حلقـ(2)ـة
مازلنا في العطلة الصيفية ..
استمر هذا الحال من الصراخ والأحلام المفزعة المخيفة مع شلل الجسم واللسان طوال العطلة الصيفية ولكن لم يكن بصورة مستمرة واضحة ، كان ياتي بصورة متقطعة غير منتظمة يعني بالكثير ثلاث مرات في الأسبوع وكان الحزن على ماحدث في البيت قد عطّل تفكيري عن كل شيء سواه فلم أفكر في البداية في هذا الشيء إلا لما زاد وبدأ يصبح خطرا ..

في البداية لم أحاول تفسير هذا ووضعته من ضمن الأحزان التي أصابتنا ولم أفكر جديا في الموضوع وكنت أراه يرجع للحالة النفسية التي كنت فيها ولم أكن لأربط الأمر بالجن أو الجاثوم وجعلته من ضمن الهموم الجاثمة على الصدر حينها ولم أعطي الأمر أي أهمية إذ لا أتذكره إلا في الليل حينما يأتيني فأفكر فيه بعد الاستيقاظ من الشلل ذاك ثم يرحل حين أكمل نومي وأستيقظ وقد نسيت عنه كل شيء - هذا في البداية - ..

مع تكرار الأمر وضغط الفزع والخوف على نفسي أصبح من الغباء تجاهله ، بدأت في التفكير ومحاولة فهم السبب وماهو هذا الشيء الذي يحصل ، لفت انتباهي فيه شيء وهو سرعة حدوثه بمجرد أن ادخل في النوم ، يعني بالكثير لو دخلت في النوم 5 دقائق لأتنبه بعدها وأفيق ولا أدري لماذا أفيق أصلا ؟! ، ولما لا أفيق إلا بعد أن يكتمل ربط الحبال ؟! ، لما لا أفيق قبل هذا !! .
ثم أحاول القيام من النوم أو تحريك يدي أو رقبتي أو رجلي ولكن دون جدوى ، مع اليقين أني في حالة إفاقة ، وأني أعي لمكان نومي وماحولي ، ولكن لم أكن أستطع القيام بأي حركة ، ويبدأ الثقل الجاثم على الصدر يتزايد وينتهي يثقل شديد كالجبل على الصدر تكاد أن تخرج روحك مع هذا الثقل الجاثم ..

كانت أشبه بحبال قد لُفّت من أخمص القدم إلى آخر الرأس ومحكمة الوثاق جيدا حبال متينة قوية ثم يبدأ ثقلٌ كبير يجثم على الصدر كأنه جبّل بكبره قد علاكَ ، وأبقى في هذه الحال في انتظار الفرج أو حصول معجزة أو انتظار الموت والفزع يأخذ مني كل مأخذ إلى أن تتفك تلك الحبال من نفسها أحيانا واحيانا بعد أن أتلفظ بالشهادة كما سبق ..

كلما أفقت من النوم بعد فك تلك الحبال الغير مرئية أكون في حال فزع وخوف ورعب ويزداد الرعب بسبب عدم وجود من ألقي بشيء من ثقل هذا العبء ليحمله معي فقدتُ الأم وأخواتي اللاتي تزوجن ، وكنت بعد أن ترحل هذه الحالة وتنفك تلك الحبال أتلفت في الغرفة بحثا عن مصدر للأمان فلا أجد سوى إخوتي الصغار نيام على فرشهم من حولي فلا أملك حينها سوى البكاء بصوت مكتوم لا يُسمع ، لا أريد أن أُدخل الفزع في صدور هؤلاء الصغار يكفيهم مابهم من فقدان الأم ( حسيت إننا مساكين وهي تقول هالكلام الحمد لله على كل حال ) وأحيانا كنت أسحب فراشي إلى أقرب واحد منهم وأنام معه في فراشه وربما تمتد يدي لأتلمس شعره بحثا عن أمان من خوفٍ لا أعرف ماهو ..

صاحب هذه الحالة كما قلت لكم أحلام مفزعة مخيفة وهذه الأحلام في الغالب توافق آخر مانامت عليه عيناي وماوعاه فكري وتناسبه ، يعني عقلي يربط بين ما رأيته آخر شيء وينبني عليه الحلم المخيف مع الصراخ دوما ، صراخ يصم الأذن ، وأسمعه جيدا يتعب طبلة أذني من شدته ، هو صوتي أنا ..
.
.
في الحلقة التالية سأذكر بعض هذه الأحلام ..
وكيف هي توافق ما رأته عيناي ..

.. يتبع ..