روى ابن هشام عن عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة عن أبي عوانة: أن امرأة من العرب قدمت بجلب (ما يجلب إلى السوق للبيع) لها، فباعته بسوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها، فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا منها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديًّا، وشدَّت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على يهود، فغضب المسلمون، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع. فكان هؤلاء أول يهود نقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في منتصف شوال من السنة الثانية للهجرة. السيرة النبوية لابن كثير (3/ 6)، الروض الأنف (5/ 277).

قال ابن إسحاق: "فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة من الزمن، حتى نزلوا على حكمه، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها، فخرجوا إلى أذرعات الشام، وهلك أكثرهم فيها". الروض الأنف (5/ 393).

فكان أول جيش يتحرك من أجل امرأة هتك سترها!

تنويه: قال الدكتور العمري عن هذه الرواية: «إنها موقوفة على تابعي صغير مجهول الحال، هو أبو عون، ولكن يستأنس بها من الناحية التاريخية». دفاع عن الحديث النبوي والسيرة (26). تخريج فقه السيرة (241).