ابو معاذ
12-17-2007, 08:34 PM
:besm4:
ما الذي يحول بينك وبين التوبة ..
يقول الشيخ خالد الغامدي : جاءنا شاب صغير عمره يعني (11سنة) وزار المعرض ـ في قافلة الخير المقامة في منطقة الشرقية ـ ثم تأثر في المعرض ، طبعاً نحن نوزع في نهاية المعرض شريط هدية ونعطيهم كرت فيه كلمة كتبتها عن التوبة بعنوان (ماذا بعد) كلمة بقدر خمسة أو ستة أسطر ، كفتح باب له أن يتوب ، وفي هذا الكرت رقم جوالي . فذاك الشاب اتصل علي تقريباً الساعة الواحدة والنصف ليلاً، وكان يبكي وقال لا بد أن أقابلك ، فقلت له أين تسكن ؟ فقال : في الخبر ، فأتاني إلى الفندق ، وكان يبكي . ماذا عندك؟ قال : أبي متوفى وأنا ساكن أنا وأمي لوحدنا ،و صارت الوالدة تخرج من البيت ولا ترجع إلا قرب الفجر يقول فكنت أسألها عدة مرات فتقول أنا مع صديقاتي وكذا.. قال : في يوم من الأيام كنت نائماً في غرفتي وكانت الساعة الواحدة ليلاً ، فقلت أذهب لأنام عند أمي . قال فعندما دخلت غرفة النوم فإذا برجل مع أمي .. فهذا الشاب الصغير تأثر تأثراً كبيراً ، وكان يكلمني وهو يبكي ، والمشكلة أن أمي لم تكلمني عندما حصل منها هذا الموقف .. وكان في حلقة تحفيظ فانتكس وصار كذلك يتعرف على بنات وصار على نفس شاكلة أمه .
قلت له في البداية : اذهب إلى البيت ونم وفي الظهر اذهب لأمك ـ والأم حنونة مهما كان ـ وقل لها : نريد أن ننتهي من هذا الموضوع ، وإذا رأيت أنها لم تستجب . فقل لها : إذاً أنا ذاهب ولك مني أن أبرك بالسلام وأتصل عليك وأخبرك بأني بخير .. والسلام عليكم .. كحل تهديدي مع أمه حتى ترتدع ، وفعلاً عندما قال لها سأذهب تأثرت ، قالت : لا ، لا تذهب .. ثم انهارت تبكي ، إتصل علي وقال : والدتي الآن تبكي ، فقلت له : أعطها الهاتف ، فجلست أكلمها وأعظها ما يقارب 45 دقيقة ، ووالله ما ردت علي ولا أسمع إلا شهيقها بالبكاء ، إلا في آخر المكالمة قالت : لو أتوب هل يتوب الله على ؟ فقلت : نعم الله يتوب عليك . ثم تغيرت حالتها من تلك الليلة . وفي الليلة ذاتها لم تنم حتى الفجر ، يقول ولدها : والله ما إن انتهت من المكالمة حتى أخذت السجادة وبدأت تصلي وتبكي وتدعوا الله عز وجل بأن يغفر لها ، تغير حالها تماماً ، وكذلك ولدها تغيرت حاله ، وأصبح يبنه وبين أمه تآلف عجيب يحفظون القرآن ، حتى أنها في فترة وجيزة حفظت ما يقارب 14 أو 15 جزء ، وهو كذلك ، وكانوا يقرؤون على بعض ويسمّع كل واحد للآخر ، وكانت هي تذهب إلى الدار النسائية ، وهو يذهب إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم ، حتى أنه ذكر لي من المواقف العجيبة أنه حدث عندهم وفاة في مدينة أبها ، فذهب بأمه ، فقالت له : لا نريد أن نسكن مع أقاربنا ، لأنهم عندهم دشوش ونحن لا نريد ذلك ، ونريد أن نجلس بغرفة لوحدنا نتعبد الله ونصلي ، قال : فعندما وصلنا أبها تقريباً الساعة 12 ليلاً ، ووصلت متعباً ومرهقاً بسبب السفر وطول الطريق ، قالت لي : قم صل ، فقلت لها : أنا مرهق ولا أستطيع ، فقالت لي : إنك كسول ، قم صل ركعة ،ثم نم ، قال : فقمت فصليت ركعة واحدة ثم نمت ، قال : فوالله إنها ما نامت حتى أيقظتني لصلاة الفجر .
وكان بيني وبينه تواصل مستمر يخبرني بحالهم ، وهو معي على اتصال دائم إلى الآن .. أنظر إلى الفرق بين حالتهم الأولى من الفرقة والتباعد ، وحالتهما بعد الاستقامة من الترابط والتآلف ، مرت الأيام والشهور والوضع يتحسن من أحسن إلى أحسن، حتى أن أمه كانت تشتري أشرطة وتوزعها في الدار ، وتتصدق وتقوم بأعمال الخير ..
وبعد ثلاثة أشهر وأنا في مكة ذاهب لأصلي الجمعة ،وإذا بالهاتف يرن ، فإذا به ذلك الولد عبدالله .. فدار بيني وبينه الحوار التالي :
أهلاً عبدالله .. بشر ماذا عندك ؟ قال : يا شيخ أمي ما تت ..!! حينها ظننت أنه يمزح ، فقلت له : هل جننت أم ماذا ؟ هل تعني ما تقول ؟ هل أنت محق في قولك أم تمزح هذا الكلام لا يمزح فيه ؟ فإذا به يبكي ، فقلت ما بك : فقال : إن أمي توفيت يوم الأحد الماضي .. فعرفت أنها حقيقة وأنه صادق وأن أمه فعلاً توفيت .. فقلت له : لماذا لم تخبرني حينها ؟ فقال : لم أستطع أن أخبر أحداً من شدة الحزن . فقلت : ما الذي حدث بالضبط؟ قال : ذهبت إلى المدرسة والعادة أنه إذا ذهب المدرسة لا يأتي إلا والغداء جاهز فيتغدى مباشرة ثم يذاكر دروسه ، وأمه تنام حتى تصحو العصر لتذهب إلى الدار وهو يذهب إلى الحلقة . يقول : جئت ذلك اليوم بعد الظهر إلا والوالدة لم تصنع الغداء ، فقلت لها : ما الأمر يا أمي ، لماذا لم تجهزي الغداء ؟ فقالت : يا ولدي والله أني اليوم من بعد صلاة الفجر فتحت المصحف ولم أستطع أن أغلقه ، أشعر بروحانية وأشعر بشيء غريب ، وأريد فقط أن أقرأ القرآن حتى أني لم أشعر بنفسي إلا الساعة 11،30 وأحب أن أقول لك أني سبقتك في الحفظ وحفظت جزء كاملاً اليوم ، فصرت متقدمة عليك بجزء ـ وكان بينهم منافسة في حفظ القرآن الكريم ـ ثم قالت : ها أنا أقوم لأجهز الغداء فلاحظت عليها علامات التعب فقلت لها : لا ، لا تفعلي شيء ؛ لكن نامي ، وأنا سأذاكر دروسي إلى العصر لأوقظك ، وسآكل أي شيء لا يهم . فعلاً ذهبت لتنام ، وقالت لي : لكن احرص على أن توقظني في العصر لأذهب إلى الدار .. فذهبت لأوقظها لصلاة العصر فإذا بها قد توفيت ..!! فوالله العظيم أني عندها لم أصدق أنها ماتت لأنها كانت كالنائمة ومبتسمة ، فذهبت لأنادي بعض أقاربنا فتبين فعلاً أنها توفيت رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته ..
ما الذي يحول بينك وبين التوبة ..
يقول الشيخ خالد الغامدي : جاءنا شاب صغير عمره يعني (11سنة) وزار المعرض ـ في قافلة الخير المقامة في منطقة الشرقية ـ ثم تأثر في المعرض ، طبعاً نحن نوزع في نهاية المعرض شريط هدية ونعطيهم كرت فيه كلمة كتبتها عن التوبة بعنوان (ماذا بعد) كلمة بقدر خمسة أو ستة أسطر ، كفتح باب له أن يتوب ، وفي هذا الكرت رقم جوالي . فذاك الشاب اتصل علي تقريباً الساعة الواحدة والنصف ليلاً، وكان يبكي وقال لا بد أن أقابلك ، فقلت له أين تسكن ؟ فقال : في الخبر ، فأتاني إلى الفندق ، وكان يبكي . ماذا عندك؟ قال : أبي متوفى وأنا ساكن أنا وأمي لوحدنا ،و صارت الوالدة تخرج من البيت ولا ترجع إلا قرب الفجر يقول فكنت أسألها عدة مرات فتقول أنا مع صديقاتي وكذا.. قال : في يوم من الأيام كنت نائماً في غرفتي وكانت الساعة الواحدة ليلاً ، فقلت أذهب لأنام عند أمي . قال فعندما دخلت غرفة النوم فإذا برجل مع أمي .. فهذا الشاب الصغير تأثر تأثراً كبيراً ، وكان يكلمني وهو يبكي ، والمشكلة أن أمي لم تكلمني عندما حصل منها هذا الموقف .. وكان في حلقة تحفيظ فانتكس وصار كذلك يتعرف على بنات وصار على نفس شاكلة أمه .
قلت له في البداية : اذهب إلى البيت ونم وفي الظهر اذهب لأمك ـ والأم حنونة مهما كان ـ وقل لها : نريد أن ننتهي من هذا الموضوع ، وإذا رأيت أنها لم تستجب . فقل لها : إذاً أنا ذاهب ولك مني أن أبرك بالسلام وأتصل عليك وأخبرك بأني بخير .. والسلام عليكم .. كحل تهديدي مع أمه حتى ترتدع ، وفعلاً عندما قال لها سأذهب تأثرت ، قالت : لا ، لا تذهب .. ثم انهارت تبكي ، إتصل علي وقال : والدتي الآن تبكي ، فقلت له : أعطها الهاتف ، فجلست أكلمها وأعظها ما يقارب 45 دقيقة ، ووالله ما ردت علي ولا أسمع إلا شهيقها بالبكاء ، إلا في آخر المكالمة قالت : لو أتوب هل يتوب الله على ؟ فقلت : نعم الله يتوب عليك . ثم تغيرت حالتها من تلك الليلة . وفي الليلة ذاتها لم تنم حتى الفجر ، يقول ولدها : والله ما إن انتهت من المكالمة حتى أخذت السجادة وبدأت تصلي وتبكي وتدعوا الله عز وجل بأن يغفر لها ، تغير حالها تماماً ، وكذلك ولدها تغيرت حاله ، وأصبح يبنه وبين أمه تآلف عجيب يحفظون القرآن ، حتى أنها في فترة وجيزة حفظت ما يقارب 14 أو 15 جزء ، وهو كذلك ، وكانوا يقرؤون على بعض ويسمّع كل واحد للآخر ، وكانت هي تذهب إلى الدار النسائية ، وهو يذهب إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم ، حتى أنه ذكر لي من المواقف العجيبة أنه حدث عندهم وفاة في مدينة أبها ، فذهب بأمه ، فقالت له : لا نريد أن نسكن مع أقاربنا ، لأنهم عندهم دشوش ونحن لا نريد ذلك ، ونريد أن نجلس بغرفة لوحدنا نتعبد الله ونصلي ، قال : فعندما وصلنا أبها تقريباً الساعة 12 ليلاً ، ووصلت متعباً ومرهقاً بسبب السفر وطول الطريق ، قالت لي : قم صل ، فقلت لها : أنا مرهق ولا أستطيع ، فقالت لي : إنك كسول ، قم صل ركعة ،ثم نم ، قال : فقمت فصليت ركعة واحدة ثم نمت ، قال : فوالله إنها ما نامت حتى أيقظتني لصلاة الفجر .
وكان بيني وبينه تواصل مستمر يخبرني بحالهم ، وهو معي على اتصال دائم إلى الآن .. أنظر إلى الفرق بين حالتهم الأولى من الفرقة والتباعد ، وحالتهما بعد الاستقامة من الترابط والتآلف ، مرت الأيام والشهور والوضع يتحسن من أحسن إلى أحسن، حتى أن أمه كانت تشتري أشرطة وتوزعها في الدار ، وتتصدق وتقوم بأعمال الخير ..
وبعد ثلاثة أشهر وأنا في مكة ذاهب لأصلي الجمعة ،وإذا بالهاتف يرن ، فإذا به ذلك الولد عبدالله .. فدار بيني وبينه الحوار التالي :
أهلاً عبدالله .. بشر ماذا عندك ؟ قال : يا شيخ أمي ما تت ..!! حينها ظننت أنه يمزح ، فقلت له : هل جننت أم ماذا ؟ هل تعني ما تقول ؟ هل أنت محق في قولك أم تمزح هذا الكلام لا يمزح فيه ؟ فإذا به يبكي ، فقلت ما بك : فقال : إن أمي توفيت يوم الأحد الماضي .. فعرفت أنها حقيقة وأنه صادق وأن أمه فعلاً توفيت .. فقلت له : لماذا لم تخبرني حينها ؟ فقال : لم أستطع أن أخبر أحداً من شدة الحزن . فقلت : ما الذي حدث بالضبط؟ قال : ذهبت إلى المدرسة والعادة أنه إذا ذهب المدرسة لا يأتي إلا والغداء جاهز فيتغدى مباشرة ثم يذاكر دروسه ، وأمه تنام حتى تصحو العصر لتذهب إلى الدار وهو يذهب إلى الحلقة . يقول : جئت ذلك اليوم بعد الظهر إلا والوالدة لم تصنع الغداء ، فقلت لها : ما الأمر يا أمي ، لماذا لم تجهزي الغداء ؟ فقالت : يا ولدي والله أني اليوم من بعد صلاة الفجر فتحت المصحف ولم أستطع أن أغلقه ، أشعر بروحانية وأشعر بشيء غريب ، وأريد فقط أن أقرأ القرآن حتى أني لم أشعر بنفسي إلا الساعة 11،30 وأحب أن أقول لك أني سبقتك في الحفظ وحفظت جزء كاملاً اليوم ، فصرت متقدمة عليك بجزء ـ وكان بينهم منافسة في حفظ القرآن الكريم ـ ثم قالت : ها أنا أقوم لأجهز الغداء فلاحظت عليها علامات التعب فقلت لها : لا ، لا تفعلي شيء ؛ لكن نامي ، وأنا سأذاكر دروسي إلى العصر لأوقظك ، وسآكل أي شيء لا يهم . فعلاً ذهبت لتنام ، وقالت لي : لكن احرص على أن توقظني في العصر لأذهب إلى الدار .. فذهبت لأوقظها لصلاة العصر فإذا بها قد توفيت ..!! فوالله العظيم أني عندها لم أصدق أنها ماتت لأنها كانت كالنائمة ومبتسمة ، فذهبت لأنادي بعض أقاربنا فتبين فعلاً أنها توفيت رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته ..