المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلتــــــي مع الجاثــــــوم (11)



ابو اسامه
02-04-2009, 04:26 PM
حلقـ(11)ـة

http://www.al-mot.com/a/Design_files/a-d002.gif زائِـــــرُ اللّيْـــــل http://www.al-mot.com/a/Design_files/a-d001.gif


يوم الأربعاء
حصلت فيه ثلاث أحداث

http://www.al-mot.com/a/Design_files/a_Figur-Drache-re.gif




الحدث الأول
في المدرسة<o:p></o:p>



http://www.rapides.k12.la.us/VI/SY%20Back%20to%20School.jpg


ذهبتُ للمدرسة هذا الصباح بنفسية سيئة جدا ، وماذا يُتوقع ممن نامت ساعة ونصف فقط ، بل وبعد رعب وخوف ! ، لا نوم كافٍ ، ولا نفسية جيدة ، كنتُ متشائمة فوق هذا بأن الامتحان سيكون سيئا جدا مع الحالة النفسية المتدهورة التي كنتُ فيها ، فوق أني لم أُنهِ باقي الوريقات ، ولم أفتحها من قبل أصلا ، وحفظي كان ركيكا ، لم أكن متعودة البتة أن وريقات كتابي لا تنفتح إلا يوم الامتحان .


http://img233.imageshack.us/img233/2600/hhhhhag5.jpg


عدا إحساسي بدوران كل ما حولي من قلّ النوم ، وربما مما حصل لي بالأمس ودوران الجدران بي وطيراني ذاك الغريب . كنتُ منهكة منهكة للغاية ، ومدمرة نفسيًّا ، تمنيت أن لا أذهب ذاك اليوم للمدرسة ، ولكن مالفائدة في بقائي بين الرعب وجدران تلك الغرفة وحدي !! ، سيزيد الطين بلة !! ، ولم أكن أجرؤ على هذا خوفًا أن أُعاقب ولا يُعاد لي الامتحان .

http://www.alhoda.sch.ps/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9.jpg


في الفسحة كنتُ أنا وهي في نفس المكان ، قرب المعمل ، بعيدًا عن الأعين والأذان ، لم تكن بي رغبة ولا قدر أنملة لأكمل باقي وريقات مافاتني من الامتحان ، وقصصت على زميلتي الذي صار ، وطيراني في الغرفة ، وضربي بعدها في كل مكان بطرحتي ، كانت تلومني بشدة لأني لم أذكر الله ، أو أستعيذ ،أو أقرأ قرآن ، وعادت عليّ بضرورة أن المسلم لابد يكون في صدره شيء من قرآن يحرّك به لسانه ، أو يتعود على الذكر والدعاء ، وكانت مستغربة جدا من هذا الشيء ، ولم تجرؤ على تفسيره سوى أن هذا غريب ولا يندفع إلا بقراءة القرآن والأذكار كائنا ماكان هو ، وتذكرت حين رنّ جرس الفسحة أني قد كتبت الرسالة ، فأخبرتها لتتذكر وتأخذها خفتْ أن أنسى أعطيها إياها مع الحالة التي كنتُ فيها .

http://www.alhoda.sch.ps/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A8%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B 9%D9%84%D9%88%D9%85.jpg


وقت الامتحان كان في الحصة السابعة ، ماذا تتوقع حالي بعد مرور ست حصص !! ، لم يبقَ لي من ذهني الكثير ، كنت ُ أشعر بالورقة تدور والخط غير واضح ، ونسيت حتى الأشياء البسيطة السهلة ، كان الامتحان سهلا ، ولكن نفسيتي المتعبة ، ونومي القليل ، جعلتني أختزل الكلام لينتهي هذا الكابوس سريعا ، أود أن أغمض عيني لأجد نفسي في البيت وعلى فراشي ، مشي الحال ولم أهتم خبصت أو جبت العيد على قولتهم ، ما كنتُ فيه جعلني لا أهتم ، فلينحرق كل الامتحان ، لم يعد يهمني شيء مع إحساسي أن الأرض تدور بي ولم أعد أرى جيدا وصورة الفصل فيها شيء من ضباب خفيف .

http://www.bir-alkharj.com/UP/tbir-alkharj.com-04-09-2007-a1ba49d7c41.jpg


الحمد لله سلموا البنات الورق سريعا ، وخرجت المعلمة قبل انتهاء الحصة ، تنفست الصعداء وفرحت ، لملمت أوراقي وأشيائي في حقيبتي ، وقبل أن أخرج من الفصل ، أومأت لزميلتي بعيني ووضعت الحقيبة بيننا ، فهمتْ سريعا ، وأول مارأت يدي تخرج من الحقيبة سحبتْ الرسالة ودسّتها في مقلميتها ورمتها داخل حقيبتها ، كنتُ منفعلة ومستعجلة في معرفة ردّ الشيخ على رسالتي ، طلبتُ منها أن تتصل عليّ أول ما يردّ الشيخ ، لا تهتم بالوقت ليلا أو نهارا ، وتنقل لي شفهيًّا كل ما سيقوله أو يكتبه ، وانفصلنا على هذا الاتفاق .

http://www.al-mot.com/a/fwasel/bats2.gif



الحدث الثاني
اتّصالٌ هاتِفِيّ



http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=3414


عدتُ للمنزل منهكة جدا ، أول ماصليت الظهر ألقيت نفسي على فراشي دون أن أبحث بحال أي شيء في البيت ، لا أخوتي ، ولا والدي ، ولم أكن لأنتبه لأي شيء ، نمت نومًا مُنهكًا مُتعبًا ، الحمد لله ماجات ولا وحدة من خواتي على الغدا ، او ماصحوني على الغدا لما شافوني نايمة ، لا أدري .

http://www.alriyadh.com/2008/07/09/img/097060.jpg


سبق وأخبرتكم يوم الأربعاء هو يوم اجتماع العائلة ، يمكن أحد من أخواتي جاء وأنا نايمة ولا قمت ، ويمكن حاولوا يقوموني ولا حسيت بهم فتركوني ، ذاك اليوم كأنه ممحي من ذاكرتي ، لا أتذكر منه شيء ، وذاك الدوران الغريب في رأسي ، والشعور بالجدران تتحرّك ، وقلّ النوم ، وماصار بالأمس ، ومازل إحساسي برجفة وخفوق القلب من الارتفاع الحاصل بالأمس ، سواء كان حقيقة أو خيال أو حلم ، كان هناك شعور باضطراب الارتفاع ما يزال معي .

http://roooon.jeeran.com/3156_p94263.jpg


في المساء كانت أخواتي مجتمعات ، صحوت وكلهنّ بالبيت ، كانت السوالف تدور بينهم والضحك ، سلمت عليهم سريعا ، وذهبت لأصلي مافاتني من صلاة ، بعد الصلاة جلست بينهم أشرب الشاي ، وأحاول أتلهى بأحاديثهم ، كان استيعابي ضعيفا والشرود يأخذني بعيدًا عن كلامهم وأحاديثهم وضحكهم .

http://byfiles.storage.msn.com/y1p8hEtSjvS8SPA9uZgBeZ3gybQuwcstKtL3VP9V36BfFgb-OtmlfKXqvsQnnZU-LJ7


لا اتذكر شيء من حديثهم ، والظاهر أنهم لم ينتبهوا لحالي ، كانوا مشغولين بشيء ، كنت أشعر فيه خصام ، أو مشكلة ، ولكني لم أفهم شيء مما يدور حولي ، أسمع علو صوتهم ياتي من بعيييد ، كنت معهم بالجسم لا بالروح ، كان عدم انتبهاهم لحالي أكبر سبب في الاحتفاظ بأمري سرا ، وإلا لو شكّتني إحداهن بسؤال لانكشفت سريعا ، [ وهكذا غالب أخطاء البيوت في عدم الانتباه لتغير البنت ، وربما يُعذرون أخواتي ولكن مؤكد لن تُعذر أمّ لا تنتبه لتغير حال بنتها وشرودها وعدم مشاركتها من حولها في الحديث والضحك ] .

http://www.oujdacity.net/img/700/data/ocv3/Image/logos/oujda-oujda-interroga.jpg


يبعد بي خيالي عنهم ، ويرسم لي عالمًا آخر ، بعيدا عن جدران هذا المكان ، وبعيدًا عن أحاديث هؤلاء النسوة من الإنس الحبيبات إلى قلبي ، وتنعاد الصورة من البداية ، وكلما انتهت بدأت من جديد في حلقة مفرغة لا بداية لها ولا نهاية ولا حل وفهم ، سوى أنه يصنع في ذهنك علامة استفهام كبيرة مع رعب وخوف .

http://www.al-mot.com/a/fwasel/pumpkline2.gif


غير مصدقة للآن ماصار ؟ ، لا يستوعب عقلي الصغير وفهمي الضعيف تحليلا لما صار بالأمس .


http://www.al-mot.com/a/fwasel/ghostbf.gif



هل طرت بالأمس في الغرفة ؟ هل كنتُ فعلا أطير ؟! هل يمكن لهذا الشيء أن يحملني ويطير بي في الغرفة بتلك الطريقة ؟! ، كمن يحمل طفلا صغيرا يدخل يديه من الخلف تحت يدي الطفل ويدور به بسرعة ليدوخ بعدها هذا الطفل وهو يضحك ؟! .

http://hepunx.rl.ac.uk/%7Ecandreop/generators/GENIE/images/logos/genie_logo.jpg


تذكرت صورة المارد الذي يركب على ظهره أحد الإنس فيطير به من بلاد لأخرى في أفلام الكرتون ، ربما في ذاك الوقت لم أكن أعرف أن الجن يستطيعون نقل الإنسي من مكان لآخر والطيران به ، ولكن يقف حائلا تفسيرا آخر أسهل وأقرب ، أن كل ذاك مجرد حلم ؟! .

http://forums.graaam.com/up/uploaded6/125375_01193093092.jpg


نعم هذا أسهل تفسيرا ، ففي الحلم تستطيع أن تطير في السماء ، وتستطيع أن تغوص داخل المحيطات ، وتتعارك مع الأسود والديناصورات ، فهو حلم لا حقيقة ! ، وحتى لو قلته للناس سيصدقونك ، ويقولون هو حلم ، فقط صورة تُدار في الذهن ، مثل خدع السينما ، بينما أنت على قراشك تتدفأ بغطاك وتبتسم الابتسامة على شفتيك لروعة هذا الحلم والإثارة فيه .

http://www.greenbeanery.ca/bean/catalog/images/Bodum_Assam_TeaPress_1801.jpg


رفعتُ كوب الشاي أحتسي رشفة منه وسط صخب أبناء اخواتي الصغار ، وهم يلعبون ويتضاربون ، الحمد لله وجود هذا العدد حولي يريحني ، كنّا مجتمعين ذاك الوقت في غرفة نومنا نحن البنات ، لأن الجو بارد ، وكانت هي أدفأ غرفة في البيت ، وكنتُ على طرف المجموعة بين أخواتي كلهم .

http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=3418


نظرت لجدران الغرفة ، وطيران الأمس يعود لي ، رأيت أني علّقت عباءتي في نفس مكانها بالأمس ، عادت بي الذاكرة ويداي تحاول التشبت بشيء ، بالجدار ، أو عباتي ، أو الستارة ؟ ، هل هذا كان حقيقة ؟ ، لنفرض أنه كان كذلك ! ، وأنا كنت مغيبة عن الرؤية كمن وضع حائلا على عيني يمنعني من الرؤية ، ولكن هل حصل ؟ هذا السؤال الذي لن اجد له جوابا طيلة حياتي .

http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=3416


لو كنت أعرف شخصا مستيقظًا وقتها لسألته ، ولأخذت بقوله ، وحسمت المسألة مهما قال لي .

http://www.al-mot.com/a/fwasel/chalisredL.gifhttp://www.al-mot.com/a/fwasel/chalisredR.gif


تلك الأيام لم أكن مؤهلة ، لا في العمر ، ولا في العقل ، ولا في العلم ، ولا في النفسية ، لأفكر في المسألة بصورة واضحة المعالم ، لكني الآن غير ، فمسألة طيراني في الغرفة ومعرفتي للجدران حولي وماتحتي وفوقي شيء عجيب ، وأيضا كون جسمي يُرفع وأطير في الغرفة والصوت كان عالٍ ، ولا يصحو أحد مع هذه الحركة دلالة أنها لم تحصل بالأصل ! .

http://www.al-mot.com/a/Hexen_files/hexe_14.gif


أتعجّب ، كيف تسلطّ عليّ ورفع جسمي وجعلني أشعر فعلا أني في أعلى الغرفة لدرجة أن قلبي يخفق بشدة وصدري يعلو وينخفض خوفًا أن أسقط ، شعور حقيقي يصاحبني مع التذكر أيضا .

http://www.al-mot.com/a/fwasel/snakegreenL.gif


قد يكون حلما ولم يحدث شيء .
وقد يكون حدث فعلا .
ولكن يبقى السؤال ..
س/ لو حصل وطرت فعلا ؟!
هل كان بالجسم أم بالروح ؟!
<<< بدأ التخريف !!
هل تعرفون لما أفكر بهذا ؟!
بسبب آية النوم .

http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/39/42/1.png


يقول جلّ في علاه ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الزمر : 42] والذي فهمته من كلام ابن القيم ان الروح تنفصل عن الجسد في حالِ النوم ، ولا أعرف كنه هذا الانفصال ولكن الأكيد أننا نحن الإنس لا نراه للنائم بجانبنا ، ولكن هل الجني أيضا لا يراه ؟!

http://www.al-mot.com/a/fwasel/bats1.gif


وأيضا حين تنفصل الروح عن الجسد وتبقى الروح بلا جسد ويريد الشيطان إيذا الإنسيّ ، فهل يتوجه للجسد أم للروح ؟!

http://www.al-mot.com/a/fwasel/barbwire.gif


في ظني هو يؤذي الروح ، ولكن كيف يصل لهذا وهو مسلط على الجسد لا الروح ؟!

http://www.al-mot.com/a/fwasel/bloodslash1.gif


بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يجري من ابن آدم مجرى الدم .

http://www.al-mot.com/a/fwasel/red.gif


ربما بسبب أن الانفصال غير كلي بين الجسد والروح فيبقى له شيء من سلطة على الروح وقت النوم ؟!

http://www.al-mot.com/a/guestbook/a_Buch3xneu.gif


وربما يجعلني أشك بهذا كون العراك غير مفهوم ، لا يد ، ولا رجل ، ولا شيء ماديّ محسوس فيه ، ولكن كل هذا لا دليل عليه البتة ، ويبقى الأمر بين كونه حلم وهذيان وبين ماقلت ، ولن يحسم المسألة إلا أمر مثبّت بالدليل والنظر والحسّ والعقل مع موافقة الشرع أو على أقل تقدير أن لا يضادّ الشرع .

http://www.alriyadh.com/2006/03/16/img/163030.jpg


قد يكون مجرد حلم كما قلتُ سابقا وقد يكون حقيقة ، فإن كان مجرد حلم ولكن يميزّهُ أنه كان موافقا لأحداثيات الغرفة وجدرانها ، وإن كان ناتجًا من تسلط الجنيّ على الروح حين مفارقتها للنوم ، لا أدري ماهو تفسير الآية اليقيني في ان الروح تنفصل عن الجسد حال النوم ، فهل هذا الجنيّ يتسلط على الأرواح وقت انفصالها عن الجسد ؟! ، في هذه اللحظة يهجم على الروح فتكون تلك الروح التي خرجت هي التي يصيبها الرعب ، بينما الجسم في مكانه مسجىً على الفراش !!

http://www4.0zz0.com/2008/05/19/05/302888308.jpg


هل انفصال الروح عن الجسد وقت النوم هو الوقت المناسب للجاثوم ليُحكم سيطرته على الإنسيّ ؟!

http://www.al-mot.com/a/Augen_files/au001.gif

وهذا هو السبب الذي يجعله يترقب وينتظر ويبدأ سريعا أول مايدخل الجسد في النوم ويبدأ انفصال الروح ليهجم على الإنسيّ ؟!

http://news.thomasnet.com/IMT/archives/shift%20work%20sleep%20disorder.jpg

نسيت وأخذتكم بعيدا أعود للحدث مرة أخرى ، اليوم اجتماع أخواتي ، وأنا بينهم الآن أحتسي الشاي ، كنت وسطهم ولا أشعر بهم ، ولا يفيقني من شرودي إلا لو ناداني أحد أجيب شيء ولا أودي شي ، على حافة الانهيار والذهن يسبح بعيدا وبسرعة يفكّر ويحلل .

http://www.al-mot.com/a/blood/6.gif


لم ينتبه لي أحد ، وهذا جعل الأمر يمرّ بسلام إلى أن غادروا البيت في الليل .

http://www.alhsa.com/forum/imgcache2/35825.gif


كانوا يلبسون عباءاتهم ، ويخرجون واحدة تلو الأخرى ، حاملين معهم الأمن والأمان والأنس والراحة ، وسيارات أزواجهم تنتظر أسفل المنزل ، وأصوات البواري يعلو مع تأخيرهنّ .

http://www.al-mot.com/a/Feuer_files/a_feuerkelch_04.gif


كنتُ أتمنى أن يخرجن بسرعة من ضيقي وتعبي ورغبتي في النوم ، وفي نفس الوقت تمنيت أن يبقون ، لا أريد أن أبقى وحدي مع هذا الـ ....... !

http://www.al-mot.com/a/Feuer_files/feuer003.gif


خرج الجميع ، وسكن البيت عن الحركة بعد الضوضاء والصخب ، سكن كل شيء فجأة ، وظلام الليل أرخى سدوله على الحارة وعلى الشارع وعلى البيت وعلى داخلي .

http://www.alriyadh.com/2006/02/16/img/162041.jpg


ضيقٌ يملأ صدري ، ويزداد ويزداد ، ورغم حاجتي الشديدة للنوم إلا أني لم أرغب بالنوم ، تمنيت أن لم يكن هناك شيء اسمه نوم ، كان بي شيء من ندم ان لم أفتح فمي بكلمة لهم ، لكن لم أستطع أن أفتح فمي ، شعرت أني قد سرت مسافة كبيرة مع هذا الشيء ، ويحتاج تمهيد كثير قبل أن تصل لهم الفكرة .


12:00 ليلا


http://www.al-mot.com/a/fwasel/boneline.gif


هدوءٌ وسكووون في البيت ، كان والدي قد نام من قبل أن تخرج أخواتي ، وأخي لا أذكر هل هو نايم أم لم يأتِ بعد ، فتلك الأيام طلعت عليه طلعات أن يسهر خارج المنزل ، وأخي الكبير عاد ونائم في غرفته ، وأما الصغار فقد ارتموا على فرشهم من بدري وناموا .

http://www4.0zz0.com/2008/05/19/05/722334993.jpg


كان على الطاولة بقايا فناجين الشاي ، جمعتها على الطاولة ، ولم اجرؤ الذهاب في هذه اللحظة لأضعهم في المطبخ ، لا يهم ، يبقون في مكانهم إلى الصباح ، هذا أهون ألف مرة من قطع المسافة لشق البيت الجديد حيث المطبخ .

http://jokes.maktoob.com/JokesImages/Jokes/35645/Feature.jpg


وقفت وسط غرفة نومنا ، أقلب أنظاري في الصغار ، بدأت أغطي المتكشف منهم ، ضيق شديد في صدري ، ورغبة بالبكاء ، شيء كاتم على الصدر ، أريد أن أفضفض ولو للجدار ، أريد أن تخرج هذه الكتمة التي تسد عليّ الهواء ، لو تحدثت فقط سأرتاح ولو لم تُحلّ المشكلة .

http://www.al-mot.com/a/fwasel/yelloweyes.gif


فرشت فراشي وجلست عليه ، أقلب أنظاري في الغرفة وفي جدرانها ، سحبت الطرحة ووضعتها بجانبي ، تحسبًا لأي شيء سيصير ( غباء ) ، وحرصت أن تبقى اللمبة شغالة ، لن أخطأ خطأ الأمس ، مع أني لا أدري كيف انطفأت ، ولكن لعلي انا التي أغلقتها ؟! .

http://www.9or.cc/data/media/46/t91.jpg


كانت الساعة تُقارب الـ 12:00 ليلا ، وإذا بالهاتف يرن ؟! ,
نطيت بسرعة للهاتف فرحة أني سأسمع صوتًا الآن ، الحمد لله .
كانت أختي الكبيرة وتسألني : نمتم ولا لسا ، وش تسوين الحين ، ليه مانمتِ " .
ومن مثل هذه الأسئلة ، استغربت لأنها لا تتصل في مثل هذا الوقت .
سألتها : مالكم خارجين نص ساعة وتتصلين تسألين عن حالنا ؟! .
: إش صاير عندكم في البيت ؟! .. "
: ولا شيء .. "

http://www.al-mot.com/a/fwasel/bar105.gif


كان صوت زوجها يتخلل المكالمة ، ولكنها تابعت تسألني ، وهي ترد عليه بكلمة ( أهلي ) ، فهمت أنه يسالها تتصل على من ، سألتني بصوت منخفض أقرب للهمس : إشبك اليوم ؟ مانت طبيعية بالمرة ؟ لا تهرجين ولا تضحكين وساهمة وساكتة وشاردة ؟! صاير شي في المدرسة ؟!"

http://www.al-mot.com/a/Feuer_files/flamme_10.gif


سكتُّ ولم أرد ، أو لم أعرف كيف أرد ، كيف أبدأ ، أقول ولا أمشي حالي عشان أروح أنام ، لو تكلمت لن تتركني ، شعرت ببكوة كبيرة واقفة على صدري ، فالتزمت الصمت خوفا أن أبكي وأُفزعها ، وبقي فقط صوت أنفاسي يصلها ، وهي حست وقتها أن في الأمر شيء ، بدأ همسها يرتفع : إش بك ساكتة ؟ فين ............... ؟ أعطيني هو ، صحييه حتى لو هو نايم " ( تقصد أخوي ) .

http://www.al-mot.com/a/fwasel/redbar.gif


أردت أن أجيبها أنه ماهو فيه ، و مارجع لسا ، لكن خانني لساني للمرة الثانية ، بكيت ، وبكيت ، وبكيت ، وسط الهدوء والخوف الذي كان حولي ، ولم يوقفني صوتها وتوسلاتها ، أن أتوقف ، وأقول وش فيه .

http://eexex.jeeran.com/photos/449309_l.jpg


فزعت وهي تهددني إن لم أتكلم أنها جاية الحين للبيت هي وزوجها وبتصحي الوالد وووو .
أوقفتها ورميت بهذه العبارة المختصرة التي تحكي كل شكوكي ومخاوفي .
ولا أدري كيف نطقتها بذاك التعبير الذي لم أرده ولكن جرى به لساني .
: أنا فييييييييني جني .. "


.


.


.

زائِـــــرُ اللّيْـــــل .
مازال للحلقة بقية ولزائر الليل طلّة .

أنزلها غدًا بإذن الله .

ابو اسامه
02-04-2009, 04:28 PM
- تابع حلقة 11 -



زائِـــــرُ اللّيْـــــل



http://www.al-mot.com/a/Design%202_files/a-spectreblueR.gif





: أنا فييييني جني .."






.




.




.






http://www.al-mot.com/a/house/schloss3satanshimmel.gif



صمتٌ وسكوووووونٌ وهدوء ، كأنها قطعة من السكون القاتل حولي انتقلت لبيت أختي ! ، طال السكووووت ، وطـــــــــــال ، حتى ظننتها أقفلت السماعة !!



http://mea.nokia.com/MEDIA_BANK_100/R6Accessories/D/DKE-2/dke-2_312x312.jpg


فجأة ظهر صوت حركة السلك ، وصوت خرخشة ، أو خربشة ، ثم جاءني صوتها مضطربا ، وهي تقول بصوت منخفض : استني " ، فهمت أنها تنتقل لمكان آخر بعيد عن زوجها ، ولتأخذ راحتها في الكلام .



http://www.alaswaq.net/files/image/large_87951_14599.jpg


: عيدي إش قلتِ ، مافهمت ؟! " .
رجفة في صوتها واضطراب !! هذا الذي خشيته ، كانت هي الخايفة !!!



http://www.motayam.com/images/ghost1.gif


أكّدت لها صحة ما سمعتْ ، وأعدتُ عليها نفس العبارة مرة أخرى ، لأؤكد لها أن ماسمعته صحيح ، وليس تخيل ، أو ظنّ .



http://www.motayam.com/images/ghost.gif


بدأت تخاصمني ، وتنفي الأمر ، وأني لازم أفوق من هذا الهبل ، وهذي التهيؤات ، ومن هالكلام ، كانت تريد إدخال الاطمئنان لقلبي حتى أتوقف عن البكاء .



http://www.motayam.com/images/Skeleton6.gif


لم أكن أعرف كيف أبدأ ، أو كيف أشرح لها كل ما صار في مكالمة هاتف ! حتى لو كانت حقيقة فأنا أتمنى أن تكون أوهامًا ، ماحصل من تفريغ وانهيار قبل قليل ، جعلني أرتاح ، وبدأت أبذل الجهد لأوصل لها الفكرة .



http://www.m-adam.com/wp_files3/resalh.jpg


بدأت من الأخير قائلة : يوم السبت بيبان لو تهيؤات ولا صحيح ، أنا أرسلت لواحد من المشايخ ، وهو إمام مسجد ، وهو بيرد عليّ ، شرحت له كل شي .. "
قاطعتني مولولة بهمس وخوف وعتاب وغيييييظ : أنتِ وصلتييييييييها للمشاااايخ !!! ومن ورانا ؟! ليه ماوراك أهل !! ماوراك رجال !!! ياويلك .. "
ثم انتبهت لنفسها وهمست : بس كيف عرف ؟!.. كيف وصلتي الورقة ؟! .. ماني فاااااهمة .. " .






بدأت أقص لها كل شيء مرّ ، من العطلة ، وذاك الثقل الذي يجثم على الصدر ، ويمنعني من الحركة والصراخ ، وذاك الحلم ويدي تغوص في بطن أختي ، وصراخ الأطفال ، إلى أنين تلك المرأة في المنور (خزان البيت) ومجيء الجيران ، إلى تلك الخدوش في اليد ، والفأر في المخزن ، إلى ذاك الشاب الأسود في وسط الغرفة ، إلى ماصار بالأمس من طيراني بالغرفة ، وكيف ينجلي كل ذاك بعد تعب شديد من محاولة نطق الشهادة ، كل هذا تخلله الشهقات ، والنياح ، والعويل ، وهي صامتة كأنها نخرست ، كنت مع حالي إلا اني أرثى لها ، أدخلت عليها فزعا وفي الليل كمان .



http://www.gadgetsarabia.com/wp-content/2008/06/old_phone.jpg


الوقت يمضي ، والصمت والسكوت من الطرف الآخر للسماعة ، جاءني بعدها صوتها مختلفا ، كانت خائفة للأسف الشديد ، كان هذا حال أخواتي الكبار ، أو النسوة عموما ، هو الخوف من مرور سيرة الجن ، مع أن الجنّ من مخلوقات الله ، وعلمنا الله كيف نحمي أنفسنا منهم .



http://i274.photobucket.com/albums/jj274/febriean_fighters/HorrorWall.jpg


الجنّ مثلهم مثل الأسد والنمر والوحوش الضارية ، لماذا لا نموت رعبا حين نمرّ بها في حديقة الحيوان ؟! لأننا نحمي أنفسنا منها بوضعها في قفص حديدي ، والجن نضعهم في قفص بالأذكار الشرعية ، والمعوذات القرآنية ، والاستعاذة بالله منهم ، وما علمناه الرسول صلى الله عليه وسلم من المعوذات ، في الليل ، والنهار ، والنوم ، والصحيان ، والأرق ، وعند دخول الحمام ، وعند الخروج ، وعند خوف العين ، وعند رؤية مايعجبك ، وعند دخول المنزل وعند الخروج منه ، ومع هذا يظل الخوف والرعب منهم ، كأنهم يملكون سير حياتنا وأرواحنا ، وكأننا قاسمناهم مع الله في القوة والقدرة والإرادة ، ومتى ما أراد الجني الوصول لإنسي استطاع ووصل !! مع أن الجنيّ جبان ، وضعيف ، وخوّاف ، بل هو أجبن من الإنسي بمراحل كبيرة ، ولا يجرؤ على إيذاء إنسيّ إلا لو هذا الإنسيّ سمح له إذا كان بلا سلاح .



http://www.al-mot.com/a/guestbook/a-Gastbuch9.gif


جاءني صوتها به شيء من رجفة ، وهمس ، وخوف ، وإن تظاهرت بخلاف هذا ، ولكني أستطيع الإحساس به : الرسالة اللي عطيتيها صاحبتك كتبتِ اسمك فيها ؟ كتبتي له أنت بنت مين ؟! .. "
توقعتُ هذا السؤال : لا "
تنفست بقوة وهي تحمد الله ..
لم أشأ أن أفزعها وأقول لها أن زميلتي وأمها وأخيها الكبير يعلمون بي وباسمي .
: اسمعي ، خذي قرآن ، وخليه جنبك ، واجلسي اقري ، بقفل الحين وبعد شوية بتصل " .
وأقفلت السماعة .



http://img443.imageshack.us/img443/2589/kiavejv7.png


جلستُ بالقرب من الهاتف ، أعرف أنها لن تنام طوال الليل ، وستظل تتصل كل شوي ، لا يمكن أن تنام .
وبالفعل بعد عشرة دقايق اتصلت .
همست : أسمعي انا و (.....زوجها......) بنجي الحين ، خذي المفتاح حق الدرج ، وخليك مستعدة ، باخذك عندي لين أفهم مضبوط الكلام ، لا تنامين في البيت اليوم .. "
كنت متعبة جدّا ، ورفضت بسرعة ، قلت لها : خليه بكرة ، مانمت مضبوط ولا بعرف أقول لك شي ، مررررة مالي خلق أتكلم ، أحسن بكرة أكون نمت ورقت ، ما أبغى أسيبهم لوحدهم " (أقصد أخواني) .
: مااااااارح أستنى لما بكرة ، تظنييييييين أني بنام بعد اللي سمعته !! " .
أكدت لها إني تعبااااانة وبكرة يصير خير ، ولو جيت مارح تنام من جد .
أقفلت السماعة ، وأنا مدركة انها لن تنام هذه الليلة ، أعرفها ، وغالب أخواتي من النوع الذي يفقد وعيه لو سمع عن الجنّ ، لكن أنا تغيرت بعد الذي مرّ بي .





http://gallery.7oob.net/data/media/4/m_14.gif


1:00 ليلا

http://www.al-mot.com/a/fwasel/burnline.gif


كما توقعت ، بعد نصف ساعة عادت تتصل مرة أخرى ، لن تنام ولن تجعلني أنام ( هي اتصلت على خالاتي وقتها ، وطيرت النوم من عيونهم ، خالاتي من أيام أمي رحمها الله يخافون من البيت ، ولم يدخلونه بعد وفاة الوالدة إلا مرات تعدّ على أصابع اليد الواحدة ، كرها للبيت من كره أمي له ، ودار الحديث بينهم واتفقوا على أمر اتصلت تقوله لي ، ولم تخبرني عن خالاتي أنهم دروا ، طبعا لم أعرف بهذا كله ولم تقله لي ، لكن فهمته فيما بعد )



http://www.al-mot.com/a/fwasel/briar1.gif


قالت لي إنها كلمت ألحين ( أم أحمد ) " جارة أختي ، ومن القرابة ، امرأة قوية الشحصية ، كبيرة تُقارب الخمسين " ، وهي تعرف في مسائل الجن ، وتروح عند المشايخ والرقاة مع ناس كثير ، ومستعدة تروح معانا ، اتصلت عليها اختي تشرح لها اللي صار لي ، أم أحمد شجعت أختي على الذهاب ، وخطورة السكوت ، لأنه يزيد مع السكوت ، وخصوصا لو كانت بنت .



http://www.alroqya.com/albania/dawra/egzam/3.jpg


لم أفهم فيي البداية ، فأعادت الشرح أنهم بياخذوني لشيخ يقرا عليّ ، وقالت لي أن أم أحمد أخبرتها أن ليلة الجمعة ( يوم الخميس ) هو يوم النساء الخاص لهم للرقية عند هذا الشيخ المعروف ، يعني غدا ، وهي راحت مع ناس لعنده ، وهو ممتاز ، والكل يشكر فيه ، كان الأمر مفاجأة لي ، لم أرد ، والتزمت الصمت .




http://www.motayam.com/images/ghoul1.gif



: أجيك الحين أشيلك عندي أحسن ، وتجلسين عندي لين بكرة ، ونخرج من بيتي في الليل عشان ماحد يحس بشي ، كنك جاية عندي عادي " .



http://www.al-mot.com/a/house/castle2.gif


رفضت ، وليتني لم أفعل ، لا أدري لما كنت متمسكة بالجلوس في البيت تلك الليلة ، أصريت على الرفض ، وهي تُلح وأنا أرفض ، وأقول لها خليه بكرة أحسن فيني نوم وتعبااانة .



http://www.al-mot.com/a/fwasel/pentorangeline.gif


أقفلت السماعة على اّتفاق أننا سنخرج في الغد لهذا الشيخ الذي لم أعرف اسمه وقتها ، ونبهتني كثيرا أن لا أفتح فمي بكلمة ولا لمخلوق لا في البيت ولا خارج البيت .



http://www.alroqya.com/albania/dawra/egzam/9.jpg


أقفلت السماعة ، وفيني ضيقة ، لم أتوقع أنها ستقترح عليّ هذا الاقتراح ! ، تمنيت أن أرفض ، ولكن في نفس الوقت أردت الذهاب فعلا ، شعور الخوف من الذهاب للشيخ ، ربما السبب خوفا أن يطلع اللي فيني صحيح ، وصراخ ومس وجنّ !! ، وربما خوفا أن يكون هو اللي خايف الحين موب أنا .


http://www.al-mot.com/a/mask2/tanzderteufel001.jpg

جنون في التفكير يأخذني هنا وهناك ، بدأت صور تسقط في الضوء ، وكثير من حالات التلبس رأيتها في الأعراس ، وامرأة ترقص بصورة جنونية مع دندنات الأغاني ، وضرب الدفوف ، وتلك ترقص ، وترقص ، وتبكي ، وتجري ، وتصرخ ، وتجر شعرها وهي ترقص !! وبدأت أرى نفسي مكانها !! .




http://www.al-mot.com/a/fwasel/skulls.gif


هذه المخاوف تقتل أكثر من المرض نفسه ، الخوف في حد ذاته خطر ، وقد يكون أكثر خطورة من الذي تخاف منه ، فالخوف من الجن قد يبلغ حدا لا يصله حدّ الجنيّ نفسه ، والخوف من الناس كذلك ، والخوف من الشرطة ، والخوف من المرض ، وهكذا .






لم أتوقع يوما أن سيكون في سجل حياتي شيخ يخنقني ويضربني ، ومن داخلي يخرج صوت متحشرج ، وهو يبكي ، وأنا لا أدري عن شيء !! أيمكن أن أُسحب لمثل ما رأيته في زار ، أو شيخ يقرأ ويضرب ويصرخ : اخررررررج ولا أحررررقتك !! " ، وتُقفل الأنوار ، ويُدار بالبخور ، وتتجمع الأشباح !! .






صورة مشوهة !! مخيفة ، مظلمة ، غير واضحة المعالم عن عالم الرقاة ، والقراء ، تختلط في الأذهان والمفاهيم بالشعوذة ، والرقص ، والكذب ، والبخور ، ونساء ورجال يدورون في حلقة تافهة ، وسط هزّ الرؤوس ، وهزّ الفخوذ ، ودخان أبيض يذكرك بالمخدرات ، جالبين الجن لا طاردينها ، بل هم الجنّ والشياطين ، صورة خلفتها أفلام عربية ، ومسلسلات كاذبة ، لعبت بعقول الناس ، وصورت أهل الدين في سيء الصور ، مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد رقى وقرأ على أناس ! ، بل ورُتب على هذا الأجر والفضل ! .



http://www.saidaonline.com/newsgfx/cryingeye-saidaonline.jpg


بدأ خوف من نوعٍ آخر يغزو أفكاري ، خوف الفضيحة ، وخوف الأهل ، وخوف الأسرة ، وخوف الأقارب ، خوف أن يعلم بي بنات خالي ، وبنات عمي ، هذا الشيء بحد ذاته سيقتلني لو عرفوا ، بدأت صورة قاتمة وهذا الأمر ينتشر عني بين الجميع ، سأسقط من عيون الكل ، مخاوف كاذبة يدمّر بها الإنسان نفسه بنفسه ، ومنذ متى كان القراءة على شخص يعني سقوطه ! وهل البنت التي تسلط عليها جني أو شيطان يعني هي انتهت من الحياة لا تصلح !! مسكينة البنت أي شيء يخدشها ولو كان بغير يدها .



http://www.balagh.com/islam/images/18804.jpg


أبعدت كل تلك الصور عن نفسيتي ، وبدأت أثبّت نفسي ، وأُذكّر نفسي بالإيجابيات من هذا الأمر ، كون هذا الشيء سينجلي ، سواء كان جنبا ، أم غيره ، ستظهر الحقيقة ، وسينكشف السرّ ، وما أنا فيه من همٍّ ، وغمٍّ ، وكدرٍ ، وضيق يستحق التضحية وتخطي هذه الخطوات ، ولو أن ينالني ماينالني ، يكفي أني سأعرف الحقيقة ، انزاح بعض الثقل عن صدري ، وبدأ النعاس يداعب عينيّ ، والتعب ينهكني ويقتلني .



http://www.al-mot.com/a/house/haus004.gif


الحدث الثالث
زائر الليل



http://www.al-mot.com/a/Design_files/a-d014.gifhttp://www.al-mot.com/a/Design_files/a-d013.gif


تمددت على فراشي ، وأسألة تحاصرني ، لم أتمناها أن تأتي الآن ، ولكنها تأتي هكذا في الوقت التي لا تريدها أن تأتي ؟!!! ، كنت أسأل نفسي هل سمع المكالمة ؟! هل هو في الغرفة الآن يراني ؟! ، أخذتُ أقلّب أنظاري في الجدار ، وفي فراغ الغرفة ، وعلى فُرش أخوتي النيام ، والسؤال لا يجد له جواب ، هل هو موجود في الغرفة ؟!! ليتني أعرف ، ولو أن يظهر قدامي !!! المهم أرتاح وأعرف ، ولعل من رحمة الله بنا أننا لا نعرف .



http://images.epilogue.net/users/gavinhargest/Observer.jpg


كل شيء ساكنٌ حولي ، وهدوء قاتل يقتل فيك الأمن والسكينة ، لم يكن حسّ حركة ، ولا حتى همسة هواء تعبر من النافذة المشرعة أعلى فراشي ، دارت عيناي تُحصي كل شيء في الغرفة ، لعله مختبئ هنا ، أو هنا ، أو خلف عبائتي السوداء ، لو كان في الغرفة فلابد أنه عرف أننا في الغد سنذهب للشيخ ، ولابد أن هذا الأمر يخيفه ، شعرت بفرح مع طروء فكرة أنه سيخاف لو سمع المكالمة وسيذهب ، ويرحل بعيدا عني ولن يعود ، لكني تجهمتُ مع فكرة أخرى أن يحاول الانتقام مني قبل أن نصل للشيخ !! .



http://www.al-mot.com/a/fwasel/briar3.gif


أبعدت المخاوف عني ، تحسست الطرحة المرمية بجوار الفراش ، وأمسكت بها جيدًا ، وكأنها مصدر أمان لي !!!! ، والنوم يربط على عينيّ ، محتلا العقل والجسد ، دافعا كل ماعداه عن الصورة ، لم أدري كيف نمت بسرعة ، دون ذكر ، ولا قرآن ، وفي ثوانٍ كنت خارج عالم الصحيان ، ودخلت عالم المنام .



http://st-takla.org/Pix/Ethiopia/North-Ethiopia_June-2008/Gondar/Kidesta-Mariam-Koskam/www-St-Takla-org__Ethiopia-2008__St-Mariam-Koskam-Church-166.jpg


حلمٌ سرييييييييييع ، ليل ، وظلام ، وجذع شجرة سميكة ، وأنا تحتها ، ممسكة بالجذع ، الظلام يحفّ بي من كل مكان ، وفجأة شعرت بهمهمة خلف أذني ، وشيء يلامس جلدي خلف الأذن ، أسفل الأذن من الخلف ، قريبا وموازيا لموضع القُرط (الحلق) ، موضع يكون فيه شريان كبير يضخ الدم للرأس ، ولهذا لو فيه حجامة تكون في هذه المنطقة ، شعرت بشعيرات تلامس جلدي ، لولا هذه الهمهمة لظننت أن هذا الشيء شنب رجل .



http://www.environment.gov.jo/wild%20mammals/pictures%5C45.gif


الهمهمة تشبه همهمة الأسد ، أو حيوان كبير مفترس ، صوت الهمهمة التي تشبه الزمجرة ، تجعلني أتخيل هذا الشيء كبيييير ، أسد ، أو دبّ ، أو نمر ، في الحلم كنت أراه دبّا أسودا كبييييرا يقف خلفي ، وبدأ يعضّني خلف أذني بأسنانه أو أنيابه ، لم يكن العض يبلغ مني مبلع عضّ الأسد أو الدب ، ولكنه كان مؤلما بشدة ، ولم يكن يخترق الجلد ، كنت خائفة وأرتعب ، ولكني لم أتحرك .



http://www.alhsa.com/forum/imgcache/194157.imgcache


صوت همهماته من قربها ، ( تنصبّ في الأذن بالضبط ) ، القربُ ضاعف ترددها كثيرا ، حتى يُخال لك الآف الدببة تهمهم في أذنك ، وقطيع من الذئاب خلفك ، الهمهمة تخترق الأذن ، والشعيرات التي حول فمه تخدش جلد الأذن وتصل للخد ، أشعر بهذا لدرجة غير معقولة كأنها حقيقة فعلا .



http://www.syria-news.com/pic/family/ear.jpg


تواصل العضّ ، وبدأ عضه يؤلمني ، وهو يزيد ، ويضغط بقوة ، وقوة ، ويستمر ، كان مجرد عض لا ينتج عنه دم ، ولا نهش للحم ، ولكنه مؤلم أردت أتحرك من المكان ، أو أتشبث بجذع الشجرة ، لكني لم أتحرك ، وهو مستمرّ ، والهمهمة تشق طبلة الأذن ، لترصّ في خلجات القلب مطارقا من رعب ..



http://www.al-mot.com/a/Augen_files/auge11.gif


فجأة فتحتُ عيناي ، هكذا فجأة !! ، دون أن يتواجد ذاك الثقل ، الحمد لله ، كان مجرد حلم .



http://www.al-mot.com/a/Fenster_files/a-win003.gif


استقبل وجهي جدار الغرفة المواجه لي ، والتي تعلوه النافذة ، الحمد لله أن صحوت ، شعرت بالحلم ، كأنه حقيقة فعلا ، أردت آخذ نفس عمييييييييييق ليُذهب عني هذه الخلعة التي حصلت ولكن ......



http://www.al-mot.com/a/Organe_files/organe03.gif


كاد قلبي وقتها أن يتوقف والله ، والله كدت أموت وقتها حقيقة من شدة الفزع ، كان صوت همهمة حقيقية تنصب في أذني ، وأسنان تعضّ وتنغرس خلف أذني ، حقيقة لا حلمًا !!



http://image.guim.co.uk/Guardian/environment/gallery/2007/nov/12/wildlife/Asiatic-black-bear-C-David--4424.jpg


تصّلبّ جسمي عن الحركة ، وربما قلبي توقف لثوانٍ ، كنتُ نائمة على جنبي اليمين ووجهي للجدار ، والذي يعضني خلفي ، عند رأسي بالضبط ، بالتأكيد سيكون قريبًا من أخي الصغير الراقد بجواري .



http://pic.do7a.com/data/media/60/Lion_020.jpg


لا أستطيع أن ألتفت لأراه ، سيهجم على وجهي حتما ، قريب قريب جدا منّي ، بالطبع لم يكن في بالي وقتها إلا الدبّ الأسود ، كان صوت الهمهمة لحيوان ، لا لإنسان ، الهمهمة مع هذه الأنياب تدلّ أنه متوحشّ ، نعم حيوان متوحش ، ذو أنياب وزمجرة !!! .



http://www.q8oo.com/flash-swf/kefy-q8i-20/kefy-q8i.jpg


دقيقة واثنتان أنظر للجدار أمامي ، والعض مستمرّ خلفي ، ماذا أفعل ؟! ، جاءتني فكرة سريعة ، أن لا أنظر خلفي ، بل أقوم بأسرع ماعندي للأمام ، بعيدا عنه ، دون أن أنظر له ، اتّجه للجدار المواجه لي ، حتى إذا اطمأننت أني بعيدة عنه ، التفت للخلف لأراه حينها .



http://www.al-mot.com/a/fwasel/briar1.gif


أغمضت عيناي للحظة الحاسمة ، ثم في نتفة من الثانية ، رفعت جسمي بقوة وسرعة ، وسحبت نفسي للأمام لألصق بالجدار ، توقفت أقل من الثانية ، أخشى أن يهجم عليّ ، ثم بسرعة التفتّ للخلف .



http://www.iwatchstuff.com/2008/11/12/wolfman-benicio-del-toro.jpg


رأيته جالسا على وسادتي ، كاشرًا عن أسنانه ، ينظر لي ، وفمه شبه مفتوح يستعد للعضّ !!!!







.





.





.





.






من هو زَائِـــرُ اللّيـْــل ؟!
يومٌ في عالم الرقاة

http://www.al-mot.com/a/guestbook/a-brauchbares520.gif