!






قصه طويله بها عبرى لمن يعتبر



بسم الله الرحمن الرحيم





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...


((توفي والدي رحمه الله وقد تجاوز الستون من عمره ببضع سنين وكان يتمتع بصحه جيده وذاكره حديده الى ان توفاه الله ولكنه كان ضعيف النظر( البصر) حيث أنه فقد احدى عينيه وهو في عمر الزهور عمر الشباب ( في سن العشرين) ثم ضعفت العين الثانية ولكنه كان مازال يمارس اعماله وحياته اليوميه بالعين الضعيفه اضافة الى ذلك مصاب بمرض الضغط ومرض ضعف في القلب وهو مؤمن بقضاء الله وقدره وكان له من الابناء اثنا عشر ابنا منهم ثمان من الاولاد الذكور من هؤلاء الثمانيه خمسة من حفظة كتاب الله تعالى ومن هؤلاء الخمسة اثنان يقرؤن القرآن بالسبع القراءات كان أبي رجل بسيط جدا الى درجة أنه لا يشتري لنفسه لباس جديد وانما يكتفي بلبسه التقليدي القديم المتواضع لكن ابي كان قلبه متعلق بربه ثم بالمساجد الى حد كبير لا تفوته صلاه واحد في المسجد الا بعذر شرعي او يكون خارج الحي فيصلي في مسجد آخر كيف لا يكون قلبه معلق بربه وبالمساجد وهو باني مسجد الحي ومؤذنه منذ 17 عاما، حتى لو اشتد عليه المرض يتحامل على نفسه ويذهب للمسجد ليؤذن , ينام أبي بعد صلاة العشاء مباشرة ويصحو في الثلث الاخير من الليل يقضيه قائما مصلياً الى قبل اذان الفجربقليل ثم يذهب ليوقض أبناءه للصلاة (يوقضهم قبل الاذان) كان يذكر الله في كل وقت قائما وجالساً راكبا وماشياً, الدنيا لاتساوي عنده جناح بعوضه ولم يكن يلقي لها بال , كان شديد الاخلاص في اعماله ، ذهب احدى المرات مع اخي أبو عبد الرحمن للسوق وفي اثناء تجولهم بالسوق راء أبي بعض المحتاجين (المتسولين) فرجع قليلا دون ان يشعر اخي فكان يعطي المحتاجين ونظراته لا تفارق اخي خشية أن ينظر اليه ، وعند وفاته جاءتنا اكثر من عائله فقيره تبكي وتقول ابوكم كان ينفق علينا ويتلمس احتياجاتنا وكان يقول ارجوكم لا تعلموا بي احد ، رفض أبي جميع محاولاتنا لاقناعه بان نقوم بمحاوله لعلاج عينيه في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون لعل الله ان يكتب ويعود له بصره كما كان سابقا ولم يقتنع بذلك الا بعد محاولات عدة استمر سنوات من المحاولات لاقناعه وبعد اقناعه وذهابنا به للمستشفى ، للاسف لم يكن هناك امل في شفاءه بعد ان ذكر الطبيب لنا ذلك .

كان ابي اذا سمع محاضرة عن الجنة وحورها وقصورها يبكي كثيرا أحدى المرات واثناء المحاضرة قطع ابي المحاضر وقال نريد عند باب الجنة فقط لا نريد اكثر من ذلك وهو يجهش بالبكاء

آخر ثلاث سنوات من حياة أبي كانت كلها طاعة وعبادة وكأنه يشعر بقرب موته ، كان وقته كله صلاة وتسبيح وزيارة لاخواته العجز الاربع كان يزورهم باستمرار ويذكرهم بالجنة والآخرة كان آخر حياته قد تجرد من الدنيا بالكليه كان يستغل حياته الاخيرة بالذكر والتسبيح وقيام الليل والصوم ، آخر سنة من حياته كان يمكث في المسجد كثيرا حتى أن بعض الاوقات ومن شدة مكوثه كان ينام في المسجد

في يوم سفري الى الرياض (الدراسة الجامعية) جلس معي وكان على غير العاده





كان يذكرني بالله وينصحني بالصلاة في وقتها ...

في منتصف شهر جمادى الاولى اتاني اتصال في ساعه متأخره على غير العاده وأنا نائم

رديت على المكالمه فكان احد اخوتي يطلب مني ان احضر لأن والدي مريض

فقلت له ماذا حث له؟

قال لي لقد توفي

وقع علي الخبر كالصاعقه

تمالكت نفسي في لحظتها واول ماتبادر الى ذهني مباشرةً سؤال

قلت له كيف مات وانا بالامس على علم بانه في أتم صحة وعافيه

قال لي أخي

لقد وجدناه متوفي وهو ساجد في مصلاه المعتاد اخر اليل

آخذناه من على سجادته الخاصة وذهبا به الى المستشفى فقال الطبيب لقد مات منذ ساعاتين تقريبا

احسست بعدها بشعور غريب

اقرب الى الفرح منه الى الحزن

لم تنزل مني دمعه واحده

اغلقت الخط وتوجهت الى المطار مباشرة وصلت البيت في بعد الساعة السادسة صباحا ثم صلينا عليه ولم أرى في حياتي تشيع للجنازة مثل تشيع جنازة ابي لأني قصة موته غريبه ، ولذا كان الناس ياتون للصلاة عليه بمجرد سماع قصة موته ...


بعد موته بثلاثة ايام أتانا رجل من المصالحين الملتزمين وقال لنا ابشروا لقد رأيت رؤيا بعد فجر هذا اليوم بمنادي يقولي لي لقد شيع جثمان الشيخ أحمد سبعون ألف ملك .......



رحمك الله ياوالدي


افتقدتك وافتقدت معك دعواتك التي كانت تيسر كل امر في حياتي بعد توفيق الله فقد كان أبي مجاب الدعوة اختبرناه عدة مرات وهو كل مرة يدعوة يستجاب له

وحفظ الله والدتي

ورحم الله جميع اموات المسلمين

........

قد لايهتم بعض الاخوه بهذه القصه ولكني شعرت بحاجه لكتابتها لكم لعل من يقراءها يدعو لوالدي وللمسلمين))


وبعد قراءة القصة فالنفكر في كيف حالنا







أما آن لنا أن نبكي على حالنا؟!






ولنحاول جميعا أن نغير أحوالنا إلى الأحسن وعسى الله أن يغفر لناوأن يرحمنا ووالدينا وأزواجنا وذرياتنا وأهلينا والمسلمين أجمعين























منقووووووووول