السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو التكرم بإفادتي حول أسلوب التأقلم مع الغربة، حيث أنني أسافر كل ستة أشهر إلى أسرتي، وخلال سفري إليهم أشعر بتعب في القولون وتوتر في الأكتاف، وضيق صباحي، وعندما أسافر عن الأسرة تتغير الأعراض، حيث أشعر بإضراب في النوم.

ولكن الأمر تغير الآن، حيث أنني أسكن مع عمي وأسرته، ولديه ابنة مطلقة، مما يجعل السكن يسبب لي ضيق نفسي وتعب عندما أفكر فيه، ولا يمكن أن أجد سكناً بسبب غلاء السكن، وعدم توفر السكن لغير أصحاب الأسر، مع حاجتي إلى أسرةٍ أسكن معها ، ولكن أسرة عمي جعلتني في وضعٍ محرج بإحضار تلك الفتاة المطلقة وهي ابنته للسكن معنا ، ولا أجد مخرج الآن سوى الانتظار حتى أجد سكن مناسب، وهو أمرٌ يحتاج إلى راحة نفس وراحة أعصاب، وخاصة أني أكون قد عدت إلى عملي بعد إجازة أحتاج فيها إلى التركيز والراحة، فبماذا تنصحوني أن أفعل ؟

بارك الله فيكم.

الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه.

وبخصوص استشارتك، والتي تتعلق بما ينتابك من ضيق وآلام عندما تأتي للإجازة، فأقول لك أولاً:

هذا جانب نفسي، ولعل أمراً يضايقك وأنت لا تستطيع اكتشافه، ولذا أرى أن تعرض نفسك على طبيب نفسي؛ حتى يستطيع اكتشاف ما بك، وإذا عرف السبب هان علاجه.


ثانياً: بما أنك قلت قد تغير الأمر وسكنت مع عمك، فأقول لك أخي: لا تتحير وتسجن نفسك في إطارٍ ضيق، فإذا كنت غير مرتاح مع عمك فارحل أخي ولو تُغيّر في مجرى حياتك بتغير مكان عملك أو تغيير عملك كله... أو نحو ذلك، فصحتك تحتل أولويات حياتك، ولا تعجز أمام مشاكل الحياة وعقباتها.

إذا لم تستطيع شيئًا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع

أخي، أخشى أن يكون هناك فراغٌ روحي، وهذا أيضاً يسبب شيئاً من الاضطراب والآلام، فحاول أن تُقبل على الله بالعبادة، لا سيما صلاة الفريضة، وقيام الليل عند السحر، فهذا القيام له سر، إذ يقول الله تعالى مادحاً المؤمنين: {وبالأسحار هم يستغفرون}، وتُكثر من الذكر، إذ يقول الله تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، فاجتهد أخي في العبادة والدعاء، وستجد فرجاً قريباً إن شاء الله.

والله الموفق.


المجيب : د/ أحمد محمد نصر الله