مرحباً بك زائرنا الكريم .. لك حرية الإستفادة والنشر




    الخنس الكنس

     06-11-2008 07:21 PM

    اكتشف العلماء حديثاً وجود نجوم أسموها الثقوب السوداء أكبر من الشمس بعشرين مرة، وتتميز بثلاث خصائص: 1- لا تُرى(خنس) 2- تجري بسرعات كبيرة(جوار) 3- تجذب كل شيء وكأنها تكنس صفحة السماء(كنس)، حتى إن العلماء وجدوا أنها تعمل كمكنسة كونية عملاقة تستطيع أن تبتلع الكواكب بما فيها الأرض، هذه الصفات الثلاثة هي التي حدثنا عنها القرآن بثلاث كلمات في قوله تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) (التكوير: 15-16). فالخنَّس أي التي لا تُرى والجوارِ أي التي تجري، والكُنَّس أي التي تكنس

    وتجذب إليها كل شيء بفعل الجاذبية الهائلة لها، هذه الآية تمثل سبقاً للقرآن في الحديث عن الثقوب السوداء قبل أن يكتشفها علماء الغرب.




             

     06-11-2008 07:25 PM
    بارك الله فيك وجزاك الله خير........!!!

             

     06-26-2008 05:28 PM
    الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
    عند تفسير القرآن الكريم فإن المعتمد الأول هو : القرآن ثم السنة ثم أقوال الصحابة ثم أقوال التابعين ثم اللغة .
    قاعدة تقول : التفسير إما بنقل ثابت أو رأي صائب وما سواهما فباطل .
    هذه القاعدة أصل عظيم في تفسير القرآن يندرج تحتها قضايا كثيرة .
    ففي آية سورة التكوير قوله تعالى : ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﭼ اختلف السلف كما قال الطبري : اختلف أهل التأويل في الخُنّس الجوار الكُنّس. فقال بعضهم: هي النجوم الدراريّ الخمسة، تخنِس في مجراها فترجع، وتكنس فتستتر في بيوتها، كما تكنِس الظباء في المغار، والنجوم الخمسة: بَهْرام، وزُحَل، وعُطارد، والزُّهَرَة، والمُشْتَري.
    وقال آخرون: هي بقر الوحش التي تكنس في كناسها.
    وقال آخرون: هي الظباء.
    ثم قال : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بأشياء تخنس أحيانا: أي تغيب، وتجري أحيانا وتكنس أخرى، وكنوسها: أن تأوي في مكانسها، والمكانِس عند العرب، هي المواضع التي تأوي إليها بقر الوحش والظباء، واحدها مَكْنِس وكِناس فالكِناس في كلام العرب ما وصفت، وغير مُنكر أن يُستعار ذلك في المواضع التي تكون بها النجوم من السماء، فإذا كان ذلك كذلك، ولم يكن في الآية دلالة على أن المراد بذلك النجوم دون البقر، ولا البقر دون الظباء، فالصواب أن يُعَمّ بذلك كلّ ما كانت صفته الخنوس أحيانا، والجري أخرى، والكنوس بآنات على ما وصف جلّ ثناؤه من صفتها.
    وقال الشوكاني في فتح القدير : الخنس : هي الكواكب وسميت بالخنس ، من خنس : إذا تأخر لأنها تخنس بالنهار فتخفي ولا ترى .
    ومعنى الجوار : أنها تجري مع الشمس والقمر .
    ومعنى الكنس : أنها ترجع حتى تخفى تحت ضوء الشمس .
    فخنوسها رجوعها ، وكنوسها اختفائها تحت ضوئها .
    قال الحسن وقتادة : هي النجوم التي تخنس بالنهار وإذا غربت ، والمعنى متقارب .
    وقال عكرمة : الخنس : البقر ، والكنس : الظباء ، فهي تخنس إذا رأت الإنسان وتنقبض وتتأخر وتدخل كناسها .
    وقيل : هي الملائكة .
    والأول أولى لذكر الليل والصبح بعد هذا ، والكنس مأخوذ من الكناس الذي يختفي في الوحوش .
    وبهذا يظهر الاختلاف بين التفسير العلمي والتفسير بأقوال التابعين وما جاء في اللغة .
    فإن كثيراً من أصحاب هذا الإتجاه ـ أقصد التفسير العلمي ـ يقررون معاني مغايرة تماماً لما قال السلف في الآية .
    أما إذا كان القول الذي يقرره هؤلاء أو غيرهم في معنى الآية لا يتعارض مع أقوال السلف ولا يلزم من تقرير نسبة الخطأ إلى السابقين فهذا لا مانع منه إذ هو من الفهم الذي يؤتيه الله . ومعلوم أن القرآن لا نتقضي عجائبه ولا يزال العلماء يستنبطون منه معاني جديدة لم يتلقوها عمن قبلهم .
    فلو قالوا : أن الآية دلت على ما ذكره السلف ؛ ومما يدخل في معناها "ثم ذكر هذا التفسير الجديد" لكان له وجه والله أعلم .
    ونضرب مثالاً لذلك مما وقعوا فيه من التأويل الباطل :
    ما زعمه بعضهم في معنى قوله تعالى :ﭽ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﭼ الحجر: ١٤ - ١٥ .
    فقد حملها بعض المعاصرين على ما أبداه العلم الحديث من أن الإنسان إذا جاوز الغلاف الجوي دخل في ظلمة فلا يبصر شيئاً .
    وهذا المعنى لا يصح أن تفسر به الآية وذلك أن السلف اختلفوا في معناها على قولين :
    الأول : ولو فتحنا على هؤلاء القائلين لك يا محمد {لو ما تأيينا بالملائكة إن كنت من الصادقين} باباً من السماء فظلت الملائكة تعرج فيه وهو يرونهم عياناً {لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون} .
    الثاني : المراد بذلك بنو آدم . والمعنى : ولو فتحنا على هؤلاء المشركين من قومك باباً من السماء فظلوا فيه هم يعرجون {لقالوا إنما سكرت أبصارنا} .
    وعلى كلا القولين فإن ذلك القول منهم مبالغة في التعنت والجحد والإصرار على الكفر حيث إنهم نسبوا هذا الأمر ـ على كلا الاحتمالين في معناه ـ إلى السحر .
    وليس معنى ذلك أنها تؤخذ حقيقة بحيث لا يبصرون لو صعدوا . والله أعلم .
    فهناك قاعدة أخرى تقول : إذا اختلف السلف في تفسير الآية على قولين لم يجز لمن بعدهم إحداث قول ثالث يخرج عن قولهم .
    فإذا اختلف السلف في معنى الآية على قولين أو أكثر فإن هذا بمثابة الإجماع منهم على بطلان ما خرج عن أقوالهم ووجه ذلك أن تجويز القول الزائد مع إمكان ترجيحه يؤدي إلى أن الأمة بمجموعها أخطأت في معنى الآية ولم تعرف الصواب فيها وهذا ممتنع لأن فيه نسبة الأمة إلى الغفلة عن الحق وتضييعه كما أن فيه أيضاً : القول بخلو العصر عن قائم لله بحجته .
    فعند مقارنة ما ذكرت وما جاء في مقال الأخ أبو نواف يتبين لنا ما يلي :
    قولهم : الخنَّس أي التي لا تُرى . مخالف لتفسير السلف لأن المقصود بالخنس كما عرفنا هي التي تظهر ثم ترجع لذا سمى الوسواس بالخناس لأنه يخنس عند ذكر الله فيرجع الوسواس ويذهب بعد ظهوره في النفس وتأثيره عليه .
    وقولهم : الكُنَّس أي التي تكنس . تعمل كمكنسة كونية عملاقة تستطيع أن تبتلع الكواكب بما فيها الأرض
    وليس في هذا المعنى ما أشار إليه السلف ولا ما يدل عليه هذا المعنى في اللغة : أنه الرجوع إلى الكناس وهو المقر .
    فما أردت بذلك إلا النصح والتنبيه والأخذ بالعلم عند ورود مثل ذلك علينا خاصة فيما يتعلق في تفسير كلام الله وبيان مراده .
    وللأخ أبو نواف الشكر والتقدير على هذا الموضوع لنستفيد جميعاً .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

             






شبكة تواصل العائلية 1428~1438 هـ