وراءَ كلِ رجلٍ مُحطمٍ مَهزومٍ : امرأة !




كلنا قد سمع المثل القائل : ( وراء كل رجل عظيم امرأة ) ، و هي عبارة صحيحة ؛ لأن الرجل في حاجة إلى المرأة مثلما هي بحاجة إليه ، و الأمثلة على ذلك كثيرة ، من أشهرها ما ورد أن أعظم النساء ثلاث : مريم بنت عمران ، و آسية زوجة فرعون ، و خديجة بنت خويلد ، و الشيء المشترك بين النسوة الثلاث أن كلاً منهن كفلت نبياً مرسلاً ، و أحسنت الصحبة في كفالتها ، و صدقته ، فآسية ربت موسى عليه السلام ، و أحسنت إليه ، و صدقته حين بعث ، و مريم كفلت ولدها عيسى عليه السلام أتم كفالة و أعظمها ، و صدقته حين أرسل ، و خديجة بنت خويلد عرضت نفسها على رسول الله صلى الله عليه و سلم لما رأته من أمانته ، و حسن خلقه ، و صدق حديثه ، و صدقته حين نزل عليه الوحي من الله عز و جلّ في الغار ، فرحع إلى بيته يرجف فدخل عليها فقال : زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فروى لخديجة ما حصل ، و أنه خشي على نفسه ، فقالت له رضي الله عنها : ( كلا و الله لا يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، و تقري الضيف ، و تحمل الكل ، و تكسب المعدوم ، و تعين على نوائب الحق ).
و المقصد أن الرجل إذا وجد المرأة التي تروي حاجته العاطفية مثل ماهي تحتاج، و ترضي غريزته ، و تدعمه معنوياً ، صفا ذهنه ، و انصرف إلى شؤونه الأخرى ، فنجح في عمله المهني ، و علاقاته الاجتماعية.
لأن نجاح الرجل على الصعيد العاطفي و الأسري ، سيجعل الطريق أمامه سهلاً نحو النجاح المهني و الاجتماعي.
و لكن بالمقابل فإن المرأة تستطيع تحطيم و هزيمة أكثر الرجال قوة و شدة و عزماً ! فسبحان من جعلها ضعيفة في ذاتها ، قوية بتأثيرها على غيرها .
أما الأمثلة على ذلك فكثيرة لدرجة تجعلنا نعيد النظر في تلك المقولة ( وراء كل رجل عظيم امرأة ) لأن محطمات الرجال أكثر بكثير من صانعات العظماء ، فكم من امرأة حالت دون نجاح رجلها و تفوقه ، و دفعته إلى الإخفاق و الفشل و الخور و الإنطواء ، و ربما الإنتحار!!.


المقال منقول بتصرف للفائدة