بعض من ذكريات الشيخ عبدالوهاب الطريري عن حجه مع سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله :
1- تثير منى شجون الذكريات وهذه بعض ذكرياتي لأيام منى في مخيم الشيخ ابن باز رحمه الله أرسل بعضها الليلة عفو الخاطر
2- كان من سعادة عمري أني كنت أجلس أيام منى في مخيم الشيخ ابن باز رحمه الله،وفيها أفدت أهم ما أفدته منه
3-كنت أرى في هذا المخيم كرم الشيخ،وحكمةالشيخ وعلمه وحلمه وطاقته النفسية المذهلة
4- كان باب مخيمه مفتوحاً كأنما يدعو الناس ويرحب بهم، كان المخيم يمتلئ عن آخره بالناس ويوضع فيه الطعام لجميع الحاضرين.
5- كنت ألاحظ تنوع القاصدين لمخيم الشيخ من كل الجنسيات عربا وعجما ،وهذا يظهر شخصية الشيخ العالمية
6- في مخيم الشيخ كنت أرى بعض الضعفه الذين يحج بهم الشيخ على حسابه وكأنه يتحرى قول نبيه (ابغوني ضعفاءكم)
7- كان مخيم الشيخ مقصد أهل العلم،هناك رأيت المشايخ عبدالرزاق عفيفي،و عبدالله بن قعود،وعبدالله المطوع ونسيب الرفاعي رحمهم الله، وغيرهم
8- رأيته أول مانزل المخيم يوم التروية في منى وجلس كان أول مافعله أن عين مؤذنا للمخيم وأوصاه بتعاهد الوقت
9- كانت الصلاة تقام في المخيم فيؤمنا الشيخ ويلقي كلمات بعد الصلاة غالباً ثم يجلس للإجابة على الأسئلة
10- وربما تأثرالشيخ وهو يتحدث ، ولا أزال أتذكره وكأني أراه الآن رافعا إصبعة يحكي بتأثر قول رسول الله : اللهم هل بلغت اللهم أشهد
11-كنت أعجب من صبر الشيخ العاجب على الأسئلةرغم تكرارهاوإلحاف السائلين فيها،وكانت طاقته وهويجيب على آخر سؤال كحاله وهو يجيب على أول سؤال
12- كان أكثر الأدلة ترددا على لسانه وهو يجيب على أسئلة الحجاج ( فاتقوا الله ما أستطعتم )، لا أكاد أحصي كم يقولها
13-له أقتدارعجيب على تجريدالسؤال الطويل الشائك من الأوصاف غير المؤثرة والصمودإلى محل الإشكال بحيث نفاجأ بقرب تناوله للجواب الذي ظنناه بعيدا
14-أتاه ناس فسألوه عن امرأه وقفت بعرفه ثم جنت هناك،فاستغربالسؤال واطال التأمل وطلب حاشيةالروض وبعدالمغرب زاره الشيخ ابن عثيمين فذاكره السؤال
15- سأله سائل عن النفره من مزدلفة بعد منتصف الليل فقال له جائز فقال يا شيخ لسنا كلنا ضعفه فقال : كل الناس ضعفه
16- سأله سائل فقال ما حكم ارتداء الذهب المحلق للنساء ، فضحك الشيخ وقال: الإرتداء لما يلبس على الظهر ، ثم أجابه
17- سأله شاب عن الأذان الأول لصلاة الجمعة والقول بأنه بدعة فغضب وقال : هذا قول قبيح فيه نسبة الصحابة للبدعة
18- سأله أخي الشيخ علي المري وأنا معه عن طواف الحائض إذا سارت رفقتها فأجاب بفتوى شيخ الإسلام ، أن تتحفظ وتطوف
19-أتى إلى الشيخ شاب ومعه جهازتسجيل يطلب إجابات على أسئلة من أمريكا فاحتفى به وقام معه للمجلس الخاص،كانت عالمية الشيخ تمتد للبعيد والقريب
20- ربما أعقب الشيخ في الإجابة على الأسئلة بعض المشايخ وأكثر من كنت أراه يعقبه الشيخ عبدالله ابن غديان رحمهما الله
21-في يوم عرفة كنت ترى مسيره تطبيقا عمليا ليوم النبي سواء بسواء لا تكاد تلحظ ثانية تفلت منه دون ان يرحلها بصالح عمل ذكر ودعاء واجابة سائل.
23- في يوم عرفة يتناول غداءه في المخيم في زحام الناس كأنه يتعبد لله بالمسكنة مع الناس، ويزدحم الناس على سفرته برغم كثرة السفر الموضوعة.
24- في عصر يوم عرفة وفي انشغاله بما هو فيه أتى إليه أحد كبار السن بصبي صغير ليسلم عليه فأقبل الشيخ على الصبي وجعل يلاطفه ثم قال من ربك؟ من نبيك؟ وجعل يدعو له. يا لله أي سعة في النفس هذه؟ كان الشيخ يتعبد لله بإدخال السرور على قلوب من حوله.
25-رأيته عند النفرة من عرفة قبل الغروب وهوفي الحافلة في غمارالناس مستغرقًا في دعائه، فما أحسبني رأيت حالاًهي أعظم عظة لقلبي أبلغ من حاله تلك
26-دخلت المخيم يوم العيد ضحى فإذا الشيخ بإحرامه وله لهج بالتلبية لأنه لم يرم جمرة العقبة بعد، وكان يرى استمرار التلبية إلى الرمي.
27- لقيته مرة بالليل عند جمرة العقبة، فرمقت طريقته في الرمي وتحريه لمكان الوقوف عند الجمرة، كحديث ابن مسعود في صفة وقوف النبي.
28 - في كل السنوات التي جلست فيها في مخيم الشيخ لاحظت أن الشيخ يتأخر إلى اليوم الثالث عشر وأحسب أن هذا كان دأبه دائمًا.
29- كان اليوم الثالث عشر فرصة للاقتراب أكثر من الشيخ لقلة الحضور فنكون معه كأننا في جلسة خاصة.
30- من أكثر ما استفدته منه في هذا المخيم رؤية التطبيق العملي لحسن الخلق والقدرة على احتواء الناس على اختلاف أجناسهم وأخلاقهم وأغراضهم.
31- رغم رهق العمل الذي يتحمله وكثرة الأسئلة التي يجيبها وكثرة من في المخيم ممن هم في ضيافته فأتى لم أره يومًا متوترًا أو متحفزًا وإنما تراه مسترخيًا عليه السكينة كأنه لا يكرثه شيء يسع الجميع بره ولطفه.
32-عندما تقدم له القهوة في الصباح في المخيم يدعوالناس بنفسه للقهوة والتمرفتسمعه ينادي: تفضلوا القهوة التمر. كان يجد السعادة في إكرام من عنده
33- سأله رجل عن حاج دخل مخيمًا وجلس فيه وأكل معهم وليس منهم فقال: ما داموا يرونك فهذا إذن منهم. وواضح أن لكرم الشيخ أثرًا في هذه الفتوى.
34- تطبيقه للسنن وفضائل العمل راسخ في حياته تراه يطبقه بشكل عفوي لا تكاد تفلت سنة عن محلها.
35- رأيته يكلم بالهاتف مكالمة يبدو أنها مهمة فلما سمع الأذان قال لمن يكلمه: أذن عندنا سنجيب المؤذن ثم نحى الهاتف واستغرق في متابعة الأذان.
36- حج الشيخ52 حجة ولم ينقطع عن الحج منذ عام1372هـ إلا في عام1419هـ لمرضه، وكأنما كان غيابه عن الحج ذلك العام إيذاناً بقرب غيابه عن الحياة.


*رحم الله الشيخ عبدالعزيز بن باز وغفر له وأعلى في درجات الجنة نزله.