( الترخّص بالخلاف )
للشيخ إبراهيم السكران




( إذا كنت تستمع لفقيه أو واعظ ، ورأيت همتك للطاعات تزداد كلما سمعته، وضميرك يؤنبك ، وتضيق نفسك بالمعاصي التي أنت عليها.. فهذا يريد لك الجنة فتمسك به

وإذا كنت تستمع لفقيه أو واعظ ، ورأيت نفسك كلما سمعته شعرت برضاك عن ذاتك ، وبرودك تجاه خطاياك ، وأن كل شئ على مايرام.. فهذا يدحرجك لجهنم ففرّ منه


دخلوا في سلطان (النص) عبر باب الانقياد.. وخرجوا منه عبر نافذة (الخلاف) ـ

قال لي: مسائل كثيرة كنا نظنها محسومة ثم اكتشفنا فيها خلاف. قلت له: بل كنت تعرف سابقا الخلاف ، لكنك كنت تبحث عن الراجح ، واليوم تبحث عن التسويغات.



صوّر القرآن الكريم المؤمنين في الدنيا فبيّن شفقتهم ووجلهم (إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين) ،(والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) قارن هذا بداعية يُبنج الناس.


أعرف شابا مقصرا – وكلنا مقصرون - كان يلوم نفسه كثيرا ويحب المتدينين ، ثم ابتلاه الله بسماع أحد (دعاة التبنيج) ، فانقلب راضيا بحاله شاتما للمتدينين،،


بعض الدعاة برنامجه ملئ بالدوافع للارتقاء الإيماني بالمستمع ، وبعض المنتسبين للدعوة برنامجه ملئ بالمسوغات والمبررات للبقاء على خطاياك..

لاحظت أن الجينات المشتركة بين كل الشباب الذين انحرفوا فكريا هي (وهم الوعي والاطلاع)
ثم رأيت الله يقول (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض)ـ


لا أجد في نفسي غالباً حماساً لمناقشة بعض المتحدثين بمسائل الخلاف ، لأن سلوكه في الاختيار بينها يكشف أن القضية ليست ترجيحا علميا، بل ميول ورغبات ..


لا نحتاج جهود إفسادية، فمنذ أن نصرف للشاب أقراص (فيه خلاف) ستجده بعد أشهر: مدمنا للمعازف، وحسناوات الشاشات، وهاجرا لصلاة الجماعة، وشتاما للمشايخ


إذا أفلحنا أن نوضح جذر وجوهر المسألة وهو (الصدق مع الله) انحلت ألغام (فيه خلاف) فالصادق مع ربه لا يبحث عن التسويغات والتبريرات لتقصيره )

ا.هـ

أبوعمر السكران
10/8/1432هـ