ابو اسامه
01-07-2015, 11:26 PM
الحلقة الثالث
عندما اتصلت بزوجة أخي (أفهمتها بطريق غير مباشر وبشكل إيحائي بأن زوجتي ... معها نزيف مفاجيء...
إذ لايوجد عذر مقبول يجعلها تترك العشاء الذي على شرفها فلو تعذرت بأنها مزكومة فلن يعذروها فلم أجد عذراً أفضل من هذا)
زوجة أخي تفهمت الأمر
......
نعود إلى ما انتهينا إليه سابقاً
دخلت حرمنا المصون... إلى منزل أهلها ذهبتُ مع أمي إلى وليمة أخي
ولكم أن تتخيلوا شكلي وأنا أداري الحرج الذي أوقعتني به (...حرمنا المصون...ياإلاهي خلال شهرين صارلي حَرَمْ...لكن بس بالاسم)
ردا على أسئلة أفراد العائلة الكريمة لم أستطع إلى أن (ابتسم كالأبله)
وأحاول تغيير الموضوع كلما سُئلت
أنتهت الوليمة ورجعت أنا والوالدة
وكعادة أمي....
طوال الطريق وهي تستغفر وتسبح وتدعو لي ولزوجتي
حتى وصلنا المنزل.....
دخلت أمي لكي تصلي صلاة التهجد كعادتها.....لا حرمني الله من بركتها
دخلت غرفتي.....أخذت أفكر فيما حدث بطريقة آلمت رأسي...
فما يحصل كان كثيراً علي...
وكل هذه الأحداث حصلت لي في وقت قصير لا يتجاوز الشهرين!!
سألت نفسي كيف أتعامل مع هذه الزوجة(مجازا أطلقت عليها هذا الاسم)
فهي لا تستحق لقب امرأة فضلاً عن زوجة....
طبعاً تأكدت من هذا لاحقا فما أكتبه الآن هو مذكرات أو ذكريات)!!
رأسي يكاد ينفجر من عدم تقبلي لواقعي!!
حتى أني عندما أصحو من النوم أتساءل هل أنا متزوج؟
لكن عندما أرى العطورات الجديدة والمناشف الجديدة
أجدها تثبت لي بأني متزوج!!(فقط هذا مايثبت لي بأني متزوج)!!
ولكن إحساسي يقول غير ذلك فما تخيلته عن الزواج
شيء آخر فيه من الواقع الشيء الكثير ومن الرومانسية القليل لكني لم أجد لا رومانسية ولاواقعية فيه!!
استسلمت لنوم صحوت باكرا(طبعا الصلاة أمر مفروغ منه)
كنت أحس بقليل من الكآبة لا أدري كيف أتصرف مع هذه المرأة؟
مرت الأيام بشكل رتيب بعد حوالي أسبوع اتصل بي
أخو المدام احم احم....
رددت عليه مرحباً ومهليا بصوت جاد
قال : أريد أن أراك...
انتظرته في المنزل....حضر ولم يكن في البيت غيرنا
سألني مالذي حصل بينكما....
(للأسف فالأخ لايعرف طبيعة شخصية أخته فالزوج ينظرلها بغير نظرة الأخ)
كنت صريحاً...قلت له الذي حصل بالحرف الواحد
قال خيرا إن شاء الله سأرضيك ولك ماتريد
شكرته على كلامه
(ولم أعرف بأنه لن يختلف عن أخته بل يفوقها سوءً في التصرف)!!
بعد ذلك اتصلت بي أمها وعاتبتني عتاب الأم لابنها...
وقالت بأن ابنتها(سفيه)وتوها على الدنيا!!
(من هذه النقطة تعلمت فيما بعد بألا أجعل النساء عموما
يتدخلن في أمور زواجي ومشاكله وسيعذرني الأخوات
عندما تكتمل القصة ويعرفون السبب)؟
رحبت بكلام خالتي
وذهبت لآخذ (حرمنا المصون...فقط لفظ لايعدو أن يكون مجازياً)!!
ركبت معي السيارة
(وكعادتها تركب السيارة بالتقسيط المريح وليس دفعة واحدة)!!
خيلّ إلىّ بأني أرى طبقة المكياج من تحت غطاء وجهها!!
وعطرها القوي تفوح منها رائحته
صرت أتقززمن شم عطرها النافذ فهي لاتضع عطراً بل تستحم
بالعطر مما يفقده السبب الذي وضع من أجله!!
(كلمتها مرراراً لكي تضع منه بقدر معقول ولكن لافائدة فهي تضعه
من أجل ثمنه الغالي وليس من أجلي)
كيفك؟قالتها لي بدلالٍ ليس هذا وقته!!
تبادلنا أحاديث جانبية
فأنا بطبعي اجتماعي ولا أحب أن أكدر صفو الحاضر..
وكذلك لي مآربَ خاصة جعلتني فيما بعد أتقزز منها أيضا بسوء تصرفاتها
(ولعل المتزوجين فهموا قصدي فاعذروني)
لم نذهب إلى بيتنا...
قلت : لها ما رأيك بأن نذهب نتمشى قليلاً على طريق الملك عبدالله؟
قالت (بصوت كمن لدغته حية) لا لابصراحة أنا ما أحب المشي أبداً معليش حبيبي ...
قلت:طيب نروح لمقهى هليون نسولف شوي ونتقهوى
(يقع على تقاطع التخصصي مع الملك عبدالله خلف كودو ...
لايفوتكم بس يبي أوادم)
قالت : فكرة حلوة(قلت في نفسي الحمدلله كسبنا رضاءها)
ونحن في الطريق,,,,تذكرت....ياااه...كدتُ أنسى...
تذكرت طلبات لوالدتي أطال الله في عمرها....
أوقفت سيارتي أمام(محل على كيفك أبو ريالين)يقع أمام قصرالقرعاوي للأحذية...
أطفأت محرك السيارة...
قلت لها مازحاً يالله (ياأم عيالي)ننزل نتفرج ونشتري طلبات الوالدة
(بسم الله علي...سمو عليْ)
قالت بصوت يشبه صوت الإسعاف
أنا أشتري من محل أبو ريالين!!
أنا..أنا
قلتُ لعلها أكلت شيئا عند أهلها أثر على المخيخ الأصغر في رأسها....
سألتهاماالمشكلة وماذا سيكون إذا اشتريتِ من أبوريالين؟؟
لا لا ما أبي أنزل إنزل لحالك وبنتظرك.....
قولوا معي(اللهم إني لا أسألك ردَ القضاء ولكن أسألك اللطف فيه)
تركتها ونزلت اشتريت ما أريد على عجل
وتوجهنا إلى مقهى هليون....(حسافة هالمقهى عليها)
دخلنا وجلسنا....
طلبنا 2كابتشينو
ودار بيننا حديث جميل ومن جماله لن أنساه ما حيييييت ....
(كان الموضوع عن تكاليف الأفراح حيث كنا في
الصيف وهو وقت المناسبات)
حبيبي ...تدر ي إن المهر الذي أخذناه منكم كان قليلاً جداً...
ماكفى شي!!(وأناآخذ رشفة كبتشينو)
تدري بكم فصلت الفستان حق زواجنا؟ب12ألف ريال بس...
حبيبي... تدري إن الوقت يا لله كفى إني أجهز نفسي
(أف يا الليدي ديانا والا قطر الندى)
.....ترى انا خطبني قبلك كثير لكن ماكنت أوافق!!
حتى آخرهم واحد خطبني بعدين ....ما وافقت عليه
وخطب بنت عمي ووافَقَتْ عليه..!!
.....(كان المهر المدفوع55 ألف+40ألف سفريات داخل
وخارج المملكة+الأشياء الأخرى من غرفة نوم وكماليات)
كنت هاديء وجاد بطبعي هكذا خلقتْ...والحمدلله...
ولا أحب أن أجرح أحدا بالكلام وفي نفس الوقت لاأترك حقي...
أنا أنصدمت طبعا من كلامها خصوصاً وهي (معلمة تربية إسلامية)
قلتُ لها: الزواج قسمة ونصيب ومن الممكن
أن يدفع الرجل مهرا لزوجته بمئات الآلاف ويطلقها
بعد يوم واحد...
(لكنها لا تفقه من هذا الكلام شيئا فقد أجَّرَت عقلها لغيرها)
وبالمقابل هناك أخرى قد يدفع لها مهرا لايساوي شيئا عند أقل
الناس وتحيا معه في أحسن حال!!
قالت :إيه الطلاق أحيانا يكون نعمة للمرأة
(اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه)
(لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي)
انتهت الجلسة التي كنت أريد لها أن تكون رومانسية ولكنها بقدرة قادر
تحولت إلى جلسة نرجسية!!
ركبنا السيارة....
توجهنا للمنزل......دخلنا لغرفتناغيرتُ ملابسي
وانسدلت على السرير...
خرجت هي من الغرفة وأغلقت الباب ورائها
وأغلقت معها صفحة ثالثة
من صفحات حياة زواجي
ابو اسامه
01-07-2015, 11:32 PM
الحلقة السادسة
وصلنا الطائف ...أنزلنا الحقائب ودخلنا الشقة...
سألت موظف الشقق عن بيتزا قريبة....؟؟
أخبرني عن بتزا هت خلف الشقق...
اتصلت بخدمة التوصيل...وبعد نصف ساعة
جاء طلبنا.......
أكلنا أقصد أكلتُ وحدي
تناولنا إفطاراً خفيفاً...
اقترحت عليها..الذهاب لأداء مناسك العمرة..
(لأني لم أعد أحتمل البقاء معها أكثر)...
لم تمانع...بشرط أن نذهب إلى مدينة جدة
لكي تمارس هوايتها في التسوق والشراء....
ومراقبة خلق الله...!!
أتممنا مناسك العمرة والحمد لله..وبأقل قدر من الخسائر
إذ يبدو أني بدأت أعرف كيفية أساليب التعامل مع هذه المرأة....
أو أن هذا ما خُيل إليَّ...
ذهبنا إلى مدينة جدة..وسكنا في شقة على شارع صاري
حيث أني أعشق سوبر ماركت مرحبا...
فذكرياتي مع والدتي كبيرة السن واكتشافها
للمنتجات الجديدة عليها هي فقط في هذا السوبر ماركت
فأمي لم تلوثها المدينة ولله الحمد فمازالت عفويتها وطبيعتها متماسكة....
اليوم الأول كان الجو مشبعاً بالرطوبة والحرارة
وزد على ذلك ارتفاع درجة حرارتي النفسية والانسجامية...
لم استطع تحمل هذه العزلة النفسية و....
قررت الرجوع وعلى هذا لابد أن أقطع عليها
برنامجها في ممارسة هذه الهواية..!!
قلت لها زواج ابنة أخي قبل نهاية الشهر
ولابد أن نكون متواجدين..
كي نشارك العائلة في الاستعداد لزواجها....
بعد صمت لم يكن أمامها إلا القبول بالأمر الواقع..
عصر اليوم الثاني......
طلبت منها..فتح الدٌرج وإخراج
الخارطة الخاصة بمدينة وأحياء جدة....
طلبت منها أن تحدد موقع شارع صاري...
هدفي أن أجعلها تتصرف بشكل جدي ولو قليلاً..
أردتُ منها أن تمارس ولو شيئاواحداً يكون مشتركا بيننا...
بدأت تنظر للخارطة وكأنها أحدى دارسات محو الأمية..!!
خرجنا من مدينة جدة..باتجاه الطائف..ثم الرياض
كنت طوال الطريق أحاول قدر الإمكان أن أجاريها
في أحاديثها محتسبا الأجر على الله...!!
وصلنا والحمدلله...
صحونا باكراً في اليوم التالي وطبعاً...قامت بطقوسها
اليومية المعتادة...
اتصلتْ بي خالتي....
(أخت أمي وهي أرملة وتمر بضروف صعبة)....
خالتي : عمرة مقبولة والحمدلله على السلامة
قلت : الله يسلمك أخبارك يا خالة كم أنا مقصر
بحقكِ كثيرا فأرجو المعذرة....
خالتي :أحببت أن أسلم عليك وأتحمد لك بالسلامة..
انتهت المكالمة وودعتها على أمل اللقاء القريب بها...
فخالتي هذه مع أنها تكبرني بعشر سنوات فقط
إلا أن لها لها منزلة لدي مثل منزلة الأم ....
فقد عاشت أكثر حياتها معنا فكانت تذاكر لي
وتساعدني في حل واجباتي المدرسية وكنت أرجع إليها في كثير من أموري..
فهي امرأة تساوي قبيلة بأكملها....
أثناء زواجي تذكرت كم أهملت خالتي هذه وانشغلت عنها وعن أطفالها...فقد كنت لهم بمنزلة الأب..
كنا على أبواب المدرسة...
والمدرسة تحتاج إلى أدوات ومستلزمات لابد منها...
اتصلتُ بخالتي..طلبت منها أن تجهز نفسها
لكي تذهب معي...لمشوار قريب...
على الموعد جئتُ خالتي حيث كانت تنتظرني..
ركبت معي واتجهنا إلى شارع العطايف المليء بالمكتبات
التي تبيع أسعار الجملة...حيث الأسعار الرخيصة
سألتني خالتي إلى أين نتجه..؟؟
قلت لها إلى مكان قريب سأشتري لأولادي(أولادها)
لوازم المدرسة فلم يبقى عليها إلا أيام قلائل..
انهمرت الدموع منها بغزاره وكأني أراها
من خلف غطاء وجهها.....
(فرق بين هذه الدموع وذلك الماكياج من تحت الغطاء)..!!
بكت خالتي وأخذت تدعو لي... أسأل الله أن يتقبله منها
كدت أن أبكي معها...طيبت خاطرها
وقلت لها أنا خادم عندك وعند أولادك..
وأنت عليك الأمر وعلىّ السمع والطاعة...
وصلنا المكتبات...تَسَوَّقْنَا وابتعنا..كل ما يلزم..لأولادها...
برهومي الصغير... ونورة...وجواهر
كان جوالي يكاد ينفجر من كثر اتصالات
(حرمنا المصون)...
حملنا ما اشتريناه..وركبنا السيارة..ورجعنا,,,
توقفت عند باب بيت خالتي..
ودعتها بعد أن حاولت استضافتي ولو بفنجان قهوة...
شكرتها مودعاً..على أمل زيارتها أنا وحرمنا المصون..
حيث أصرت على أن تعطيها
(حفالتها) هدية زواجها...
وليت خالتي كانت تستطيع قراءة المستقبل...ولكن هيهات...هيهات....!!
رجعت إلى بيتي..
وعشي عش الزوجية (قصدي عش الحية)!!
دخلتُ على الحيَّة...
(الحيّة :نوع من أنواع الثعابين لدغتها تؤدي إلى الموت..
وفي أقل الأحوال إلى الشلل..أو كما هو حاصل معي
الشلل الاجتماعي فأنا أُصبت بسبب
لدغتها بإعاقة اجتماعية)....!!
دخلتُ إلى الصالة... استلقيت على الأريكة..
دخلت حرمنا المصون...
تمشي الهوينا الهوينا وكأنها تمشي على بيض
تخشى أن يتكسر..!!....
وكما قلتُ لكم فالصندل لا يفارق أقدامها..
وكأنه أمر طبي..تمتثل به...ولكنه..البريستيج الذي أمقته..
قالت :السلام عليكم
قلت : وعليكم السلام
قالت : لماذا لم تردَّ على اتصالاتي (المهمة طبعاً)...؟
قلت : كنت مشغول جداً إلى رأسي
وأرسلت لك رسالة بذلك... (ومَبْطَى مِنْ جَى)
...ولماذا تسألين...؟؟
قالت : من المرأة التي كانت معك في المكتبة..؟؟
قلت :المرأة..!!..من المرأة التي تقصدين..؟؟
وكيف عرفت أنها كانت برفقتي امرأة....؟؟
قالت :أهلي كانوا في السوق ...
وقالوا لي بأنهم رأوا الرجل الذي كان معك في الصور
(يقصدون صور الزواج)...!!
قلت : نعم كانت معي خالتي...أم إبراهيم....اشترينا بعض الأغراض...هذا كل مافي الأمر..
أبدت حرمنا المصون استياءها الشكلي
الذي يحمل تعبيرا ضمنيًّ عن عدم رضاءها
عما قمت به من عمل...!!
سمعت صوت أذان المغرب...ذهبت وصليت...
رجعت إلى البيت جلستُ قليلاً.....
اتصل بي أحد الأصدقاء.....طلب مني لقاءه....
رحبت به واستعديت للخروج...
سألتني :حرمنا المصون(مراسلة وكالة الأنباء)..إلى أين ستذهب...؟؟
قلت : إلى صديقي...عندي موعد...لن أتأخر كثيراً
قالت :بصوت (كمن صعقة تيار كهربائي)..وأنا...وأنا..
سأجلس هنا لوحدي....!!؟؟
قلت :لم أفهم..ماذا تقصدين لوحدك..؟؟
هل تريدين أن تذهبي معي إلى صديقي...؟؟
قالت : إذا خرجت أنت فأنا أيضا سأخرج....!!
(رحمك يا ربي.....رحماك يا ربي)
أمسكتُ برأسها بين يديّ(برفق)
وقلت لها هل في عقلك مخ مثل باقي البشر..!!
قالت : عقلي يساوي كل عقول البشر...!!
تعوذت من الشيطان الرجيم واستغفرت وتوعدتها إن هي خرجت..سأفعل كذا..وكذا...
ذهبتُ متجها إلى الباب الخارجي....
وأنا أتذكر بأني سمعتُ عن المرأة السوء وأنه قد تُعوِذ منها
....فهل من الممكن أن تكون زوجتي امرأة سوء....؟؟
خرجت إلى الشارع..وأغلقت الباب خلفي...
وأغلقت معها صفحة سادسة من صفحات حياتي
ابو اسامه
01-07-2015, 11:37 PM
الحلقة السابعة
ذهبتُ متجها إلى الباب الخارجي....
وأنا أتذكر بأني سمعت عن المرأة السوء..
وأنه قد تُعوِذ منها....فهل من الممكن...
أن تكون زوجتي امرأة سوء....؟؟
خرجت إلى الشارع..وأغلقت الباب خلفي...
ركبت سيارتي...أدرت محرك السيارة...
كان جاري أبو فهد...يقف عند باب منزله ومعه منشار كهربائي...
يريد أن يقطع به الشجرة التي عند باب منزله....
لم استطع إلا أن أترجل من سيارتي وأسلم عليه...
فأنا لم أره منذ مدة...!!
سلَّمت عليه...وسألته عن حالة...
تبادلنا الحديث قليلاً..
وأخبرني عن أمر المنشار الذي معه....
وقال يحدثني...لقد أتعبتني هذه الشجرة الكبيرة
(وأشار إليها)..
لقد مالت على باب المنزل حتى ضايقتنا في الخروج..!!
والآن أريد أن أقطعها لأنه لم يعد ينفع معها تعديل ما مال من جذعها...ولا بد أن أقطعها من جذورها..!!
وهذه الشجرة الصغيرة(وأشار إليها) سأغرسها مكانها
وسأتعهدها وأحافظ عليها لكي لا تميل مثل هذه الشجرة الكبيرة...التي لم يعد ينفع معها شيء...!!
(هو يتكلم وأنا سرحت بفكري بعيداً)
انتبهت على دعوته لي بالدخول إلى منزله والعشاء عنده
مرحبا بي أنا وعائلتي(صار عندي عائلة عائلة طل)
أصبت بالذهول من كلام جاري..!!
فما يقوله لهو العجب وقمة العجب...!!
شكرته كثيراً واستأذنت منه..
ركبت سيارتي متجهاً إلى صديقي..
وأنا أفكر في كلام جاري هل ينطبق
على زوجتي أم لا..؟؟
تضايقت كثيراً..عند هذه المقارنة المخيفة فهل صحيح
لا علاج مع زوجتي إلا قطع الشجرة وهو الطلاق...!!
من شدة ذهولي والمصادفة التي حصلت بسرعة
لم أستطع أن أكمل المشوار....
ركنت سيارتي بجانب الطريق..
أخذت أسير على قدمي أو بمعنى أصح أهيم على وجهي..
متفكراً فيما يحصل لي..!
ففي خلال مدة قصيرة...انقلبت حالي من شاب أعزب خالي من المسؤولية..إلى رجل وزوج مثقل بمسؤولية ...
وأي مسؤولية..؟؟
إنها مسؤولية لم أحصل بمقابلها على أي شيء
حتى الآن وإن كان قليلاً..فحتى هذا القليل لم أحصل عليه..!!
قطع تفكيري اتصال صديقي بي...
متسائلاً عن الذي أخرني عن لقاءه..؟؟
أخبرته بمكاني وماهي إلا دقائق...
حتى أتاني..
ركبت معه...اتجهنا إلى شارع التحلية كعادتنا..
ترجلنا من السيارة..ودخلنا إلى(الكفي)المفضل لدي..
(كفي المساء-أول طريق التحلية)
يا له من مكان رائع لتناول القهوة أو الشاي...
سواء في الشتاء أو الصيف...
فطريقة تقديمهم للقهوة أو الشاي...
له نكهة خاصة يتميزون بها عن غيرهم وأكاد
لا أجد الطعم المفضل إلا لديهم...!!
طلبت مشروبي المفضل شاي بالنعناع
لم يمانع صديقي في تناوله معي...
سألني ماذا بك تبدو شاحباً...وعليك علامات التعب..!!
...قلت :آثار السفر...
فأنا لم أكن أتحدث عن مشاكلي مع زوجتي لأحد...
وهذا خطأ يقع فيه الكثيرون..!
وسبب امتناعي عن الحديث..لاعتقادي بأن
(الآخرين لن يضيفوا لك شيئا
بقدر ما تنكشف أشياءك أمامهم)...!!
هكذا ضننتُ...
كرر صديقي السؤال عليّ قائلاً..
وبإلحاح لا أفضله...قائلاً...
ولكنك تبدو سارحا بفكرك..!!
خطرت ببالي فكرة...
قلت له بأن بن عمي حصلت له مشكلة
مع زوجته(أقصد نفسي)...
وقد طلب مشورتي في أمره معها...؟؟
وبدوري سأذكر لك مشكلته معها..!!
وكعادتنا عندما نتبرع بطرح النصائح والحلول
أخذ يقول أشر عليه بأن يعمل معها كذا وكذا...!!
وكلامه يكاد لا يتجاوز أذني...!!
فالمرأة التي عندي لا اعتقد بأن حلول الدنيا ستنفع معها..
(على الأقل في تلك اللحظة)..!!
دخلتُ البيت...لم أجد الهانم...!!
فقد نفذت كلامها وخرجت...
...والرجل منّا غيرُ متعودٍ إلا على أخواته
وبنات أخواته الآتي يقلن له سمعاً وطاعة..ياسيدي
ووالدته التي تقول له (سمّ ياوليدي)...
ولكنه الآن أمام امرأة تتحداه وتكسِر كلامه
وتخرج من غير إذنه...!!
شيء لا يصدق..!!
هل ما يحصل لي حقيقة...!!
انقطع تفكيري على صوت جوالي
إنه أخي..
أخبرني بأنه قد تأجل فرح ابنته
إلى آخر الشهر القادم لأسباب ذكرها له العريس..!!
قلت له الحمدلله على كل حال...
بحكم عملي كان لابد أن أسافر لمدة أسبوعين
إلى مدينة تبوك....
في نفس اليوم حجزتُ وسافرت إلى تلك المدينة....
مكثت حوالي أسبوعين هناك...
لم يكن بيني وبينها(حرمنا المصون) أي اتصال....
طوال تلك الفترة....(فأنا راسي يابس)
(طبعاً أهلي لايعرفون أي شيء عن مشاكلنا
قد يحسون لكن لا يجزمون)...!!
وكنتُ اتصل بوالدتي يومياً لكي أطمئن عليها وأنهل من دعواتها....وكانت تخبرني بأن زوجتي
تتصل بها كل يومين أو ثلاثة أيام...
لكي تطمئن عليها...
وكانت حرمنا المصون عندما يحدث بيننا مثل هذا الخصام ...
تشحذ همتها (المزيفة) وتتصل بأخواتي وخالاتي وقريباتي
لكي تسلم عليهم...
(يعني شف تراي أحب كل جماعتك)...!!
وعندما أراها تتصرف بهذا الشكل أردد في داخلي
الجملة المشهورة...
(ليت الذي بيني وبينك عامرٌ...
والذي بيني وبين العالمين خرابُ)
نعم ليتها تفقه مثل هذا الكلام...!!
لكن هيهات هيهات....
انتهت الأسبوعين..
(وكانت هناك مصادفة عجيبة تنتظرني)...!!
جاء اليوم الذي أعود فيه إلى الرياض
حيث منزلي ووالدتي ...
لا حرمني الله من بركتها..
أخبرتُ والدتي بقدومي..واستبشرت خيراً..
وصلتُ المطار....ركبتُ مع الليموزين..
الذي أوصلني إلى البيت...
طرقت الباب...سلمتُ على والدتي وقبلتُ رأسها
وتحمَدَتْ لي بسلامة الوصول...
وقالت : لي مازحةً....أثركم متواعدين أنت وأم مقبل..!!
ياوليدي قبل قليل اتصلت زوجتك
وقالت بأنها ستأتي لكي تسلم عليّ(والله راعية واجب)..!!
وأكيد هي في الطريق الآن...
(والدتي تدعو زوجتي بأم مقبل
فالزوجة التي بعد لم تنجب تناديها والدتي هكذا-
وقد رجوت الله مراراً ألا يكون منها)...!!
قلت :
محاولاً تغطية الموضوع لقد أوصيتها
بكِ خيراً ياأمي وهذا أقل شيء تفعله لكِ...!!
دخلتُ الصالة...
وكانت أخواتي موجودات...
كعادتهم أهلي جاءوا...
بالقهوة والشاي والفطائر والحلويات ....
كنتُ مصاباً بحرج شديد إذ لا أدري
كيف سأتصرف مع الهانم إذا أتت أمام أهلي....
دارت فناجين القهوة بيننا...
وتبادلنا الأحاديث.....
سمعتُ جرس الباب...تأكدتُ بأنها هي..
تمالكت نفسي وجأشي..
واتجهتُ بخطوات واثقة نحو الباب...
فلم يكن أمامي..إلا هكذا فعل..!!
اقتربت من الباب الخارجي..
وإذا بابنة أختي قد فتحت الباب...
وإذا حرمنا المصون قد أقبلت..
تتهادى في مشيتها وكأن الوصيفاتِ من حولها.....
وبسرعة البرق أمسكت بمعصمها..
وقلتُ لها موضوعنا لم يعلم به أحد...
فل نبقى على شكل متماسك أمام أهلي...
أومأت برأسها وكأنها...
(لمبة شارع- مع احترامي للعضو لمبة شارع)
أمي وأخواتي استقبلوها استقبال الفاتحين.....!!
جلست كعادتها جلستها المجزئة..
إلى الآن لا أدري ماسرُ تجزئة هذه الجلسة...!!
تبادلنا الأحاديث..
ولم أوجه لها كلمة وحدة..
سوى نظرات اشمئزاز خاطفة لها
كي لا يشعر أهلي بما بيننا...!!
انتهت الأحاديث..وكلٌ ذهب إلى منزله...
ذهبت إلى غرفتي...
وناديت على اسمها من بعيد لكي تأتي....
وجائت....قلت لها
هل ستجلسين هنا أم ستذهبين..؟؟
وأومأت برأسه..حرجاً..
سآتي غداً لأني لم أخبر أهلي بقدومك...
وافقت على كلامها....
غداً هو أول يوم من رمضان....
ذهبت إلى بيتهم وأحضرتها....
(وهذا خظأ وقعت فيه إذ لابد أن
تأتي هي بمفردها....فمن خرجت
بمفردها يجب أن تعود أيضاً
بالوسيلة التي خرجت بها )........
تعليقي هنا على بعض المواقف لكي
يستفيد الإخوان وربما الأخوات......
ومن الغد أحضرتها....
ورمضان كعادة (المخلوقات العربية فيه)
لابد أن تمتليء السفرة بكل شيء
سواء أُكل أو لم يُأكل..!!
كنت لا أتحدث معها إطلاقاً
إلا أمام والدتي....
(والدتي كنتُ أحسُب لها حساباً خاصاً)
كانت تحاول أن تطبخ وتساعد الخادمة...
ولكن فاقد الشيء لايعطيه...!!
كنت أجلس على الآذان أنا ووالدتي
من دونها...
فكانت تسأل عنها والدتي...
فكنت أتحجج بأن لديها العذر الشرعي...!!
عند النوم فقط أستلقي على طرف السرير...
كانت تحاول محادثتي ولا أجيب أبداً...
طبعاً لم أقترب منها أبداً....
بعد عشرة أيام من التعذيب النفسي
لي قبل أن يكون لها...!!
حاولت بإصرار أن تتحدث معي...
في البداية رفضت...
وفي إحدى المرات...
وبحزم وجدية ناديتُ عليها...بأن تأتي
جاءت وبخوف جلستْ..
قلت لها...
يا بنت الناس..أنتِ لماذا تزوجت..!؟؟
ما هو أهم سبب جعلكِ تتزوجين..؟؟
أجيبي...
وبخوف يشوبه بعض الحياء...
قالت...سنة الحياة...
قلت لها...وهل سنة الحياة أن تضع
المرأة رأسها برأس الرجل في كل شيء...!!
قالت :لا
قلت :أنت جميلة ومن عائلة
معروفة وقد خطبك الكثير قبلي....
وما زال يريدك الكثير......
ومؤدبة وخلوقة...وكل شيء فيك جميل...
ولكن أنا لا أصلح لكِ كزوج...!
وأنتِ كنت تريدين الطلاق...
والآن أنا من يريد الطلاق
والحال هذه لابد منه......
انهمرت الدموع منها....وقالت...
لا أرجوك ..أعطني فرصة...فالمرأة دائما
تطلب الطلاق....
أخواتي يقلن لي ذلك (أخواتها هي)...!!
قلتُ اسمعي..
سأملي عليِ شروطاً..إن قبلتِ بها فأهلاًبكِ
وإن لم تقبلي بها فأنت تحرةٌ ولا مقام لكِ عندي..
قالت :سأقبل بكل شيء تقوله وأي شيء تريده...
قلتُ :مطاعم مافيه,أسواق مافيه,روحات جيات مافيه,قرش واحد تصرفينه من غير علمي,
قلتُ لها أنا لا أستطيع أن أتحمل
تصرفاتك أكثر من ذلك...
قلتُ :مطاعم مافيه,أسواق مافيه,روحات جيات مافيه,قرش واحد تصرفينه من غير علمي,
قلتُ لها أنا لا أستطيع أن أتحمل
تصرفاتك أكثر من ذلك...
قلتُ لها سأحدد لك سنة من الآن إن رأيت
منك تحسناً في تصرفاتك بنسبة 50 بالمئة
أبقيتُ عليك لأني الآن لاأرى منكِ أي شيء
يعجبني ولا بنسبة 2بالمائة....!!
ولكي أريح ضميري معك سأُحدد لكِ هذه المدة
(وعشان أطلع من الله بعاذرة)
قالت :لكَ ماتريد..
قلت :الحمدلله ..وكفى الله المؤمنين شرَ القتال.
مرت الأيام بطيئة..وكئيبة..
اتصلت بي خالتي...تريد أت أذهب ببرهومي
للمستشفى فحرارته مرتفعة
ولم تنخفض رغم محاولاتها ذلك...
خرجت مسرعاً(ولم أستأذن من الهانم)..!!
أوقفتُ سيارتي..
وحملت برهومي...
وانطلقتُ به إلى الإسعاف...
كانت حرارته مرتفعة جداً..
الطبيب قام باللازم مشكوراً..
وانخفضت الحرارة...والحمدلله..
اتصلت بخالتي..لأطمئنها على ابنها (وبني)
أوقفت سيارتي وحملت برهومي...
وسلمت على خالتي وأَخَذَت ابنها مني...
وكعادتها..لا تتوقف عن الدعاء لي....
دعتني لتناول القهوة...فلم أمانع...
تبادلنا الأحاديث الممتعة السارة الواعية..
فخالتي تمتلك من الثقافة..
الشيء العجيب....
وليست كثقافة حرمنا المصون وإنما ثقافة
جوهرية واعية...مبنية على أساس واعي..
طبعاً حرمنا المصون اتصلت بي مرتين(فقط مرتين)
لأنها وعدتني بأن تُحسن من تصرفاتها...!!!
شكرتُ خالتي وودعتها على
أمل اللقاء بها قريباً...
وصلتُ البيتْ...
فتحتُ الباب..
ودخلتْ
ألقيتُ السلام عليها وردت بالمثل
و ببتسامة لم أرى..اصفراراً أكثرا منها...!!
(اللي في بطنه ريح مايستريح)...!!
قالت : أين كنت...؟؟
قلت : عند خالتي أم إبراهيم..
فسكتت سكوت المرغم على السكوت...!!
جلسنا لتناول العشاء....خفايف...
وبدأت...بأحاديثها الجميلة....
وقالت :
مديرتنا تطلقت....من زوجها...
الحمدلله ..ارتاحت منه....
كانت متضايقه منه كثير...
طلبت منه الطلاق ..لأنه سافر من غير أن يخبرها..!!
قلت لها..ماهذا أليس لها أهل..
تلتجئ إليهم بعد الله وتشاورهم....!!
قالت :إلا لها بس طبعا أنا أشوف معها حق...
قلت : الله يخلف عليها وعليه...
تناولنا العشاء..وتحدثنا في البرنامج
اليومي لناس عموما وما يفضلون...
فقالت :ما أجمل حياة تغريد (زميلتها)
وبرنامجها اليومي هي وزوجها....
قلت ما شاء الله وكيف برنامجهم....؟؟
قالت : يأتي من الدوام فيجدها نائمة..
ثم ينام معها...
(تخيلوا الخياس عاد _وعععع _
نأسف لهذا الخلل الفني)
ثم ينهضان العصر ويتناولان غداءً خفيفاً...
ووقت العشاء..يذهبون عند أهله..أو يتنزهون في الخارج
فالعشاء لديهم ليس شرطاً...
قلت : لها هؤلاء ليسوا بأوادم....!!!!!!
هؤلاء ظواطير ,أي بعارصة , أي وزغ)
.....
قطع حديثنا صوت جوالي...
وإذا به صديقي خالد...تحدثنا قليلاً...
ثم أنهيت المكالمة..
قالت : من عيوبك أن خالد صديقك...
قلت أعوذ بالله لماذا...؟
قالت :لأن زوجته ثرثارة
وتبحث عن الكلام تحت الصخر..!!!
قلت لا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم أجرني في مصيبتي...
....من يوم الغد ذهبنا إلى منزل أختي...
دخلت هي إلى مجلس النساء
وأنا دخلت عند نسيبي....
رحب بي نسيبي قائلاً..
ماشاء الله عليك وحهك يهلهل...
مبسوط وش عليك عريس جديد....
في هذه اللحظة تذكرت ..
الجملة المعروفة..
بأن البيوت أسرار...
تناولنا العشاء..واستأذن نسبيي مني وخرج..
وقال البيت بيتك..
دخلت على أختي وأخواتي عندها ...
وحرمنا المصون بينهم...
قد أسدلت غطاء وجهها عليها...!!
وكانت دموعها واضحة لي من تحت الغطاء...!!
استأذنت من أختي وطلبت من زوجتي أن نخرج..
وأنا متعجب من دموعها..!!
أوصلتنا أختي إلى الباب..
وخرجنا وأغلقت الباب وراءنا
وأغلقت معها سابع صفحة من حياتي
ابو اسامه
01-07-2015, 11:39 PM
الحلقة الثامنة
دخلتُ على أختي وأخواتي عندها ...
وحرمنا المصون بينهم...
قد أسدلت غطاء وجهها عليها...!!
وكانت دموعها واضحة لي من تحت الغطاء...!!
استأذنت من أختي وطلبت من زوجتي أن نخرج...
وأنا متعجب من دموعها..!!
أوصلتنا أختي إلى الباب..
وخرجنا وأغلقت الباب وراءنا...
ركبنا السيارة..
وركبت حرمنا المصون بالتقسيط المريح
كطريقتها المعتادة في الركوب...
وكان يبدو عليها الانزعاج الشديد...
ناهيك عن تلك الدموع من تحت الغطاء....!!
ليس غريبا عليّ انزعاجها...فقد تعودتُ عليه...
الغريب هو مكان انزعاجها هذه المرة (بيتُ أختي)...
وقبل أن أدير محرك السيارة....
قالت بصوت(أشبه بالصراخ بل هو الصراخ...!!)
لم أعرف بأنك قد تزوجتني لكي أكون لعبة عند أهلك...!!!
قلت لها:ما الذي حدث..؟؟
مالأمر...؟؟
أفهم..قبل
بصوت عالٍ قالتْ...
أختك تقول....(أجل لعب عليييييك ما قالك انه خذ
إجازة)...!
(أختي قصدها المحروس (أنا)
وأختي اتصلت بي وأخبرتُها قبل
وصولنا بقليل وكنتُ سأخبر حرمي
بمفاجئتها بهذا الخبر وسأذهب بها لنقضي
اليومين في فندق قصر العليا
لكن هالموسوسة ما تعرف شي اسمه مزح فأختي
من فرحتها بإقامتي وتفاعلها معنا
قالت بصوت فرح ومازح أجل لعب عليييك وبيقعد)
نرجع لقصتنا...
(أنا كنت في تلك اللحظات مستوي عل آآخر)...!!
قلت لها...كلامك سليم أن لم أتزوجك
إلا لكي يلعب أهلي بك كيفما شاءوا
(أحلى يا شديد-دعوي وش رايك الحين؟)
أنا لم أتزوجك إلا لهذا لغرض..
تحبين تكونين لعبة عند أهلي أهلا بك...
لاترغبين بأن تكوني لعبة عندهم الآن
أرمي بك في بيت أهلك غير مأسوف عليكِ...!!
وكأنها انصدمت من الموقف وأحست بجدية الموقف..
قالت ببكاء ونحيب(وكأن رأسها سيقطع)...!!
لماذا تخاطبني بهذه الطريقة...!!
قلت لها لأن هذا من قَدْرِكْ..
وأنا لم أعد أطيقكِ..بيت أهلكِ أولى بك..
ألهذه الدرجة عقلك لا يميز ولا يستوعب
المزاح من الجد..!!
ماذا أبقيتِ للأطفال...؟
مالذي أبقيتيه للمجانين...!
لقد أفسدتِ عليّ فرحتي وإجازتي...!!
أنت دائماً تصرينّ على الرجوع بزواجنا
إلى الخلف رغم دفعي به إلى الأمام...
رحماك يا ربي...من هذه المرأة..!!
قالت : بخوف مصطنع ورجاء..مزيف...
خلاص أنا آسفة أنا آسفة سامحني....
قلت :لها أسامحك على ماذا؟
السماح لن يغير من طباعك شيئاً فأنت
مثل الشجرة الكبيرة لا ينفع معك شيء...!!
قالت :لا أرجوك أعطني فرصة أعطني فرصة...
قلت :استغفر الله العظيم وأعوذ
بالله من الشيطان الرجيم... اللهم اللطف بي..
في هذه اللحظة كنت قد مررت بمطعم الفخار..
قلت لها حتى دعوتي لك
على العشاء أفسدتيها...بتصرفك..
(كنت في نفس الوقت جائعا..
أيضاً أنا لا أحب النكد وأنسى الزعل بسرعة
ولا أحب إفساد..اللحظات الجميلة
وتضييع الوقت في الزعل)...
قلتُ: لها...
هل تريدين أن نتناول العشاء هنا...؟؟
لم تمانع طبعاً....فقد كانت إحدى هواياتها...
معرفة أسماء المطاعم....مع أنها لا تأكل..!!
أوقفتُ سيارتي...
نزلنا... طلبتُ طاجن سمك (نفر واحد)
فهي لا تأكل...!!
(مسألة مشاركة الأكل كانت مهمة جداً بالنسبة لي )
ولكنها تأبى الأكل...!!
(ما علينا أهم شيء الأخلاق)...
كنتُ أنظر إليها وهي لاتأكل
فأتضايق كثيراً...!
انتهينا من تناول العشاء...
توجهنا بالسيارة إلى...المنزل..
دخلنا الحارة....
مررنا بجانب بيت صديقتها...(عبير)
قالت : أتعرف لقد تطلقت( عبير) الله يذكرها بالخير
(تقصد صديقتها) كانت حبوبة...
بس إنها ارتاحت بعد طلاقها تطلقت..
قلت لماذا ترين بأنها ارتاحت..؟
قالت :العزوبية أفضل من الزواج....!!
قلت : رحماك ياربي..اللهم أجرني في مصيبتي..!!
قلت :أيضاً..يبدو أن ميزان العقل عندك
قد تعطل منذ أم بعيد..
أر يد أن أعرف على ماذا يحتوي رأسك هل فيه
مخ هل فيه هل فيه...
قطعت كلامي ...وقالت...
أنا ماذا قلت...!!
إيه خلاص آسفة...فهمتْ ماذا تقصد...سامحني..!!
قلت لا حول ولا قوة إلا بالله...وكررتها...
وصلنا إلى منزلنا...
أوقفت سيارتي,,وترجلنا منها...
تأكدت بأنهاقد أقفلتْ باب السيارة...
(فهي لا تقفل باب المنزل فضلاً عن باب السيارة)
دخلنا إلى المنزل....
غيرت ملابسي...
وبدأت هي بطقوسها المعتادة قبل النوم...
وأكثر ما يضايقني هذا الماكياج البغيض...
.....
قمت بفتح التلفاز...وأخذتُ أقلبُ في القنوات..
جاءت بعد جهد جهيد...
وبدأت بأحاديثها الرومانسية...الجميلة...
حبيبي....لماذا أحس بأنك غير مقتنع بي كزوجة...؟؟
قلت :وكيف أحسستِ بذلك..؟؟
قالت من تصرفاتك معي ..دائما تظهرُ
بأنك متضايق مني..!!
قلت في نفسي(إنك كنت تدري فتلك مصيبة
وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظمُ...ًً!!
قلتُ لها من تصرفاتك التي
لا أجدلها مبرراً ولا سببا مقنعاً..
قالت: طيب حبيي..ما رأيك لو...
أوقفتُ تناول حبوب منع الحمل..لكي يأتينا طفلُ ُ
يملي علينا حياتنا وأيضا يربطنا ببعضنا...
لكي يساعد في تخفيف مشاكلنا
التي ليس لها مبرر...!!
(قلت في نفسي يا والله البلشة)..!!
قلت : الطفل مسؤولية ليست مجرد حمل وكفى
الطفل يتبعه انقلاب في حياة الزوجين...!!
الطفل لابد أن نكون مستعدين لاستقباله من كل الجوانب..
(ولكن هيهات هيهات فإذا رغبت
المرأة بأن تنجب طفلاً فاعتبر أنه موجود بينكم...)
من الغد....وبعد صلاة الفجر...
دخلتُ عليها..كانت تمسكُ بالقرآن
تقرأ بعضا من الآيات...!!
(تقرأ فقط ولكن لا تفهم لقد اكتشفت ُذلك بالتجربة)..
قراءة القرآن كان عادة لها كل يوم..
بعد صلاة الفجر..
أو الصبح إذا فاتتنا الصلاة في وقتها..
كنت كلما رأيتها تفعل ذلك..
أحدث نفسي
( ما أكثر ما تقرأ دون أن نطبق )...!!
أول ما دخلت قلت :السلام عليكم
نظرت إلىّ وأغلقتِ المصحف الشريف
وأغلقتُ معها ثامن صفحة من صفحات زواجي
ابو اسامه
01-07-2015, 11:46 PM
مذكرات زوجية.....الحلقة رقم13
استيقظتُ صباحاً
نظرت إلى الساعة يااه لقد تأخرت كثيراً على عملي
نهضت على عجل
و ناديت عليها وأنا أغسل وجهي فقد تأخرنا كلينا
غسلت وجهي وتوضأت ولبستُ ملابسي وخرجت من الغرفة وأنا أسمع صوت منبه جوالها
دخلت على أمي كعادتي قبل الذهاب لعملي وقبلت رأسهاوخرجت مسرعاً....
أدرت محرك السيارة وتوجهت إلى مقرعملي
دخلت وسلمت على زملائي استقبلوني استقبالاً
بشوشاً كعادتهم.....سألني زميلي فهد بأسلوبه المفاجئ المعتاد...(يخش عرض بلا مقدمات)
قائلاً: مارأيك هل تنصحني بقضاء شهرالعسل في ماليزيا؟
جاوبته قائلاً: ماليزيا جداً جميلة (وأناأقول في نفسي ولماذاتتزوج أصلا؟؟)
أردف قائلاً: ماهي أحلى المدن التي ذهبت إليها هناك... ؟؟
قلت له: كل مدينة لها خصوصية معينة....ثم تحدثت معه عن مارأيته هناك....
قال لي بعدها: هل تسمح لي أن أسألك سؤالاً خاصاً...؟
قلت: تفضل قل ماتريد...!!
قال: هل تنصح بالعزوبية أم بالزواج وهل أنت مبسوط الآن بعد كل هذه المدة على زواجك...؟
تدخل في الحديث زميلنا الآخر أبو شذى قائلا: هذا سؤال تسأله يافهد (الله يهديك بس) أنت ماتشوف وجه الرجال يلمع كأنه مراية....
قلت له ضاحكاً قل ماشاءالله واذكر ربك...(وأنا أقول في نفسي ماهي قصتكم ياجماعة مع هذا الوجه الذي يلمع ليتكم ترون ما بداخله..!!)
أعاد زميلي فهد سؤاله السابق وبإلحاح هذه المرة هل تنصح بالزواج....؟..قلت له : أنا الآن ياعزيزي لستُ مؤهلاً للإجابة على مثل هذا السؤال اصبرعلى حتى يمضي عليّ سنة كاملة وأجاوبك(وأنا أقول في نفسي من الأفضل الا تسمع إجابتي فعندها لن تكره الزواج فحسب بل ستكره كل النساء)...
قال زميلي فهد : معقولة كلُ هذه الشهور مرت على زواجك ولا أجد عندك إجابة محددة..!!
أم أن عقلك قد طار ولم يتبقى منه شيء بعد زواجك..!!
قلت له مبتسماً: كل كلامك وارد لكن الحكم على يوميات الزواج ومواقفه مسألة نسبية تختلف من شخص لآخر فما أراه معقولاً قد يراه غيري سيئاً وهكذا....!!
قال: صحيح قد يكون هناك اختلافات حول الحكم على المواقف لكن هناك ثوابت في أمور الزواج لابد أن يتفق عليها الأغلبية...
وأتذكر بأني قرأت ذلك في مذكرات زوجية لزوج تائب في منتدى بناء فتجد بعض القراء يتفق مع ذلك الزوج التائب اتفاقاً جذرياً وبعضهم أيضا ًيختلف معه اختلافا جذريا...!!
وأردف قائلاً: والله الناس غريبة وتباين ردودهم أغرب...!!
وعلى سيرة مذكرات زوجية تعجبني تعليقات (دعوي) ياأخي أٌحس بأَنه يختار الكلمات كما يختار الطير فريسته...!!
قلت له : ياااه فعلاً تعليقات هذا الرجل أصبحت كأنها جزء من هذه المذكرات...!!
قطع حديثنا رنين جوالي
كان المتصل خالتي الأرملة أم إبراهيم.....!!
بعد تبادل السلام والسؤال عن الأحوال
قالت: ممكن تعطيني من وقتك شوي؟
قلت: تفضلي تحت أمرك...
قالت يصوت خافت : لقد جائني خاطب وأريد أن آخذ رأيك فيه...؟؟
قلت لها: ما اسم عائلته وكيف وضعه الاجتماعي؟
قالت: اسمه(....)ومتزوج باثنتين...
قلت لها: بعد صمت قصير وحيرة فارقتني سريعاً: هذا أبوسامي ...أعرفه هذا رجل مزواج يعمل معنا في الوزارة.... لقد رأيته عدة مرات بحكم عملي لايصلح لك أبدا وهوغير جاد في أمور الزواج أبداً...!
بدا عليها الحرج وشكرتني وانتهت المكالمة على وعد بلقاء قريب...
مرت ساعات الدوام سريعاً وخرجت من العمل
دخلت البيت واتجهت إلى غرفة والدتي..وجدتها لتو قد فرغت من صلاتها قبلت رأسها وجلست بقربها....
قالت بعد أن نظرت في عينيّ: متى سأفرح بابنك مقبل أو شكل موضوع الأولاد لايشغل بلك أنت وأم مقبل...؟...وقبل أن أردّ عليها
دخلت أختي أم بدر وتدخلت في الحديث....وقالت:إلا انبسطوا وأنا أختك والأولاد ملحوق عليهم على ماذا أنتم تستعجلون...؟؟ دعيهم ياأمي على راحتهم...!
قلت: الله يكتب لنا الخير ويدبرنا على مايشاء...!
خرجت من الغرفة وتركت الأم وابنتها يتبادلان الحديث.....
دخلت المطبخ...وجدت حرمنا المصون فيه
تعد طبقاً من السلطة...!!( ويخيل إلىّ بأنها لم تكن قد أمسكت بسكين طوال سنواتها الماضية ولو رأها الشيف رمزي لاعتزل الطبخ وبرامج التلفاز عن بكرة أبيها)
قلت لها : حبيبتي ماذا أعددت لنا اليوم...؟؟
قالت : سلطة خضراء...ألا تراها أمامك...؟؟!!
قلت : وهل يوجد سلطة خضراء وسلطة ليست خضراء يا حياتي...؟؟؟
قالت : لقد أخذتُ طريقتة صنعها من وكيلتنا....وقلت لابد أن أعدها لك على الغداء...
قلت لها : أي شي ستعدينه ياحبيبتي سيكون جميلاً حتى لو كأس ماء من يديك لايهم....!!
ذهبت إلى غرفتي وغيرت ملابسي
وفتحت الثلاجة وأخرجت شريط الحبوب لأتأكد بأنها قدأكلت الحبة جلست انتظر الغداء وطال انتظاري...تذكرت بيتاَ من الشعر كانت تردده دائماً جدتي رحمها الله إذا تأخرعليه الغداء أو العشاء
كانت تقول: نرجي العشا من ورا طرفة وابولفيفه بعد دونه(عاد أنتم فسروها)
جاءت الهانم ووضعت الغداء
وتناولت غدائي وكان دورها دور المتفرج(بمعني إذا كان واحد منكم قدأكل معي فهي قدأكلت).....!!
غسلت يداي بعدما انتهيت من الغداء
وطلبت شاياً أخضر....
جاءت تحمل الشاي وهي تتهادى في مشيتها كالطفل الوديع...
وجلست بقربي وابتعدت عنها قليلاً....!!(أخاف تعض)!!
قالت : تصدق الوكيلة في مدرستنا تطلقت....!
قلت : أفااا لاحول ولاقوة إلا بالله تقصدين الوكيلة التي أعطتك وصفة السلطة الخضراء..؟؟
قالت : يووه ذاكرتك قوية..!!
قلت : كم لديها من الأولاد...؟
قالت: ولد وبنت
قلت : ما أسباب الطلاق...
قالت : لو سمحت أنا ما أحب أتدخل في خصوصيات الآخرين (أففف يا خطيييرة)لكن بحكم أني أعرف أنك لن تخبر أحداً سأخبرك...!!
وأردفت قائلةً: وكيلتنا سبحان الله من أول ما تزوجت وهي في مشاكل مع زوجها...
قلت : لكن ألا يوجد شيء أساسي وجوهري مختلفين عليه...؟؟؟
قالت : طبعاً يوجد...هي من عائلة مرفهة إلى حد ما ودائماً تريد من زوجها أن يسافر بها وتريد طباخ في منزلها وسائق وأحياناً هداها الله تشعرك بأنه تحب المظاهر (كدت أن أقول لها أنت تتكلمين عن وكيلتكم أو عن نفسك يا هانم)...؟؟؟
قلت لها: وهل تم الطلاق فعلاً....؟؟
قالت : نعم لقد رأيت ورقة طلاقها معها...؟؟!!!!
قلت لها:إلا بالمناسبة (يا حياتي) كم عدد صديقاتك المطلقات الآتي معك في المدرسة....؟
قالت : لوسمحت لاتقل صديقاتك(يا شديدة خوفتيني)...قل زميلاتك المعلمات الآتي معك في المدرسة.....
قلت : ولا تزعلين يالله طيب زميلاتك المطلقات كم عددهم....؟
قالت : المديرة والمساعدة (عدوهم معي تكفون)..ونوال مدرسة الدين,,وسعاد مدرسة اللغة الإنجليزية,,,وعواطف مدرسة التدبير
,,,وموضي بنت عمي(معهافي المدرسة) والمرشدة الطلابية زعلانة وجالسة عندأهلها....!!!!
من شهرين(تبيه يحط لها بيت لحالها)وهند تملكت المسكينة وفكت ملكتها(طلعت أكبرمنه)...يعني ماتعتبر مطلقة....!!
ومناير لهاسنة وهي معلقة زوجها رافض يطلقها...قلت : كم أصبح عدد (زميلاتك) المطلقات......؟؟
....عليك الحساااب....قالتها بصوت فيه رثاء لحال المجتمع...!!
ثم أردفت قائلةً... بصراحة رِجال هذا الوقت عديمي المسؤولية...ليسوا مثل رجال أول....!!
أمر الطلاق لديهم أسهل من شرب الماء...!!
الواحد منهم على أقل شيء يطلق زوجته...!!.
قلت : طيب عندي اقتراح يا حياتي...
ما رأيكم لو تؤسسون لكم رابطة أو جمعية للمطلقات...أو على الأقل موقع على الإنترنيت......؟
وأعرف لكم واحد يصمم مواقع سأطلب منه أن يعمل لكم خصماً جيداً....
قالت :أنت لايمكن أن تترك عادة الاستهزاء..أبداً...قل الحمدلله الله لا يبتليك أو يبتلي بناتك في المستقبل.....!!!!
قلت:أستغفر الله...أستغفر الله..معك حق...وأنا أقول في نفسي(أكثرمن هذه البلوى التي ابتليت بها).....
نهضت من عندها وقلت أنا خارج
تريدين شيئا...؟
وبلمح البصر وجدتها أمامي مثل (الخفاش) وهي تقول: صبرك صبرك أريد أن أخرج معك....!!
قلت : في هذه الظهيرة ألا ترين هذه الشمس الحارقة...؟
قالت : نذهب (لليورمارشية يفتحون في كل الأوقات)
تقول وكيلتنا بأن لديهم تخفيضات رائعة..!!
قلت : لن تذهبي انتهى النقاش
قالت : بل سأذهب...بل سأذهب...!
تركتها وخرجت وأغلقت الباب وأغلقت معه الصفحة الثالثة عشرة من صفحات حياتي
ابو اسامه
01-08-2015, 10:11 PM
مذكرات زوجية.....زوج تائب....الحلقة رقم(19)
وبسرعة فتحت الباب
وما إن فتحته حتى صرخت بها هناء ماالذي تفعلينه..؟
رفعت رأسها وقالت: خلاص...خلاص...قربت أخلص...قربت أخلص...!
قلت: تضعين مكياج وأنت ذاهبة إلى عزاء...!
قالت: بس شوي كريم أساس...!
(عندها أخذت علبة المكياج وضربت بها الجدار...
وقلت لومرة واحدة..تصرفي بجدية لو مرة واحدة كوني مسئولة...!!)
وتركتها وخرجت وأنا أسمعها تقول : ..
كل هذا عشان شوية تأخير...طيب الدنيا لم تخلق في يوم واحد...!!
لم أتحمل كلمتها تلك فكأنها قد أشعلت ناراً في رأسي
فرجعت إليها ووضعت إصبعي على رأسها وصحت بها :
هل رأسك هذا فيه عقل...؟هل تدركين ما أنت فيه....؟
أنت في كل موقف تتصرفين وتتراجعين
إلى الوراء...بل إن عقلك قد توقف عند العاشرة ولم
يستطع أن يتجاوز ذلك السن...!!
هل تعرفين معنى أن تذهبي لتأدية العزاء...؟
هل تعرفين كيف ينبغي أن يكون عليه مظهرك..؟؟
قالت: وأنت هل لابد أن تلقي علي محاضرة في كل موقف ..؟
وهل لابد أن تمارس دور المعلم في كل أحاديثك معي..؟
قلت: اللهم طولك يا روح.... أريد أن أعرف
هل ذهبت من قبل إلى تعزية أحد وهل شاهدت كيف يكون شكل النساء في العزاء...؟
(قاطعتني وقالت): أولاً أنا لم أضع ماكياجاً...
أنا وضعت شوي كريم أساس واعتقد هذا ما فيه شيء....!!
قلت: سميه ما شئت فهو لايخرج عن أدوات الزينه...!
قالت : طيب إحنا ياالبنات كذا لازم يكون مظهرنا(توب).
..!!(أنا خلااص مش آآدر نفوخي حيطء)
قلت: أي بنات...؟أتعرفين كم عمرك الآن أنت عجوز...!
هذا الأسلوب الذي تتحدثين به... لايليق حتى بطفلة في العاشرة...!
قالت: يووه...وأنت لابد أن تفرض رأيك علي في كل حوار بيننا....؟!
قلت: وأي فرض رأي يا مرأة
أنا أتكلم معك بالمنطق والأصول والعرف..الا تعرفين هذه الأشياء...؟؟
أنا أحياناً أشك بأنك قد عشت داخل أسرة مثل باقي الأسر...!
قالت: طيب أتريد أن أكون نسخة مكررة منك...!
قلت: لا أريد ذلك.....أريد أن أرى فيك شيئاً يدل على إحساسك بالمسئولية...!!
قالت طيب أنا هذه هي شخصيتي...
ولا أحب أن يفرض علي أحد شخصيته...ولا أحب أن أكون نسخة من أحد...!!
والزواج لا يعني أن تلغي شخصيتي وتفرض علي آراءك وعادات أهلك...!!
قلت : وأنا لا أطيق أن تعيش معي امرأة بهذه العقلية
الغبية الساذجة...التي لا ترى أبعد من أنفها....!!
قالت:وما الذي يجبرك على العيش معي
إن كنت تراني هكذا ولماذا أنا التي يجب أن تتغير لماذا أنت لاتتغير..؟
قلت هناء..أنتِ...أنتِ ....
ولم أستطع أن أكمل وخرجت مسرعاً وأنا أتعوذ من الشيطان الرجيم....
ذهبت وأديت واجب العزاء...
وخرجت....
وما إن خرجت
حتى رن جوالي
وكانت زوجتي على الطرف الآخر
قلت:ألو نعم...؟؟
قالت سعد: أريد أن أذهب إلى بيت أهلي
(وسأنام عندهم هذه الليلة)..؟؟
قلت : خذي راحتك يا الهناء (روحة بلا ردة<<قلتها في نفسي)...!!
قالت: ولماذا تسبق اسمي بأل التعريف....!!
قلت: أرى بأن اسمك هكذا يليق بك أكثر بل يليق بنا كلينا أكثر...!!
ضحكتْ<<هي) ضحكة بلا عنوان...
ثم قالت: وإلى أين أنت ذاهب الآن...؟؟
قلت: سأشتري بعض الملابس الداخلية لي....
وبسرعة قالت: سعد أرجوك لا تقل ملابس داخلية....
وإنما قل (آآند وير) هكذا أفضل..ثم قالت:
لا زم الواحد يحاسب على كلامه...لكي لايقع في حرج أمام الآخرين...!!
(انقطع الاتصال فجأة)
قلت ألو...ألو...هناء..هناء...؟!
اتصلت ولم يرد أحد....وحمدتً الله على ذلك.....
أكملت طريقي ذاهبا لشراء ما أحتاج وتوقفت في شارع الثميري
وأخذت ما أريد من السوق
ثم توجهت إلى قهوة كوفي المصمك (وهو فعلا أمام المصمك)
طلبت قهوة وجلست وأنا أشعر بشعور غريب لم أعتد عليه.....!!
يا ترى يا سعد ما الذي ينتظرك....؟؟
قلت ضاحكاً..هل سيتصل بك شاعر المليون ويقول مبروك أنت الفائز....!!
أم هو شعور عقيم لا معنى له....!!
أدخلت يدي في جيبي ولا شعورياً أخرجت جوالي...
ونظرت إليه مستغرباًً
فقد كان على الصامت ووجدت فيه عدة اتصالات من(أبو نسب)
(احم احم من أبو نسب...!!..يا ما قاب الغراب لأمه)
سريعاً ومستغرباًعاودت الاتصال به...
وما إن فتح الخط حتى قال: ألو هلا سعد وين الناس....؟
..عطني البشارة....مبروك....مبروك ...ستصبحُ أباً....
زوجتك حامل....وسأصبح خالاً....!!
أناوالهناء في المستشفى الآن لقد تعيت قليلاً وذهبت بها إلى المستشفى(<<هذا أقصى اهتمامه)
بلا شعور نهضت واقفاً وقلت: أقسم...احلف..قل والله...
وهو يعتقد بأن كلامي هذا نابع من الفرح الشديد..فهو لايعلم حقيقة شعوري...!!
واسترسل أبو نسب في تهنئته لي
وفيما يبدو أني لم أعد أسمع ما يقول..حتى إني لاأذكر كيف كانت نهاية المكالمة...!!
عاودت الجلوس مجدداً....
وفركت أصابعي ببعضها حتى أتأكد بأن ما أنافيه هو حقيقة وواقع
وليس امتدادا لتلك الأفكارالسوداء التي كانت ترافقني طيلة الأشهر الماضية....!!
وزيادة في التأكد من حقيقة ما أنا فيه أتصلت بصديقي فواز...وسلمت عليه..
لكي لا أدع مجالاً يشككني فيما أنا فيه...
قلت: ألو فواز كيف حالك...؟؟
كم الساعة الآن يا فواز....؟
وانفجر ضاحكاً بطريقته المعتادة قائلاً:
يبدو أنه قد أصابك الجنون فيه واحد يتصل لكي يقول كم الساعة....!!
قلت له: هذا لا يعنيك كم الساعة الآن..كم الساعة الآن...؟
قال بصوت متعجب الثامنة وتسع وعشرون دقيقة...!!
ثم نظرت إلى ساعتي وأنا أقول ...فواز خلاص مشكور سأتصل بك في وقت آخر...
إنني لا أحلم(قلتها بصوت مسموع جعل من بقربي ينظر إليَّ مستغرباً...!!)
عاودت الاتصال بأخو الهانم أبونسب...
ففتح الخط قائلاً: هلا..هلا....بأبو المستقبل (وأنا ودي أسد حلقة)
وسألته: في أي مستشفى أنتم الآن...؟؟
قال: في مستشفى المملكة....!!
قلت: حسناً مسافة الطريق وسأكون معكم....
وأقفلت الخط واتجهت مسرعاً إلى سيارتي..
وسرتُ بها متجهاً إلى حيث زوجتي...
أوقفتُ سيارتي وترجلتُ منها
ودخلت لركن الهدايا والورود
واخترت علبة شوكولا عليها دبدوب صغير وباقة ورد رمزية وليست مدحية...!!
سألت موظف الأستقبال عن رقم الغرفة...؟؟
وتوجهت إليها وأنا أقول في نفسي....خلاص يا سعد لقد وقعت الفأس في الرأس....
طرقت الباب..وخرج إليّ أبو نسب مسرعاً وبارك لي وهنأني على أبوتي المستقبلية...!!
(من قدك....والله وبتصير أبو يا سعد)
دخلت الغرفة..وألقيت السلام على زوجتي وقبلتها في جبينها....
وقلت الحمد لله على سلامتك يا أم مقبل....
ثم أخذت
(تبكي وتشاهق وهي تقول أنا أدري إن ما ودك أحمل..لكن وش اسوي هذا أمر مكتوب)....
قلت: استغفري يا بنت الحلال وتعوذي من ابليس...
هذه أفكار شيطانية...ثم أخذت كأس العصير من على الطاولة وناولتها إياه وقلت أشربي...
ثم قلت:يا هناء لا أريد أن أسمع منك كلاماً كهذا مرة أخرى...ترى فيه أزواج غيرنا لهم سنوات وهم يبحثون عن علاج لكي يكون سببا لهم في الإنجاب...
والحمد لله على كل حال ودائما فل نتوقع الخير في كل ما يحصل لنا سواء كان شراً أم خيرا....
قالت:لا....لا...لا...لكن أنتَ دائماً كنتَ تصر على عدم إنجابنا لطفل وكنت تذكر ذلك كل ليلة.....أنسيتَ إصرارك على أن آخذ حبوب منع الحمل...؟
قلت في نفسي (يامن شرا له من حلالة علة...شكلنا نشبنا مع هاالمرة)
ثم قلت: هناء كل ما قلتيه صحيح ولكن لابد أن نتعامل مع الموقف بواقعية فأي تصرف يؤيد كلامك هذا يعتبر اعتراض على قضاء الله وقدره والآن أنتِ حامل ولا بد أن ندعو الله أن يصلح لنا كل أمورنا...!!
(جلست بعضاً من الوقت وأنا أتحدث معها من هذا الباب حتى أحسست بأنه لم يتبقى لدي كلام أقوله وكان ذلك بدخول حماتي..احم..احم..أقول..الله لا يحي ها السعلوة.. بعد الترحيب بهم استأذنت وخرجت...)
ذهبت مسرعاً إلى البيت...لكي أزف البشرى لوالدتي....
كنت متجها إلى البيت ونفسي تحدثني بأمور كثيرة....
هل يعقل أن تكون هناء أم...؟؟
يعني بتمسك النونو...وترضعه وستحمله بين يديها وتهتم به كباقي الأمهات....!!
لا..لا...لا قل كلاماً غير هذا يا رجل<<<<صوت في داخلي قال ذلك...!!
وصلت البيت وترجلت من السيارة...
ودخلت مسرعاً باتجاه غرفة أمي.....
قبلت رأسها ويديها وجلت على الأرض بقربها وكانت هي تجلس على السرير
قلت يمة باركي لي سأصبح أباً بإذن الله....
قالت: ما شاء الله عل البركة يا وليدي...ثم أدخلت يدها في جيبها وأخرجت خمسمائة ريال وقالت: خذ بشارتك والله إن تاخذها...حاولت أن أرفض ولم يكن هناك مجال لرفض...
شكرت والدتي وأنا أقول لها: بعد أن قبلت يديها ورأسها: أريد أن أستأذنك في أن أفرش البيت بالموكيت..فزوجتي الآن حامل وأخاف أن يختل توازنها من أرضية المنزل....؟
قالت: لاتشاور وأنا أمك أهم شي سلامة زوجتك...
استأذنت منها وخرجت...
وتوجهت إلى مفروشات طيبة فهي أقرب مكان للبيت...
اتفقت مع صاحب المحل على موكيت زيتي متداخل مع أخضر عشبي...
.لكي يناسب بقية الأثاث الموجود في المنزل...
تم فرش البيت بالموكيت المناسب...
ثم اتصلتُ بزوجتي وأخبرتها بقدومي لكي آخذها من بيت أهلها...
قالت: لا تتعب نفسك سآتي مع أخي فهو خارج الآن....
قلت: حسناً سأنتظرك إذن...
فتحت الباب لها ودخلت....
ورحبت بها وقلت ما رأيك في الموكيت الجديد....؟
قالت بصوت واثق....حلو بس لو كان أصفر ليموني....كان أفضل..!!
قلت ضاحكاً: ألا يكفي بأن حياتنا لونها أصفر ليموني يا حياتي...!!
ثم قلت...تعالي لكي نسلم على والدتي ونسمع دعواتها لنا...
دخلنا على والدتي وقبل كل منا رأسها
وتلقائياً مدت والدتي يدها إلى جيبها
وأخرجت خمسمائة ريال:
وناولتها زوجتي قائلة:
الله يبارك لكم فيه ويتمم عليكم فرحتكم...
(وأنا أقول في نفسي أي فرحة يا ماما)
استأذنت من والدتي وسبقتها إلى الغرفة
ثم دخلت ورائي...
وسألتها وأنا أهم بتبديل ملابسي....
هناء: مالذي حصل ألم تكوني تأخذي حبوب منع الحمل....؟!
قالت: بل كنت آخذها في موعدها ولكن بما أني مرضت قليلاً
فقد أخذت مضاداً حيويا دون أن يصفه لي الطبيب..
وقد قالت لي وكيلتنا
بأنه يؤثر في فاعلية موانع الحمل...!!
قلت سبحان الله لاراد لقضاء الله....!!
ثم سألتها: هناء ليه ما تصبغين شعرك (هاي لايت...
...مثل المذيعة منتهى الرمحي) كم مرة وأنا أقولك لكن ...!!
قاطعتني وقالت: والله يا سعد ما يناسبني صدقني ما يناسبني.....!!
كل صديقاتي وحتى أخواتي يقولون لي إنه ما راح يناسبني...!!!!!!!!!
قلت: طيب أيهم أهم الناس أو زوجك...؟
(بعد صمت قصير وبعد أن مدت براطمها إلى الأمام قليلاً)
قالت:بصراحة أكيد زوجي...لكن لايعني إن أكون نسخة من كل شيء يريده...!!
أمسكت بيدها...وأجلستها على الأريكة....
وقلت : هناء بعد أشهر معدودة سيربطنا طفل
وألا تلاحظين بأننا إلى الآن كأننا أغراب عن بعضنا
فكلما حاولت أن أتقرب منك تبتعدين عني...!!
قالت http://anaddaf.myqnapcloud.com/PC-NDF/vb/imgcache_1434/ndf_1420744294_140.gifببلاهة لم يسبق لها مثيل) ..!!
هذه أنا بقربك ولم أبتعد عنك ......!!
(قلت في نفسي : فينك يا ماما...فينك يا ماما....؟؟
تعالي شوفي اللي قرا لابنك...يا ترا نهاية ابنك هتكون إيه مع الولية دي..!!)
قالت: سعد...سعد...أنت تكلم نفسك...؟؟
قلت : لا...لا...يا حبيبتي...بس قاعد أحاول أؤلف قصيدة فيك....!
ثم أردفتُ قائلاً ....هناء..
ألم تكوني تأخذين مانع الحمل في وقته...ما الذي جرى إذن كيف حدث الحمل...؟!
قالت كلامك صحيح...لكن احتمال يكون السبب لأني تناولت مضاد حيوياً عندما مرضت الشهر الماضي.....!
قلت : سبحان الله المكتوب ما منه هروب...ولا راد لقضاء الله سبحانه
مرت الأيام تلو الأيام على حمل زوجتي وكانت كئيبة ومملة..
فما إن أخرج من مشكلة حتى أقع في براثن مشكلة
غيرها مع حرمي المصون...فتارة تتظاهر بأن بها ألم حاد في بطنها...
وتارة تصر على أن تكون ملابس المولود من محل معين....
وتارة أخرى تصر على أن تفصلَ لها طقماً خاصاً بها وبالمولود القادم
لكي تكون مثل صديقتها هنادي أو بدرية أو عبير.......!!
وبما أني أبُ ُ حديثُ عهد بأمور حمل الزوجة فلم أكن أعرف هل بها ألم فعلاً أم هي تتظاهر....
ولهذا كنت مرتبكاً جداً وخائف من مفاجئات لا يعلمها إلا الله...
ولهذا لم أكن أريد أن أضايقها بأي شيء...وكنت أحاول أن أراضيها بأية طريقة كانت...
فخوفي على ما في بطن زوجتي جعلني أدفع ثمناً باهظا
لكي يخرج إلى الحياة ويبدو أنه كتب عليَ أن أدفع الثمن
حتى قبل أن يولد...!!
في إحدى جلساتنا الرومانسية...
قالت سعد...
مستشفى (####) خدماته التي يقدمها للمرضى والمراجعين راقية جداً.....!!
ما رأيك لو أن تكون ولادتي فيه...؟!
قلت : تصدقين لم أسمع أحدا من قبل يثني على خدمات ذلك المستشفى
وما يتميز به هو أسعاره المرتفعه على لا شيء...!
لكن مستشفى الحمادي خدماته ممتازة وسعره معقول نسبياً......
وفيه طبيبة ممتازة.....
نهضتْ (هي) وتركتني وجلست على السرير....
ثم فجأة قالت: أي أأأه أي بطني جنبي....يؤلمني (لدرجة أني تذكرت سيارة الإسعاف)....!!
فنهضت مسرعاً وقلت لها سلامات ليه عسى ما شر ما الذي يؤلمك....؟؟
أوديك للمستشفى....؟
قالت: لا...لا…لا داعي لذلك لكن أحس إن نفسي مكتومة شوي...!!
وتكررت مثل هذه المواقف كثيراً جدا..
وتمرُ أشهر الحمل بطيئةوكئيبة جداً علي
بسبب تصرفاتها ومواقفها اليومية معي وسعيها الدائم في الضغط علي
من خلال تظاهرها بالألم.....!!
كنت أفكر خلالها كثيراً بأن هذه المرأة لايمكن أن تكون أماً مهما حصل...!
فهي غير قادرة على مسئوليتها تجاه نفسها وزوجها وطالباتها فكيف ستتعامل مع
طفلنا القادم...إنه منظر يصعب علي تخيله ورغم تأكدي بأنها حامل الآن إلى أني
لاأصدق بأنها ستكونُ أما لطفلي....
الفشار...والنسكافية.....وقريبتهما الميرندا+ حفلة تنكرية...!!
في الأيام الأولى من بداية الحمل
ذهبت إلى مكتبة قريبة وأخذت منها بعض الكتب
والمجلات الطبية المتخصصة في الحديث عن الحمل وعن كيفية الاستعداد للمولود الأول....
وقرأت معها بعض صفحات من هذه الكتب والمجلات...
لكي أثير فيها نوع من الاهتمام المفقود بطفلنا القادم...فمن ينظر إليها وهي تمشي أو تتصرف
سيقسم بأنها ابنة العاشرة لا أكثر من ذلك....!!
ففي أحد الأيام
دخلت إلى غرفة النوم
ووجدتها جالسة وأمامها فشار (بفك جدة)+ ببسي....!!
قلت هناء ما هذا هل دخل أحد الأطفال إلى الغرفة.....؟
قالت أطفال: بسم الله عليك ومن أين سيأتون الأطفال....!!
قلت: إذن ما هذا الفشار وما هذا الببسي...؟
قالت: لي أنا حابة أتسلى شوي...!!
قلت: (يا آآآدر يا كريم تقيب العوائب سليمة يا رب)..!!
يا امرأة هل أنتِ حامل أم لا...؟
قالت: ضاحكةً ...أنت ما رأيك........؟
قلت: فيه وحدة عاقلة وحامل تأكل مثل هذه الأشياء...
أنتِ خلاص تجاوزتي مرحلة الوحام.....
ارحمي وأشفقي على هذا الذي في بطنك..!!
أتوقع مولودنا القادم سيصبح موزعاً للببسي أو للفشار...!!
من كثرة ما تأكلين منها........!!
قالت: ما عليك,,,ماعليك... لا تهتم
خواله سيكونون له بالمرصاد...!!
قلت في نفسي (حرام تكونين مدرسة)...!!
ثم أردفتُ قائلاً:
على الأقل تناولي فواكه وأشياء أخرى نافعة....؟
ثم أخذت ما أمامها من (###) وأبعدتها عنها...
وهي تتذمر....
لم أنتظر طويلا حتى سمعت إقامة الصلاة فخرجتُ
على عجل متجهاً إلى المسجد
أديت الصلاة
وبعد أن خرجت من المسجد التفت على صوت جارنا أبو عبدالله
وبعد السلام همس إليً بصوت خافت..
قائلاً: أريدك في موضوع خاص....!!
أشرت إليه قائلاً أنا تحت أمرك يا أبو عبد الله تفضل قل ماذا تريد...!!
بعد أن أمسك بيدي وتنحى بي جانباً قال:والله ما فيه ألا سلامتك..
والكلمة اللي تستحي منها بدها...
ولد أخوي توفت زوجته من ستة أشهر وتركت له ابنتان صغيرتان....
وهو يبحث الآن عن زوجة تناسبه وتكون أماً لبناته
وقد ذكرت له خالتك أم إبراهيم فهي والله نعم المرأة
وأرى بأنها هي التي تناسبه...فما رأيك لو تقدم وطلبها منكم هل ستوافقون.....؟
قلت له: تقصد خالد ولد أخوك عبد الله...؟
قال نعم...
قلت : أعتقد هو يعمل في شركة سابك..؟
قال: أبوك في الجنة.....نعم يعمل في شركة سابك...
قلت له والله والنعم فيك وفي ابن أخيك...
لكن كما تعرف مثل هذه الأمور لابد أن تأخذ حقها في التفكير...
فأمهلني بعضاً الوقت وأنا سوف أتصل بك
وأخبرك بما سوف يكون عليه الحال وبإذن الله لن يكون إلا كل خير...
ودعته وأنا أفكر في كلامه...
اتصلت بعدد من الأصدقاء والمعارف وسألتهم عن الرجل زيادة في التأكد عنه
فأثنوا عليه ولم يعيبوا عليه في شيء...
اتصلت بخالتي وأخبرتها برغبتي في زيارتها..
فتحت جواهر لي الباب
ودخلتُ واستقبلتني خالتي ورحبت بي..
وأحضرت القهوة وجلست
أشرت إلى خالتي بأن تخرج الأطفال بعيداً عنّا...
وحالما ابتعدوا...أخبرتها بموضوع الخاطب...
وقلت لها يا خالتي لو طلبتِ رأيي لما ترددت لحظة في قبوله
فسمعته طيبة ومستواه جيد....
وأرى بأنه مناسب لك جداً....
أطالت خالتي في الصمت ولم تقل شيئاً
قلت : إذا كان ترددك هذا من أجل موقف خالي من زواجك
فلا عليك منه ولن يستطيع أن يقف في وجهك أبداً
ما دامت أنت راضية فاتركي أمر خالي لي...
والاتكال على الله من قبل ومن بعد
قالت وكأنها مجبرة على الكلام:
أمهلني بعض الوقت لكي أستخيرالله في أمري...
قلت لك ما تريدين...وسوف أعطيك مهلة لثلاثة أيام...
وتذكري أن الفرص الجيدة لا تتكرر...
خرجت من عند خالتي بعد أن ودعتها تاركاً في عينيها نظرة حائرة ومترقبة للمجهول...
بعدها مباشرة ذهبت إلى منزل خالي محمد لكي أخبره بالموضوع
فهو الأخ الأكبر لخالتي وإن كان لا يهمه أمرها كثيراً
استقبلني كعادته استقبالاً عادياً..!!
بعد أن أخذت مكاني في الجلوس
قلت له : يا خال:لقد جاءني رجل كفؤ يريد أن يخطب
خالتي أم إبراهيم..
ابتسم خالي ابتسامة صفراء مصطنعة....!!
ثم قال: يالله لك الحمد....عجوز وتريد أن تتزوج بعد والله شيء...!!
قلت مستغرباً: أي عجوز يا خال...!! أم إبراهيم لم تكمل السابعة والثلاثين بعد
قال: إيه ولو...عجوز...والعجوز عندنا ما تتزوج أبد...!!
قلت: كيف....؟ أنت جاد يا خال...؟؟
قال: ومن متى وأنا ألعب معك....؟
ورأيي معروف في مسألة زواج نورة....خلها تقعد على عيالها أبرك لها.....
قلت: الكلام هذا لا يجوز منك يا خال... ولا أرضاه على خالتي وكيف ترضاه أنت لأختك...!!
قال: ومن طلب رأيك أنت حتى ترضى أو ترفض ومن أنت حتى يكون لك رأي على أختي...
قلت : والآن أصبحت أختك ياخال وأصبح لك رأيي عليها...أين أنت منها وهي تبحث عن وظيفة تريد أن تسد حاجتها وحاجة أولادها...؟؟
وسواء كانت في نظرك عجوز أو بنت فليس لك حق أن تمنعها من الزواج...!!
(عندها وفجأة وقف خالي ثم أشار إلى الباب وقال...اطلع برى بيتي لا بارك الله فيك من ولد....[ونوير ] والله ما تتزوج ولو على قص رقبتي...!!
نظرت إليه وقلت : وأنا أهم بالوقوف...
صدقني يا خالي موقفك هذا....لن تجني من وراءه إلا المشاكل...
وخالتي إذا مكتوب لها أن تتزوج فلن يمنعها كلامك ولا موقفك هذا أبداً ....!!
ولا راد لقضاء الله...
خرجت من عنده وأنا أسمعه يتلفظ بألفاظ لا تليق برجل في مثل سنه
خرجت من عنده وأغلقت الباب ورائي
وأغلقت معه الصفحة التاسعة عشرة من صفحات حياة زواجي
ابو اسامه
01-08-2015, 10:19 PM
وأخيرااااا
مذكرات زوجية.....زوج تائب....
الحلقة العشرون (الأخيرة)
وأنا أقول..الله يهديك يا خال..الله يهديك يا خال...
لله الأمر من قبل ومن بعد....!!,أدرت محرك السيارة واتجهت إلى البيت وما إن دخلت حتى ,توجهت إلى غرفة أمي ,وجدتها كعادتها تستمع إلى إذاعة القرآن الكريم....
قبلتُ رأسها
وخفضت صوت الراديو... وجلست بقربها وأخبرتها بما جرى من أمر خالي...
قالت:كيف ياوليدي...!؟
قلت : والله يا أمي علمي علمك لكن هذا ما حصل
وقد رفض دون أن يبدي أي سبب من الأسباب....!!
قالت: خالك الله يهديه من صغره وهو لابد أن يعترض على كل شيء هو هكذا دائماً,لكني سأذهب إليه وأناقشه في الموضوع (عساه يلين)
قلت لاتتعبي نفسك يا أمي فأنت أعرف به من أي شخص آخر,وصدقيني لن ينفع نقاشك معه أبداً...!
قالت: تفاءل وأنا أمك..قلت : أنت وما ترين يا أمي ,لكني سأذهب معك ولن أتركك تذهبين لوحدك...قالت: لا سأذهب وحدي وأنت لا تتدخل بيني وبين أخي..قلت : طيب لك ماتريدين...!!
اتصلتُ بخالتي وأخبرتها بقدومي إليها حالاً,ولم تمض دقائق حتى كنتُ أتناول القهوة معها....بداية قلت لها:خالتي.. الرجل لايمكن أن ترفضيه تحت أي سبب لكن.....قاطعتني وقالتhttp://anaddaf.myqnapcloud.com/PC-NDF/vb/imgcache_1434/ndf_1420744753_251.gif لكن خالك يرفض أن أتزوج صحيح..؟؟)
نظرتُ إليها مستغرباً وقلت: من أخبرك..؟,وكيف عرفتِ بهذه السرعة..؟؟
قالت: أعرف موقف أخي حتى لو لم يخبرني أحد
إنه بالكاد وافق على زواجي من زوجي المرحوم أبو إبراهيم فما بالك بي وأنا الآن أرملة.....!!
تفاجأتُ بكلام خالتي أوانصدمت فعلاً من ردة فعلها,وتمنيت في تلك اللحظة لو كنت أنا ولي أمرها أو أن بيدي ما أستطيع فعله لها...فكم هو مؤلم ألا تكون قراراتك المصيرية بيدك..!!وخصوصاً عندما يكون القرار سيقلب حياتك إلى الأفضل...!!قلت لها: صدقيني ستكون الأمور على مايرام,ثقي بي بعد الله ولن أدعه يقف في طريقك أبداً مهما كلف الأمر...
نظرت إلىّ بابتسامة حائرة وكأنها تخفي خلفها دمعة,تجاهد في الخروج وهذا مما زاد ألمي,فنهضتُ من مكاني وقبلت رأسها ,وقلت :خالتي ثقي بالله ثم بي ولن يحصل ما تكرهين.....بإذن الله,,شكرتني كثيراً وأخذت تدعو لي...
استأذنتُ منها على عجل...فأنا على موعد
مع زوجتي كي نذهب إلى السوق لشراء ما يلزم للمولود القادم ...
(يااه هل حقاً...سأكون أباً وبأنني الآن أنتظر قدوم مولود لي؟...)
سبحان الله...سبحان الله...مرت أحداثُُ ُ كثيرة
وكانت الأيام سريعة لكني بالطبع دفعتُ خلالها الكثير من الثمن...!!
خرجت من عند خالتي....واتصلتُ بزوجتي وطلبتُ منها الخروج فأنا أقف بسيارتي بقرب الباب...مرت عدة دقائق..على انتظاري...لها...ثم دقائق...ودقائق....!!وفضلت الانتظار على الدخول,لكي لاأواجه ما أكره من مفاجآتها السارة لي...!!والحمدلله أخيراً انفتح الباب بعدما نسجت
العنكبوت خيوطها عليه...!!وخرجت أم المستقبل تمشي ببطء...وببطء تمشي.... حتى أنني اعتقدت بأنها هي مصدر البطء في الوجود.. .!!
( هي أساساً تمشي كالسلحفاةوقدر الله عليَّ وعليها أن حملت.فكيف ستسير إنها ببساطة لاتسير...!! <<<هكذا خيل لي...!!فعلى ما يبدو أن عقارب الساعةتوقفت بسببها...!!(وكأني بها تريد بمشيتها تلك ,أن تخبر جميع من يمر بنا بأنها حامل..!!)وبتثاقل فتحتْ <هي>باب السيارة,وقالت وهي تهم بالجلوس...يوووه كم هو الحمل متعب ياسعد...!!ثم أردفت قائلة:سعد ما رأيك لو اكتفينا بطفل واحد...!!خلاص...خلاص..أنا لم أعد أحتمل ولايمكن أن أحمل مرة أخرى....!!نظرتُ إليها وانطلقتُ بالسيارة
وأنا أقول: هذا متروك لمشيئة الله...هذا متروك لمشيئة الله...!!ثم قلت: هناء أريد أن أقول لك شيئاً لكن لابد أن يكون سراً بيننا....
هل تعيدينني بذلك...؟؟قالت: أقسم بالله لك أني لن أخبر أحداً أبداً....!!قل..قل..بسرعة قل ماذا تخفي عني...!!قلت لها: أنا لم أطلب منكِ أن تقسمي يكفيني فقط الوعد منكِ والوعد عهد...
ثم نظرتُ إليها محدقاً ومبتسماً >>>أخيراً ابتسم السيد سعد..!!..
وقلت: عيني في عينك يا هناء....!!
تراك أقسمتِ لي...قالت بصوت حاد: ماذا تقصد...؟؟هل أنا منزوعة الثقة إلى هذا الحد في نظرك....!!؟؟قلت: لا..لا...العفو يا هانم حسناً سأقول لك....
اسمعي....خالتي أم إبراهيم سوف تتزوج بإذن الله قريباً...
فشهقت شهقتاً أشفقت على مافي بطنها منها.....!!وقالت: الله يبشرك بالجنة....!!الله يبشرك بالجنة...!!الله يوفقها...!!ثم وبتلقائية سريعة أخرجت جوالهاوبدأت تضغط على الأزرار....!!وسألتها باستغراب : هنــــاء...بمن سوف تتصلين....؟؟قالت: يوووه صح...أناآسفة...أنت قلت سر بيننا...!!
قلت: أتوقع كنتِ ستتصلين بوكيلتكم المصونةعواصف قصدي>>>عواطف..صح...؟قالت: سبحان الله...سبحان الله... أحياناً أشك إنك ساحر....!!كيف عرفت...؟!قلت أفا عليك يا حياتي...صار بيننا عشرة عمر...
وكيلتكم هذي ..أحس إنها تعرف كل زوايا بيتنا....!!حتى إنه يداخلني شعور بأنها تعرف محتويات ثلاجتنا....!!(وبقدرة قادر وبزاوية قدرها 9100قامت بالانحراف بالحديث قائلة: على فكرة يا سعد آخر مرة رأيت فيها خالتك
كانت تحمل حقيبة جديدة غير تلك الحقيبة الكحلية...!!آآآه الآن عرفتُ لماذا غيرت حقيبتهاأكيد لأنها ستتزوج....!!وأنت كل تلك الفترة الماضية تخفي عني الأمر..وكأنني لست زوجتك...!!
وبحركة سريعة قدرها200كلم في الساعةفتحتُ (أنا) نافذة السيارةوقلت أريد أن أتنفس...أريد هواء(ألف رحمة تنزل على روحك يا سعد)قالت: لماذا هل تشعر بأنك مكتوم....؟قلت: أريد هواء...أريد هواء...قالت: هذا وقت مزح يا سعد...؟قلت:نعم يا هناء أحس بأني مكتوم من أفكارك ألا تستطيعين كتم أفكارك بعض الشيء..!!ألا تستطيعين ترك مراقبة الناس ولو لبعض الوقت..؟
هل كل ما يخطر ببالك تذكرينه من دون فلترة...!؟ما دخلك بحقيبتها حمراء أم زرقاء...!!ألا يمكن أن تتركي عادتك في تقييم الناس من خلال مظاهرهم...؟
رأيتها من خلف عباءتها وقد انتفختولم أبالي بها..!!وصلنا إلى السوق
وترجلنا من السيارة كان السوق مزدحماً بشكل كبيرجداً
لدرجة أني أحسست بأن نساء الرياض كلهن قد أتين إلى هنا!!
الزوجان المصريان وأنا والهناء
طلبتُ منها أن نجلس على كراسي منزوية قليلاً عن المدخل حتى تخف الزحمة قليلاً..وكان يجلس بجوارنا رجل مصري برفقة زوجته أو هي برفقته لا أعلم...!!وكانت زوجته تكبرنا في الحجم مجتمعين ثلاثتنا أنا وزوجتي وزوجها...!وكان صوتهم يصلناتلقائياً وبنقاوة عالية جداً...!!قالت الزوجة المصرية لزوجها: الفيتامينات خلصت النهارده عيزاك تقيبلي كمان فيتامين بتاع الزنك والحديد..قال الزوج: إيه...إيه...ياعايدة..هو...عشان إنتي حامل عايزة تاكلي كل الفيتامينات إللي في الصيدلية...؟حرام عليكي يا شيخة...بالراحة علينا خفي شوية...قالت الزوجة: إللي حيسمعك حيئولإن اللي في بطني مش ابنك..!!إنت مش عايز ابنك لما يُخْرق لدنيا
يكون كويس كده ومربرب...؟؟قال الزوج : أنا ما أولتش حاقة
لكن كدة ما ينفعش يا عايدة ما ينفعش...!لازم تعوضي الفيتامينات بالخضار والحبوب والفواكه دي أصح وأرخص كمان..!! قالت الزوجة:لكن الخضار والفواكةمتنفعش لوحدها لازم معاها الحبوب بتاعت الفيتامينات..!!نظرتُ إلى زوجتي وطلبت منها أن نبدأ بالتسوق...وساعدتها على الوقوف
فهي كلما تقدم بها الوقت وتقدمت في الحمل أخذتْ حركاتها تزداد بطئاً...
حتى أعتقدت بأنه سيأتي يوموأحملها بدلاً من مساعدتها على الوقوف فضلاً عن المشي...!!وبعد أن (تمت عملية الوقوف وحمدتُ لله على ذلك)
اقتربتُ منها وهمستُ في أذنها قائلاً:أسمعتِ حوار الزوجين وكيف اهتمامهم بالجنين...؟!قالت: بصوت متأهب للجواب مسبقاً...!!ومطلقة ً المثل المشهور >>>كل نفس وما اشتهت...كل نفس وما اشتهت..!!
(وبهذا أطبقت <<<هي على أنفاس الحوار الزوجي)
عشاء على ضوء الدموع
أكملنا التسوق
واشترينا بعض الأغراض الخفيفةالتي تلزم المولود القادم,واقترحتُ بعدها أن نتناول عشاءًنا قبل العودة إلى البيت,قلت لها: ما رأيك لو غيرنا جو وتناولنا العشاء في أحد المطاعم...؟بسرعة قالت: مطعم الريف اللبناني ...
أووو صح بتقول غالي عارفتك..؟قلت: هناء ليست المسألة بهذا الشكل
وأنت تعلمين بأني لا أرتاح أبداً لجو هذا المطعم...فالعاملين فيه يتعاملون مع الزبائن بفوقية غريبة,تشعرني بأنهم هم أصحاب الفضل عليْ,وكأنهم قد تصدقوا علي بما دفعتُ قيمته..!!ثم قلتُ : ما رأيك بمطعم البحصلي....
ثم استدركت وقلت...أووو.. لكن لحظة فيه سلم طويل سيتعبك...ما رأيك في سزلر هاوس...؟؟اعتبرتُ سكوتها موافقة (من غير نفس)واتجهنا إلى المطعم
المطعم والأطباق الرومانسية
توقفنا..وترجلنا من السيارة...كان العشاء بوفيه مفتوح...قلت لها : ما رأيك أن أختار لكي نوعية الأكلوأن تختاري لي أنتِ نوعية ما سآكل ونرى النتيجة كيف تكون...>>>(أف يا رومانسي)>>>>صح رومانسي بس ماحولك أحد...!!قالت وهي تأخذ الطبق مني: يا هو أنت فاضي بعد...!!تمت العملية..
وجلسنا على الطاولة وكل تناول طبقه من الآخر (ذبحتنا الرومانسية)
جاملتها قليلاً:وأكلتُ بعضاً مما اختارته لي ثم عاودتُ الرجوع واخترت ما أريد فأنا بطبيعتي لاأحب الأكل البارد أو الجاهز أوالمعلب أما أختنا في الله فهي تقدس تلك الأكلات وبينهما رباط مقدس,أقوى حتى من رباط الزوجية..!!
بدأ من المرتديلا ومروراً بالسيد سجقولاتهون باقي العائلة الباردة,من قشطة وسيد جبن وأخوه مربى وغيرو وغيرو...!!ماعلينا نعود لجلستنا على تلك الطاولة وتلك الأطباق الرومانسية..!!بدأنا نأكل ونتجاذب أطراف الأحاديث الرومانسية...بداية قالت:سعد متى يكون لنا بيتنا المستقل ولوحدنا...؟
قلتُ بصوت مندهش وأنا أنظر إلى سطح الطاولة:سأنا وأنتِ في بيت لوحدنا...!!(بسم الله علي<<في نفسي قلتها)قالت: إيه في بيت لوحدنا..
ألا يعجبك ذلك..؟؟قلت لها : طيب أنتِ لماذا تريدين أن نستقل في منزل ولوحدنا..؟قالت: بصراحة صديقاتي وزميلاتي لا أستطيع دعوتهن في منزل أهلك...!وبالتأكيد سنأخذ راحتنا أكثر عندما نكون لوحدنا..!!قلت: كنتُ أعتقد بأنك ستقولين شيئاً من أجلي أنا أو من أجلنا نحن الاثنين...َ؟!ثم أردفت قائلاً:هناء لماذا أشعر دائماً بأنني لست من أول اهتماماتك..!؟قالت: بالعكس ليه...أتريد أكثر من هذا الاهتمام..؟قلت: أتعلمين يا هناء دائماً أتذكر رفضك لركوب القارب معي عندما كنا في لنقاوي <<<في ماليزيا لقد ضيعت علينا أجمل فرصه...!!قالت: وأنا دائماً أتذكر رفضك جلوسنا
في ماليزيا أياماً إضافية..!!قلت لها: وهل تريدين أن نجلس أكثر شهر..؟!
ثم قلت: تصدقين يا لهنــــاء...ما يجعلني أشعر بأني متزوج
هو أنك حامل فقط...!!
قالت: آآه..آآه..منكم أيها الرجال كل هذه الأناقة وهذه الشياكة وما بين بعينك..؟!قلت: بالتأكيد رأيتُ كل هذا..لكن أنت تعلمين بأن هذه ليست أولى اهتماماتي..ثم قلت لها بيتاً من الشعر كانت تردده أمي دائماً
(الزين يا عليا خظاب وينجلي :: والستر يا عليا خيار البضائع)
ثم انحرف الكلام بقدرة قادر بقولها:كم أكره الشعر الشعبي. كم أكره الشعر الشعبي..!!قلت: في نفسي (ألف رحمة تنزل على روحك يا سعد)ثم نهضتُ وقلت : ألا تريدين حلا...؟قالت: لا..لا...يووه ودي نطلع هالمطعم يضيق الصدر...!!انتهينا من العشاء العائلي ذو الأطباق الرومانسية
وتوجهنا بالسيارة إلى المنزل...قلت لها: هناء مارأيك لو تمشينا قليلاً قبل أن نعود إلى البيت فالحركة مهمة لكِ وأنت في شهرك الأخير فماأعرفه بأنها تسهل عملية الولادة..ولابد أن تتحركي أكثر وأكثر لسلامتك وسلامة الجنين...
قالت: أعرف ذلك لكني لا أحب المشي..قلت: لكن لابد أن تأتي على نفسك بعض الشيءوتدريجياً من أجل صحتك فقلة الحركة سيكون لها مضارها عليك أنتِ والجنين...
كيف حدث الحمل؟؟
أقنعتها بصعوبة على المشي...!!والحمدلله لم يكن الأمر سوى بضع خطوات
بعدها أشفقت على تلك الخطوات منها....!!توجهنا بعدها إلى البيتوسبقتها إلى الغرفة,ورميت بنفسي على الأريكة,وقلت: متسائلاً...هنـاء أريد أن أسألكِ كيف حدث الحمل..؟أكيـــد كنتِ تتناولين الحبوب بانتظــــام..؟؟
قالت بغضب شديد:سعد اسمع أنت.. للمرة الثالثة تسألني كيف حدث الحمل...؟!!يبدو أنك نادم جداً....؟!إذا كان يرضيك فسوف أُجهض نفسي بأي طريقة كانت..!!حتى أتخلص من أسألتك هذه؟؟؟نهضتُ واقفاً ومفزوعاً وقلت:أستغفر الله..أستغفر الله...يا هناء أنا لا أقصد ذلك ولكني لاأعرف لماذا أنا أتكلم بهذه الطريقة(أحسست وأنا أنظر إليها بعد تأسفي منها بأن رأسها قد انتفخ وكبر لدرجةأني خشيت أن ينفجر حتى أني ابتعدت عنها قليلاً كي أفسح المجال لرأسها في الانتفاخ أكثر وأكثر)..!!
خرجتُ من الغرفة محرجاً وأنا أحس بتأنيب الضمير جراء سؤالي المتكرر
والذي لم أعرف سببه بالضبط...؟...هل لأني تحدثت بما يمليه علي عقلي الباطن وأختلف معه على الواقع....!!لاأدري...لاأدري.....!!
أبو نسب والسر الخطير
ومن الغد وفي الصباح الباكرذهبتٌ لكي أشتري بعض الأغراض الخاصة بالمنزلوتفاجأت بوجود أبو نسب في نفس السوقوبعد السلام قال: مبروك مبروك....!!قلت الله يبارك في أيامك...!!لكن على ماذا...؟؟قال: على زواج خالتك أم إبراهيمقلت له (وأنا أتذكر لسان زوجتي الطويل) الله يبارك فيك وفي أيامكثم قال: والله ونعم بنسيبكم الجديد ياهو أنتم طحتوا على نسيب كذا (وأشار بيده)...!!ضحكت من كلامه بصوت عالي
فشر البلية ما يضحك...!!استأذنت منه على عجل بعد أن جمعت أغراضي
فأنا قررت أن أذهب إلى المحكمةلكي ينظروا في أمر خالي وعضله لخالتي
لأنه لم يتبقى لدي حل آخروالوضع لا يحتمل التأخير
خالتي والقاضي
دخلت المحكمة وطلبت رؤية القاضي .وما إن دخلت عليه حتى أُصِبتُ بالحرج لمعرفتي به فهو يعرف والدي رحمه الله...ولم أكن أحب أن أذكر عنده مثل هذه الأمور العائلية(فنحن عرب والعرب حالتهم حالة)...!!ولكن مامن مهرب سوى أن أخبره بالتفاصيل..
بداية عرفته بنفسي وبدأت أشرح له القصة وموقف خالي بالكامل
قال: لي بأن الحل عن طريق المحكمة ليس في صالح خالتكولابد أن نأخذ الأمر بالإصلاح أولاً وبعدها لكل حادث حديث..!!طلب مني رقم جوال خاليوقال لابد أن أحادثه بشكل ودي أولاًوبالفعل....اتصل بخالي وعرفه بنفسه أمامي
وقال:هل أنت موجود مغرب هذا اليوم..؟؟عندها... لم يجد خالي بد من استقبال ضيفه....وفي مغرب ذلك اليومذهبت برفقة القاضي إلى خاليوتفاجأ خالي بشكل لامثيل له عندما رأنيبرفقة القاضي...!!فهو لايريد أن تمس سمعته بسوء في الخارجأما الداخل فلا شأن له به (وهذا هو حالنا كعرب جميعاًفآآخر ما نفكر فيه هو شؤننا الداخلية>>يا سياسي يا خطير)كذلك لأن خالي لديه قضايا كثيرة في المحكمة,ولا يريد أن تشوه سمعته...!!ماعلينا...ماعلينا...نعود لموضوعنا....تحدث القاضي مع خالي بلطف ولم يأتِ له بحديث واحد أو آية واحدة لإيمانه أولا بأن هذه قضية فطرية وإنسانية بالدرجة الأولى....
ومن حق هذه المرأة أن تمارس حقها الطبيعي..!!لم يكن أمام خالي سوى الموافقة والاستسلام التام,رغم حنقه الشديد علي وعلى الساعة
التي أصبحت فيها ابناً لأخته..!!بدوري لم أتكلم ولا بكلمة واحدة
فما يهمني هو أن يتم الموضوع ...وفي نهاية الجلسة طلب القاضي أن يكون هو المأذون الشرعيالذي سوف يقوم بعقد نكاح الزوجين..مما جعلني أكاد أطير فرحاً وأنسى كل همومي ومشاكلي مع زوجتي,لى الأقل في تلك اللحظة....خرجنا من عند القاضيوودعته وشكرته وأنا أسابق الريح,ولا أعرف إلى من أذهب أولاً هل أذهب.لخالتي الحزينة والمغلوبة على أمرها,أم أذهب لوالدتي الغالية والتي تنتظر خبرا مفرحاً كهذا,يبدو أن سيارتي حَسَمتْ الأمر فهي تبدو فرحة بالخبر ,وبارةحتى بوالدتي ربما أكثر مني فقد توجهتْ بي إلى بيتنا...ودخلتُ مسرعاً ومنادياً بأعلى صوتي ..أمي..أمي.. أمام نظرات واستغراب الخادمة...!!وجدتُ أمي تصلي...ولم أنتظرها حتى تفرغ من صلاتها
فجوفي لا يحتمل كتم خبر مفرح كهذا...فحدثتها وهي تصلي قائلاً:يمـــه...يمـــه أبشري ترى خالي وافق على زواج خالتي نورة....فأشارت لي بيدها كعادة الأمهات وهن في الصلات: (يعني أن ابتعد واسكت يا ولد خلني أكمل صلاتي جعلك الصلاح)..!!لكن كيف لي أن أصبر: أكملتُ كلامي وهي تصلي .وما إن انتهت من صلاتها,حتى قالت: أنت مجنون يا ولد...!!قلت : أنشهد إنه مابقى فيني ذرة عقل يمـــه..!!فضحكت وهي تقول : استغفرالله استغفر الله وأتوب إليه....الله لا يعاقبك..ثم قالت: بشرني الله يبشرك بالجنة...وحدثتها بكل التفاصيل التي صارت,قالت: الحمد لله...الله يفرحك مثل ما فرحتني وفرحت أُوخيتي...!!قلت :الفضل لله ثم لك يا يمة...
ثم وقفت وقبلتُ رأسها,وقلت عن إذنك يمــه...أبروح أَفَرح خالتي نورة
قالت: ماتشوف شر وأنا أمك والله يكتب الخير...اتصلت بخالتي وطلبت منها أن تفتح الباب لي...وجلست معها وأخبرتها بالقصة وكل الذي جرى بالتفصيل الممل...لم تخفي خالتي فرحتها بهذا الخبر حيث لم تكن تتوقع أبداً
أن يتم حسم الأمر بهذه السهولة ودون أي شوشرة وهو أكثر ما كانت تخشاه...خرجت من عند خالتي,واتصلتُ بجارنا أبو عبد الله وأخبرته بموافقتنا على ابن أخيه,ورحبت بهم في أي وقت يريدون....!!أخبرني بانه سوف يزورني هو وخالد ابن أخيه مغرب الغد بقصد التعارف,وفي مغرب اليوم التالي: استقبلتهم ورحبت بهم, واعتذرت منهم لعدم وجود خالي لحدوث ظرف طارئ له,واتفقنا على أن يكون موعد الملكة يوم الخميس القادم,ويتم بعدها تحديد موعد الزفاف...مرت الأيام...وتمت الملكة بحضور القاضي وخالي....وتم كل شيء على مايرام والحمدلله..وبالطبع لم نشترط مهراً ولا أي شيئ,سوى أن يكون أولاد خالتي معها,وأن يعاشرها بالمعروف وأن يسرحها بالمعروف أيضاً
وتتابع الأيام والمواقف بيني وبين زوجتي
متشابهة إلى حد كبير,,لا يغيرها سوى ترقبي لطفلنا الأول كل ما مرّ بنا يوم جديد,وكل ما أخذ حمل زوجتي بالارتفاع..و فكرتي عن هناء تتأكد لي كزوج يوميا,بأنها لن تكون قادرة على تحمل مسئولية أسرتي,ولكني أحاول جاهدا أن أثبت غير ذلك على الأقل ظاهرياً,فهي إلى اليوم لم تقنعني لا فكريا ولا عملياً وبالطبع حتى مطبخياً...!!باستثناء شياكياً وميكياجياً... وكون سلرياً..!!
زوجتي والمولود وأنا وهي ...وهي وأنا والمولود وأنا وأنتم ونحن وهم
أخ خ خ تعبتكم معي....شكلي هلوست في الحلقة الأخيرة...!!
وفي إحدى الليالي حيث
كنتُ مستسلما لنوم,انتبهت على صوت هناء وهي توقضني,وسبحان الله لأول مرة أشاهد زوجتي تقوم بهذه الحركات,فقد أخذت تقطع الغرفة ذهاباً وإياباً
ثم تنظر إلى السماء وتتمتم,سألتها ما بها قالت:أشعر بأن ولادتي قريبة جداً وأخذت تبكي..!!
(يا حلاوتك وانت معايا)>>البيبي حيشرف...!!
شكله بيجي لابس طقم من بريماما....<<هذا محل لكن انتبهوا تراه ماركة)
خرجتُ مسرعاً إلى غرفة أمي,ووجدتها لتو قد فرغت من صلاة التهجد:
وأخبرتها بأمر زوجتي...!!فتوكأت على عصاتها وجاءت معي,ودخلتْ على زوجتي وأشارت لي بعصاها كي أخرج...!!طأطأتُ برأسي وخرجت...
مرت بضع دقائق ثم خرجت أمي...وسألتها مباشرة: هل أذهب بها إلى المستشفى يا أمي..؟قالت: بصوت حنون : لا....لاتوديها..هذا ابنك يسولف مع أمه..!!قلت مستغرباً وكأني أبله :ماذا تقصدين يا أمي كيف لأبني أن يسولف مع أمه..؟قالت: لقد أخبرت زوجتك وهي تعرف الآن...قبلت رأس أمي وأزاحتني بيدها قائلة:يا كثر ماتحبب راسي... دعني أذهب وأكمل صلاتي
دخلتُ على زوجتي,وكانت في وضع جديد علي..!!قالت أريد أن أذهب الآن إلى المستشفى...قلت: لكِ ما تريدين...لكن أنا أعرف بأن المرأة الحامل إذا جاءت
قبل موعد الولادة بساعات فمن المحتمل,أن يعملوا لها عملية قيصرية لكي يرتاحوا منها ومن صراخها...!!وما إن قلت لها ذلك حتى سكتت...!!
وتظاهرتُ بالنوم قليلاً ولم أستطع...ومرت بضع ساعات..حتى قارب الفجر على الأذان...ثم نهضتُ وأخذتُ عباءتها وألبستها إياها....وركبنا السيارة
وانطلقنا مسرعين حتى وصلنا المستشفى....
دخلنا على الدكتورة والممرضات وطالبن زوجتي بالمشي حتى تسهل عملية الولادةولم تستجب زوجتي لذلك,فأمسكت بها من يدها وقلت كلما مشيتي ستختصرين الألم والجهد,اسمعي كلام الدكتورة,وأجبرتها على الوقوف....
ومشينا ما يقارب الخمس دقائق...حتى جاءت الدكتورة وأخرجتني بالقوة..!!
حيث أن هناك شيئ ما في داخلي يجبرني,على البقاء بجانب زوجتي...!!
أمام ذلك لم أجد بد من الخروج...وفضلت أن استغل الوقت,فسحبت سجادة قريبة وصليت ركعتين وأخذت ,أدعو لزوجتي وللمولود القادم,انتهيت من الصلاة,واتصلت بخالتي وفَرِحت كثيراً وأخذت تدعو لنا,وطلبتُ منها أن أن تُعِدَّ لنا(حليب بالزنجبيل وحنيني(أكلة شعبية من البر والتمر) وشوربة)
وذهبتُ إليها مسرعاًوأخذت منها ما أعدته...وعدتُ راجعاً إلى المستشفى حيث زوجتي...عندما وصلت إلى المستشفى كان قد مرّ على وجود زوجتي فيها
حوالي الساعتين...وركنت سيارتي في المواقف,وركضتُ مسرعاً,إلى غرفة الولادة...وأنا أردد بيني وبين نفسي...ياسعد...بنت أو ولد...بنت أو ولد....؟؟
حتى وصلتُ إلى الباب ووقفت أمامه..ونظرت إلى ساعتي...وكانت تشير إلى الثامنة صباحاً..قابلتني الممرضة وقالت:أنت زوج هناء...؟؟قالت :مبروك...لقد أنجبت لك ولداً...قلت: الله يبارك فيك...أقدر أدخل على زوجتي...؟؟وركضتُ مسرعاً ودخلتُ عليها...وقبلتُ رأسها...وأخرجتُ مامعي من الحليب والشوربة
وسألتها ماذا تريدين أن تأكلي الآن حليب أو شوربة أو حنيني..؟؟قالت: الأكل أهم عندك من ابننا أشوفك ما سألت عنه...!!قلت : أنت(ي) عندي أهم من الأكل ومن الابن....فابتسمت (ابتسامة كاملة من الأذن إلى الأذن الأخرى)....ورفضت أن تأكل...!!وأجبرتها بالقوة على أن تشرب من الشوربة...ثم أكلت قليلاً من الحنيني....قلت لها: أين والدتك ألم تتصلي بها....؟
قالت: لقد ذهبوا منذ يومين إلى مكة...!!قلت: سبحان الله توقيت ذهابهم فعلاً غريب..!!قالت: بحسب كلام والدتي سيأتون غداً... قلت يوصلون بالسلامة إن شاء الله.ثم قمتُ واقفاً وقلت : أريد أن أرى ولي العهد...وتوجهت إلى حضانة الأطفال...وسألتُ : عن ابني...وجاءت به الممرضة...وحملته بين يدي وقبلته
وجلست على الكرسي وتساءلت عن أيام هذا المولود القادمةهل ستكون وردية اللون أم رمادية أم حتى سوداء...!!ياااه ماهذه الأفكار السوداء التي تسيطر على هذا العقل...!!لأكن متفائلاً ولو لمرة واحدة.....!!جاوبني صوت بداخلي كيف تتفاءل وهناء موجودة في حياتك....؟؟قلت: إن استمريت على هذه الأفكار فسوف أجن...!!تعوذتُ من الشيطان وخرجتُ مسرعاً...لكي أحضر والدتي وخالتي...لكي يروا المولود ويهنئوا زوجتي بسلامتها.....وبعدما رأوا زوجتي والمولود وهنأوها بالسلامة,أخذتهم وعدنا إلى البيت وفي الطريق سألتني خالتي هل من الممكن أن أجد سائقاً يقوم بتوصيلي يومياً إلى السوق
لكي تشتري بعض الأغراض اللازمة للفرح..؟؟قلت لها: بإذن الله سأجد لك سائقاً وإذا لم أجد سوف أقوم أنا بتوصيلك...شكرتني كثيراً وقمت بتوصيلهم
وعدتُ راجعا إلى المستشفى حيث زوجتي...وعندما دخلت عليها....سألتها
هل قمت بإرضاع الطفل...؟؟قالت: بصراحة لا يا سعد الرضاعة الطبيعية تغير شكل الصدر...!!قلت: كيف تغير شكل الصدر هل سينفجر صدرك مثلاً إذا قمت بإرضاعه...؟؟قالت: لا ليس إلى هذا الحد..ولكن سيجعل الصدر يتهدل ويتراخى...!!قلت: أريد أن أعرف من أين لك هذه المعلومات المغلوطة...؟؟
من عواطف أو عبير...؟؟ثم خرجت من عندها وقمت بإحضار الدكتورة ,وطلبت ُمنها أن تخبرها بفائدة الرضاعة الطبيعية, وبأنه ليس لها أي آثار سيئة على الجسم بل على العكس ربما تفيد في إنقاص الوزن...!!
وأضافت الدكتورة: بأن الرضاعة الطبيعية تفيد في مستقبل الطفل العاطفي
فهي تجعله سوياً من الناحية العاطفية..إذا أشبعت حاجته من الرضاعة طوال سنتين...ولا تجعله يشعر بالنقص وسبحان الله فهذه حكمة الإسلام في إرضاع الطفل حولين كاملين...ولكن لافائدة في الحديث مع هناء فإذن من عجين وأذن من طين...!!وتأكدت فعلاً بأن عقلها لايحتوي على خلايا بشرية
بل ربما صفائح معدنية بس من محلات CAT.<<<يعني ماركة...!!
البائع والفيروسات وعبير والقهوة
ومن الغد عاد أهلها من سفرتهم المكاوية....وخرجتْ الهناء إلى بيت أهلها لكي تقضي عندهم فترة النفاس...كما جرت العادة لدينا...والتي كنت أتمنى أن تطول أطول فترة ممكنة...وكنتُ خِلالها أذهب إلى بيت أهلها كل يومين أو كل ثلاثة أيام على الأكثر...وفي بعض الأحيان كنت آخذ معي بعض الهدايا الرمزية الخفيفةلمولودنا...وما إن تراها حتى تبادرني بسؤال...من أين اشتريتها...؟وجاوبتها في إحدى المرات لقد وجدتُ بائعاً متجولاً واشتريت منه هذه اللعبة,فانتفضت وقالت: لا..لا يا سعد فيها أمراض وفيروسات....!!
قلت: الفيروسات في رأسك فقط..!!ثم يتطور الأمر إلى مشادة كلامية.
تبقى معلقة لا غالب ولا مغلوب...!!<<<راحوا الرجاجيل)
وفي مرة أخرى..عندما زرتها....وصبت لي فنجان القوة وكان بارداً جدا...<<<(من سنة جدي طبعاً),قلت لها:أتمنى يا هناء أن أشرب عندكم ولو لمرة واحدة قهوة حارة..وأنتِ تعلمين بأنني لاأحب أن تكون القهوة باردة أبداً...!!
قالت: لكن الخادمة تنام باكراً...ولايوجد أحد لكي يقوم بصنعها,قلت لها : طيب وأختك عبير ...؟؟قالت: عبير لا تعرف كيف تصنع القهوة...والكلام على الأخت قهوة ينطبق أيضاً على الأخ شاي...بل ربما يتفوق على أخته قهوة في البرود...!!ولا أدري فقد تكون الفيروسات الباردة التي في زوجتى قد انتقلت إليهما عن غير قصد...!!وعندما أحاول الصمت وألاعب ابني ,تجنباُ لسماع ردودها التي تصيبني بضيق في الجهاز التنفسي,تقول لي: لماذا أنت ساكت ولا تتكلم..أنا أعلم بأنك لو كنت مع أهلك,لكانت ضحكتك بهذا الحجم (ثم تشير إلى ضروسها)وإذا تأخرُت في زيارتها اتصلت بي وقالت: أين أنت...؟؟ في المنزل..!!
لماذا لم تأت لزيارتي أنا وابنك أو نحن آخر اهتماماتك..؟!أنا أعلم بأني لو كنتُ موجودة في المنزل لما جلست...!!وهكذا تتكرر المواقف بيني وبينها
في كل مرة أزورها فيها...أو حتى تبعثها لي عن طريق الجوالأو حتى مناولة عن طريق الباب كما حصل في آخر الحلقة....!!
خالتي والتوقيع
وفي إحدى الليالي
رن جوالي وما إن فتحتُ الخط حتى جاءني صوت جواهر ابنة خالتي...!
قالت: ألو :خاليأمي تعبت كثير وأخذوها إلى المستشفى...!وقالت لي: اتصلي بخالك سعد وأخبريه بأني في المستشفى...!قلت: مع من ذهبت؟قالت: مع أم رغد جارتنا..قلت: طيب طيب خلاص سأذهب وأعرف أين هي...؟و انتبهي لإخوتك في غياب والدتك...؟وأغلقتُ الخط وانطلقت بالسيارة إلى المستشفى القريب,حيث اعتقدت أنها لابد إلا أن تكون فيه...
ترجلتُ من السيارة
ودخلت قسم الطوارئ وسألت عنها:ووجدتها تحاول جاهدة كتم آلامها...
سألت الطبيب عن حالتها...؟وقال: لابد من عمل عملية لها على وجه السرعة
والأمر لا يحتمل أي تأخير...وطمنني بأن الوضع سيكون على ما يرام بإذن الله
ولكن لابد من التوقيع على الورقة الآن..طلبت منه إمهالي بعض الوقت كي أخبر خالتي وأهيأها لذلك...خرجت من عند خالتي بعد أن أوصتني بأولادها
حيث أنهم في البيت لوحدهم,وقمت بالتوقيع على الورقة..وانتظرت حتى دخلتْ غرفة العمليات...ذهبتُ بعدها إلى موظف الاستقبالوحجزت جناح بدلا من الغرفة,لكي آتي بأولاد خالتي لكي يبيتواعندها,فمن الصعب تركهم في البيت لوحدهم...وبالفعل تمت العملية بنجاح والحمدلله,,واستأجرت خادمة لمدة شهر وجئت بالأولاد معها عند خالتي...حتى قرر الطبيب خروجها...بعدها أخذتهم إلى البيت
شرم الشيخ وبنات عمي..؟
مرت أيام النفاس بطيئة جداً...
وفي آخر زيارة لزوجتي وابني,و بعد أن قاربت فتاة الغلاف على الخروج من النفاس قالت :سعد أريد أن نسافر إلى شرم الشيخ,ما رأيك لو سافرنا نهاية هذا الأسبوع,لو ذهبنا وغيرنا جو.....وسأترك ابني عند والدتي
قلت :مبدأيا لامانع من ذلك ,ولكن بعد إتمام زواج خالتي واطمئناني عليها
قالت: لكن أنا أريد أن أذهب في الأسبوع القادم,قبل أن يبدأ دوامي وأعود إلى المدرسة...!قلت: أنا أفهم قصدك لكن مستحيل أن نسافر في هذا التوقيت بالذاتفالزواج لم يتبقى عليه شيءوالسفر... من الممكن أن يؤجل عدة أيام أو أسبوعين... لكن الزواج صعب..صعب.. أن يتأجل أكثر من ذلك والرجل لايمكن أيضاًأن يتحمل تأخيراً أكثر من ذلك...!!قالت: كعادتك تفضل أهلك عليّ دائماً...
أريد منك أن تكون في صفي ولو لمرة واحدة...!!دعني أشعر بأني زوجتك وأن هذا ابنك....!!أنا أعرف بأنه لو طلبت خالتك منك ذلك لما ترددت ولو للحظة واحدةفي تلبيته لها...!أنسيت عندما سافرتَ بها عندما توفي أخو زوجها
....أنسيت ذلك ..؟؟أنسيت أنك وضعتَ لها جناح من غير أن تطلب منك ذلك..!!
في حين أنك رفضت أن أقيم في جناحعند ولادتي لطفلنا وكأنه ليس طفلك أنت أيضاً...!!قلت: لاإله إلا الله وأن محمد رسول الله يا مثبت العقول ثبت علي عقلي وديني..!!لاأعرف كيف تخلطين الأمور ببعضها .أتقارنين الذهاب للعزاء بالسفر لسياحة والاستجمام...؟لاأدري ماهي نوعية الخلايا التي في رأسك؟
أشك بأنها خلايا بشرية...!!سبحان الله حتى ولادتك لطفلنا لم تغير طريقة تفكيرك..!!يبدو لي أنه يتراجع إلى الوراء...!!قالت أنا أعلم بأنك تريد أن تغير موضوعنا الأساسي,وتريد أن تفعل مشكلة بيننا حتى لانسافر...!!
قلت : لماذا تفسرين المواقف بحسب ما تريدين...؟؟!!للمرة الثانية ياهناء حاولي تتفهمين موقفي الوضع ما يحتمل أن أسافرأنتِ تعلمين بأنه لن يقوم أحد بأمور زواج خالتي غيري أنا....قاطعتني وقالت:لا تتعذر بأي حجة أنا لازم أسافر لشرم الشيخ...لازم أسافر..!!ثم قالت: كيف تريدني أن أداري حرجي أمام زميلاتي وبنات عمي,إذا سألوني عن سفرتي التي حدثتهم عنها....؟!
خرجتُ من عندها وأنا أقول: لن نسافر و سترين ماذا أفعل..!
تابعتُ خطواتي إلى البابوأنا أسمعها تقول: كأنك تهددني ....؟؟بل سترى ماذا أفعل أنا...!!أكملتُ خطواتي وخرجت غير آبه لها...واستقليت سيارتي
وفكرتُ في كلامها قليلاً,لكني مالبثتُ أن قلت بأنه كسائر كلامها السابق..!!
سحابة صيف أو غيمة سوداء على الأكثر وتزول,وفي نفس الوقت كنت أخشى أن تؤثر مشاكلي مع زوجتي,على نفسيتي وشكلي أمام الحضور في زواج خالتي ,حيث أنه لم يتبقى عليه غير مدة قصيرة,ومرت تلك المدة بطيئة جداً رغم قصرها..!
جرس الباب ورجل لا أعرفه..!!
وحان موعد اليوم الذي فيه زواج خالتي...
كنت في البيت صباح ذلك اليوم أجري بعض الاتصالات,مع مدير إحدى المطاعم ,ومدير إحدى محال الحلويات التي تعاقدت معها لعشاء هذه الليلة
وبالطبع فهذه المحلات ليست باتشي ..ولا سعد الدين,ولا جرير ولا حتى الريف اللبناني..فمنذ تزوجت وأنا بت أكره هذه المحلات..!!أثناء ذلك سمعت صوت جرس الباب,وأخبرتني الخادمة بأن هناك رجل بالباب يريدني...!!طلبتُ منها إعداد القهوة والشاي,وذهبتُ لأرى من يكون...!!,وجدت رجلاً لاأعرفه يقف بالباب..!!سألني بعد السلام....عن اسمي وأخبرته مستغرباً بأنني أنا الرجل المقصود...!!فسلمني ورقة تطلب مني الحضور إلى المحكمة...!!
شكرتُ الرجل بعد أن رفض الدخول ودخلت بسرعة..وبسرعة كبيرة قمت بفتح الورقة...وتوقعت كل شيء إلا أن تكون هناء, قد طلبت الطلاق عن طريق المحكمة...!!
ياللهول...!!فلو طلبت مني الطلاق عن طريق أهلهالما ماطلتُ كثيراً أمام إصرارها عليه,وخصوصا والنفس قد طابت...!!لم أتردد كثيراً في ذلك ,فقد أخذتُ غترتي وعقالي وانطلقتُ بسيارتي,وتوجهتُ إلى المحكمة...واتصلتُ باثنين من أصدقائي وطلبت منهم الحضور عند المحكمة أيضاً,ولم يمض وقت طويل على انتظاري لهم حتى أتوا,دخلت المحكمة وسألتهم عن إجراءات الطلاق,وانتظرت دوري حتى دخلت على القاضي,وسألني بعض الأسئلة,ثم طلب القاضي مني التلفظ بلفظ الطلاق,وطلبَ من الشهود التوقيع على ذلك....
انتهت إجراءات توثيق الطلاق,وأخذتُ نسخة من صك الطلاق,وتوجهت إلى الأحوال المدنية,وطلبت إزالة اسمها من كرت العائلة, فهي لم تعد زوجتي لا شرعا ولا قانوناً,وخرجت متوجهاً إلى البيت,لأكمل أمور الفرح فلا هم كهم العرس كما قال المثل...!!ودخلتُ المنزل كاتماً أموري فَيوم كهذا لا يمكن أن
أفسده بخبر كهذا أيضاً..!مرت الساعات كئيبة وبطيئة,مع أني قد أشرفت على كامل ترتيب البيت,والأمور الأخرى..حتى حان الليل وحان وقت الفرح الناقص..لم يكن هناك الكثير من الحضورفقد كان الزواج مختصراً جداً..وهاهو العريس والحمدلله قد حضر برفقة عمه وإخوته,ويالفرحتي فقد قدر لهذه الليلة أن تعيش أخيراً وأن تخرج للوجود...!!و الحمدلله فقد تم كل شيء كا نريد بحضور القاضي,وذهب العروسان ليكملاً معا مشوار حياتهما,الذي بدئاه معاً من المنتصف....
الباب وماذا وراءه؟؟
وفي اليوم التالي لزواج خالتي
كنت أجلس أنا ووالدتي في الحديقة ونتبادل الأحاديث عن زواج خالتي وأنه والحمدلله,قد تم بشكل يرضينا أمام الناس...وأثناء ذلك..سمعنا صوت سيارة تقف بالقرب من الباب الخارجي,ولم تمض لحظات حتى سمعنا صوت جرس الباب يرن....!جاءت الخادمة تجري تريد فتحه,وأشّرتُ لها بأن ترجع إلى عملها واتجهتُ,إلى الباب أريد فتحه وما إن اقتربت من الباب,حتى سمعتُ صراخ طفل رضيع,يبكي من خلف الباب...!!وتفاجأت لذلك...!وما إن اكتمل فتح الباب...ونظرتُ بالخارج,حتى وجدتُ سرير طفلِ صغير...!!
بقرب الباب..وسيارة تبتعد مغادرة المكان...!بلاشعور صدرت مني شهقة قوية....عندما وقعت عيني على ابني الصغير بداخل السرير...!!
تسابقت الكلمات والمشاعر والأحاسيس تريد الخروج...لتسأل ماهذا الذي أمامها رغم تأكدي بأنه ليس سوى ابني الذي لم يكمل الخمسين يوماً بعد...!!
وامتدت يداي غريزياًوحملتُ طفلي ونظرتُ يميناً وشمالاً..أبحث عن والدته (زوجتي) لعلها هنا أو هنا.........!فلم أصدق أن أجد ابني موضوعاً بهذه الطريقة...!!فركتُ يداي عدة مرات حتى أتأكد بأنني لا أحلم.. ولو كان الوضع يسمح لاتصلت بفواز لكي أسأله عن الوقت أيضاً..!!كل هذه المشاعر السابقة حدثت في لحظات بسيطةثم هممتُ أن أدخل البيت حاملاً طفلي فتسمرت
في مكاني عندما تذكرت كيف سيكون الوقع على والدتي التي تركتها تنتظرني في الداخل....!!فماذا يمكنني أن أقول لها...؟!...<في هذه اللحظة> سمعت صوت مسج على جواليفتحته وإذا به رسالة من هناء مضمونها كلمتين فقط
( ولدكم جاكم)..!!
قرأت الرسالة وبالطبع فهمتها بلا تردد وجلست بلا شعور على طرف سلم الباب وكأنني ممنوع من دخول منزلي..!!إذ لابد أن أستعيد توازني وأتأكد من حقيقة ما أنا فيه...!!طرقات أمي على الباب من الداخل نبهتني حيث أتاني صوتها وهي تقول:سعد...سعد...بسم الله عليك..وشفيك وانا أمك عسى ما فيكم شي.....؟!وكان الموقف يفرض نفسه علي أن أدخل مرغماً حاملاً طفلي...
وواضعاً والدتي أمام الأمر الواقع,تفاجأت أمي بمنظر طفلي,ورحبت به ترحيباً قوياًثم قالت : أين هناء ما أشوفها دخلت....؟؟قلت :ذهبتْ إلى المشغل مع والدتها ووضعت ابني عندي..قالت: ياوليدي أي مشغل...؟؟مافيه أم تحط ولدها عند أبوه...وهو أبوشهرين..!!ولون وجهك ليه تغير...؟!ثم قالت: أنا من أمس وأنا حاسة إن فيك شيء..!!قبلتُ رأسها وقلت: طيب اجلسي وسأقول لك كل شيءثم ناديت على الخادمة..وطلبتُ منها أن تحمل ابني قليلاً...ريثما أهدئ من والدتي وأخبرها حقيقة الأمر بالتدريج...ثم قالت والدتي: بسرعة تكلم الآذان قد اقترب وأنا أريد أن أتوضأ لكي أصلي..قلت: ابشري يمه...وجلستُ بقربها
ثم قلت(محاولاً التمويه على والدتي) : بصراحة يمه أنا ودي أتزوج امرأة ثانية على هناء...قاطعتني وقالت: أنا أريد أن أعرف شيئاً واحدا الآن وهو ما يهمني...!!
لماذا ابنك لديك الآن وأين والدته...؟؟نظرت في عينيها وقلت : بصراحة يا أمي أنا أريد أن أطلق هناء....قالت: لكنك لم تجاوبني...لماذا ابنك عندك وليس عند والدته..؟!!قلت: الزواج قسمه ونصيب..وأنا طلقتُ هناء يا أمي...فبكت وقالت: يا ويلكم من ربكم...يا ويلكم من ربكم..!!ما ذنب هذه (اللحمة)<<<تقصد طفلي الصغير..!!؟؟قلت يا أمي لسنا أول زوجين ينفصلان ولا حتى آخر زوجين ينفصلان عن بعضهما...!!فزادت في البكاء وقالت: يا فرحة ما تمت بالأمس زواج خالتك واليوم طلاقك لزوجتك أنتم ما تخافون الله..أنتم ما تخافون الله..؟!
لكن أين والدته ولماذا هو عندك وليس عندهالا تكن أنت أخذته بالقوة منها...؟!!قلت بصوت مرتبك وحائر:صدقيني حتى أنا لاأعرف لماذا ابني هو عندي كل ما أعرفه أنني قبل قليل خرجتُ ووجدته عن باب البيت..
قالت والدتي بصوت باكي ...وهي تشير إلى الخادمة أن تناولها طفلي: استغفر الله استغفر الله...الله لايعاقب امه ...الله لا يعاقبها...!!قلت : لا تحملي هماً يا أمي يكفي أن يتربى ولدي بين يديك وبقربك وإن شاء الله,تعوضينه عن فقد أمه وتربينه كما ربيتني...فرمت عصاها جانباً.وأخذت تقبلٌ ابني وتشمه,وتقول ..يا ويلكم من ربِ سيحاسبكم....ياويلكم من رب سيحاسبكم...أنتم مافي قلوبكم رحمة أبد...؟!ثم قمت من مكاني,وأخذتُ طفلي من والدتي..وقلت عن إذنك سوف آخذ الخادمة قليلاً... وأذْهب إلى الصيدلي القريب من المنزل...وخرجت ومعي الخادمة حاملة طفلي....ودخلنا في الصيدلية...بعد السلام,أشرتُ إلى طفلي وقلت:أريد منك أفضل أنواع الحليب...وكل ما يحتاجه المولود في هذا السن...قال الصيدلي: الله إيه الكتكوت الصوغنن دا....؟أمال فين مامته...
إنت عارف الرضاعة الطبيعية أحسن بكتير....!!قلت له : والدته توفيت يوم أمس..!!..لأنها بالفعل كأم قد توفت في نظري منذ أمس..!!
قال: يا حرام...مسكين....!!أخذت ما قرره الصيدلي...ودفعت الحساب وخرجت..كنت قلقاً جداً ولا أعرف كيف أتصرف مع,طفلي الصغير...
فرجل مثلي كيف له أن يعتني بمولود لم يتجاوز عمره الشهرين..!!
رجعت إلى البيت,ووجدت والدتي تنتظرني بالباب من شدة قلقها على الصغير...حاولت أن أطمئنها بأن كل شيء سيصبح على ما يرام..بلا فائدة...
حيث أني لم أكن أريد أن أتسبب لها بأي مضايقة أو تعبجراء اهتمامها بطفلي أو حتى لمجرد التفكير فيه.لكن هيهات فليتني أستطيع التحكم في عقلها...وكان التفكير في والدتي,يشغلني بالي أكثر من تفكيري بطفلي,فأنا لا أريد أن أحملها فوق طاقتها تحت أي سبب...واهتديت إلى طريقة لم يكن أمامي طريقة أخرى غيرها...فقمت بترتيب الغرفة المقابلة لغرفة والدتي ووضعت فيها سريراً للخادمة...وأيضا سريراً لطفلي الصغير بقربها...وكذلك وضعت سريراً بجانب سرير والدتي في غرفتها..لكي أكون قريبا من طفلي عندما أسمع صوت بكاءه,وأشرف عليه إشرافا مباشراً فأنا لا أستطيع أن أعتمد على الخادمة كلياًوأيضا لا أستطيع أن أثق في مدى قدرتها على العناية الخاصة به...وقد انقلبت حياتي رأسا على عقب منذ أصبح صغيري لدي...فمواعيدي مع أصدقائي تغيرت فلم أعد أراهم كما كنت في السابق,وألغيت كل انتداباتي لكي لا أبتعد عن طفلي ..و تعلمتُ أشياء كثيرة عن المواليد,أثناء عنايتي بطفلي....لم يخطر ببالي في يوم ما أني سأتعلمها أوأعرف عنها أي شيئ...نعم أي شيئ..لقد أصبحت خبيراً في رعاية المواليد...فغرفتي أصبحت عبارة عن صيدلية مصغرة...ولكن كان أكثر شيء يصيبني بالهلع عندما ترتفع حرارة ابني,فهذه الحرارة تأتي فجأة من غير استئذان...وبالطبع فعندها لاأستطيع النوم ...وأضل ممسكاً,بمقياس الحرارة في يدي لأقيس حرارته مابين دقيقة وأخرى...وعندما أفشل في خفضها في بعض الأحيان..
أذهب مسرعاً به إلى المستشفى القريب...ولا أرتاح حتى تنخفض حرارته تماماً...كل هذا أمام نظرات والدتي التي تؤثر فيني بشكل كبير فهي تتألم من أجلي ومن أجل صغيري..بشكل يجعلني أتقطع إرباً رحمة بها....فالزمن لم يبقي فيها شيئا لكي يأخذه منها....!ورغم ذلك فهي لاتستطيع فعل شيئ لي سوى الحسرة والعبرات المكتومة...وحتى أنا لا أستطيع أن أفعل لها شيئاً
سوى عبرات مكتومة أيضا ...وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أجبرها على تغيير مشاعرها تجاهنا أنا وطفليفهذا ليس بيدها ....لكن آآه ليت باليد حيلة....وفي إحدى المرات...عندما بدأ صغيري يتعلم المشي,وكنت ألاعبه في الحديقة..َقْبَلتْ والدتي علينا...فبادرتني قائلة:اسمع يا سعد...أنت لابد أن تتزوج ثانية...لابد من ذلك....فأنت تحتاج إلى زوجة ترعاك وترعى ابنك الصغير قبلك..!!(وأشارت إليه)
نظرت إلى والدتي,ثم حملت طفلي ووقفت,
وقلت: أنا لن أتزوج ثانية يا أمي...أنا لن أتزوج ثانية ياأمي..
خلاص...خلاص يا أمي...
وانتهت الرواية
منقول من موقع منتديات لك (http://www.lakii.com/vb/a-13/a-410805/)ِ
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir