مسرحيات الأمانة بالمجان؟

مسرحيات الأمانة بالمجان؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يعتاد المواطنون من أمانات المدن سوى الغرامات الباهضة, والرسوم القاصمة للظهور والجيوب, فاستخراج فسح البناء يحتاج إلى رسوم, ورخص المحلات التجارية تحتاج إلى رسوم, واللوحات المعلقة على واجهات المحلات والمؤسسة تحتسب بالأشبار والأمتار وتفرض بناء على ذلك رسومها, وأدنى مخالفة لأنظمة الأمانة سيترتب عليها ضرائب ومكوس لا تعرف الرأفة والرحمة!!
هذا التضييق والضغط على ميزانية المواطن يقابله كرم حاتمي وسخاء لا حدود له لمن أراد أن يشاهد مسرحيات الأمانة كلّ شهر فالدخول مجاناً والترحيب يفوق الوصف!
ورغم أن المسرحيات تكلف الأمانة مبالغ باهضة ودعايات وإعلانات وورشة عمل لا تكل ولا تمل إلاّ أنَّ كلّ ذلك لا يغلى على المواطن فهو أهل للاحتفاء به والترفيه عنه!
ولنا أن نتساءل ما السرَّ يا ترى في تخلي الأمانة عن جشعها وابتزازها لأموال الناس وتقديم هذه المسرحيات بالمجان؟!
والجواب واضح لكل ذي عقل حصيف وفكر نظيف ؛ فإنَّ ثمة أناساً في الأمانة أو ينطلقون تحت مظلتها يخططون لتفعيل المسرح في بلادنا الغالية بوصفه واحداً من أهم بوابات تغريب المجتمع وتعويده على الميوعة وحب الفن واللهو والعبث!
وكخطوة أولى فلابد أن تكون المسرحيات بالمجان حتى إذا ألفها الناس وأحبوها جاءت الخطوة الثانية وهي فرض رسوم تزداد يوماً بعد آخر حتى تعوض كل خسائر الأمانة الراهنة؟!
إننا نناشد عقلاء الأمانة وغيرهم أن يتقوا الله, ولا يسنوا هذه السنة السيئة في مجتمعنا؛ فيحملون وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، إننا نخاطب ضمائرهم ألاّ يفتحوا علينا أبواب شر نحن في غنى عنها بعد أن أرهقت قلوبنا وأدمت أكبادنا الفضائيات وسهام التغريب الضاربة في نحورنا من كل مكان!
إنَّ على الأمانة أن تعنى فيما وجدت من أجله؛ فتنظف الشوارع, وتراقب الأطعمة والأغذية, وتعقم البيئة من السموم الخانقة والعوادم القاتلة!
وأما المسرحيات والتهريج والمجون ففي قنوات روتانا والإم بي سي غنية وكفاية!!!