ولنا في مرور الأعوام عبرة
أختي الغالية :

هذه وقفة لوداع عام كامل من أعمارنا أودعناه أعمالاً لا ندري ما الله صانع بنا إن لقيناه ، قد طويت صفحاتها وأغلقت ولن تفتح إلا في يوم اللقاء الأكبر نسأل الله اللطف والمغفرة ،

فكم من حبيب فيه فارقنا، وكم من اختبار وبلاء فيه واجهنا، وكم من سيئات فيه اجترحنا، وكم من عزيز أمسى فيه ذليلاً، وكم من غني أضحى فيه فقيراً،
وكم من حوادث عظام مرت بنا ولكن أين المعتبرون المبصرون،

وأين الناظرون إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)).


- هل عامك المنصرم زادك قرباً من الله أم بعداً عنه ؟!!
- ماذا حققت فيه من إنجازات تفرح بها عند مولاك ؟!!
- كم مرة ختمت فيه القرآن ؟ !!
- هل حافظت في على السنن الرواتب والوتر ؟!! -
- هل قيدت فيه جوارحك بقيد من الشرع متين أم أطلقت لها العنان ؟!! فالعين ترى ما تشاء ، والأذن تسمع ما تشاء ، واللسان يقول ما يشاء ، والفرج يفعل مايشاء !!

أيتها الغالية :
- لو قبضت روحك في العام المنصرم هل يسرك ما سيشهد لك به الناس ؟!!
- وماذا أنت فاعل في عامك المقبل ــ إن أطال الله في عمرك ؟!!

عن أبي بكرة رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (( خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله)).



- كم ستجعلي للقرآن من حظ في حياتك ؟!!
- هل ستجعلي لدينك محافظةَ لجوارحك فلا تفعلي إلا ما يرضي الله أم ستبقى حريتك كالحبل مرخى لها كما تشائين؟!!

- كيف ستكون طموحاتكِ وهمومكِ : في ازدياد أم .. إهمال ؟!!
- ماذا ستقدمين لأمتك ؟ أم ستكوني مثل اللاتي لا هدف لهن ؟!!!

- وأخيراً .. بم تودين أن يقولوا الناس بعد موتك ؟!!!


فاعملي ليوم مماتك !! فالناس شهود اللــه في أرضه

اللهم اغفر لنا ما مضى من أعمارنا ،واحفظنا فيما بقي منها يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال والإكرام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته