السؤال أعاني من هذه الظاهرة المقلقة لي، أعاني من صراع نفسي مع من يجاورني بصلاة الجماعة وكأنه عدو لي، وهذا بشكل دائم، بدون سبب، أرجو أن أجد عندكم الحل، أنا أعلم أنه نوع من الاضطراب ولا حقيقة له، لكني لا أستريح في صلاتي، أرجو إمدادي بأسباب هذه الظاهرة والخطوات لحلها وأشكركم.


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ باسم حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فهذه ظاهرة ربما تكون غريبة بعض الشيء، فالشيء المتعارف عليه هو أن يحب الإنسان إخوانه المصلين، خاصةً من يكون مجاوراً له في الصلاة.

هذه المشاعر السلبية ربما يكون لديها أسباب في السابق، وتكون هذه الأسباب قائمة على تجربة سلبية مع أحد المصلين، أو ربما تكون في حقيقة الأمر هي نوع من ما يعرف بالإسقاط الوسواسي، أي أن يصب الإنسان جام غضبه وشعوره بعدم الارتياح بصورةٍ وسواسية ودون أي مبرر.

الحل يا أخي هو أن تحسن الظن بكل من تعرف، وخاصةً بمن هو جارٌ لك في الصلاة، فالمسجد هو مكان المحبة والتآخي، ولا بد لك أن تراجع نفسك كثيراً في هذا الأمر، كما أنه يمكنك أن تحضر للصلاة ومعك صديق أو صديقان أو أكثر ممن تثق فيهم، وتسأله وتطلب منه أن يقف في الصف بجانبك، أي أن يكون جاراً لك، فمثل هذا الصديق ليس بالغريب عليك ولا يوجد أي مبرر لمعاداته أو الشعور بذلك.

بكل صدق هي فكرة سخيفة أعرف أنها تفرض نفسها عليك دون أي مبرر، ولكن في نفس الوقت يمكنك أن تبطلها وذلك بتحقيرها والإيمان بعدم منطقيتها، وأن تُحسن الظن كما ذكرت لك سابقاً.

ربما يكون يا أخي من المفيد لك تناول أحد الأدوية المضادة للوساوس؛ لأني لا زلت أعتقد أن هنالك جانبا وسواسيا في هذا الأمر، ومن الأدوية البسيطة التي يمكنك أن تتناولها العلاج الذي يعرف باسم أنفرانيل، وتأخذه بجرعة 25 مليجرام ليلاً، ويوجد بجانبه دواء آخر مضاد لهذه الأفكار يعرف باسم استلزين، أرجو تناوله بمعدل 1 مليجرام في اليوم، ومدة العلاج بالنسبة للدوائين هي ثلاثة أشهر.

أكرر أن علاجك في المقام الأول هو أن تحقر هذه الفكرة، وأن تحاول أن تطردها من خيالك، وأن تستعيذ بالله منها، فهي ربما تكون نزغا من الشيطان حتى يكرهك في إخوانك المصلين.

وبالله التوفيق.


المجيب :د. محمد عبد العليم