:besm4:
وبعد :
ألحظ ويلحظ بعضكم عدم اكتراث بعض الناس بمشاعر الآخرين ، من ذلك : التسكير بالسيارة على بعض الناس .. وهذا مظهر سيء يتكرر مشهده كثيراً في هذه الأيام .. فمامن إنسان إلا وتأتيه ظروف صعبة تجعله لا يفكر إلا بنفسه .. فتراه في هذه الحالة هو السيدالذي لا يغالط .. وأمره نافذ .. يغضب إذا تعدي عليه وأما هو فله الوقوع في الخطأ دون محاسبة .. فتراه يغلق على الناس بسيارته ويذهب لحاجته حتى يقضيها والمسكين الآخر صاحب السيارة المسجونة بسجن الأمير ينتظر حضرته حتى يسمح له بالذهاب .. فيا أخي الناس عندهم شعور ولديهم حاجات يجب مراعاتها وتقديرها .. فإذا كنت أنت صاحب حاجة قد يكون هو صاحب اضطرار في نفس الوقت ، وفي تأخره تحصل له مصيبة ، وأنت منعته .. والذي يجعل المرّ مرّين ، عندما يحضر صاحب السيارة الذي أغلق عليك الطريق ويراك واقف تنتظر كأن الأمر عنده سيان فيركب ولا يعتذر ولو بإشارة .. وقد حصل معي هذا كثير للأسف .. فمرةً انتظرت وتأخرت حتى جاء صاحب السيارة ليذهب وأنا واقف أنظر إليه لأني كنت آمل منه إشارة اعتذار فقط لأنه أخطأ علي .. فلم يعرني والله اهتماماً .. حتى السلام لم يسلم علي .. فغضبت حينها وذهبت إليه وهو يضحك مع أصحابه وقد ركبوا في السيارة وقلت لهم وقد أدخلت رأسي مع النافذة : يا أخي أقلها سلام لا أريد اعتذار .. فانبكموا ولم يحيروا جواباً . فكنت أحب أن أعطي الناس دروساً في مثل هذه المواقف وذلك حينما يدخل رجل يسأل وأنا في إحدى المحلات وهو يقول : من صاحب السيارة كذا وكذا ـ يصفها ـ فعندما يسألني أقول مسمعاً الآخرين : ما أقف خلف أحد ولو أقف في آخر الشارع .
أخبرني بعض الأخوان أنه نسّم الكفرات فلما وقف عليه صاحب السيارة قال له : مالذي تفعله .. قال وبكل بساطة : أنسم كفراتك .. فحاول أن يمنعه ويدفعه .. فلم يستجب حتى أكمل على الكفر ثم ذهب وذاك الآخر يسب.. وأخبرني آخر عندما وجد سيارة على باب موقف سيارته جاء بسيارته الأخرى الجيب فدفعها إلى آخر الشارع .
فالاستعجال وحجة "ما ني مطول" لا تبرر له حجز الآخرين ، ولا يعذره أحد، كما أنه هو لا يعذر أحد بذلك، فأحب يا أخي أن تأتي الناس بمثل ما تحب أن يأتوك ومصداقه قوله r :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" .. والتهاون في هذا الأمر يزرع الغل والحقد بين الناس .. ويعكس تصوراً سيئاً لدى الآخرين عن الإسلام .. فمعلوم أن "الدين المعاملة" ومع ضعف هذا الحديث إلا أن معناه صحيح . وفي آخر المطاف أقف لأرى مشاركات الأخوة الأحبة في حل هذه المشكلة .. وما هو التعامل الأمثل معهم .
وإلى حلقة أخرى مع مظهر آخر من المظاهر السيئة في مجتمعنا لنعرض المشكلة .. ونضع الدواء على الداء .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .،،