نافذة على الحياة
http://anaddaf.myqnapcloud.com/PC-ND...215490_171.jpg
في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة
كلاهما به مرض عضال.أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر.
كان المريضان
يقضيان وقتهما في الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن
كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف.
تحدثاعن أهليهما، وعن بيتيهما، وعن حياتهما، وعن كل شيء
وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب
وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول
لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه
للحياة في الخارج ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح
يلعبون فيها داخل الماء.
وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرةللناس يبحرون بها في البحيرة.
والنساء قد أدخلت كل منهن
ذراعها في ذراع زوجها، والجميع يتمشى حول حافة البحيرة
يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا
المنظر البديع للحياة خارج المستشفى وفي أحد الأيام وصف
إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها. ومرت
الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه. وفي أحد الأيام جاءت
الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها فوجدت المريض الذي بجانب
النافذة قد قضى نحبه خلال الليل. ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من
خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة لإخراجه
أجابت الممرضة طلبه ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر
الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده.
ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة. وتحامل
على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه
لينظر العالم الخارجي وهنا كانت المفاجأة!!! لم ير أمامه إلا ?
صاحبه ينظر من خلالها، فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها
سوى نافذة واحدة ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص عليها ما
كان يراه صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له.
وكانت المفأجاةاكبر عندما قالت له :
حتى هذا الجدار
ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تصاب باليأس فتتمنى الموت .
ألست تسعد إذا جعلت الآخرين سعداء ؟
إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك، ولكن إذا وزعت الأسى عليهم فسيزداد حزنك.
إن الناس في الغالب ينسونماتقول، وفي الغالب ينسون ماتفعل، ولكنهم لن ينسواأبداًالشعورالذيأصابهم من قِبلك. فهل ستجعلهم يشعرون بالسعادة أم غير ذلك.؟
وليكن شعارنا جميعا وصية الله التي وردت في القرآن الكريم :
'وقولوا للناس حسناً..'