السؤال السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب متزوج وأعاني من مشكلة الغيرة، أعرف تماما حب زوجتي لي وأعرف تماما ثقتي بها، ولكنني أعاني من الغيرة بحيث أكره حتى محادثتها لأهلها بالرغم من أنهم يوازون أهلي مقاما عندي! حاولت ردع نفسي وأخاف أن تصبح هذه المشكلة سببا في خلافات أعمق وأشد.
أسأل الله أن يرحمنا جميعا.


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ فادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

تسلمت رسالتك، والتي تتعلق بمشكلة الغيرة التي تُعاني منها.

اعلم يا ولدي أن غيرة الرجل على أهله وعرضه مطلوبة شرعاً، ولكن في حدود، فإذا تجاوزت الحد انقلبت إلى داء يتطلب العلاج العاجل، وبلا شك فإن ما تعاني منه من غيرة ليست هي المطلوبة شرعاً، إنما هذه ممقوتة؛ لأنها تؤدي إلى الشك، ثم إلى هدم هذه الحياة.

ولذا أحثك أولاً بكثرة العبادة، والطاعة لله تعالى؛ حتى يمتلأ قلبك بالإيمان، فيطمئن بذكر الله، فتزول هذه الوساوس منه.

ثانياً: اعلم أننا مُطالبون شرعاً بحسن الظن، والابتعاد عن سوء الظن، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم}، وفي الحديث: (إذا ظننت فلا تحقق)، والغيرة الشديدة هذه من سوء الظن.

ثالثاً: حاول إقناع نفسك بأن الناس المتزوجون لهم زوجات مثلك، وبعضهن يلتحقن بالعمل، وتضطر الواحدة منهن أن تخاطب رجلاً عبر الهاتف فيما يتعلق بالعمل مثلاً، ولكنهم لم يشكوا فيهن إلا إذا بدر منهن سوء سلوك واضح، فلو كان للناس غيرة مثلك لما بقيت زيجة قائمة أبداً، ثم انظر إلى النتائج الوخيمة التي تترتب على هذه الغيرة، لا سيما إن شعرت زوجتك بها، فإنها لن تبقى معك أبداً، لهذا حاول علاج نفسك باللجوء إلى الله، وبترك زوجتك تذهب لأهلها حتى يزول ما في نفسك.

وبالله التوفيق.


المجيب :د/ أحمد محمد نصر الله