*أخي المصلي.. رفقاً بإمام المسجد والمؤذن



______________

لن أتناول كل ما يحتمله إمام المسجد والمؤذن طوال العام؛ وسأكتفي بالإشارة إلى جزء مما يحتمله في شهر رمضان وحده، الذي يزداد فيه رواد المساجد.

ومرادي من هذه الكلمات :
وضعك في الصورة، كي لا تكون أخي المصلي حِملاً جديداً يضاف على كاهل اﻹمام والمؤذن فوق ما يعانونه من التزامات، آملين أن تقدّر لهم حيث إنهم يبذلون جهدا ليقوموا بواجبهم تجاه ربهم ثم تجاه المصلين ..

وأؤكد أيضا على أنه لا يعملون اجيرين عندي وعندك، والمساجد أمانة في عنقهم والمسؤولية تقع على عاتقهم وكل واحد مسؤول في ما أؤتمن ، وهناك من يتابعهم وينبهه عليهم من مديريات الأوقاف، وغيرها !

هل تعلم أنهم في شهر رمضان تحديداً، شبه منقطعين عن أقاربهم ومعارفهم، فهم لا يقبلون غالباً بعزائم الإفطار إن كانت بعيدة عن مسجدهم ..

هل تعلم أنه لا يُتِمّ إفطارهم ، فهم يخففون من طعامهم وشرابهم ليكون هناك مجالاً لنفس عند من اجل القراءة واﻵذان ، وللعلم فإن أسرهم تتحمل ما يتحملون ، من عدم "الاستمتاع بالإفطار" وقلة الزيارات والولائم .

وهل تعلم أن إمام المسجد والمؤذن يكثفون مراجعة القرآن الكريم في هذا الشهر تجنباً للخطأ أمام المصلين؛ ويكون خلالها على أعصابهم؛ لأن المتتبعين على أهبة الاستعداد ..

أولئك "المتصيدون" لأي زلة بسيطة ليسقطوهم، للختلاف معهم بأمر ما، ممن لا يُفرِّقون بين المساجد بيوت الله والشارع بعلو أصواتهم ومشاجراتهم ..

ومنهم من يلوم الإمام إن أخطأ بخواتيم الآيات لتشابههن، أو ارتبك ونسي، فلا يترك له فرصة لاسترجاع الآيات قبل رده، وكأنه سيمنح جائزة !

وبعضهم متخصص في مواعيد الإقامة، والتقصير والإطالة، والتكييف والإضاءة، ولو تحمل مسؤولياته ليوم واحد، لدعوا لهم في كل سجدة يصلونها خلفهم ..

إنه يجهد كبير وعمل متواصل وشاق ونحن جالسين في بيوتنا حتى إقامة الصلاة ..

هل نعلم أن الإمام والمؤذن بشر من لحم ودم، يمرض ويكون عندهم المريض والظروف الطارئة مثلي ومثلك يصيب ويخطئ، يغضب ويمزح، مثلنا تماماً، فلا نتوقف عند كل أمر يبدر منهم، فعندهم من المشكلات ما يكفيهم ..
وليس من الدين ولا الرجولة أن نتتبع سيرة حياتهم ومشاكلهم الأسرية لعرضها على المصلين فاالبيوت اسرار والله هو الرقيب على عباده

أخي المسلم ..
إن أكرمك الله بالمواظبة على الصلاة في المساجد، فلا تمنَّ بذلك على أحد، وخصوصاً الإمام والمؤذن، فأنت تصلي لنفسك ..

وتذكَّروا دائماً :
أن ذهابنا للمسجد ﻷداء الصلاة وكسب الأجر والثواب والقبول من الله، وليس للإساءة للناس واغتياب المسلمين والتقليل من شأن احد في بيوت الله ﻷي كائن كان سواء إمام او مؤذن او من مرتادي المسجد الله يحفظ الجميع

أخوكم
محمد المهوّس