هل من مخاطر في الحديث مع البنات
السؤال أريد أن أستفسر عن الحديث مع الفتيات، أنا أتحدث مع الكثير من الفتيات لكن مثل الإخوان، ونتحدث في الدراسة والأمور العامة، وفي نفسي لا يوجد أي شهوة تجاه الفتيات اللواتي أتحدث معهن.
و شكراً.
الجواببسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الغريب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بدايةً، فإننا نحمد الله تعالى على ما وفقك إليه من حسن النية وسلامة القلب، حيث أنك لا تقصد الحرام بتعاملك مع هؤلاء الفتيات، غير أنك وفي الوقت نفسه، لا بد أن تعلم أن سلامة النية وحسن المقصد لا يكفي أن يكون عذراً لإقامة علاقات مع الفتيات بالحديث، وتبادل المكالمات مثلاً.
فلا بد أن تعلم أن الله تعالى إذا حرم أمراً فلا بد للمسلم المؤمن أن يجتنبه ولو كان سليم الصدر صادق النية في عدم قصده الحرام.
فمثلاً، لو أن رجلاً قد وقع في غيبة بعض المسلمين، فقلتَ له: لا يجوز لك أن تغتاب أخاك المسلم، فرد عليك: أنه لا يقصد غيبته، ولا يريد أن يعيبه، فهل يكون هذا عذراً له ليغتاب المسلمين؟! الجواب: قطعاً لا يصلح هذا أن يكون عذراً أبداً، بل هو عاصٍ لله بهذه الغيبة، حتى ولو زعم أنه لم يقصد الغيبة المحرمة.
والمقصود أنه متى حرم الله أمراً وجب على المؤمن أن يجتنبه، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذا نهيتكم عن أمرٍ فاجتنبوه، وإن أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم).
وهذا الأصل لا بد أن يثبت في نفسك وفي نفس كل مؤمن، فإن المؤمن إذا سمع أمر الله، أو أمر رسوله صلى الله عليه وسلم، لم يكن له أن يختار أو يفكر، هل يمتثل ويطيع أم لا؟ قال تعالى: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً }.
فهذا أمرٌ يجب العلم به والتفطن له .
الأمر الثاني: أن الله تعالى قد يحرم بعض الأمور ليس بسبب أنها فواحش في نفسها، بل لأنها تكون سبباً للوقوع في الحرام، فمثلاً قد حرم الله تعالى أن يختلي الرجل بالمرأة الأجنبية عنه؛ لأن هذا يكون سبباً قوياً لوقوعهم في الحرام، وكذلك حرم النظر إلى النساء؛ لأن هذا يكون داعياً إلى الشهوة والحرام، وكذلك حرم الاختلاط والتمادي في معاملة النساء الأجنبيات؛ لأنه أيضاً سبب قوي لحصول الحرام والوقوع في المحظور.
فإذا عرفت هذا، تبين لك أن تحريم الاختلاط بالفتيات الأجنبيات عنك هو تمام المصلحة، وتمام الحفظ عليك وعلى نساء المسلمين، فعليك أن تحافظ على هذا، إلى جانب ما أكرمك الله به من سلامة النية، وحسن القصد الذي تجده في قلبك.
والله يوفقك ويرعاك.
المجيب :أ/ أحمد مجيد الهنداوي