مرحباً بك زائرنا الكريم .. لك حرية الإستفادة والنشر
السؤال السلام عليكم.*اكتشفت أن زوجتي خانتني بالتلفون فهل أطلقها*
أنا متزوج من امرأة من حوالي 6 سنوات، ولدي ولد منها رضيع وبنت عمرها 5 سنوات، قد عملت في شركة وتبين أنه لديها علاقة ضعيفة مع رجل من خلال الاتصال والمسجات، وقد أثبت ذلك من خلال التسجيل الصوتي لها باعترافها لهذه العلاقة من خلال استدراجها إلى الجواب عن بعض الأسئلة لإحدى البنات ـ أي زوجة أخي ـ وتقول أنها تتكلم معه من خلال التلفون ولكن مترددة معه هل تستمر أم لا!
ولكن عندما كشفت أمرها انهلت عليها بالضرب وطلقتها طلقة واحدة من خلال غضبي وتبين أنها حائض في ذلك الوقت ـ أي لا يقع الطلاق ـ ولكن بدأت الوساطات في إرجاعها واعترافها أنها لم تقصد، وفعلت هذا الشيء دون وعي! فأرجعتها ولكن هي الآن لا تعمل ولا تختلط بأي شخص، ولكن لها حقد دفين بينها وبين زوجة أخي، وتريد الانتقام منها بسبب إفشائها للسر وإلزامها المنزل ومنعها من العمل لكون العمل الذي تعمل به قد أحبته، وحاولت الحديث معها لكن دون جدوى! ساعة تعدل وساعة ترجع إلى أفكارها.
وسألت والدتي عن بعض التصرفات التي تبدر منها من عصبية وعزلة ووجه معبوس فقالت لي أنها إما أن تكون مسحورة أو ممسوسة، وقرأت عن بعض هذه التصرفات وأثبتت بعضها انطباقها بأنها ممسوسة، ولكن دون تأكيد، أفكر أني أريد أن أطلقها لكي أرتاح، وأحيانا أقول أنها مريضة نفسيا وأحتاج أن أعالجها وأصبر عليها، وهددتها بالطلاق وقالت أنها تنتحر أو تهرب لأنها لا تريد أن ترجع إلى أهلها ولا تريد زيارتهما، فقط تريد العيش مع أهلي أي والدتي وأختي فقط لأنها على علاقة قوية معهما، ماذا أفعل؟ أنا في حالة يرثى لها؟ وأرجو إرسال الجواب إلى البريد الخاص بي.
الجواببسم الله الرحمن الرحيمالمجيب :الشيخ / موافي عزب
الأخ الفاضل/ أبو فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يُصلح زوجتك، وأن يغفر لها، وأن يتوب عليها، وأن يعينكما على إعادة البسمة والهدوء لأسرتكما.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه وكما لا يخفى عليك أن الإنسان قد تعتريه حالات الضعف الديني والخلقي والنفسي والبدني في بعض الأوقات، مما يترتب عليه أن تصدر منه بعض التصرفات الشاذة أو المحرمة أو المكروهة شرعاً، وأتصور أن هذا هو ما حدث تماماً لزوجتك، وليس وقوع الإنسان في معصية أو ارتكابه لمحرم دليل على أنه أصبح عربيداً فاسقاً ساقطاً يجب أن يُطرد من دائرة الإيمان، وأن يحرم من جنة الله الواسعة، فمن منا ليس له أخطاء؟ كلنا أخي ذوي خطأ، والفرق بيننا أن هناك من يهتك الله ستره ويفضحه، وهناك من يستر الله عليه لمدةٍ من الزمن لسبب يعلمه جل جلاله، بل قد يستر الله العبد في الدنيا كلها ليعاقبه العقاب الشديد في الآخرة، وهناك أمرٌ آخر وهو أننا أحياناً كأزواج قد نكون سبباً بل ودافعاً لانحراف سلوك الزوجات أحياناً، كأن يحرم الزوج زوجته من حقها في الغزل وكلمات الإطراء والإعجاب، بل وأحياناً حرمانها من حقها الشرعي في الفراش، أو النظر إليها على أنها مجرد دورة مياه فقط لا نستعملها إلا لقضاء الحاجة ثم تنتهي المسألة، ولا تشعر بذاتها أو نشوتها أو قيمتها من أقرب الناس إليها، مما قد يجعلها صيداً سهلاً لأي شخص يقدم لها هذه العبارات وتلك الألفاظ الشيطانية المعسولة.
كذلك كوننا نسمح للمرأة أن تعمل في عمل مختلط بالرجال دون مراعاة للضوابط الشرعية يجعلها كذلك عرضةً للسقوط والضياع، إذ أنها قد تجد في زميلها في العمل ما لا تجده في زوجها من احترامٍ وتقدير وثناء ومدح وإطراء، ومغازلة ورشاقة وأناقة، ومع طول الخلطة والمعاشرة تزول الكلفة وتحدث الألفة والمودة، ومعذرةً أكرر بأن هذا ليس هو الحكم العام على جميع النساء -معاذ الله-، وإنما هذا ما قد يحدث للبعض، فإذا ما تم القضاء على أسباب المعصية وندمت زوجتك على فعلها، وحِلت بينها وبين عوامل الإثارة والسقوط مرةً أخرى، أرى أن تقبل عذرها، وأن تأخذ بيدها، وأن تحاول أن تبحث في أسباب ضعفها، لعلك تكون أنت أحدها وأنت لا تدري ، ما دام الانحراف لم يتجاوز مجرد الاتصالات والرسائل.
أما بالنسبة لكراهيتها لزوجك أخيك فهذا شيءٌ طبيعي، ولكنه سيزول مع الأيام، خاصةً إذا أحسنتم توظيف الحدث بصورةٍ شرعية صحيحة، وحاولت مساعدتها على التوبة والاستقامة والقرب من الله أكثر وأكثر، فإنها ستحمد لزوجة أخيك صنيعها، وتعرف أنها قدمت لها معروفاً لن تنساه، وهو أنها أيقظتها من غفلتها ومنعتها من الاستمرار فيما حرّم الله.
وأما كونها مريضة أو ممسوسة، فهذا شيءٌ وارد، ولا مانع من الاستعانة ببعض الثقات لرقيتها رقيةً شريعة؛ لاحتمال فعلاً أن تكون كذلك، ولا مانع من عرضها على أخصائي نفسائني لمساعدتها على تجاوز هذه العقبة، وإعادة ثقتها بنفسها؛ حتى تتمكن من مواصلة رسالتها الأسرية والحياتية، وأنصحك بالإحسان إليها، والكف عن معاتبتها أو توبيخها أو سبها أو إهانتها؛ لأن ذلك قد يكون له مردودٌ سلبي لا تحمد عقباه، وأعنها على طاعة الله ورسوله، وخذ بيدها إلى الطاعة والالتزام، وشجّعها على التوبة والاستقامة، وأكثر من الدعاء لها بالمغفرة والصلاح والاستقامة؛ لأنك وأهلك وأولادك المستفيدين من ذلك.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.
بارك الله فيك وجزاك الله خير ياابو اسامه ..........!!!!!
آمين واياك يابو عمر ....اشكرك على المرور