وبعد ..
عنوان "من تجارب الحياة" يستحق أن يكون له مكان خاص في المنتدى ليودع فيه آثار السائرين في دروب الحياة تنتفع به أجيال الغد.. من باب الدلالة على الخير فالدال على الخير كفاعله .. وحتى لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين ..وتذكير فإن الذكرى تنفع المؤمنين ..ولأنه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .. فهي دعوة في الحقيقة للكتابة في هذا الشأن المهم كل وما لديه من تجربة نافعة أو موقف مفيد سواء كانت له بنفسه أو سمعها من غيره حتى ولو كانت هذه التجربة في ظنه يعلمها الكثير ؛ لكنه قد يخفى على البعض ، وفي نفس الوقت تذكير للناسي.. وطريقتها أن تسرد القصة وهي التجربة الحاصلة له أولاً ، ثم يستخرج منها الموقف ، أو الفائدة التي خرج منها وأصبحت دليلاً له في التعامل مع الآخرين ، أو منهجاً اتخذه لطريقته في الحياة ، يكتبها بأسلوب متواضع دون تكلف ، ويجعلها حلقات في المنتدى مرقمة ، ومن ثم يحق لأي كاتب التعليق على القصة أو على التجربة والفائدة المستخرجة منها بما هو مفيد وهادف .. وها أنا ذا بادئ بنفسي بذكر تجربة نافعة مرت علي في شريط حياتي :
(( التجربة الأولى ))
القصة : إشتريت سلعة وفي أثناء التفاوض مع البائع على البضاعة ذكر لي ميزات السلعة فوافقت وأخذتها فلما استعملتها وأنا لم أذهب بعيداً عن المحل فوجئت بأنه كذب علي وأنه ذكر صفة ليست موجودة فيها فرجعت إليه وأعدت إليه السلعة وقلت له : أنها ليست كما ذكرت ، قال : أنا لم أقل أن فيها تلك الصفة .قلت : بل والله قد قلت لي ذلك . فقال البائع الهندي : أنت لا تريدها أصلاً وأعاد إلي النقود وهو غضبان. هنا .. وقفت مع نفسي أفكر !! هل هو صادق وأنا لم أنتبه لكلامه أثناء التفاوض على السلعة ، أم أعتبره سوء فهم مني لكلامه فأخذتها على ما في نفسي استعجالاً ، أم أنه ـ وهو الاحتمال الأخير ـ كاذب يريد الخلاص من السلعة لتكدسها عنده من سنين ويريد الحصول على المال بأي طريقة كانت .. وهذا ما ترجح عندي لخلو الأمانة والصدق لدى كثير من الباعة اليوم وإنا لله وإنا إليه راجعون .. فالثقة بأخيك المسلم اليوم أصبحت صعبة جداً وتحتاج إلى قرائن لإثبات صدقة من عدمه . وكذلك ترجح لدي يوم أن تذكرت حركة يده عندما كان يصف لي البضاعة فأقدمت على أخذ المال وأنا غير آسف من كلامه .
الفائدة : هناك مواقف أخرى مع الباعة بمثل ما وصفت تحتاج إلى تركيز أثناء التفاوض في السلعة حتى تنجوا من إيقاع الظلم على أخيك عند الاختلاف ، وتطمئن نفسك لاتخاذ القرار الموافق للشرع .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..