الصحيح أن يأتي المسلم بتكبيرة الإحرام وهو قائم متجهًا إلى القبلة، ويرفع يديه وكفيه إلى القبلة إما بمحاذاة كتفيه أو بمحاذاة فروع أذنيه.

ومن الأخطاء التي يقع فيها البعض في هذا الموضع:

أولًا: يُخطئ كثير من الناس خطأً فادحًا في لفظة التكبير، فبدلًا من أن يقول: ( اللهُ أكبر) تجده يقول: (الله وأكبر) ومن تأمل في معنى هذا اللفظ يجده مخالفًا تمامًا لمعنى وحقيقة التوحيد.

ثانيًا: أحيانًا يأتي أحدهم إلى المسجد والإمام راكع، فيُسرع لإدراك الركعة، وهذا في حد ذاته خطأ ونهى عنه رسول الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكرة رضي الله عنه حين فعل ذلك ‏(«زادك الله حرصًا ولا تعد‏»‏‏ صحيح البخاري (783).‏ ثم يكبر تكبيرة وهو في وضع ما بين القيام وبين الركوع، وأحيانًا يكون في وضع مُقارب تمامًا للركوع، وهذا يجعل صلاته باطلة تمامًا؛ لأنه إن كانت هذه التكبيرة التي كبرها هي تكبيرة الإحرام، فإنها لابد وأن تكون والإنسان قائم معتدل، كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المُسيء صلاته، صحيح البخاري (6251)، وقد عدّ العلماء كل ما في هذا الحديث من أركان الصلاة.

وإما أن تكون هذه التكبيرة التي كبرها هي تكبيرة الركوع، ومعنى ذلك، أنه لم يأت بتكبيرة الإحرام، وعلى ذلك فإن صلاته لم تنعقد أصلًا، فلابد لكل مسلم أن ينتبه إلى هذا الأمر الخطير.

ثالثًا: بعض الناس يرفع رأسه إلى السماء عند التكبير، ويحدث هذا كثيرًا، خاصةً عند الرفع من الركوع، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشدة عن فعل هذا في الصلاة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: «لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم» أخرجه مسلم (428).

وفي البخاري (750) عن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ : لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ ) .

رابعًا: يرفع البعض أيديهم بحيث يكون كف اليد إلى السماء، ولم يرد هذا الفعل مطلقًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكما هو معلوم أن الأصل في العبادات أنها توقيفية، وأن أي أمر مُحدث فيها عدّه العلماء من البدع.

خامسًا: بعض الناس يُبالغ في رفع يديه حتى تعلوا عن رأسه، وهذا أيضًا مما لم يرد فعله عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من الصحابة رضوان الله عليهم، وهو ينافى الهيئة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووردت عن الصحابة في الأحاديث الصحيحة، فعن ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ لِلصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى تَكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ كَبَّرَ». صحيح مسلم (390).