مختصر عن تأريخ محنة الإمام أحمد وأحداثها.
عاصر الإمامُ ثمانية مـــــن الخلفاء العباسيين:
1- المهدي
2- الهادي
3- الرشيد
4- الأمين
(وهؤلاء كانوا على مذهب السلف)
5- المأمون
6- المعتصم
7- الواثق
(وهؤلاء الذين أظهروا الفتنة وامتحنوا الناس)
8- المتوكل
(وهذا الذي كشف الله به الغمّة، وأظهر السنة، ومحا البدعة، وأخمد الفتنة، فرحمه الله)

أهم أسباب ظهور الفتنة:
• تعريب كتب الفرس والروم واليونان والهند.
• تقريب الخليفة لأهل البدع.

الخليفة العباسي الذي ابتدأ الفتنة: المأمون.

رأس الفتنة: أحمد بن أبي دُؤَاد.

السنة التي بدأ امتحان العلماء فيها: 218 هـ

عقوبة من يمتنع عن القول بخلق القرآن:
* الحبس
* التضييق عليه
* الضرب
* العزل عن الوظيفة
* قطع رزقه من بيت المال.

أشهر العلماء الذين امتحنوا:
1- محمد بن سعد؛ كاتب الواقدي.
2- يحيى بن معين.
3- أبو خيثمة.
4- أبو مسلم المستملي.
5- إسماعيل بن داود الجوزي.
6- أحمد الدورقي.
7- ابن أبي مسعود.
(وهؤلاء أجابوا خوفاً من السيف، غفر الله لهم)
وقال الإمام أحمد: (هؤلاء لو كانوا صبروا وقاموا لله لكان الأمر قد انقطع، وحذِرَهم الرجل _يعني: المأمون_، ولكن لما أجابوا _وهم عين البلد_ اجترأ على غيرهم ... هم أول من ثلم هذه الثُّلمة، وأفسد هذا الأمر).
8- الإمام أحمد بن حنبل.
9- محمد بن نوح.
10- عبيد الله بن عمر القواريري.
11- الحسن بن حماد سجَّادة.
(وهؤلاء أبوا أن يجيبوا جميعاً، فحبسوا وقيدوا، إلا أن القواريري وسجَّادة أجابا بعدُ، غفر الله لهما،
وأما الإمام أحمد ومحمد بن نوح، فلم يجيبا أبداً، وحملا مقيدين إلى المأمون، وكان الإمام أحمد يدعو الله ألا يريه وجه المأمون، فلما بلغا (الرَّقة) تلقاهم نبأ موت المأمون، فرُدّا إلى بغداد، وفي الطريق توفي محمد بن نوح _رحمه الله_ وصلّى عليه الإمام أحمد ودفنه).

واستفحلت محنة الإمام أحمد عندما تولى المعتصم الخلافة سنة 218هـ
فكان _رحمه الله ورضي عنه _ يضرب ضرباً شديداً حتى تخلعت يداه _وقال أحد جلّاديه: لقد ضربتُ أحمد بن حنبل ثمانين سوطاً، لو ضُرِبَت فيلاً لهدَّته_، وهو صابر يناظر ويحتمل صنوف الأذى مدة (28) شهراً، وقيل (30) شهراً، وكان يسكتهم بقوة حجته، وشدة يقينه وإيمانه، وثبات قلبه.

في شهر رمضان سنة 221هـ، أطلق الإمام أحمد، وبذلك يكون الإمام قد مكث في السجن سنتين وأربعة أشهر.
وبعد أن شفاه الله من آثار الضرب الشديد باشر التدريس والفتوى وحضور الجمعه والجماعة، حتى مات المعتصم سنة 227هـ.

وفي سنة 231هـ منعه الخليفة الواثق أن يجتمع إليه أحد، ويلزم بيته، ولا يخرج إلى جمعة أو جماعة، وقال الإمام أحمد: (إني لأرى طاعته في العسر واليسر، والمنشط والمكره والأثرة، وإني لآسف عن تخلفي عن الصلاة، وعن حضور الجمعة، ودعوة المسلمين). _ رحمه الله _.

وفي سنة 232هـ ولي الخلافة (المتوكل) فكشف الله به الغمّة،
وأظهر السنة،
ومحا البدعة،
وأخمد الفتنة،
وأكرم الإمام أحمد وعظّمه، حتى كان لا يولي أحداً ولاية إلا بمشورته.

قال بشر بن الحارث: إن أحمد أُدخل الكير، فخرج ذهباً أحمر.

وقال ابن المديني: أعزّ الله الدين بالصدّيق يوم الرِّدّة، وبأحمد يوم المحنة.

قال الميموني: قال لي علي بن المديني: يا ميموني، ما قام أحد في الإسلام؛ ما قام أحمد بن حنبل.
فعجبتُ من هذا عجباً شديداً، وذهبت إلى أبي عبيد القاسم بن سلّام، فحكيت له مقالة المديني، فقال: صدق، إنَّ أبا بكر وجد يوم الردة أنصاراً وأعواناً، وإنَّ أحمد بن حنبل لم يكن له أنصار ولا أعوان ... لست أعلم في الإسلام مثله.

المصدر: رسالة (المحنة، وأثرها في منهج الإمام أحمد النقدي) تأليف د. عبدالله بن صالح الفوزان.