السؤال كنت ملتزما ولكن لم أكن أعرف الجدية في الالتزام, تعلقت بفتاة من تركيا لم تكن تعرف الالتزام وواعدتها بالزواج، وبعد أن عرفت الالتزام تريد أن تشاركني التزامي وأن أعلمها الدين بعد أن نتزوج.

لقد انفصلت عنها وشعرت بالذنب تجاهها وكان انفصالي عنها سببا في انهيار أعصابها، عندما حدثتها مرة أخرى فرحت جدا وتتوسل إلي ألا أتركها مرة أخرى وأنا أريد فعلا أن أتزوجها, فهل أتم هذا الزواج؟


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن أعظم نعمه ينعم الله به على عباده هي نعمة الهداية إلى الدين، فكل نعمة مهما عظمت هي أقل من نعمة الهداية إلى الإيمان وإلى هذا الدين الكريم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فالحمد لله على توفيقه إياك إلى الالتزام بدينه، والعمل بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى {فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم}.

وأما عن مسألة الفتاة التي كنت على صلةٍ بها، فإننا لا نرى مانعاً أبداً من أن تتوكل على الله وتتزوج بها، خاصةً وأنها قد أبدت استجابة لك في الالتزام بالدين، بل إنك بزواجك بها تحقق مصلحتين أنت مأجور عليهما -إن شاء الله تعالى-:

الأولى: إعفاف نفسك، وإعفافها.

الثانية : مساعدتها على الهداية إلى دين الله، ودلالتها على الخير، وقد قال تعالى: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين}، وقال صلى الله عليه وسلم: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً) وهذا حديث صحيح مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وأيضاً: فإن تعلقها بك، وتعلقك بها، ليس له دواء مثل الزواج، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لم تر للمتاحبين مثل النكاح) .

غير أننا نود منك قبل الإقدام على الزواج بهذه الفتاة أن تتأكد من حسن أخلاقها، وحسن استجابتها للخير، فمتى وجدت أنها على القدر المقبول، فإننا نوصيك بإتمام هذا الزواج الذي لعله أن يكون باباً تدخل منه إلى جنة الله تعالى.

وأما عن علاقتك بهذه الفتاة، فإنه ينيغي لك أن تعلم أن العلاقة السليمة هي التي ترضي ربك وتكون على سنة نبيك صلى الله عليه وسلم .

فينبغي أن توضح لهذه الفتاة أن توقفك عن هذه المكالمات إنما هو طاعةٌ لله ولرسوله، مع بيان عزمك على الزواج بها إن شاء الله تعالى، وأنك جاد وساعٍ في هذا الأمر.

ونوصيك باختيارٍ متأن متمهل لهذا الأمر، وأن تستخير الله في هذا الموضوع، وأيضاً فلا تعجز عن الدعاء، فإن الله جل وعلا لا يرد عبده المؤمن إذا لجأ إليه صادقاً منيباً

نسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يقر عينك.


المجيب :أ/ أحمد مجيد الهنداوي