رقم:1218 – 15/جمادى الأولى/1433 – 27\3\2013


رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
معذرة على الإطالة فالموضوع لا يُسكت عنه، وقفت على رسالة للعلامة الوالد عبد العزيز بن باز –طيب الله ثراه- إلى مدير الجوازات في المملكة وهذا نصها: من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم مدير الجوازات والجنسية برابغ وفقه الله لكل خير آمين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعده:حضر عندي من سمى نفسه عبد الله بن عبد الجزى، وسألني هل تجوز التسمية بعبد الجزى ؟ ؛ لأن الجوازات قد توقفت في تجديد تابعيته حتى تعرف حكم الشرع في اسم أبيه؟ .
والجواب : قد أجمع العلماء على أنه لا يجوز التعبيد لغير الله سبحانه، فلا يجوز أن يقال: عبد النبي، أو عبد الحسين، أو عبد الكعبة أو نحو ذلك ؛ لأن العبيد كلهم عبيد الله عز وجل. ومعلوم أن الجزى ليس من أسماء الله سبحانه فلا يجوز التعبيد إليه، والواجب تغيير هذا الاسم باسم معبد لله سبحانه, أو باسم آخر غير معبد كأحمد ومحمد وإبراهيم ونحو ذلك، ويجب عند التغيير أن يوضح في التابعية الاسم الأول مع الاسم الجديد حتى لا تضيع الحقوق المتعلقة بالاسم الأول. هذا ما أعلمه من الشرع المطهر...إلخ الفتوى.
انتهى كلامه رحمه الله تعالى. والله ما يدري العاقل ما يقول إزاء الهجمات المتتالية من التكفيريين والحزبيين على دولة التوحيد والسنة وعلى ولاة أمرها وفقهم الله لكل خير، وما خطاب د. سلمان العودة التحريضي الأخير عنا ببعيد! فها هي دوائر الدولة تعود للعلماء في جميع أمورها وتقف عند حدود الله، والمملكة هي الدولة الوحيدة التي لا زالت تنشر عقيدة التوحيد وتطبق حدود الله، والبلد الوحيد الذي فيه هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهيئة لكبار العلماء، وتمنع الخمر والدخان والخبائث، وتفرض الحجاب وتمنع الاختلاط والفواحش، فوالله لا أدري ماذا يريدون من السعودية إلا نشر الفوضى فيها وسفك الدماء وخدمة أعداء الإسلام! نسأل الله أن يجعل كيدهم في نحرهم وأن يحمي آخر معاقل أهل السنة من شرورهم! ونذكر إخواننا في جميع بقاع الأرض بإجماع الأمة على حرمة الخروج على الحاكم المسلم وإن جار وإن ظلم، فكيف بآل سعود المعظمين لشعائر الله المقدمين للعلم والعلماء؟


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ".
أخرجه ابن أبى شيبة (7/462 ، رقم 37243) ، وأحمد (2/296 ، رقم 7931) ، ومسلم (3/1476 ، رقم 1848) والنسائى (2/314 ، رقم 3579) . وأخرجه أيضًا : عبد الرزاق عن معمر فى الجامع (11/339 ، رقم 20707) وإسحاق بن راهويه (1/192 رقم 145) ، وابن حبان (10/441 رقم 4580) ، وأبو عوانة (4/421 ، رقم 7169) ، والبيهقي (8/156 رقم 16388) ، والبيهقي فى شعب الإيمان (6/60 ، رقم 7495).
نقل ابن حجر رحمه الله الإجماع على عدم جواز الخروج على السلطان الظالم فقال: قال ابن بطال (وفي الحديث حجة على ترك الخروج على السلطان ولو جار وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما فى ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء)) (فتح الباري 13/7) ونقل الامام النووى -رحمه الله - الإجماع على ذلك فقال ((وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوافسقة ظالمين وقد تظاهرت الاحاديث على ماذكرته واجمع اهل السنه انه لاينعزل السلطان بالفسق....... )) (شرح النووي 12/229)
.