السؤال أحسن الله إليكم.
أنا رجل متزوج ولله الحمد، وقد وقع أن حصل لي أن أسأت لزوجتي ببعض الألفاظ البذيئة، وعزمت على طلاقها، وأخوفها بذلك، حتى صارت تخاف مني كثيرا، وتفكر في مستقبلها كثيرا، ثم بفضل الله حلت المشكلة، وتعاهدنا على فتح صفحة بيضاء ونسيان الماضي، ولكن للأسف رجعت لتذكر الماضي ولا حول ولا قوة إلا بالله، استفساري عن الأمور التالية:

1- هل المرأة إذا جرحت من أول مرة بالإساءة إليها، يكون ذلك ملازما لها طيلة حياتها تتذكره دائما؟ فما الحل؟ وكيف أنزع ذك من قلبها وتفكيرها؟ وكيف أقنعها أني لن أتركها؟

2- ثم ذكرت لكم أنه أصابها حالة من الخوف أني سأتركها في يوم من الأيام بسبب ما كنت أقوله في بداية زواجنا سأطلقك؟ كيف أنزع هذا الخوف من قلبها؟ وكيف أعيدها إلى صوابها؟

3- أرجوكم وضحوا لي كيف أتعامل معها خاصة وهي في هذه الحالة التي ذكرتها؟

4- هل في اعتقادك ـ يا دكتور ـ أن زواجي معها سيستمر؟


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ الفارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

تسلمت رسالتك، والتي عرضت فيها مشكلة زوجتك وتخوفها منك بسبب ما قلته لها.

ابني، إن كثيراً من الزوجات يعشن مع أزوجهن على وجل وخوف، وسبب ذلك أن علاقتهن مع الرجال تتوقف على كلمة واحدة تخرج من فم الرجل لتقطع العلاقة وتحطّم حياتها ومستقبلها، ولهذا فقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: (أبغض الحلال إلى الله الطلاق) وقد أوصله العلماء إلى درجة الحرام في بعض الأحيان.

ومن هنا كان تخوف زوجتك في مكانه، لا سيما وقد أشهرت هذا السلاح لها في وجهها، والآن ينبغي أن تُعيد إليها ثقتها واطمئنانها، وأقول لك: لا شيء يُعيد لها هذه الثقة إلا أمر واحد، وهو الجانب العملي، فالقول غير مقنع، إنما الإقناع يأتي بالعمل، أي بحسن السلوك والتعامل معها، ويتمثل ذلك -باختصار- في الآتي:

1- بعد الانتهاء من العمل يحبذ خروجكما سوياً لزيارة للأهل أو لترفيهٍ مشروع، أو لطلب للعلم، كحضور محاضرات وندوات إسلامية؛ حتى تُشعرها أنها صارت شريكتك وجزءاً منك.

2- اجلس معها وبين لها دخلك والمصروف، وما توفره لمستقبلك، وسلمها المصروفات الشهرية؛ لتقوم هي بالصرف على الأكل والشرب، وشراء المواد التموينية، بمعنى أن تقطع مبلغاً معيناً شهرياً، ثم هي تُعطيك يومياً لشراء ما تحتاج إليه البيت.

3- ناقشها في مستقبلكما ومستقبل الأولاد، وشاركها، واعمل بمقترحاتها ما أمكن.

فإذا فعلت ذلك وغيره من السلوك العملي الذي يُقنعها بحبك لها وارتباطك معها، فإن هذا كفيلٌ بتغيير فهمها، فلا توجد هناك صورة واحدة تنطبع في ذهن المرأة ولا تتغير، إنما العكس تتغير المرأة في فهمها وسلوكها وتفكيرها بتغير الرجل، فابدأ يا ولدي أنت ، وغير سلوكك تجاهها، وستجد منها تحولاً كاملاً وحباً كبيراً وميلاً قلبياً إليك، وبهذا فإن زواجكما إن شاء الله سُيكتب له الدوام.

ولا تنس مع ما ذكرته لك من كثرة الدعاء والقيام بأن يوفقكما الله إلى حياةٍ سعيدة.

وبالله التوفيق.


المجيب :د/ أحمد محمد نصر الله