لعبة الواتس !!



مدونة إبراهيم الحارثي
الثلاثاء ١٤٣٨/٦/٢٢
ترويقة:




أصبح الواتس عند البعض لعبة مثيرة تعتمد للفوز بها على كمية الرسائل التي يرسلها وعدد القروبات التي يشترك بها ويحلو له اللعب ليلا ونهارا بلا قواعد ولا ضوابط..


ولذا من الممكن أن يرسل إليك ~أحد~ هؤلاء المحترفين
عشرة رسائل في اليوم ويظن أنه يسدي إليك معروفا عظيما ويتحفك بالمعلومات الجديدة
وكأنه لا يعلم أن هناك من هو أنشط منه
وأن هذه الرسالة جاءتك مائة مرة
وأن عشرين مرة منها جاءتك منه هو شخصيا..


أما ~الثاني~ فلا يتركك حتى يودعك عند نومك برسالة ويستقبلك عند استيقاظك بأختها ويظن أنه لوحده فقط الذي يصبّحك ويمسّيك..


أما ~الثالث~ فتموت بنت خالة زوج عمة ولد جيرانهم فيرسل إلي القروب المكون من مائتي شخص ويخبرهم بذلك ويحتشد القروب عن بكرة أبيه لإرسال التعازي الحارة..
لمن هذه التعازي وماصلتنا بالميت وليس له قريب في هذا القروب ؟
لا أدري !!
ومع ذلك يرسل كل واحد من المائة وتسعة وتسعين عضوا رسالة عزاء وبعد أربعة أيام أو أكثر يأتي الرقم مائتين ليرسل رسالة عزاء فيظن البعض أن هناك حالة وفاة جديدة فيجدد العزاء فيتبعه من لا يقرأ ولا ينتبه وهكذا نظل نعزي بعضنا..


وأما ~الرابع~ وما أكثر هذا الرابع فيأتي لك بالمكررات والغرائب والعجائب والأقوال التي لا تصح ولا تعقل
ولا تنفع
ويتحفك بها برسالة فردية أو عبر القروبات التي ينشط فيها بلا كلل ولا ملل..


وأما ~الخامس~ فينام نومة أهل الكهف ثم يستيقظ ليتحفك بما تجمع عنده دفعة واحدة لكي يكفر عن سباته العميق ثم يكمل الناقص ويظن أنها لم تصل فيعيد إرسالها مرة أخرى بكل حماس..


وهناك ثلاثة أو أربعة في كل قروب يتبادلون التحايا والسلامات والدعابات حتى الثالثة صباحا لتستيقظ فتجد أنهم أمطروا القروب بأربعمائة رسالة ونيف..
ونيف هذه بالذات ستجدها قاربت التسعين..
وأما *الصور والمقاطع والنكات* التي تفضح الناس والبيوت والعوائل وتسخر من أنواعهم وأشكالهم وصورهم وتجرحهم وتؤذي مشاعرهم فحدث ولا حرج..
أصبح التعليق الساخر والضحكة المجلجلة عند البعض أهم من كل مبدأ وأهم من كل قيمة ولتذهب المشاعر والأعراض إلى الجحيم..


فكرت كثيرا أن أحذف هذا الواتس وأريح نفسي من عناء مجاملة من لا يهتم ولا يراعي ولا يعرف حدود ما يرسل وما يختار..
وليس له عمل إلا القص واللزق والإرسال بلا فكر ولا وعي ولا تحفظ.


لكن أعود فأصبّر نفسي وأحتسب الأجر.. ولكن إنما للصبر حدود..


يا أخي أين رأيك وبصمتك وفكرك وإضافتك؟


ولمعلوماتك
ترى ليس من واجبات الدين أن ترسل كل يوم رسالة..
يا حبيبي لا ترسل..
أرجوك لا ترسل ..
ريحنا وريح الواتس وريح نفسك..
وإذا ملزم أرسل رسالة واحدة كل عشرة أيام


*ولتكن فاخرة ونوعية وثرية..*


الله يرحم أبوك..