السؤال بسم الله الرحمن الرحيم.
إن ابن أختي عمره ثمان سنوات, إنه ولد عصبي وضعيف التركيز في دراسته, أمه تعاني كثيرا من تشتت باله وضعف تركيزه عندما تراجع معه دروسه, حتى أساتذته يعانون من نفس الشيء, حيث أنهم يقولون أنه داخل الفصل يقوم بحركات غريبة، مثلا كأنه يقود السيارة والأستاذ يشرح الدرس, وكأنه يعيش في عالمه الخاص به, فقد نصحها بعض الأساتذة بالذهاب به إلى طبيب نفساني.

كما أنه عندما كان عمره مابين سنة وسنة ونصف بانت عليه أعراض الطفل العصبي، حيث على سبيل المثال كان يضرب رأسه بالحائط أو بالأرض إذا لم يحقق له ما يريد, معلومة أخرى أضيفها وهو أنه سريع الحفظ إذا اهتم وركز، ولكن للأسف نادرا جدا, فأمه تطلب منكم أن تنصحوها وتفيدوها مما علمكم الله وجزاكم الله خيرا.

إذا أردتم أي معلومات أخرى اتصلوا بي عبر الايميل وشكرا لكم.


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ Abdelali حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فعلة العصبية وضعف التركيز تكون في الغالب مرتبطة بعلة الحركة الزائدة لدى الأطفال، ومن الواضح أن هذا الطفل يُعاني من زيادةٍ في الحركة أدى إلى ضعف في تركيزه، وهي فعلاً من الحالات المزعجة، ولكنها ليست خطيرة وتؤثر سلباً على مستوى الطالب وأدائه الدراسي.

لا شك أن الحالة تتطلب فعلاً الفحص بواسطة الطبيب النفسي، ويفضل أن يكون طبيباً نفسياً متخصصا في الطب النفسي للأطفال إن وُجد؛ لأن هنالك أمرين أساسيين:

الأمر الأول: لا بد أن تُجرى فحوصات تقدير الذكاء بالنسبة للطفل، وهذه بالطبع لا يمكن أن يقوم بها إلا المختص، والشيء الثاني أنه بجانب الإرشادات السلوكية توجد الآن والحمد لله علاجات فعالة جداً لعلاج داء الحركة الزائدة وضعف التركيز، لكن هذه الأدوية لا يمكن أن تُصرف مطلقاً إلا بأن توصف بواسطة طبيب مختص، والدواء الذي يُستعمل في هذه الحالة يعرف باسم ريتالين (ritalin)، وهو يُساعد هؤلاء الأطفال بنسبة 80-90%، ولكن كما ذكرت هذا الدواء يعطى تحت ضوابط خاصة وبجرعة معينة لا بد أن تكون تحت الإشراف الطبي.

وبالله التوفيق.


المجيب :د. محمد عبد العليم