !!! ..