مرحباً بك زائرنا الكريم .. لك حرية الإستفادة والنشر
*جزيرة يانعه*
رَسَتْ سَفينَةُ الحَيَاةِ في جَزيرَةٍ خَضرَاءَ يانِعَة, فيهَا من كُلِّ الثِّمارِ والأزهَارِ, مِيَاهُهَا حُلوَة,
أشجارُهَا عالِيَة, ثِمَارُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ.
بَعدَ أن رَسَتِ السَّفِينَةُ على شَاطِئِ هَذهِ الجَزِيرَةِ الغَنَّاءِ, تَسَارَعَ رُكَّابُهَا _السفينة_ إلى هَذهِ
الجَزِيرَةِ لِيجْنُوا تلكَ الثَّمَارِ, ويَستَنشِقُوا طِيبَ رِيحِ الأزهَارِ, ويَشرَبُوا مِيَاهَ العُيُونِ والآبَـار.
وقَد أعلنَ قُبطَانُ السَّفِينَةِ أنَّ أيَّامًا عَدَدُهَا الثَّلاثِين, سَوفَ تُمضُونَهَا فِي هَذِهِ الجَزيرَة,
فَلتَستَغِلُّوا هَذِهِ العِدَّة ولتَأخُذوا مِن هَذِهِ الجَزِيرةِ كُلَّ خَيْرٍ؛ فحُثُّوا السَّيْرَ.
وأضَافَ أنَّ في قِمَّةِ هَذِهِ الجَزِيرَةِ ثَمَرةٌ غالِيَة ليسَت لأيِّ أحَدٍ, فَمَن فازَ بِهَا فَقَد حَازَ النَّجَاحَ,
ومَن خَسِرَهَا فقد رَغِمَ أنفُهُ بالتُّرَابِ.
ومَضَى الجَمِيعُ يَتَسابَقُونَ في استغلالِ خَيراتِ الجَزِيرةِ؛ فَمِنهُم سَابقٌ, ومِنهُم مُقتَصِدٌ,
ومِنهُم مَن ادَّارَكَ عِلمهُم في هَذِهِ الجَزيرَةِ؛ فَخَسَرُوهَا !!
الكُلُّ أو الغَالبُ في هَذِهِ الجَزِيرةِ هَمُّهُ ومُرادُهُ تِلكَ الثَّمَرَة, كلٌّ منهم يُريدُ أن يأكلَ
مِنهَا وأنَـا وأنتَ مِن بَينِهُمُ الآنَ؛ أتَعلَمُ لمَاذا ؟
لأنَّ الجَزِيرَةَ هِيَ جَزيرةُ رَمَضَانَ؛ ففيهَا من الخيراتِ ما يَعجَزُ عن وصفِهِ اللسانُ,
وفيهَا الثَّمَرَةُ الغالِيَة, وهيَ ثَمَرةُ الرحمةِ والغُفرانِ العِتقِ منَ النِّيرانِ.
انتَبِه! بَقِيَ عشَرةُ أيـَّامٍ على مُغَادَرَةِ هَذِهِ الجَزِيرَةِ الغَنَّاء.
ألا وإنَّ الفُتُورَ قَد حَلّ, والخُمُولُ إلى قُلُوبِنَا انسلّ, ولا بُدَّ لنَـا من شيءٍ يُعِيدُ ما فَاتَ,
ويُحيِي مَا مَـاتَ.
وهَا هوَ ذَا الشَّيء آتٍ؛ فهيّا .. شُدَّ المِأزَرَ وأحيِي الليلَ وأيقِظِ الأهْلَ.
وإيّـاكَ أن يفُوتَكَ الخيرُ الوافِر, في العَشرِ الأواخِرِِ !
قُلْ لّي .. أينَ تَجِدُ نفسَكَ ؟ أفي السُّفُوحِ .. تَغدُو وتَرُوحُ ؟ أم في القِمَمِ .. حيثُ عَوالِي الهِمَم ؟
استَغِلّ مِن هذَا لشَّهرِ البَقِيّة .. لِكَي تُصبِحَ صَحِيفَتُكَ نَقِيَّة ..
__________________
وهَذِهِ العَشرُ الأوَاخِرُ قََادِمَهْقََد شَدَّ فيهَا كلُّ عَبْدٍ حَازِمَهْ
بارك الله فيك يابو تركي*مقال بتشبيه ممتاز*
وجعل ماكتبت في موازين حسناتك
والله يجعلنا واياكم في القمم حيث العوالي الهمم ومن المقبولين والفائزين بهذا الشهر الكريم
اخوك / ابو اسامه