ابو اسامه
12-13-2011, 06:11 PM
أخطاء يقع فيها الآباء
http://anaddaf.myqnapcloud.com/PC-NDF/vb/imgcache/ndf_1323789085_787.jpg
عمر السبع
ـ في خلال العملية التربوية، ومع وجود التفاعل بين الأب وابنه، يقع في كثير من الأحيان بعض الآباء في أخطاء وهم يربون أبناءهم، ومن هذه الأخطاء (عدم اشتراك الأبناء في الأنشطة المدرسية، وعدم مراقبة سلوكيات الأطفال) وفي هذا المقال سنوضح ما ذكرناه من الأخطاء:
الخطأ الأول: عدم الإصرار على اشتراك الأبناء في الأنشطة المدرسية والاجتماعية:
بعض الأطفال يصرون على الاشتراك في كل شيء يستطيعون الاشتراك فيه, وهؤلاء الأطفال هم على الأرجح من سيحققون النجاح عندما يكبرون, وكذلك فهم سيجعلون أنفسهم بمنأى عن المشكلات الخطيرة, وأهم شيء يستطيع الآباء فعله لضمان بقاء أطفالهم بمنأى عن المشكلات الخطيرة, هو مساندتهم في الاشتراك في كل شكل من أشكال الأنشطة المدرسية الزائدة عن المنهج الدراسي؛ فالأطفال الذين ينخرطون في مثل هذه الأنشطة يكونون غالبًا أكثر تجنبًا للمشكلات من الأطفال الذين لا يشتركون في أي نشاط ويجعلون أوقاتهم تمر فحسب في التسكع هنا وهنالك.
آباء على منهج صحيح:
إن الآباء الذين يحرصون على اشتراك أطفالهم في كل هذه الأنشطة ويبذلون الجهد في سبيل ذلك, أقول: "أحسنتم, وداوموا على هذا العمل المحمود, فكل مجهوداتكم هذه سوف تؤتي ثمارها, وإن كانت هناك صعوبة في تنقلكم معهم من مكان إلى مكان لممارسة هذه الأنشطة, فهذه الصعوبة لا تقارن على الإطلاق بحسرة الآباء وهم يقفون مع طفل لهم أمام القضاء".
وبعض الأطفال يتجنبون الاشتراك في الأنشطة المختلفة كما لو كانت هذه الأنشطة وباءً أو كارثة, وأيًّا كان نوع الأنشطة التي تحاول أن تشركهم فيها, تجدهم يسوقون كل سبب يستطيعون التوصل إليه لكي يتجنبوا الاشتراك فيه, وإذا ما أجبرتهم على ذلك, تجدهم يشكون ويتذمرون طوال الوقت, ويعملون عليها في كسل وتراخٍ, ويتركونها عند أول فرصة تسمح بذلك.
ومع الأسف, فعندما يثير هؤلاء الأطفال كل هذه الضجة والجلبة, فعادة ما يستسلم الآباء, وهذا خطأ، لأن الأطفال يخسرون الدروس التي كان من الممكن أن يتعلموها حول كيفية العمل بنجاح داخل المجموعة, ويخسرون معها كل ما يجلبه ذلك من متعة وسرور, والآباء يخسرون ما كان سوف يتأثر به أطفالهم من ضغط الأنداد الإيجابي والذي كان من الممكن أن ينأى بهم عن الوقوع في المشكلات.
ولذا يقتضي من الآباء أن يكونوا على استعداد للإصرار على رأيهم والتصميم على اشتراك أطفالهم على الأقل في عدد من الجمعيات أو الأنشطة, وفي رأيي فإن القيام بذلك هو أحد أهم الأشياء التي يمكن أن نفعلها لصالح أطفالنا.
ورقة عمل:
1. الأطفال الذين يعارضون الاشتراك في الأنشطة المختلفة غالبًا ما يكون بداخلهم ببساطة شيء من الخوف؛ فهم إما يشعرون بالخجل أو يخشون من أنه لن يكون في استطاعتهم أن يؤدوا أداءً مماثلاً لأداء الآخرين, فإذا كنت تعتقد أن هذه هي الحالة مع طفلك, حتي إذا كان ينكر ذلك, فأخبره أن شعوره بالخوف هو أمر طبيعي ولا بأس به, وعليك أن تجعله يدرك أن مخاوفه هذه سوف تتبدد بعد بضعة أسابيع (وأن الأمر سوف يعجبه على الأجح), وربما يلزمك أيضًا أن تروي له قصصًا حقيقية عن مواقف مرت عليك في طفولتك كنت فيها خائفًا مقلعًا عن الانضمام إلى أي أنشطة جماعية.
2. (اجعل طفلك يعبر عن رأيه بخصوص تحديد الأنشطة والجماعات التي يريد الانصمام إليها, ولكن إذا كان لا يستطيع التعبير عن رأيه أو اتخاذ قرار معين, فاتخذ القرار نيابة عنه.
3. إذا كان طفلك قد اشترك في أحد الأنشطة وأخذ فرصته تمامًا في قياس مدى رغبته في الاستمرار فيه ولكنه اكتشف أنه غير قادر على الاستمرار, فيجب عليك أن تصر على أن يختار شيئًا آخر بدلاً منه, ولا تندهش إذا ما قرر الاستمرار في ممارسة نفس النشاط إذا ما علم أن البقاء في المنزل طوال الوقت وعدم القيام بأي نشاط ليس من بين الخيارات المطروحة) [التربية الذكية، لاري جيه كوينج].
4. يجب عليك أن تدرك أن الأطفال بحاجة إلى تجريب الكثير من الأنشطة المختلفة حتى يكتشفوا النشاطات التي يمارسونها بشكل جيد ويستمتعون بممارستها, فالكف عن ممارسة نشاط معين لا يستمتع الطفل به ليس أمرًا سيئًا بالضرورة ما دام سوف يستبدله بنشاط إيجابي آخر.
الخطأ الثاني: عدم مراقبة تصرفات الأطفال:
كم مرة وأنت صغير قلت فيها لأبويك: إنك ذاهب لمكان معين بينما كنت في الحقيقة ذاهبًا لمكان آخر, أو كذبت فيها عليهما بخصوص ما سوف تفعله بعد خروجك من البيت؟
أليس من المدهش أننا بعد ذلك لا نزال نثق ثقةً عمياء في أن أولادنا سوف يخبروننا بالسبب الحقيقي وراء خروجهم من البيت, ولا يعني ذلك القول بأن كل الأطفال يكذبون بخصوص المكان الذي سوف يذهبون إليه أو بخصوص ما سوف يفعلونه في الخارج؛ ولكن هذا هو ما يحدث كثيرًا, وهذا من واقع تجربة كثير من المربين والآباء.
والكثيرون منا ممن كانوا يخدعون آباءهم في الماضي في هذا الخصوص ربما يقولون: "وماذا إذًا, إن الأمر لم يكن على هذا النحو من الخطورة", والحق أنه لم يكن بالفعل على هذا النحو من الخطورة بالنسبة للكثيرين منا, فنحن على كل حال لم نكن نخرج من البيت لنفعل أشياء بالغة السوء, ولكننا اليوم نعيش في عالم مختلف, وأولادنا من الممكن أن يوقعوا أنفسهم في الكثير من المشكلات بمنتهى السرعة إذا ما وُجدوا في المكان غير المناسب وفي الوقت غير المناسب.
وهذه قصة شاب كان يعمل مدربًا في أحد فرق الكشافة قبض عليه بتهمة السرقة تحت تهديد السلاح, وجاء في التحقيقات أنه كان يستقل إحدى السيارات مع شباب آخرين وأثناء توقف السيارة أمام أحد المقاهي نزل منها أحدهم ودخل إلى المقهى مسرعًا وقام بسرقة شخص تحت تهديد السلاح, ثم عاد إلى السيارة التي انطلقت مسرعة, والشاب الذي نتحدث عنه لم يعرف حتى ما فعله زميله ولكنه اعتبر مذنبًا مثله لأنه كان في السيارة التي استخدمت للفرار, وعندما علم أبواه بمسألة القبض عليه, انتابهم الشك بدرجة كبيرة في صدق ما حدث, وأستطيع أن أتخيلهما وهما يقولان شيئًا مثل: "مستحيل من المؤكد أنكم تقصدون شخصًا آخر, فولدنا قد أخبرنا أنه ذاهب إلى المكتبة لشراء كتاب".
ففي الوقت الذي نعرف فيه أن المراجعة والتحقق من أماكن وجود الأبناء خارج البيت هي مسألة مثيرة للكثير من المشاحنات والمشاجرات, فلابد أن نؤكد على أنها مسألة أساسية في عالم اليوم, لأن طفلك إذا كان يعرف أنه من المحتمل أن تتحقق من مكان وجوده, فسوف يكون لديه سبب وجيه يجعله يرفض ضغط الأنداد السلبي ويقول في مواجهة ذلك شيئًا مثل: "لا, لا يمكنني فعل ذلك؛ لأن والداي يراقبان تصرفاتي باستمرار".
ورقة عمل:
1. عندما يرغب طفلك في قضاء الليلة في بيت أحد أصدقائه, فعليك بالتحدث مع والد هذا الصديق بشكل مسبق للوقوف على الخطط المقررة لهذه الليلة, وكلما زادت احتجاجات طفلك ومحاولاته لإقناعك بالعدول عن ذلك عن طريق شكواه من أنك "لا تثق به" وأنك "تضعه في موقف حرج", وجب عليك بصورة أكبر أن تصر على موقفك, والاحتمال الأرجح أنك سوف تندهش من مدى ترحيب أولياء الأمور الآخرين بمكالمتك لهم.
2. عندما يكون طفلك في المرحلة الإعدادية أو الثانوية, فعليك بمداومة الاتصال مع مدرسيه, فمعظم الآباء يداومون على صلتهم بالمدرسة وبالمدرسين المسؤولين عن أطفالهم في المرحلة الابتدائية فقط, ولكنهم لا يستمرون على هذه الحال عندما يكبر الأطفال في المراحل الأكبر يحتجون بشدة على هذه المتابعة على أساس أنها "شيء محرج" وعلى أساس أن "آباء زملائهم لا يفعلون ذلك", فعليك عندئذ أن تخبرهم أنك آسف على إحراجهم وأنك آسف بشكل خاص لأن الآباء الآخرين الذين يتحدثون عنهم [يثرون] في أداء واجباتهم نحو أبنائهم, وأخبرهم أنك ليس لديك النية لأن تكون مثلهم, والقيام بذلك له ما يبرره بصورة خاصة وهو أن المؤشر الأكبر على نجاح التلاميذ في المدرسة هو متابعة آبائهم لهم فيها وصلتهم الدائمة بها.
3. دع أطفالك يعرفون أن جزءًا من وظيفة الآباء ومسئوليتهم هو مراقبة أطفالهم ومراجعة تصرفاتهم, أخبرهم أنك تحبهم وتثق بهم, ولكن المراقبة والمراجعة هي جزء أساسي من وظيفتك بالنسبة لهم, ثم خذهم بين أحضانك وامنح كل منهم قبلة حانية قبل خروجهم من البيت. وأخبرهم أنك تتمنى لهم قضاء وقت طيب, ثم راقب وتحقق من تصرفاتهم, حتى عندما تصل إلى النقطة التي تعتقد عندها أنك تستطيع الوثوق بهم تمام الثقة, فعليك بمراجعتهم والتحقق من تصرفاتهم على أية حال.
4. كن معقولاً؛ فمراجعة تصرفاتهم لا تعني أن تفرط في حمايتهم وأن تراقب كل تحركاتهم, ولكنها تعني ببساطة أن تتأكد من أنهم في المكان المفترض وجودهم فيه وأنهم يقومون بها يفترض أنهم يقومون به.
5. احرص أخي الوالد ألا تنتقد ولدك وتصحح سلوكه وخطأه أمام الناس، فيجب (عدم المباشرة في توجيه النقد إلى أخطاء الابن، فإذا سألت عن الخطأ قلت: ماذا حدث؟ وليس؛ مَن فعل؟، إن الأولى أن تركز على الخطأ، والثانية تركز على الشخص، والمطلوب من الإرشاد تصحيح الخطأ، وليس توبيخ الشخص) [21 يومًا للحصول على القوة والسلطة في تعاملك مع الآخرين، جيمس ك.فانفليت، ص(226)، بتصرف]، ويجب عليك أيضًا أخي الوالد ألا تتبع سياسة رد الفعل مع ولدك وتعاقبه دون أن تفكر في عواقب هذا العقاب فهذا يؤدي إلى أن (يفِقْدُ الطفل الشعور بالأمان والثقة بالنفس كما أن الصرامة والشدة تجعل الطفل يخاف ويحترم المربي في وقت حدوث المشكلة فقط (خوف مؤقت) ولكنها لا تمنعه من تكرار السلوك مستقبلاً). [التربية الخاطئة وعواقبها، زهرة عاطفة زكريا، ص(45)، بتصرف].
المصادر:
· التربية الخاطئة وعواقبها، زهرة عاطفة زكريا.
· 21 يومًا للحصول على القوة والسلطة في تعاملك مع الآخرين، جيمس ك.فانفليت.
· التربية الذكية، لاري جيه كوينج.
http://anaddaf.myqnapcloud.com/PC-NDF/vb/imgcache/ndf_1323789085_787.jpg
عمر السبع
ـ في خلال العملية التربوية، ومع وجود التفاعل بين الأب وابنه، يقع في كثير من الأحيان بعض الآباء في أخطاء وهم يربون أبناءهم، ومن هذه الأخطاء (عدم اشتراك الأبناء في الأنشطة المدرسية، وعدم مراقبة سلوكيات الأطفال) وفي هذا المقال سنوضح ما ذكرناه من الأخطاء:
الخطأ الأول: عدم الإصرار على اشتراك الأبناء في الأنشطة المدرسية والاجتماعية:
بعض الأطفال يصرون على الاشتراك في كل شيء يستطيعون الاشتراك فيه, وهؤلاء الأطفال هم على الأرجح من سيحققون النجاح عندما يكبرون, وكذلك فهم سيجعلون أنفسهم بمنأى عن المشكلات الخطيرة, وأهم شيء يستطيع الآباء فعله لضمان بقاء أطفالهم بمنأى عن المشكلات الخطيرة, هو مساندتهم في الاشتراك في كل شكل من أشكال الأنشطة المدرسية الزائدة عن المنهج الدراسي؛ فالأطفال الذين ينخرطون في مثل هذه الأنشطة يكونون غالبًا أكثر تجنبًا للمشكلات من الأطفال الذين لا يشتركون في أي نشاط ويجعلون أوقاتهم تمر فحسب في التسكع هنا وهنالك.
آباء على منهج صحيح:
إن الآباء الذين يحرصون على اشتراك أطفالهم في كل هذه الأنشطة ويبذلون الجهد في سبيل ذلك, أقول: "أحسنتم, وداوموا على هذا العمل المحمود, فكل مجهوداتكم هذه سوف تؤتي ثمارها, وإن كانت هناك صعوبة في تنقلكم معهم من مكان إلى مكان لممارسة هذه الأنشطة, فهذه الصعوبة لا تقارن على الإطلاق بحسرة الآباء وهم يقفون مع طفل لهم أمام القضاء".
وبعض الأطفال يتجنبون الاشتراك في الأنشطة المختلفة كما لو كانت هذه الأنشطة وباءً أو كارثة, وأيًّا كان نوع الأنشطة التي تحاول أن تشركهم فيها, تجدهم يسوقون كل سبب يستطيعون التوصل إليه لكي يتجنبوا الاشتراك فيه, وإذا ما أجبرتهم على ذلك, تجدهم يشكون ويتذمرون طوال الوقت, ويعملون عليها في كسل وتراخٍ, ويتركونها عند أول فرصة تسمح بذلك.
ومع الأسف, فعندما يثير هؤلاء الأطفال كل هذه الضجة والجلبة, فعادة ما يستسلم الآباء, وهذا خطأ، لأن الأطفال يخسرون الدروس التي كان من الممكن أن يتعلموها حول كيفية العمل بنجاح داخل المجموعة, ويخسرون معها كل ما يجلبه ذلك من متعة وسرور, والآباء يخسرون ما كان سوف يتأثر به أطفالهم من ضغط الأنداد الإيجابي والذي كان من الممكن أن ينأى بهم عن الوقوع في المشكلات.
ولذا يقتضي من الآباء أن يكونوا على استعداد للإصرار على رأيهم والتصميم على اشتراك أطفالهم على الأقل في عدد من الجمعيات أو الأنشطة, وفي رأيي فإن القيام بذلك هو أحد أهم الأشياء التي يمكن أن نفعلها لصالح أطفالنا.
ورقة عمل:
1. الأطفال الذين يعارضون الاشتراك في الأنشطة المختلفة غالبًا ما يكون بداخلهم ببساطة شيء من الخوف؛ فهم إما يشعرون بالخجل أو يخشون من أنه لن يكون في استطاعتهم أن يؤدوا أداءً مماثلاً لأداء الآخرين, فإذا كنت تعتقد أن هذه هي الحالة مع طفلك, حتي إذا كان ينكر ذلك, فأخبره أن شعوره بالخوف هو أمر طبيعي ولا بأس به, وعليك أن تجعله يدرك أن مخاوفه هذه سوف تتبدد بعد بضعة أسابيع (وأن الأمر سوف يعجبه على الأجح), وربما يلزمك أيضًا أن تروي له قصصًا حقيقية عن مواقف مرت عليك في طفولتك كنت فيها خائفًا مقلعًا عن الانضمام إلى أي أنشطة جماعية.
2. (اجعل طفلك يعبر عن رأيه بخصوص تحديد الأنشطة والجماعات التي يريد الانصمام إليها, ولكن إذا كان لا يستطيع التعبير عن رأيه أو اتخاذ قرار معين, فاتخذ القرار نيابة عنه.
3. إذا كان طفلك قد اشترك في أحد الأنشطة وأخذ فرصته تمامًا في قياس مدى رغبته في الاستمرار فيه ولكنه اكتشف أنه غير قادر على الاستمرار, فيجب عليك أن تصر على أن يختار شيئًا آخر بدلاً منه, ولا تندهش إذا ما قرر الاستمرار في ممارسة نفس النشاط إذا ما علم أن البقاء في المنزل طوال الوقت وعدم القيام بأي نشاط ليس من بين الخيارات المطروحة) [التربية الذكية، لاري جيه كوينج].
4. يجب عليك أن تدرك أن الأطفال بحاجة إلى تجريب الكثير من الأنشطة المختلفة حتى يكتشفوا النشاطات التي يمارسونها بشكل جيد ويستمتعون بممارستها, فالكف عن ممارسة نشاط معين لا يستمتع الطفل به ليس أمرًا سيئًا بالضرورة ما دام سوف يستبدله بنشاط إيجابي آخر.
الخطأ الثاني: عدم مراقبة تصرفات الأطفال:
كم مرة وأنت صغير قلت فيها لأبويك: إنك ذاهب لمكان معين بينما كنت في الحقيقة ذاهبًا لمكان آخر, أو كذبت فيها عليهما بخصوص ما سوف تفعله بعد خروجك من البيت؟
أليس من المدهش أننا بعد ذلك لا نزال نثق ثقةً عمياء في أن أولادنا سوف يخبروننا بالسبب الحقيقي وراء خروجهم من البيت, ولا يعني ذلك القول بأن كل الأطفال يكذبون بخصوص المكان الذي سوف يذهبون إليه أو بخصوص ما سوف يفعلونه في الخارج؛ ولكن هذا هو ما يحدث كثيرًا, وهذا من واقع تجربة كثير من المربين والآباء.
والكثيرون منا ممن كانوا يخدعون آباءهم في الماضي في هذا الخصوص ربما يقولون: "وماذا إذًا, إن الأمر لم يكن على هذا النحو من الخطورة", والحق أنه لم يكن بالفعل على هذا النحو من الخطورة بالنسبة للكثيرين منا, فنحن على كل حال لم نكن نخرج من البيت لنفعل أشياء بالغة السوء, ولكننا اليوم نعيش في عالم مختلف, وأولادنا من الممكن أن يوقعوا أنفسهم في الكثير من المشكلات بمنتهى السرعة إذا ما وُجدوا في المكان غير المناسب وفي الوقت غير المناسب.
وهذه قصة شاب كان يعمل مدربًا في أحد فرق الكشافة قبض عليه بتهمة السرقة تحت تهديد السلاح, وجاء في التحقيقات أنه كان يستقل إحدى السيارات مع شباب آخرين وأثناء توقف السيارة أمام أحد المقاهي نزل منها أحدهم ودخل إلى المقهى مسرعًا وقام بسرقة شخص تحت تهديد السلاح, ثم عاد إلى السيارة التي انطلقت مسرعة, والشاب الذي نتحدث عنه لم يعرف حتى ما فعله زميله ولكنه اعتبر مذنبًا مثله لأنه كان في السيارة التي استخدمت للفرار, وعندما علم أبواه بمسألة القبض عليه, انتابهم الشك بدرجة كبيرة في صدق ما حدث, وأستطيع أن أتخيلهما وهما يقولان شيئًا مثل: "مستحيل من المؤكد أنكم تقصدون شخصًا آخر, فولدنا قد أخبرنا أنه ذاهب إلى المكتبة لشراء كتاب".
ففي الوقت الذي نعرف فيه أن المراجعة والتحقق من أماكن وجود الأبناء خارج البيت هي مسألة مثيرة للكثير من المشاحنات والمشاجرات, فلابد أن نؤكد على أنها مسألة أساسية في عالم اليوم, لأن طفلك إذا كان يعرف أنه من المحتمل أن تتحقق من مكان وجوده, فسوف يكون لديه سبب وجيه يجعله يرفض ضغط الأنداد السلبي ويقول في مواجهة ذلك شيئًا مثل: "لا, لا يمكنني فعل ذلك؛ لأن والداي يراقبان تصرفاتي باستمرار".
ورقة عمل:
1. عندما يرغب طفلك في قضاء الليلة في بيت أحد أصدقائه, فعليك بالتحدث مع والد هذا الصديق بشكل مسبق للوقوف على الخطط المقررة لهذه الليلة, وكلما زادت احتجاجات طفلك ومحاولاته لإقناعك بالعدول عن ذلك عن طريق شكواه من أنك "لا تثق به" وأنك "تضعه في موقف حرج", وجب عليك بصورة أكبر أن تصر على موقفك, والاحتمال الأرجح أنك سوف تندهش من مدى ترحيب أولياء الأمور الآخرين بمكالمتك لهم.
2. عندما يكون طفلك في المرحلة الإعدادية أو الثانوية, فعليك بمداومة الاتصال مع مدرسيه, فمعظم الآباء يداومون على صلتهم بالمدرسة وبالمدرسين المسؤولين عن أطفالهم في المرحلة الابتدائية فقط, ولكنهم لا يستمرون على هذه الحال عندما يكبر الأطفال في المراحل الأكبر يحتجون بشدة على هذه المتابعة على أساس أنها "شيء محرج" وعلى أساس أن "آباء زملائهم لا يفعلون ذلك", فعليك عندئذ أن تخبرهم أنك آسف على إحراجهم وأنك آسف بشكل خاص لأن الآباء الآخرين الذين يتحدثون عنهم [يثرون] في أداء واجباتهم نحو أبنائهم, وأخبرهم أنك ليس لديك النية لأن تكون مثلهم, والقيام بذلك له ما يبرره بصورة خاصة وهو أن المؤشر الأكبر على نجاح التلاميذ في المدرسة هو متابعة آبائهم لهم فيها وصلتهم الدائمة بها.
3. دع أطفالك يعرفون أن جزءًا من وظيفة الآباء ومسئوليتهم هو مراقبة أطفالهم ومراجعة تصرفاتهم, أخبرهم أنك تحبهم وتثق بهم, ولكن المراقبة والمراجعة هي جزء أساسي من وظيفتك بالنسبة لهم, ثم خذهم بين أحضانك وامنح كل منهم قبلة حانية قبل خروجهم من البيت. وأخبرهم أنك تتمنى لهم قضاء وقت طيب, ثم راقب وتحقق من تصرفاتهم, حتى عندما تصل إلى النقطة التي تعتقد عندها أنك تستطيع الوثوق بهم تمام الثقة, فعليك بمراجعتهم والتحقق من تصرفاتهم على أية حال.
4. كن معقولاً؛ فمراجعة تصرفاتهم لا تعني أن تفرط في حمايتهم وأن تراقب كل تحركاتهم, ولكنها تعني ببساطة أن تتأكد من أنهم في المكان المفترض وجودهم فيه وأنهم يقومون بها يفترض أنهم يقومون به.
5. احرص أخي الوالد ألا تنتقد ولدك وتصحح سلوكه وخطأه أمام الناس، فيجب (عدم المباشرة في توجيه النقد إلى أخطاء الابن، فإذا سألت عن الخطأ قلت: ماذا حدث؟ وليس؛ مَن فعل؟، إن الأولى أن تركز على الخطأ، والثانية تركز على الشخص، والمطلوب من الإرشاد تصحيح الخطأ، وليس توبيخ الشخص) [21 يومًا للحصول على القوة والسلطة في تعاملك مع الآخرين، جيمس ك.فانفليت، ص(226)، بتصرف]، ويجب عليك أيضًا أخي الوالد ألا تتبع سياسة رد الفعل مع ولدك وتعاقبه دون أن تفكر في عواقب هذا العقاب فهذا يؤدي إلى أن (يفِقْدُ الطفل الشعور بالأمان والثقة بالنفس كما أن الصرامة والشدة تجعل الطفل يخاف ويحترم المربي في وقت حدوث المشكلة فقط (خوف مؤقت) ولكنها لا تمنعه من تكرار السلوك مستقبلاً). [التربية الخاطئة وعواقبها، زهرة عاطفة زكريا، ص(45)، بتصرف].
المصادر:
· التربية الخاطئة وعواقبها، زهرة عاطفة زكريا.
· 21 يومًا للحصول على القوة والسلطة في تعاملك مع الآخرين، جيمس ك.فانفليت.
· التربية الذكية، لاري جيه كوينج.