مرحباً بك زائرنا الكريم .. لك حرية الإستفادة والنشر




    كتاب الصحف والحضارة المزيفة

     03-21-2009 11:38 AM
    يعيشون بيننا ، ويصلون بصلاتنا ، شعورهم سوداء ، ويلبسون الشمغ الحمراء ، ولكن قلوبهم تحمل الجوازات الأمريكية الصهيونية ، فدعوى "فصل الدين وإبعاده عن شئون الحياة" ، هو فاصل لتمييز المدعي ومنتماه ، لأن مضمونه إقحام العقل وإبطال النص ، وأسلوبهم يتسم بالتصريح تارة،وبالتلميح تارة، ولا تشم في كلامهم إلا رائحة العفن الخارج من آباط الكفار ، لا ترى عليها نور من الله وبرهان ، دعوتهم هي دعوة آبائهم الكفارقديماً والتي قامت عليهاحضارتهم بعدأن حدث التصادم المريع بين الدين والعلم ، ولا بأس أن نستطرد قليلاً في استعراض تاريخ عقيدة آبائهم التي أدت إلى انفصال عروة الدين عن الدنيا ، وذلك أن الكنيسة آنذاك كانت تنطلق في حكمها لأوروبامن نص "الإنجيل المقدس" والذي كان ثابتاً والذي كانت تحتكرالكنيسة تفسيره،وعندما قامت حقائق علميةوكونية متعددة تناقض النص الثابت،وتناقض تفسير رجال الكنيسة له،فوقع التصادم بين الدين والعلم،وكانت النتيجة اضطهاد رجال العلم بحجةمخالفة النص المقدس الثابت .فقد استخدمت الكنيسة كل طغيانها الروحي للحجر على العقل،وصنعت ذلك باسم ((الدين))!. وفي ظلال إرهاب الفكري الذي مارسته الكنيسة انكمش نشاط العقل الأوروبي وانحصرفي التسليم بما تمليه الكنيسة والمجامع المقدسة،ومحاولة التوفيق بينه وبين مقتضيات التفكيرالسليم،في مغالطات ((فلسفية)) هي أقرب إلى التلفيق منها إلى التوفيق!. ومن ناحيةأخرى انصرف الفكرالأوروبي عن النظرفي هذا العالم وفي الحياة الدنيا بتأثير آخر من تأثيرات الدين الكنسي المحرف. فقدأوحت المسيحية المحرفةإلى الناس بأن هذه الدنيا لاسبيل إلى إصلاحها أوتـقويم معوجها لأنها ناقصة بطبيعتها، وأن الطبيعة الإنسانية ناقصة كذلك،ولاسبيل إلى إصلاحها إلابصرفها عن الاهتمام بالحياة الدنيا جملة، وصرف اهتمامها إلى اليوم الآخر،وأنه بقدر ماينصرف الإنسان عن هذا العالم والتفكير فيهبالرهبانية- يكون أقرب إلى الصلاح، وأقرب إلى الفوز بملكوت الرب في العالم الآخر .
    هذا اللون من التفكيرصرف الفكر الأوروبي عن النظر في شئون العالم الأرضي والكون المادي في أضيق نطاق مستطاع ففي أمورالحياة رضي الناس عامةوالمتدينون خاصة- بعيش الكفاف، ولم يتطلعوا إلى زيادة الإنتاج أو تحسينه لأن ذلك يخالف روح الدين،ومن ثم لم يسعوا إلى زيادة في العلم تمكنهم من زيادة الإنتاج أوتحسينه كذلك لم يهتموا بزيادة معلوماتهم عن الكون المادي منحولهم من فلك أو رياضيات أوكيمياء أو فيزياء.. إلخ، لأن الأمرفي حسهملايستحق الاهتمام من ناحية،ولأن المعلومات الت يتقدمها المصادر ((الدينية)) عن هذا الكون فيها كفاية لهم من ناحية أخرى. على هذاالنحو الضيق المغلق المحصور كان الفكر الأوروبي في مايسمىهناكبالعصور الوسطى المظلمة، التي استمرت زهاء عشرة قرون،خيّم فيها على أوروبا ظلام الجهل والانحصار، في ظل الطغيان الكنسي المتعدد الألوان المتشعب الأطراف.
    ولكن الكنيسة انهزمت أمام الثورة عليها، وأمام حقائق العلم،واعتبرت الثورة "رجال الدين" عقبة في طريق العلم والتقدم، ولكن كما اتسمت فترة العصورالوسطى المظلمة بالتطرف في إلغاء دور العقل والحجر على حرية الفكر؛ كذلك اتسمت فترة النهضة وما بعدها بالتطرف في الجانب الآخر، جانب إعمال الفكر في كل شيء، سواء كان داخلاً في مجال العقل أو غير داخل فيه، وإعماله ((بحرية)) لا تقبل القيد،سواء كان القيد مشروعاً أوغير مشروع!. كان عصر ((الإحياء)) هوعصرالعودة إلى الجاهلية الإغريقية بكل انحرافاتها.. إلى العقلانية اليونانية بزيادة انحراف جديد هو النفورمن الدين والسعي إلى إخراجه من مجالات الفكر والحياة
    وكان من جراء ذلك آثار بعيدة المدى في الحياة الأوربية إلى وقتنا الحاضر.. والتي تمخضت فيما بعد عنه الصورة الحالية ((الحضارة)) الغربية.
    نعم .. هكذا كان دين الكفار وحالهم ، وكيف آل بهم المآل .. فهل هناك مشابهة بين دينهم ودين الإسلام ..
    بالطبع لا .. إن الإسلام عقيدة وشريعة لا تنفصلان، ولا يمكن لشعب مسلم يؤمن بذلك أن يتعايش مع مايخالف فطرته وعقيدته ، ولعلما يُرى من نجاح الليبرالية في المجتمعات الغربية هو بسبب أن المسيحية لا تشتمل على شريعة للحياة كما ذكرنا من قبل؛ حيث أن الإنجيل قسّم الحياة إلى جزأين : أحدهم لله،والثاني للحاكم فجاء فيه : "أعط مال قيصر لقيصر ومالله لله " فلذلك من أرادالجمع بين الإسلام والليبراليةكمنهج للحياة فهو كمن يجمع بين النقيضين؛ الكفر والإيمان ، وهذا محال .
    لاتثريب على فلاسفة اليونان والغرب! الذين ضلوامع قوة عقولهم وذكائهم، ولكن كما قال الإمام الذهبي ((لعن الله الذكاءبلا إيمان ورضي الله عن البلادة مع التقوى)) .
    ولكن اللوم والأسى على من أنارالله بصيرته بالإسلام وشرح صدره بالقرآن فنبذ كل ذلك وراءه ظهريا وآثر الضلال بعدالهدى والعمى بعد البصيرة جانحاً إلى فلاسفة اليونان الوثنيين وعقولهم يزاحم بها نصوص الكتاب والسنة .

    هؤلاء الكتّاب في دعواهم عملاء للغرب لإقامة الاستعمار العقلي على المسلمين ، وأيضاً هو طريق وتمهيد للاستعمار العسكري فــ{لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} .
    فهذه هي حقيقة الصراع ، وهو إحلال "الاستعمار العسكري" ليكون الدين للكفار ، يحكمون بغير ما أنزل الله .
    وتتبين هذه النوايا الخطيرة من كتبهم وتصريحاتهم يقول الدكتورصالح العثيمين حفظه الله فيمق الله عن كتاب"التلمود العم سام" ..
    تلمود العم سام : الأساطير العبرية التي تأسست عليها أمريكا . قامت على فكرة (الرؤيا) القيامية لدى اليهود وهي : قيام دولة اليهود لتكون خاتمة التاريخ والزمان .
    قال هنري جيسي أحد رجال اتبلاطك رومويل ومترجم الكتاب المقدس قد قال مطمئناً اليهود باسم كرومويل : الآن أيها اليهود الأحبة أدعوالله أن يجعلني ممن يحترمونكم ويجلونكم باللسان والقلم .. إنني مؤمن مثلكم بكل كتبكم لهذا أسألكم أيتها الملة العظيمة أن تثقوا بأن الرب سيتمجد عندما ينقذكم من كل أعدائكم وينتقم لكم، ويبني لكم صهيون ويجعل أورشليم مجد الأراضي وحتى يحقق الرب أمانيكم ثقوا بأن كل إنجلترا معكم وقد نذرت نفسها لكي تتحقق أمانيكم .
    ولعلم مايلفت النظر أن إسحاق نيوتن صاحب نظرية الجاذبية المشهور كان من أبرز واضعي النظرية القيامية وذلك في كتابه : ملاحظات عن نبوءات دانيال وقيامة القديس يوحنا،وأنه قدوضع دراسات مفصلة لبناء الهيكل في مكان المسجد الأقصى، وأن أحد تلاميذه جون تولاند طالب بتأسيس دولة يهودية "يجب أن تكون أقوى دولة في العالم" .
    قال بويكين مؤلف الجذور المسيحية للصهيونية : إن بلفور كان ينظر إلى الصهيونية من منار قيامي، كماأن الانتداب على فلسطين كان يمضي في هذا السياق .
    ومازال الذين يتبنونها مؤثرين في الانتخابات الأمريكية ومن بين هؤلاء باتروبرتسون وهالليند سيومن هم أحدمستشاري كلينتون الذي كتب مقالاًسنة 1996م أكد فيه حق أمريكا في القتل ، ووصف سفك دماء الآخرين بأنه عمل ضروري ؛ بل نبيل وإنساني .
    فماذا بعد الحق إلا الضّلال،وقد ظهر لكل ذي عين شمس النهار،يقول الله : {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} .
    ولو أن الكتّاب مخلصين لدينهم ، أو صادقين مع مجتمعهم لطالبوهم بالالتزام بالإسلام التزاماً جاداً،لأنه يدعو إلى كل فضيلة، ويُبعد أبناءه عن كل رذيلة، وطالبوهم (بتغيير) عاداتهم المخالفة للإسلام، أو الضارة بالمجتمع .
    ثم طالبوهم وحثوهم على الارتقاء فيسلم (الحضارة) ( الدنيوية ) التي تزدهر بها البلاد، وتترفع بها عن الاتكال على الآخرين،من إنشاء المصانع النافعة المتنوعة وتطوير لأساليبها وتسهيل لمرتاديها وتشجيعهم على خوض غمارها وجلب كل نافع لها من خبراء أومعدات متطورة، وتوسع في مجالات الزراعة، وتنويع إنتاجها، واهتمام بكل عقل نابه من أبنائنا ومساعدتهم على تطوير موهبتهم والتفرغ لها وجلب لهم مايحتاجونه، وتأمين وسائل المعيشة لهم ليُنتجوا وينافسوا غيرهم دون خوفأ وحذر .
    وهكذا مطالبتهم بالاهتمام بأمر المرأة المسلمة أن تنال حقها من العلم الذي ينفعها والمناسب لطبيعتها، كمعرفة أمور دينها، ومعرفة الطرق السليمة للتعامل مع الطفل منذ ولادته،ومعرفة أساسيات الصحة، والأجهزة المتنوعة التي تتعامل معها في البيت، ومعرفتها لكل جديد مفيد لها، كتعلم الحاسب الآلي أو الاقتصاد المنزلي، أوفن التنسيق أو الديكور. . الخ .
    والمطالبة بأن تعمل المرأة ( المضطرة لذلك ) فيمايتوافق مع الإسلام، ويتلاءم مع تكوينها وطبيعتها لكي تسهم في شغل وقتها بما ينفعها ويفيد مجتمعها دون أن تضطر لارتكاب محظور .
    وبهذا يصل الكاتب إلى مرضاة ربه في رفع راية أمته ، ببيان فضلها ، والاعتزاز والفخر بعليتها .
    تحذير : هناك دافع من الدوافع والتي تكون سبباً في وقوع بعض الكتاب المسلمين بأحضان الغرب وهم لايشعرون من ذلكحب التمايز على الآخرين وشهوة الانفراد بشيء غير معروف عند عامة الناس ليذكروا به ولايكونوا كغيرهم من جملة الكتّاب . وهذا السبب لم يزل في الناس قديماً وحديثاً فلو تدبرت حال كثير منهم لوجدت النشأة الأولى لهم هذه الشهوة الخفية .
    فبعداً وسحقاً لشهوة تورد إلى النار ، اللهم لا تجعلنا أدعياءً لأبواب جهنم ، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين قاعدين نائمين ، وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين .
    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

             

     03-22-2009 08:54 AM
    يابو معاذ حاول تعدل الحروف مرة ثانية قبل نشرها

    والله انعميت من كثر التعديل وكمل الباقي

    وبعدين راح نقرأ مقالك

    وجزاك الله خير

             

     03-28-2009 09:34 AM
    قمت بالتعديل وجزاك الله خير على مشاركتك وحرصك أبو أسامه وأسأل الله أن ينفع بها كاتبه وقارئه .

             






شبكة تواصل العائلية 1428~1438 هـ