مرحباً بك زائرنا الكريم .. لك حرية الإستفادة والنشر
*قصص وروايات من باب العبرة والاستفادة*
سلسلة القصص والروايات الجميلة من صفحة الأصدقاء في الفيس بوك وضعناها لكم للاستفادة والعبرة
https://www.facebook.com/hamzahmarabha
*رد: قصص وروايات من باب العبرة والاستفادة*
*. ٱﻟﺴﻠٱﻡ ﻋﻠﻴﮕﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ٱﻟﻠﮧ ﻭﺑﺮﮔٱﺗﮧ .*
،’
*ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺰﻭﺝ ﺷﺎﺏ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ*
*ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ*
*ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﻠﺲ ﺇﻟﻴﻪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﻭﺭﻗﺔ ﻭ ﻗﻠﻢ*
*ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﻓﻲ ﺟﻬﺎﺯ ﺯﻭﺍﺟﻲ ﻛﻞ ﺷﺊ ﺇﻻ*
*ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﻭ ﺍﻷﻗﻼﻡ ﻟﻢَ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ؟*
*ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ : ﺇﺫﻥ ﺇﻧﺰﻝ ﻭ ﺇﺷﺘﺮ ﻭﺭﻗﺔ ﻭﻗﻠﻢ ﻭﻣﻤﺤﺎﺓ.*
**
*ﻣﻊ ﺇﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺃﺣﻀﺮ*
*ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻤﺤﺎﺓ ﻭ ﺟﻠﺲ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺃﺑﻴﻪ*
**
*ﺍﻷﺏ : ﺃﻛﺘﺐ*
*ﺍﻟﺸﺎﺏ: ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻛﺘﺐ؟*
*ﺍﻷﺏ : ﺃﻛﺘﺐ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ*
**
*ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺟﻤﻠﺔ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ :*
*ﺇﻣﺢ .. ﻓﻤﺤﺎﻫﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ*
*ﺍﻷﺏ : ﺃﻛﺘﺐ*
**
*ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﺑﺮﺑﻚ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ؟*
*ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﻛﺘﺐ . ﻓﻜﺘﺐ ﺍﻟﺸﺎﺏ*
**
*ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺇﻣﺢ , ﻓﻤﺤﺎﻫﺎ*
*ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﻛﺘﺐ*
*ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ .. ﻟﻢَ ﻫﺬﺍ؟*
*ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﻛﺘﺐ ﻓﻜﺘﺐ ﺍﻟﺸﺎﺏ*
**
*ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﻣﺢ ... ﻓﻤﺤﺎﻫﺎ*
*ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﻴﻪ ﻭ ﺭﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻤﺤﺎﺓ .. ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺤﻤﻞ*
*ﻓﻲ ﺯﻭﺍﺟﻚ ﻣﻤﺤﺎﺓ ﺗﻤﺤﻮ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ*
*ﺗﺴﺮﻙ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻭﺯﻭﺟﺘﻚ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻤﺤﺎﺓ ﻟﺘﻤﺤﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺮﻫﺎ ﻣﻨﻚ*
*ﻓﺈﻥ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺳﺘﻤﺘﻠﺊ ﺳﻮﺍﺩﺍ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ*
**
*ﻭﻓﺮﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﺪﻓﺘﺮ ﻭﺍﻟﻤﻤﺤﺎﺓ ﺑﻞ ﻭﻓﺮ*
*ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﺠﻬﺪ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺑّﺮ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜّﺮ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻧﻀﻴّـﻊ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ*
*ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﺗﻐﺎﻓﻠﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺗﻌﺎﻳﺸﻨﺎ ﻣﻌﻬﺎ ؟*
*ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ... ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻐﺒﻲ ﺑﺴﻴﺪ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﻟﻜﻦ*
*ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ ﺍﻟﻤﺘﻐﺎﺑﻲ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ*
*ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻋﺸﺎﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﺎﻓﻞ, ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻐﺎﻓﻞ ﺗﻜﻠﻒ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ*
*ﻟﻤﺎ ﻳﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻨﻪ، ﺗﻜﺮﻣًﺎ ﻭﺗﺮﻓﻌًﺎ ﻋﻦ ﺳﻔﺎﺳﻒ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻚ ﺗﻌﻲ ﻭ ﺗﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﺎ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﺗﺘﺠﺎﻫﻠﻪ*
*ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻞ*
*ﻭﺃﻻ ﻳﻮﻗﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺮﺝ ﻭﺃﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻫﻖ ﺷﻌﻮﺭﻫﻢ ﻭﻳﺸﺪ ﺃﺣﺎﺳﻴﺴﻬﻢ*
*ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺤﺮﺝ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ، ﺃﻭ ﻳﻜﺴﺮ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﻣﻐﺎﺿﺐ ﺍﻟﻠﻪ*
*ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ:*
*[ **ﻻ ﻳﻔﺮﻙ ﻣﺆﻣﻦ ﻣﺆﻣﻨﺔ . ﺇﻥ ﻛﺮﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻘﺎ ﺭﺿﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺁﺧﺮ . ﺃﻭ ﻗﺎﻝ : ﻏﻴﺮﻩ** ]*
*ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ: ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ: ﻣﺴﻠﻢ - ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ: ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ - ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻗﻢ: 1469*
**ﺧﻼﺻﺔ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ: ﺻﺤﻴﺢ**
**
*ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻋﻼﻗﺎﺗﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺼﻞ ﺑﻌﻮﺍﻗﺐ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺷﺎﺩ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻛﻴﻒ ﻧﻀﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺇﺫ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ*
*ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻧﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻤﺰﺍﻳﺎ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻭﻓﻴﻤﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻤﺤﺎﺓ ﻟﻨﻤﺤﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ .*
مسااااااااااااااااااء الورد
*ﻣﻤﺎ ﺭﺍﻕ ﻟﻲ ..~*.~
*اﻏﺮﺏ ﻗﺼﺔ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺻﺪﻓﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ*
اﻏﺮﺏ ﻗﺼﺔ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺻﺪﻓﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ
ﻗﺪ ﻻ ﻳﺼﺪﻕ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﺪﻑ ﻏﺮﻳﺒﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍﺛﻬﺎ ﺗﺼﻠﺢ ﻹﺛﺎﺭﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺭﺃﺕ ﻭﺳﻤﻌﺖ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻭﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ، ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺣﺪﺍﺛﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺧﻄﺒﺔ ﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﺭﺋﻴﺲ «ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺢ ﻓﻲ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻘﺘﻞ» ﺑﺄﻣﻴﺮﻛﺎ، ﻭﺃﺛﺎﺭﺕ ﺩﻫﺸﺔ ﻣﺴﺘﻤﻌﻴﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻔﻞ، ﻭﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻧﻬﻢ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ ﺻﺪﻓﻬﺎ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻭﻟﺘﻌﻘﻴﺪﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﻗﺼﺔ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ.
ﻓﻲ 23 ﻣﺎﺭﺱ 1994 ﺑﻴﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺗﺸﺮﻳﺢ ﺟﺜﺔ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﺃﻭﺑﻮﺱ ﺃﻧﻪ ﺗﻮﻓﻲ ﻣﻦ ﻃﻠﻖ ﻧﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﺱ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﻔﺰ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ ﺑﻨﺎﻳﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﻃﻮﺍﺑﻖ، ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻼﻧﺘﺤﺎﺭ، ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺧﻠﻔﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻳﻌﺮﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻳﺄﺳﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻘﻮﻃﻪ ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﻧﻮﺍﻓﺬ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻔﺰ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﻨﺘﺤﺮ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﺒﻜﺔ ﺃﻣﺎﻥ ﺑﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ، ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﻴﺎﻧﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ
ﺃﻥ ﺗﻔﺸﻞ ﺧﻄﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ. ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ. ﻭﺑﺎﻟﻜﺸﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ ﻳﻘﻄﻨﺎﻧﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﻬﺮﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﺸﺠﺎﺭ، ﻭﻭﻗﺖ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻳﻬﺪﺩ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺼﻤﺖ، ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻫﻴﺠﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﺑﺤﻴﺚ ﺿﻐﻂ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻭﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺼﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺑﻞ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺮﻭﺭ ﺟﺴﺪ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻓﺄﺻﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻘﺘﻼ! ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ «ﺱ» ﻣﺪﺍﻥ ﺑﺠﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﺇﻥ ﻫﻮ ﻗﺘﻞ «ﺝ» ﺑﺪﻻ ﻣﻦ «ﻙ» ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ، ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﺬ ﺣﻴﺎﺓ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻪ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ!! ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﻭﺟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﺃﺻﺮ ﻫﻮ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﻟﺸﺠﺎﺭ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻧﻪ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﺧﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻗﺬﺍﺋﻒ، ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻏﺎﺿﺒﺎ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ ﻭﺣﺪﺙ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ. ﺑﻴﻨﺖ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺗﺎﻟﻴﺎ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻗﺮﺑﺎﺀ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺳﺒﻖ
ﺃﻥ ﺷﺎﻫﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ، ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ، ﻳﻘﻮﻡ ﻗﺒﻞ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﺤﺸﻮ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ. ﻭﺗﺒﻴﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ﺳﺒﻖ ﺍﻥ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻘﻄﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﺑﻨﻬﻤﺎ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺂﻣﺮ ﻋﻠﻰ
ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﺸﻮ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ، ﻭﻫﻮ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻤﺎ ﺩﺃﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺃﻣﻪ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ، ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺬ ﺗﻬﺪﻳﺪﻩ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﺴﻴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺃﻣﻪ ﻭﺃﺑﻴﻪ ﺑﻀﺮﺑﺔ، ﺃﻭ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ. ﻭﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻧﻴﺔ ﺍﻻﺑﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﺘﻮﺭﻃﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ، ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﻟﻘﺘﻞ! ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺗﻬﻤﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺑﻦ ﻟﻘﺘﻠﻪ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﺃﻭﺑﻮﺱ. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺃﻇﻬﺮ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﺎﻻﺑﻦ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺘﺤﺮ، ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﺍﻭﺑﻮﺱ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻭﻋﻴﺪﻩ، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺃﻭﺿﺎﻋﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻗﺮﺭ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﻟﺘﺼﺎﺩﻓﻪ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﻠﻘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﻖ ﺍﻥ ﻟﻘﻤﻪ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﺍ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺃﻏﻠﻖ ﻣﻠﻔﻬﺎ.
شو رأيكم بالقضيه؟؟؟؟؟؟؟
جديد 1/1/2013*حكمت الخباز النشيط*
*ﻫﺬﻩ ﻗﺼﺔ
ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻣﺘﺮﺟﻤﺔ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﺸﺮﺕ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﻤﺠﻠﺔ ﺣﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻷﺷﺮﻑ ﺃﻭﻧﻦ ﻛﺎﺗﺐ ﻭﺑﺎﺣﺚ ﺗﺮﻛﻲ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻣﺪﻥ ﺗﺮﻛﻴﺎ.
**ﻛﺎﻥ ﺣﻜﻤﺖ ﻋﺎﻣﻼ ﻧﺸﻴﻄﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﺒﺰ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﺨﺒﺰ ﻏﺎﻟﺒﺎ. ﻛﺎﻥ ﻓﺮﻥ ﺍﻟﻤﺨﺒﺰ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻒ، ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺣﻜﻤﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ.
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻷﺣﺪ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ. ﻏﺪًﺍ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻌﻄﻠﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. ﺫﻫﺐ ﺣﻜﻤﺖ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺨﺒﺰ ﻟﻴﻨﻈﻒ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺨﺒﺰ ﻭﻗﻔﻞ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ، ﺳﻴﻨﻈﻒ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻮﺭﺍ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻓﺠﺮﺍ ﺳﻴﺠﺪﻭﻥ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﻧﻈﻴﻔﺎ، ﻓﻴﻀﻐﻄﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺭ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻹﻳﻘﺎﺩﻩ، ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺼﻞ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻫﻢ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﻴﻦ ﻭﺃﻋﺪﻭﻩ ﻟﻠﺨﺒﺰ.
ﻛﺎﻥ ﺣﻜﻤﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻣﺴﺘﺴﻠﻤﺎ ﻟﻌﻤﻠﻪ ﻣﻨﻔﺼﻼ ﻋﻤﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ. ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺨﺒﺰ ﺯﻣﻴﻠﻪ ﺭﺍﻏﺐ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﺍﻟﻤﺘﺴﺨﺔ ﻟﻠﻐﺴﻞ. ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ، ﻭﺗﻤﺘﻢ ﻗﺎﺋﻼ: "ﻋﺠﻴﺐ! ﺃﺑﻠﻎ ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﻟﻴﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ؟**" ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﻭﺍﺗﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻓﻮﺟﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ، ﻓﺪﻓﻌﻪ ﺑﺮﻓﻖ، ﻭﻟﻢ ﻳﻬﻤﻞ ﺇﻃﻔﺎﺀ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ.
ﻭﻣﺎ ﻛﺎﺩﺕ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﺗﻨﻄﻔﺊ ﺣﺘﻰ ﻫﺮﻉ ﺣﻜﻤﺖ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﺑﺎﺭﺗﻴﺎﻉ، ﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻘﻔﻼً. ﺃﺧﺬ ﻳﺼﺮﺥ ﺑﻤﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺻﻮﺕ، ﻭﺿﺮﺏ ﺑﻘﺒﻀﺘﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﻣﺮﺍﺕ ﻣﺘﻜﺮﺭﺓ ﺑﻼ ﻓﺎﺋﺪﺓ. ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻴﻨﻪ ﻭﺻﺮﺍﺧﻪ. ﺍﻗﺸﻌﺮ ﺟﻠﺪﻩ ﻭﺍﻋﺘﺮﺗﻪ ﺭﺟﻔﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻭﺃﺧﺬﺗﻪ ﺩﻫﺸﺔ ﺭﻫﻴﺒﺔ.
ﻟﻢ ﻳﺼﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﻟﻤﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ… ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ… ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻭﺧﻤﺲ ﺩﻗﺎﺋﻖ… ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺳﻮﻯ ﺧﻤﺲ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻓﻘﻂ. ﺧﻤﺲ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ. ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﻘﻒ ﻣﺎﺛﻼ ﻣﺤﺪﺩﺍ ﺃﻧﻈﺎﺭﻩ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻜﺸﺮﺍ ﻋﻦ ﺃﻧﻴﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺮﻋﺒﺔ. ﻫﺎ ﻫﻮ ﺳﻴﻠﻘﻰ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ.
ﺃﺧﺬ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺪﺙ، ﺳﺘﺰﺩﺍﺩ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﺭﻭﻳﺪﺍ، ﻭﺳﻴﺸﻌﺮ ﺃﻭﻻ ﺑﺎﻟﻌﺮﻕ ﻳﺒﻠﻞ ﻛﻞ ﺟﺴﺪﻩ، ﺛﻢ ﻳﻨﻔﺪ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻘﻲ ﻭﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﻨﻘﻪ، ﻭﺗﻜﺜﺮ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺗﺘﻠﻈﻰ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻭﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻏﻴﻈﺎ ﻭﺣﺪﺓ، ﻭﻳﺄﺧﺬ ﺩﻫﻦ ﺟﺴﺪﻩ ﻳﺬﻭﺏ ﺑﺒﻂﺀ، ﻭﺗﻠﻔﺢ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﺤﻤﻪ ﻓﺘﺸﻮﻳﻪ. ﻭﻣﻦ ﻳﺪﺭﻱ ﻓﻘﺪ ﻳﻤﻮﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﺴﻜﺘﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ، ﺃﻭ ﻗﺪ ﻳﻔﻘﺪ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻳﺼﺮﺥ ﻛﺎﻟﻤﺠﻨﻮﻥ. ﺁﻩ ﻟﻴﺘﻪ ﻳﺠﻦ، ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ، ﺇﺫﻥ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺄﺟﺠﺔ ﻓﻲ ﺩﻣﺎﻏﻪ.
ﻭﺗﺬﻛﺮ ﻟﺬﻉ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻷﺭﻏﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﻡ، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻓﻘﻂ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻄﻴﻘﻪ ﻓﻴﻠﻘﻲ ﺑﺎﻷﺭﻏﻔﺔ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻮﺭﺍ. ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺎ ﻫﻮ ﺳﻴﺸﻮﻯ ﺍﻵﻥ ﺣﻴﺎً.
ﻗﺒﻞ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻐﻠﻲ ﺷﺎﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﺪ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﻊ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﻣﺴﺖ ﻳﺪﻩ ﻃﺮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺤﻤﺮ ﻛﺎﻟﺠﻤﺮ، ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ، ﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻟﻢ ﻓﻈﻴﻌﺎ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﻧﺘﻔﺨﺖ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ، ﻓﺄﺳﺮﻉ ﺑﻮﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻟﻤﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﻠﻪ ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺁﻻﻣﻪ. ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ، ﻓﻠﻦ ﻳﺤﺘﺮﻕ ﺃﺻﺒﻊ ﺃﻭ ﺃﺻﺒﻌﺎﻥ ﺑﻞ ﻛﻞ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﻛﻞ ﺫﺭﺓ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ. ﺗﻤﺜﻠﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻓﻼﻡ، ﺭﺟﺎﻝ ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﺄﻛﻠﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﻠﻮﻭﻥ ﻳﻤﻨﺔ ﻭﻳﺴﺮﺓ ﻭﻳﺴﻘﻄﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ ﻭﻳﺼﺮﺧﻮﻥ ﺑﺠﻨﻮﻥ ﻭﻳﺴﺘﻐﻴﺜﻮﻥ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻣﻐﻴﺚ.
ﻛﺄﻥ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ… ﻫﻞ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﺣﻴﻦ ﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ؟ ﻭﺇﻻ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﻜﺬﺍ؟ ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ! ﻫﻞ ﺣﺎﻧﺖ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻔﻈﻴﻌﺔ؟! ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻋﺘﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻟﻴﻼ… ﻛﻴﻒ ﻣﻀﺖ ﺳﺎﻋﺘﺎﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ؟** ﻣﻀﺖ ﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻛﺎﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ، ﻛﺎﻟﻌﻤﺮ ﺗﻤﺎﻣﺎ. ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﺑﺨﻮﻑ ﻭﻟﻤﺴﻬﺎ ﺑﺄﻧﻔﺎﺱ ﻣﺘﻼﺣﻘﺔ ﻭﻗﻠﺐ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻔﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ. ﺗﻨﻔﺲ ﺍﻟﺼﻌﺪﺍﺀ… ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺑﺎﺭﺩﺍ.
ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺧﻮﺍﻃﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨـﺰﻝ، ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻭﻟﺪﻩ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻗﻠﻘﺎﻥ ﺍﻵﻥ ﺑﺸﺄﻧﻪ. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺻﺮﺥ ﺑﻮﺟﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻫﻞ ﺍﺳﺘﺤﻘﺖ ﺫﻟﻚ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ؟ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﻗﺔ ﻟﺮﻓﻴﻘﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ. ﻟﻴﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﻀﺮﺏ ﻭﻟﺪﻩ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ. ﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻴﺆﺩﻱ ﺣﺴﺎﺑﻬﻤﺎ ﺃﻳﻀﺎ. ﻟﻴﺘﻪ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: "ﺃﺗﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺼﻠﻲ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﻱ" ﻟﻜﻨﻪ ﺭﻓﺾ ﻣﺤﺘﺠﺎ: "ﺩﻋﻴﻨﺎ ﻧﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻠﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺭﺑﻴﻊ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ؟" ﻛﺄﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺳﻴﺤﺎﺳﺐ ﻋﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻛﻠﻪ. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﻪ؟ ﺃﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﻣﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻦ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻗﻠﺒﻪ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ؟** ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺻﻼﺓ ﻭﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻭﺁﺧﺮ ﺻﻼﺓ. ﻭﻣﻦ ﻳﺪﺭﻱ، ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺸﻔﻊ ﻟﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﺫﻧﻮﺏ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﻤﻠﻬﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ. ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻬﻮ ﺫﺍﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎﻝ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ. ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻤﻦ ﺗﺘﻸﻷ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﻟﺼﻼﺓ.
ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﻭﻟﺪﻱ؟! ﺇﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺃﻫﺘﻢ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺭﻭﺣﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﻨﻴﺖ ﺑﺈﺷﺒﺎﻉ ﺑﻄﻨﻪ ﻭﺇﻟﺒﺎﺳﻪ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺃﻭﺟﻬﻪ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎ ﻳﻨﻴﺮ ﻟﻪ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺃﻧﻘﺶ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺑﻞ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﺴﻴﺘﻬﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﺳﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﻏﻔﻠﺔ ﺃﻧﺴﺘﻨﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﺨﻠﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻗﺪ ﺃﻓﺎﺭﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻟﺤﻈﺔ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ؟
ﺛﻢ ﺷﺮﺩﺕ ﺑﻪ ﺧﻮﺍﻃﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺻﺒﺎﻩ ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﺎﻡ ﺷﺒﺎﺑﻪ، ﻭﺍﺳﺘﻌﺮﺽ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻨﻜﺮﻫﺎ ﻛﻞ ﻗﻠﺐ ﺳﻠﻴﻢ ﻭﻳﺴﺘﺤﻴﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻋﻘﻞ ﺑﺼﻴﺮ. ﻣﺮﺕ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺧﻄﺎﺋﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ، ﻫﻞ ﺃﺣﺎﺳﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ؟** ﺭﺑﺎﻩ…
ﻟﻤﻌﺖ ﻓﻲ ﺧﺎﻃﺮﻩ ﻓﻜﺮﺓ ﻛﺎﻟﺒﺮﻕ؛ ﺃﻥ ﻳﺘﻴﻤﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﻭﻳﺼﻠﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ؟ ﻟﻴﻜﻦ، ﺫﻟﻚ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﺫﻫﺐ ﻣﺴﻮﺩ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻲ، ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﻌﺔ. ﺿﺮﺏ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﻭﺗﻴﻤﻢ ﻭﻭﻗﻒ ﻟﻠﺼﻼﺓ. ﺃﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻼﺫ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﻀﻄﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ؟
**ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﺤﺲ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺸﻒ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﻊ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ. ﻭﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻳﺪﺭﻙ ﺑﻌﻤﻖ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻻﻟﺘﺠﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﻭﺣﻼﻭﺓ ﻣﻨﺎﺟﺎﺗﻪ. ﻭﺳﺠﺪ ﺣﻜﻤﺖ ﻟﻤﺒﺪﻉ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻛﻴﺎﻧﻪ، ﻭﻧﺎﺟﺎﻩ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﻠﺆﻩ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﺷﺎﻋﺮﺍ ﺑﻌﺠﺰﻩ ﺍﻟﻼﻧﻬﺎﺋﻲ: "ﻳﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺭﺣﻴﻢ"…
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺩﻯ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺃﺧﺬ ﻳﻘﻀﻲ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ. ﺃﺟﻞ ﺇﻧﺎ ﻟﻠﻪ… ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ… ﺇﻧﻪ ﺍﻵﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﻜﻞ ﺫﺭﺍﺗﻪ. ﻟﻴﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﺲ ﺃﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﻟﻤﺎ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺘﻌﺐ ﺟﻠﺲ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﺣﺰﻳﻦ ﻭﺩﻣﻮﻉ ﺻﺎﺩﻗﺔ. ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺃﻓﺎﻕ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﻗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﺠﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﺷﻌﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺗﺼﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺎﺭﺍ ﺳﻮﺩﺍﺀ.
ﺃﻣﺎ ﺭﺍﻏﺐ ﻓﻘﺪ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﻧﻮﻡ ﻋﻤﻴﻖ. ﻟﻜﻨﻪ ﻓﺠﺄﺓ ﺍﻧﺘﻔﺾ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ، ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻋﺘﻪ، ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺮﺑﻊ. ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﺭﺅﻳﺎ ﻣﺮﻋﺒﺔ، ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺣﻜﻤﺖ ﻳﺤﺘﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﻭﺳﻂ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﻣﺘﺄﺟﺠﺔ ﻭﻳﺼﺮﺥ ﺑﺼﻮﺕ ﻳﻤﺰﻕ ﺍﻷﺣﺸﺎﺀ "ﺭﺍﻏﺐ! ﺭﺍﻏﺐ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ! ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ! ﺭﺍﻏﺐ!" ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ؟
ﻓﺠﺄﺓ ﺑﺮﻕ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ ﺧﺎﻃﺮ ﺭﻫﻴﺐ… ﺭﺑﺎﻩ! ﻫﻞ ﺃﻏﻠﻖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﺖ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ؟**! ﻫﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻛﺎﻟﺮﻳﺢ ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻓﺎﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ.
ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺑﺎﺭﺗﺒﺎﻙ، ﻓﺘﺢ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻭﺃﺳﺮﻉ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻔﺮﻥ، ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺻﺎﺡ: "ﺣﻜﻤﺖ!" ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺳﻮﻯ ﺻﺪﻯ ﺻﻮﺗﻪ. ﻫﺘﻒ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ…
ﻛﺎﻥ ﺣﻜﻤﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻳﺼﻠﻲ ﻭﺳﻂ ﺩﻣﻮﻉ ﻏﺰﻳﺮﺓ ﺣﺎﺭﺓ ﻭﻗﺪ ﻏﺮﻕ ﻓﻲ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﻋﻠﻮﻳﺔ ﺳﻤﺎﻭﻳﺔ. ﻓﺎﻧﺘﻔﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﺻﻮﺕ ﺭﺍﻏﺐ. ﻛﻼ ﻫﺬﺍ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ، ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﺧﻄﺄ. ﻓﺪﻭﻯ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﻲ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﻥ. ﺃﺟﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻳﻬﺘﻒ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺮﻯ: "ﺣﻜﻤﺖ، ﺣﻜﻤﺖ، ﺣﻜﻤﺖ…" ﻭﻫﺎ ﻫﻲ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺨﺒﺰ ﺗﻀﻲﺀ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ.
ﻗﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﻔﺮﺣﺔ ﻏﺎﻣﺮﺓ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﻣﺒﺘﻬﺠﺎ ﻓﺮﺃﻯ ﺻﺪﻳﻘﻪ. ﺍﻧﺘﻔﺾ ﺭﺍﻏﺐ ﺫﻋﺮﺍ ﻭﺟﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﺸﺪﻭﻫﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺷﺒﺤﺎ ﻣﺮﻭﻋﺎ، ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﻌﺪ ﻭﺟﻼ: "ﻣﻦ ﺃﻧﺖ..؟" ﻓﺘﺢ ﺣﻜﻤﺖ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻟﻴﺤﺘﻀﻦ ﺻﺪﻳﻘﻪ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺪﻳﻪ ﻇﻠﺘﺎ ﻓﺎﺭﻏﺘﻴﻦ، ﻗﺎﻝ ﻭﺩﻣﻮﻋﻪ ﺗﺴﻴﻞ: "ﺃﻧﺎ ﺣﻜﻤﺖ، ﺣﻜﻤﺖ ﻳﺎ ﺭﺟﻞ، ﺃﻻ ﺗﺮﺍﻧﻲ؟** ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﻟﻴﻼ ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﻏﻠﻖ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ." "ﻛﻼ ﻫﺬﺍ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻧﺖ ﺣﻜﻤﺖ"…
ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﺼﺪ؟ ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ؟ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﺃﻫﻮ ﻭﻗﺖ ﻣﺰﺍﺡ؟** ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺧﻄﺮﺕ ﺑﺒﺎﻟﻪ ﻓﻜﺮﺓ ﺭﻫﻴﺒﺔ، ﻫﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻬﻪ… ﻻ، ﻻ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺷﻌﺮﻩ! ﺃﺧﺬ ﻳﺘﺤﺴﺲ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﺸﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺘﺠﻌﺪ ﻭﺷﻌﺮﻩ ﺍﻷﺷﻴﺐ. ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ، ﻟﻘﺪ ﻫﺒﻄﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ.
ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺟﺴﺪﻩ ﻳﻨﺘﻔﺾ ﺑﻨﺸﻴﺠﻪ ﻭﺑﻜﺎﺋﻪ. ﻟﻢ ﻳﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ. ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺎﻓﻪ ﻣﻨﻈﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺁﻩ.
ﻟﻮ ﺃﺣﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﺸﺎﺧﺖ ﻧﻔﻮﺱ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ. ﻭﻇﻞ ﺣﻜﻤﺖ ﻫﻜﺬﺍ ﻣﻤﺴﻜﺎ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺴﺘﻐﺮﻗﺎ
ﻓﻲ ﺗﺴﺎﺅﻻﺗﻪ…
*
*
*المرأة الحكيمة والفطينة*
*ﻗُﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ ﺗﻬﻤﺔ ﻭﻭﺿﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ
ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ
ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﻋﻠﻴﮩﻢ : ﺃﻥ ﺗُﻀﺮﺏ ﺃﻋﻨﺎﻗﮩﻢ !
ﻭﺣﻴﻦ ﻗﺪﻣـﻮﺍ ﺃﻣﺎﻡ [ﺍﻟﺴﻴﺎﻑ] ﻟﻤﺢ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ
ﺇﻣﺮﺃﺓً ﺫﺍﺕ ﺟﻤﺎﻝ ﺗﺒﻜﻲ ﺑﺤﺮﻗﻪ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﻀﺮﻭﻫﺎ .. ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮﺕ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ
ﺳﺄﻟﮩﺎ : ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻜﻴﻚ ؟
ﻓﺎﺟﺎﺑﺖ : ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻣﺮﺕ ﺑﻀﺮﺏ ﺍﻋﻨﺎﻗﻬﻢ
ﻫﻢ : [ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﺷﻘﻴﻘﻲ ﻭﺍﺑﻨﻲ ﻓﻠﺬﺓ ﻛﺒﺪﻱ ] ..
ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﺍﺑﻜﻴﻬﻢ ؟
ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺃﻥ ﻳﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﻛﺮﺍﻣﺎً ﻟﻬﺎ
ﻭﻗﺎﻝ :
ﺗﺨﻴﺮﻱ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻛﻲ ﺃﻋﻔﻮ ﻋﻨﻪ
ﻭﻛﺎﻥ ﻇﻨﻪ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﻭﻟﺪﻫﺎ ..
ﺧﻴﻢ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺗﻌﻠﻘﺖ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ
ﺑﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﻣﻦ ﺗﺨﺘﺎﺭ ..
ﻓﺼﻤﺘﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻗﻠﻴﻼً ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ :
ﺃﺧﺘـﺎﺭ ﺃﺧﻲ
ﻓﻮﺟﺊ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺑﻬﺎ !
ﻭﺳﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺳﺮ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭﻫﺎ ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ :-
ﺃﻣﺎ [ ﺍﻟﺰﻭﺝ ] ﻓﻬـﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ..
" ﺃﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﺑﺮﺟﻞ ﻏﻴﺮﻩ "
ﻭﺃﻣﺎ [ ﺍﻟﻮﻟﺪ ] ﻓﻬﻮ ﻣﻮﻟﻮﺩ ..
" ﺃﻱ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺇﻧﺠﺎﺏ ﺍﻟﻮﻟﺪ "
ﻭﺃﻣﺎ [ ﺍﻷﺥ ] ﻓﻬﻮ ﻣﻔﻘﻮﺩ ..
" ﻟﺘﻌﺬﺭ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ "
ﻓﺬﻫﺐ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻣﺜﺎﻻً ﻭﺣﮕﻤﻪ '
ﻭﺃُﻋﺠﺐ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺑﺤﻜﻤﺘﮩﺎ ﻭﻓﻄﻨﺘﮩﺎ
ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻨﮩﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ...
----------------
زارع الامل*زارع الامل*
ﺑﻤﻼﻣﺤﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻹﺣﺒﺎﻁ، ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ "ﺃﻣﺠﺪ" ﺇﻟﻰ ﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺼﺤﺒﺔ ﺃﺧﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﻠﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪ ﺧﺎﻝ ﻣﺘﺴﺘﻌﻴﻨًﺎ ﺑﻤﺼﺒﺎﺡ ﻫﺎﺗﻔﻪ، ﺣﻴﺚ ﺳﺎﺩ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻬﺎﻟﻚ ﻇﻼﻡ ﺳﺎﺋﺪ، ﺛﻢ ﻭﺩﻋﻪ ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ.
ﻭﺣﺘﻤًﺎ ﻟﻢ ﻳﺪﺭ ﺃﻣﺠﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺭﺟﻞ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺘﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻋﻘﺪﻩ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ، ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺬﺑﺔ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎﻩ، ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﻤﻰ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﺠﺪ ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ.
ﺟﺮﺱ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻳﺪﻕ، ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺃﻣﺠﺪ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﻣﻦ ﺟﻴﺐ ﻣﻌﻄﻔﻪ، ﻭﻇﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺼﻞ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺪﻩ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﺩﺛﻪ ﻗﻠﻴﻠًﺎ، ﺛﻢ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺠﺪ:
ﻻ ﺗﻘﻠﻖ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻓﺎﺑﻦ ﻋﻤﻲ ﺳﻴﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ ﺑﻨﻲ ﺳﻮﻳﻒ.
ﻻ ﺗﺨﻒ، ﻭﺿﺤﻚ ﺿﺤﻜﺔ ﻣﺘﻬﺎﻟﻜﺔ ﺳﺎﺧﺮﺓ ﻗﺎﺋﻠًﺎ: ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺣﺪﺙ ﻟﻲ ﻣﻜﺮﻭﻩ، ﻓﻠﻦ ﻳﻀﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺟﻮﺩﻱ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ، ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻴﺶ ﻛﺎﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺃﺗﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻣﻲ ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ، ﻭﺃﻧﺎﻡ ﻻ ﺃﺧﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻛﻴﻒ ﻻ ﺃﻗﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ؟ ﺃﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ؟ ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ.
ﺣﺴﻨﺎ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ، ﺳﺄﺗﺼﻞ ﺑﻚ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻭﺻﻮﻟﻲ.
ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻴﺪ ﺣﺎﻧﻴﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﻒ ﺃﻣﺠﺪ، ﺗﺒﻌﺘﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺠﻮﺍﺭﻩ؟
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺎﺅﻡ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ؟ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ، ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ.
ﺃﻣﺠﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺒﺖ ﺿﻴﻘﻪ: ﺟﻤﻴﻠﺔ؟ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ؟
ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﺃﻧﻚ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ. ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﺃﻣﺠﺪ، ﻓﺮﺩ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ: ﻛﻴﻒ؟
ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻚ، ﻫﻜﺬﺍ ﺧﻠﻘﺖ، ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻚ ﺃﻧﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻷﻧﻬﺎﺭ، ﻷﻧﻚ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ.
ﺃﻣﺠﺪ: ﻗﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻤﻦ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﻣﺎ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ﺃﻧﺖ ﺗﻤﺎﻣًﺎ، ﻭ...
ﻗﺎﻃﻌﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻴﺎﻧﻚ، ﻓﻲ ﺣﺴﻚ، ﻓﻘﻂ ﺩﻉ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻹﺣﺒﺎﻁ، ﺳﺘﺮﻯ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﻤﺎ ﺃﺭﺍﻫﺎ، ﺳﺘﺮﻯ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﺎﻧﻖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺗﻐﻴﺐ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻧﻬﺎ.
ﺑﺪﺍ ﺃﻣﺠﺪ ﻣﺸﺪﻭﻫًﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺕ ﻭﻛﺄﻥ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻳﺮﺳﻢ ﺑﻬﺎ ﻟﻮﺣﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﺗﺎﺑﻊ ﺍﻹﻧﺼﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺴﺘﻄﺮﺩ:
ﺳﺘﺮﻯ ﻣﻊ ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﺃﻣﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺳﺘﺮﻯ ﺳﺮﻳﺎﻥ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺑﻚ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻗﺎﻃﻌﻪ ﺃﻣﺠﺪ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ: ﺳﻴﺪﻱ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺷﺎﻋﺮ؟
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﺠﻴﺒًﺎ: ﻻ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ، ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺭﻯ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺣﻄﻢ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﺫﺭﺓ ﻳﺄﺱ ﻗﺪ ﻳﺪﺏ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻲ.
ﺃﻣﺠﺪ: ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻔﺎﺋﻠًﺎ ﻣﺜﻠﻚ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ: ﻳﺪﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻭﻳﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻟﻦ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻤﺮﺍﺭﺗﻲ.
ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﺑﺼﺮﻙ ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺮﻣﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺳﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﻧﻌﻤﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺤﺼﻴﻪ ﻋﺪﺩًﺍ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺃُﺧﺬ ﻣﻨﻚ، ﻭﻻ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻴﺖ، ﻻ ﺗﺴﺘﺼﻐﺮ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺗﺤﺘﻘﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ، ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺫﺧﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻤﻦ ﺳﻠﺒﻮﺍ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻓﺨﺮًﺍ ﻷﻥ ﻳﺬﻛﺮﻫﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻯ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ؟
ﺃﻣﺠﺪ: ﺃﺗﻌﺮﻑ، ﺇﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ، ﻛﻼﻣﻚ ﺃﺟﺪ ﻟﻪ ﺃﺛﺮًﺍ ﻋﻤﻴﻘًﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ.
ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﺇﺫﺍ، ﻓﻠﺘﻄﻮﻱ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻚ، ﻭﻭﻻﺩﺗﻚ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﻭﻋﺎﻫﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﻛﻞ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﻭﻃﺎﻗﺔ ﻟﺪﻳﻚ، ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ.
ﺗﻬﻠﻞ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻘﺪ ﻓﺠﺮﺕ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺎﺗﺖ، ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺷﻌﺮ ﺍﻵﻥ ﺑﻘﻮﺓ ﻟﻢ ﺃﻋﻬﺪﻫﺎ، ﻭﺃﺭﺟﻮﻙ، ﻛﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﺑﻲ ﺩﺍﺋﻤًﺎ، ﻭﺗﻔﻘﺪ ﺃﺣﻮﺍﻟﻲ، ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺘﺎﺝ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻌﺜﺖ ﻓﻲَّ ﺍﻷﻣﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.
ﺭﺑﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻒ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻓﻲ ﺣﻨﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ، ﻓﺄﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﻟﺪ ﻓﻴﻚ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﺳﺄﻧﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ، ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ.
ﻭﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﺳﺄﻟﻪ ﺃﻣﺠﺪ: ﻫﻞ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ؟
ﺃﺟﺎﺏ ﻣﺒﺘﺴﻤًﺎ: ﻧﻌﻢ، ﻋﻤﻞ ﻳﻮﻣﻲ، ﺃﺳﺘﻘﻞ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻳﻮﻣﻴًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﻴﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﻬﺎ، ﻭﺃﻋﻮﺩ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻗﻄﺎﺭ.
ﺗﻌﺠﺐ ﺍﻟﺸﺎﺏ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﻤﺎﺫﺍ؟
ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺯﺭﻉ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻣﻞ.
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻬﺾ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺠﻴﺰﺓ، ﻭﻭﺩﻋﻪ: ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ، ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﻤﺘﻨًﺎ: ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺯﺍﺭﻉ ﺍﻷﻣﻞ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺣﺪﻗﺘﺎﻩ ﺩﻫﺸﺔ، ﺇﺫ ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗًﺎ ﻣﺄﻟﻮﻓًﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﺻﻮﺕ ﻋﺼﺎ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﻳﻤﻠﻚ ﺃﻣﺠﺪ ﺃﺧﺘﻬﺎ ﻳﺘﺤﺴﺲ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ.
ﺗﺤﻴﺎﺗﻲ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ
ﻟـــﻘــــﻤـــــﺔ ﺑــﻠﻘـــــﻤـــــﺔ*رد: قصص وروايات من باب العبرة والاستفادة*
ﻭﺩﻉ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺃﻣﻪ ﻭﺫﻫﺐ ﻟﻜﺴﺐ ﺭﺯﻗﻪ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﺁﺧﺮ.
ﺩﻋﺖ ﺍﻷﻡ ﻻﺑﻨﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﻫﻲ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺻﺘﻪ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﺤﻼﻝ.
ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﺍﻷﻡ ﺭﻏﻴﻔﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻛﻲ ﺗﺒﻠّﻪ ﺑﺎﻟﺰﻳﺖ ﻭﺗﺄﻛﻠﻪ، ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﻗﻄﻌﺖ ﻟﻘﻤﺔ ﻟﺘﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻤﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﺩﻕّ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺳﺎﺋﻞ ﺟﺎﺋﻊ ﻣﺤﺘﺎﺝ.
...ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻠﻘﻤﺔ ﻭﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ، ﻭﻗﺪﻣﺘﻪ ﻟﻠﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺠﺎﺋﻊ.
ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻌﺪﺗﻬﺎ.
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ، ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻇﻬﺮ ﺫﺋﺐ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﺍﻧﻘﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻬﺎﻣﻪ، ﻭﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ.
ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻔﺎﺭﺱ ﻗﺎﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺳﻪ ﻳﺮﻛﺾ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻘﻮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ:
-ﻟﻘﻤﺔ ﺑﻠﻘﻤﺔ.
ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺗﺨﻠﺺ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﻧﻴﺎﺏ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ، ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺱ.
ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﻩ، ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻣﻪ ﺍﻟﺤﻨﻮﻥ، ﻟﻴﻘﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻌﻪ، ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺠﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍً ﻟﻤﺎ ﺣﺪﺙ.
ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻪ ﻭﻗﺺّ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺍﻷﻡ:
- ﺍﺫﻛﺮ ﻟﻲ ﻭﻗﺖ ﺣﺪﻭﺙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ.
ﻭﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺍﻷﻡ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﺷﻬﻘﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﺼﻴﺢ:
- ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ.. ﺇﻧﻪ ﻭﻗﺖ ﺇﻋﻄﺎﺋﻲ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﺋﻊ ﻃﻌﺎﻣﻲ، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻠﻘﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻴﺄﺗﻬﺎ ﻵﻛﻠﻬﺎ ﺃﻋﺪﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ، ﻭﺃﻋﻄﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ.
ﺿﻤّﺖ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ، ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻤﺘﻢ ﺑﺼﻮﺕ ﺣﻨﻮﻥ ﺭﺍﺋﻊ:
- ﺣﻘﺎً ﻟﻘﻤﺔ ﺑﻠﻘﻤﺔ، ﺃﻋﻄﻴﺖ ﻟﻘﻤﺘﻲ ﻟﻠﺠﺎﺋﻊ، ﻓﺮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻲ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻨﻲ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﻟﻘﻤﺔ ﺑﻔﻢ ﺍﻟﺬﺋﺐ، ﻓﺮﺩﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ، ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻜﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻟﻴﻨﻘﺬﻙ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ.
ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﻤﺔ ﺑﻠﻘﻤﺔ، ﻣﺎ ﺃﻋﺪﻟﻚ ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺮﻣﻚ ﻳﺎ ﺭﺏ.
********************************************
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
( ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺼﺪﻗﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺼﺪﻗﺎﺕ ﻭﺃﻗﺮﺿﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺮﺿﺎ ﺣﺴﻨﺎ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﻟﻬﻢ ﻭﻟﻬﻢ ﺃﺟﺮ ﻛﺮﻳﻢ) {ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ: 18}
*رد: قصص وروايات من باب العبرة والاستفادة*
ﺭﺃﻯ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻡ ( ﺃﻥ ﻛﻞ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﺗﻜﺴﺮﺕ)
ﻓﺄﺗﻲ ﺑﺎﺣﺪ ﻣﻔﺴﺮﻳﻦ ﺍﻷﺣﻼﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻠﻢ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮ :ﺃﻣﺘﺎﻛﺪ ﺍﻧﺖ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻧﻌﻢ.
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻻﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺍﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻫﺬﺍ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻫﻠﻚ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﺃﻣﺎﻣﻚ. !!
ﻓﺘﻐﻴﺮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻏﻀﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺳﺠﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ . ﻭﺍﺗﻰ ﺑﻤﻔﺴﺮ ﺁﺧﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺳﺠﻨﻪ!
ﻓﺠﺎﺀ ﻣﻔﺴﺮ ﺛﺎﻟﺚ،
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻠﻢ ،
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮ: ﺃﻣﺘﺄﻛﺪ ﺃﻧﻚ ﺣﻠﻤﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ؟ ﻣﺒﺮﻭﻙ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﺒﺮﻭﻙ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻤﺎﺫﺍ؟!
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮ ﻣﺴﺮﻭﺭﺍ: ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﻣﺎﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﻃﻮﻝ ﺃﻫﻠﻚ ﻋﻤﺮﺍ،
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎ: ﺃﻣﺘﺄﻛﺪ؟
ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻌﻢ.
ﻓﻔﺮﺡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﻫﺪﻳﺔ!
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﻃﻮﻝ ﺃﻫﻠﻪ ﻋﻤﺮﺍ،
ﺃﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﺃﻫﻠﻪ ﺳﻴﻤﻮﺗﻮﻥ ﻗﺒﻠﻪ؟
ﻟﻜﻦ ﺃﻧﻈﺮﻭ ﺍﻟﻰ ﻣﺨﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻜﻠﻢ؟
ﺍﺫﺍ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻨﺘﻘﻲ ﺑﺪﻗﺔ ﻣﺎﺫﺍ ﻧﻘﻮﻝ
*رد: قصص وروايات من باب العبرة والاستفادة*
ﻫﻞ ﺳﻤﻌﺘﻢ ﺑﻘﺼﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ﻭﺭﻛﺎﺏ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ؟
ﻭﻛﻢ ﻫﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ !
ﻓﺄﻧﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﻭﻫﻮ ﻭﻫﻲ ﻗﺪ ﻋﺎﻳﺸﻨﺎﻫﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﻠﺤﻈﺔ ... !
ﺣﺼﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭﺍﺕ ...
ﻓﻔﻲ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺻﺎﻓﺮﺓ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻣﺆﺫﻧﺔ ﺑﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ... ﺻﻌﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪﺍ ﺷﻴﺦ ﻭﻗﻮﺭ ﻭﺻﻞ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ ... ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺣﻈﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻟﻢ ﻳﻔﺘﻪ. .. ﺻﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻓﻮﺟﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺤﻮﺫﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻘﺼﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ...
ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ...
ﻓﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻃﻔﺎﻻ ﺻﻐﺎﺭﺍ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﻭﻳﻌﺒﺜﻮﻥ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ... ﻓﺄﻗﺮﺃﻫﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ... ﻭﺗﻬﻠﻠﻮﺍ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻊ ﻧﻮﺭﺍ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺍﻟﻬﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﻟﻪ ... ﺃﻫﻼ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ﺳﻌﺪﻧﺎ ﺑﺮﺅﻳﺘﻚ ... ﻓﺴﺄﻟﻬﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻤﺤﻮﻥ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ؟ ...
ﻓﺄﺟﺎﺑﻮﻩ : ﻣﺜﻠﻚ ﻧﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﺳﻨﺎ ... ﻭﻟﻜﻦ ! ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺤﻦ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺻﻐﺎﺭ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ﻧﻠﻌﺐ ﻭﻧﻤﺮﺡ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺨﺸﻰ ﺃﻻ ﺗﺠﺪ ﺭﺍﺣﺘﻚ ﻣﻌﻨﺎ ﻭﻧﺴﺒﺐ ﻟﻚ ﺇﺯﻋﺎﺟﺎ ... ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩﻙ ﻣﻌﻨﺎ ﻗﺪ ﻳﻘﻴﺪ ﺣﺮﻳﺘﻨﺎ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻌﺪﻧﺎ ﻓﺎﻟﻜﻞ ﻳﻮﺩ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻚ
ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ...
ﻓﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺒﺎﺏ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ... ﻣﻌﻬﻢ ﺁﻻﺕ ﺣﺎﺳﺒﺔ ﻭﻣﺜﻠﺜﺎﺕ ... ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻹﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﺤﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ .. ﻓﺄﻗﺮﺃﻫﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ... ﻟﻴﺘﻜﻢ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻬﻠﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ... ﺭﺣﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﺃﺑﺪﻭﺍ ﺳﻌﺎﺩﺗﻬﻢ ﺑﺮﺅﻳﺘﻪ ... ﺃﻫﻼ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ... ﻫﻜﺬﺍ ﻗﺎﻟﻮﻫﺎ ... ﻓﺴﺄﻟﻬﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻤﺤﻮﻥ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ...!
ﻓﺄﺟﺎﺑﻮﻩ ﻟﻨﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻚ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺼﻮﺭﺗﻨﺎ ﻭﻟﻜﻦ! ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﻧﺤﻦ ﻣﺸﻐﻮﻟﻮﻥ ﺑﺎﻟﺠﺎ ﻭﺍﻟﺠﺘﺎ ﻭﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ ... ﻭﻳﻐﻠﺒﻨﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻓﺘﺮﺗﻔﻊ ﺃﺻﻮﺍﺗﻨﺎ ... ﻭﻧﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻧﺰﻋﺠﻚ ﺃﻭ ﺃﻻ ﺗﺮﺗﺎﺡ ﻣﻌﻨﺎ .. ﻭﻧﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩﻙ ﻣﻌﻨﺎ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻐﺘﻨﻤﻬﺎ ﺇﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍ ﻹﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ... ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻨﺎ ... ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﻭﺟﻬﻚ ﺍﻟﻮﺿﺎﺀ ﻳﺘﻮﻕ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﺮﻑ ﺟﻠﻮﺳﻚ ﻣﻌﻪ ...
ﺃﻣﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ... ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ..
ﻓﻮﺟﺪ ﺷﺎﺏ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻳﺒﺪﻭﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻋﺴﻞ ... ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺭﻭﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ... ﺿﺤﻜﺎﺕ ... ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺩﻓﺎﻗﺔ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ... ﺃﻗﺮﺃﻫﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ... ﻓﺘﻬﻠﻠﻮﺍ ﻟﺮﺅﻳﺘﻪ ... ﺃﻫﻼ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ... ﺃﻫﻼ ﺑﺬﻱ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ ﺍﻟﻮﺿﺎﺀ ... ﻓﺴﺄﻟﻬﻤﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺴﻤﺤﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺭﺓ ؟
ﻓﺄﺟﺎﺑﺎﻩ ﻣﺜﻠﻚ ﻧﺘﻮﻕ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﺮﻑ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ... ﻭﻟﻜﻦ ! ... ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﻧﺤﻦ ﺯﻭﺟﺎﻥ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻌﺴﻞ. .. ﺟﻮﻧﺎ ﺭﻭﻣﺎﻧﺴﻲ ... ﺷﺒﺎﺑﻲ ... ﻧﺨﺸﻰ ﺃﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ ﻣﻌﻨﺎ ... ﺃﻭ ﺃﻥ ﻧﺘﺤﺮﺝ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻫﻤﺴﺎﺗﻨﺎ ﺃﻣﺎﻣﻚ ... ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﺸﺎﺭﻛﻬﻢ ﻣﻘﺼﻮﺭﺗﻬﻢ ...
ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ... ﻓﻮﺟﺪ ﺷﺨﺼﺎﻥ ﻓﻲ ﺁﻭﺧﺮ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﻤﺎ ... ﻣﻌﻬﻤﺎ ﺧﺮﺍﺋﻂ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ... ﻭﻳﺘﺒﺎﺩﻻﻥ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺣﻮﻝ ﺧﻄﻄﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﺗﺠﺎﺭﺗﻬﻤﺎ ... ﻭﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﺒﻮﺭﺻﺔ ﻭﺍﻷﺳﻬﻢ ...
ﻓﺄﻗﺮﺃﻫﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ... ﻓﺘﻬﻠﻼ ﻟﺮﺅﻳﺔ ... ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ... ﺃﻫﻼ ﻭﺳﻬﻼ ﺑﻚ ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ... ﻓﺴﺄﻟﻬﻤﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺴﻤﺤﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ؟
ﻓﻘﺎﻻ ﻟﻪ : ﻟﻨﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻚ ﻟﻨﺎ ﻣﻘﺼﻮﺭﺗﻨﺎ ... ﺑﻞ ﺃﻧﻨﺎ ﻣﺤﻈﻮﻇﻴﻦ ﺣﻘﺎ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻭﺟﻬﻚ ﺍﻟﻮ ﺿﺎﺀ ... ﻭﻟﻜﻦ !
" ﻳﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺪﻣﺮﺓ ﺗﻨﺴﻒ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ "
ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﻧﺤﻦ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﺠﺎﺭﺗﻨﺎ ﻭﻓﻜﺮﻧﺎ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺳﺒﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻧﺤﻠﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ... ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻛﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ... ﻭﻧﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻧﺰﻋﺠﻚ ﺃﻭ ﺃﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﻣﻌﻨﺎ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ ... ﺍﺫﻫﺐ ﻟﻠﻤﻘﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻨﺎ ﻓﻜﻞ ﺭﻛﺎﺏ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻳﺘﻤﻨﻮﻥ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻚ ...
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻣﻘﺼﻮﺭﺓ ...
ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺃﺏ ﻭﺃﻡ ﻭﺍﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ... ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺭﺓ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﺷﺎﻏﺮ ﻟﻠﺠﻠﻮﺱ ...
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ : ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ... ﻓﺮﺩﻭﺍ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ... ﻭﺭﺣﺒﻮﺍ ﺑﻪ ... ﺃﻫﻼ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ...
ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻟﻬﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ... ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﺮﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻳﺸﺎﺭﻛﻬﻢ ﻣﻘﺼﻮﺭﺗﻬﻢ ... ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﺃﺧﻴﻚ ﺃﺣﻤﺪ ... ﺃﺯﻳﺤﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻨﻂ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ... ﺗﻌﺎﻝ ﻳﺎ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﻭﺍﻟﺪﺗﻚ ... ﺃﻓﺴﺤﻮﺍ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻟﻪ ... ﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ... ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺑﻌﺪ
ﻣﺎ ﻋﺎﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ..
ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺤﻄﺎﺕ ...
ﻭﺻﻌﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﺋﻊ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﺓ ... ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﻛﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻤﺤﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﻌﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻬﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻛﻞ ... ﻭﻃﻠﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ " ﺳﻨﺪﻭﻳﺘﺶ ﺑﺎﻟﺠﺒﻨﺔ " ... ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ... ﻭﺳﻂ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺭﻛﺎﺏ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺤﺴﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﻗﺒﻮﻟﻬﻢ ﺟﻠﻮﺱ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻌﻬﻢ .. ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﻌﻨﺎ ﻭﻟﻜﻦ ...ﺻﻌﺪ ﺑﺎﺋﻊ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ... ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ... ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺎﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻋﺼﻴﺮ ﺑﺮﺗﻘﺎﻝ ... ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺪﺃﺕ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺭﻛﺎﺏ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﻢ ... ﻭﺑﺪﺃﻭﺍ ﻳﺘﺤﺴﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺮﻳﻄﻬﻢ ... ﺁﻩ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﻌﻨﺎ ﻭﻟﻜﻦ ...
ﺻﻌﺪ ﺑﺎﺋﻊ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ... ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺕ ﺃﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ... ﻟﻸﻡ ... ﻭﻣﺠﻠﺔ ﻛﻦ ﺩﺍﻋﻴﺔ ... ﻟﻸﺏ ... ﻭﻣﺠﻠﺔ ﺷﺒﻞ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ... ﻭﻃﻠﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺃﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ... ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ ... ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ... ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺣﺴﺮﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ
ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩﺓ ...
ﻭﺍﻧﺪﻫﺶ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻟﻠﺤﺸﻮﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﻭﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﻳﻨﺖ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ... ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺒﺜﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﺻﻌﺪ ﺿﺎﺑﻂ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﺫﻭ ﺭﺗﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪﺍ ... ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺰﻝ ﺿﻴﻒ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ... ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺟﺎﺀ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ... ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺿﻴﻒ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﻻ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ... ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﺭﻓﺾ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﺇﻻ ﺑﺼﺤﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺘﻪ ﻭﺍﻥ ﻳﻜﺮﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ .. ﻓﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﺳﺘﻀﺎﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻟﻤﺪﺓ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻏﺪﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ... ﻭﺗﻤﺘﻌﻮﺍ ﺑﻤﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﻤﻨﻴﻒ ... ﻭﺣﺪﺍﺋﻘﻪ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ ...
ﻫﻨﺎ ﺗﺤﺴﺮ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻳﻤﺎ ﺗﺤﺴﺮ ... ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺣﺴﺮﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ... ﻭﻗﺖ ﻻ ﺗﻨﻔﻊ ﺣﺴﺮﺓ ...
ﻭﺍﻵﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻤﺘﻌﻨﺎ ﺳﻮﻳﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺑﻘﻲ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻟﻜﻢ ﺳﺆﺍﻻ ؟
ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ؟
ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺳﺮﺩ ﺍﻟﻘﺼﺔ :
ﻭﻛﻢ ﻫﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ !
ﻓﺄﻧﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﻭﻫﻮ ﻭﻫﻲ ﻗﺪ ﻋﺎﻳﺸﻨﺎﻫﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﻠﺤﻈﺔ ... !
ﺃﻋﻠﻢ ﺇﻧﻜﻢ ﻛﻠﻜﻢ ﻋﺮﻓﺘﻤﻮﻩ ... ﻭﻋﺮﻓﺘﻢ ﻣﺎ ﻗﺼﺪﺕ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺳﺮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ...
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ﺇﻻ ﺍﻟﺪﻳﻦ ...
ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﻮﻋﺪ ﺑﺈﺿﻼﻟﻨﺎ ...
ﻭﻓﻀﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻄﺘﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
{ ﻭَﻟَﺄُﻣَﻨِّﻴَﻨَّﻬُﻢْ }
﴿ﺎﻟﻨﺴﺎﺀ: ١١٩﴾
ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻳﻘﻦ ﺍﻧﻪ ﻟﻮ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻮﺳﻮﺱ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺳﻴﺊ ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻧﻔﻊ ﻣﻨﻪ ﻓﻠﻦ ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺇﺑﻌﺎﺩﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ... ﻭﺳﻴﻔﺸﻞ ﺣﺘﻤﺎ ...
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺗﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ... ﺁﻩ ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻹﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ... ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺯﺍﻟﻮﺍ ﺃﻃﻔﺎﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻧﺼﻴﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻭﺍﻟﻠﻬﻮ ... ﺣﺮﺍﻡ ﻧﻘﻴﺪﻫﻢ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺒﺮﻭﻥ ﻗﻠﻴﻼ ﺳﻮﻑ ﻧﻌﻠﻤﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻧﻠﺰﻣﻬﻢ ﺑﻪ ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻹﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﻟﻜﻦ ... ﺍﻵﻥ ﻫﻢ ﻃﻠﺒﺔ ﻣﺸﻐﻮﻟﻮﻥ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ... ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﻹﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ... ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻨﻬﻮﺍ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﻢ ﺳﻴﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ... ﻭﺳﻴﺘﻌﻠﻤﻮﻧﻪ ...
ﺃﻭ ﻣﺎﺯﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻌﺴﻞ ... ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺭﺍﺋﻊ ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻨﻠﺘﺰﻡ ﺑﻪ ﻏﺪﺍ ...
ﻣﺎﺯﻟﻨﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻲ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺳﺄﻫﺘﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﺪﻳﻨﻲ ... ﻭﺳﺄﻟﺘﺰﻡ ﺑﻪ ... ﻭﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻫﻞ ﻳﺄﺗﻲ ﻏﺪﺍ ﻭﻧﺤﻦ ﺃﺣﻴﺎﺀ ... ﺃﻡ ﻧﻜﻮﻥ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺜﺮﻯ ... !
ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ﻫﻮ ﺩﺍﺀ ﻧﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ ﻛﻠﻬﺎ ... ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ : ﻻ ﺗﺆﺟﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺪ ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻧﻄﺒﻖ ﻣﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ... ﻟﺬﺍ ﻧﻔﺸﻞ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ... ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ...
ﻓﺎﻟﻌﻤﺮ ﻳﻤﻀﻲ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺮﺩﺩ ... ﻏﺪﺍ ﺳﺄﻓﻌﻞ ... ﺳﺄﻓﻌﻠﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻓﺮﻍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ... ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺒﺮﺕ ﺳﺄﻓﻌﻠﻬﺎ ... ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﺳﺄﻟﺘﺰﻡ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ... ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﺨﺮﺝ ... ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﺼﻞ ﻭﻇﻴﻔﺔ ... ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ... ﺑﻌﺪ ﺃﻥ .
*رد: قصص وروايات من باب العبرة والاستفادة*
ﺟﺎﺀَﺕ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺇﺣْﺪﻯ ﺍﻟْﻘُﺮﻯَ ﻷﺣَﺪِ ﺍﻟﻌُﻠﻤﺎﺀ ﻭَﻫﻲَ ﺗﻈﻨّﻪُ
ﺳﺎﺣِﺮﺍ ً ﻭﻃﻠﺒَﺖْ ﻣِﻨْﻪُ ﺃﻥْ ﻳﻌَﻤﻞَ ﻟﻬَﺎ ﻋَﻤَﻼ ً ﺳِﺤْﺮﻳّﺎ ً ﺑﺤَﻴْﺚ
ﻳُﺤِﺒّﻬﺎ ﺯﻭْﺟﻬﺎ ﺣﺒّﺎ ً ﻻ ﻳﺮﻯ ﻣﻌﻪُ ﺃﺣﺪ ٌ ﻣِﻦْ ﻧِﺴﺎﺀِ ﺍﻟﻌﺎﻟَﻢْ
ﻭﻷﻧﻪُ ﻋﺎﻟِﻢٌ ﻭﻣُﺮﺏّ ٍ ﻗﺎﻝَ ﻟﻬَﺎ: ﺇﻧّﻚَ ﺗَﻄْﻠﺒﻴﻦَ ﺷﻴْﺌﺎ ً ﻟﻴْﺲَ ﺑﺴَﻬْﻞ
ﻟﻘﺪْ ﻃﻠﺒْﺖِ ﺷﻴْﺌﺎ ً ﻋَﻈﻴﻤﺎ ً ﻓﻬﻞْ ﺃﻧﺖِ ﻣُﺴْﺘﻌﺪﺓ ﻟﺘﺤَﻤُّﻞ ِ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ … ؟
ﻗﺎﻟﺖْ : ﻧﻌَﻢْ ﻗﺎﻝَ ﻟﻬَﺎ : ﺇﻥَّ ﺍﻷﻣْﺮَ ﻻ ﻳَﺘﻢ ﺇﻻّ ﺇﺫﺍ ﺃﺣْﻀﺮْﺕِ
ﺷَﻌْﺮﺓ ﻣِﻦْ ﺭَﻗﺒﺔِ ﺍﻷﺳَﺪْ
ﻗﺎﻟﺖْ: ﺍﻷﺳَﺪْ ؟ ﻗﺎﻝَ : ﻧﻌَﻢْ .
ﻗﺎﻟَﺖْ : ﻛَﻴْﻒَ ﺃﺳْﺘﻄﻴﻊ ﺫﻟِﻚ ﻭﺍﻷﺳَﺪُ ﺣَﻴﻮﺍﻥ ٌ ﻣُﻔﺘﺮﺱٌ ﻭَﻻ
ﺃﺿﻤَﻦ ﺃﻥْ ﻳﻘﺘﻠﻨﻲ ﺃﻟﻴْﺲَ ﻫُﻨﺎﻙَ ﻃﺮﻳﻘﺔ ٌ ﺃﺳْﻬﻞ ﻭﺃﻛْﺜﺮ ﺃﻣْﻨﺎ ً… ؟
ﻗﺎﻝَ ﻟﻬَﺎ : ﻻ ﻳُﻤْﻜﻦ ﺃﻥْ ﻳﺘﻢّ ﻟﻚِ ﻣَﺎ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦَ ﻣِﻦْ ﻣَﺤﺒَّﺔ ِ ﺍﻟﺰّﻭْﺝ
ﺇﻻّ ﺑﻬﺬﺍ ﻭﺇﺫﺍ ﻓﻜَّﺮْﺕِ ﺳَﺘﺠﺪﻳﻦ ﺍﻟﻄَّﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳِﺒﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ِﺎﻟﻬَﺪَﻑ
ﺫﻫَﺒﺖِ ﺍﻟْﻤَﺮﺃﺓ ﻭﻫْﻲَ ﺗَﻀﺮﺏ ﺃﺧﻤﺎﺱَ ﺑﺄﺳْﺪﺍﺱ ﺗُﻔﻜِّﺮ ﻓﻲ ﻛَﻴْﻔﻴَّﺔِ
ﺍﻟْﺤُﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰَ ﺍﻟﺸَّﻌْﺮﺓ ﺍﻟﻤَﻄْﻠﻮﺑﺔ ﻓﺎﺳْﺘﺸﺎﺭﺕْ ﻣَﻦْ ﺗﺜﻖ ﺑﺤِﻜْﻤﺘﻪِ
ﻓﻘﻴﻞَ ﻟﻬَﺎ ﺃﻥَّ ﺍﻷﺳَﺪَ ﻻ ﻳَﻔﺘﺮﺱ ﺇﻻ ّ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﻉَ ﻭﻋَﻠﻴْﻬَﺎ
ﺃﻥْ ﺗُﺸْﺒﻌﻪُ ﺣَﺘّﻰَ ﺗﺄﻣَﻦ ﺷﺮّﻩ
ﺃﺧﺬﺕْ ﺑﺎﻟﻨّﺼﻴﺤﺔ ﻭﺫﻫَﺒَﺖْ ﺇﻟﻰَ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔِ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔِ ﻣِﻨﻬُﻢ ﻭﺑﺪﺃﺕْ
ﺗﺮْﻣﻲ ﻟِﻸﺳَﺪ ﻗِﻄَﻊ ﺍﻟّﻠﺤْﻢ ﻭﺗﺒْﺘﻌِﺪ … ﻭﺍﺳْﺘﻤﺮَّﺕ ﻓﻲ ﺇﻟﻘﺎﺀِ ﺍﻟَّﻠﺤْﻢ
ﺇﻟﻰَ ﺃﻥْ ﺃﻟِﻔﺖ ﺍﻷﺳَﺪ ﻭﺃﻟِﻔﻬﺎ ﻣَﻊَ ﺍﻟﺰَّﻣَﻦ
ﻭﻓﻲ ﻛُﻞّ ﻣﺮَّﺓ ﻛﺎﻧﺖْ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣِﻨﻪُ ﻗﻠﻴﻼ ﺇﻟﻰَ ﺃﻥْ ﺟﺎﺀَ ﺍﻟﻴْﻮﻡ ﺍﻟَّﺬﻱ
ﺗﻤَﺪَّﺩَ ﺍﻷﺳَﺪُ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﻭﻫْﻮَ ﻻ ﻳﺸُﻚُّ ﻓﻲ ﻣَﺤَﺒَّﺘِﻬَﺎ ﻟَﻪُ … ﻓﻮَﺿﻌَﺖ
ﻳَﺪَﻫَﺎ ﻋَﻠﻰَ ﺭﺃﺳِﻪ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﻤْﺴَﺢ ﺑﻬﺎ ﻋَﻠﻰَ ﺷﻌْﺮﻩِ ﻭﺭَﻗﺒﺘﻪِ ﺑﻜُﻞِّ
ﺣَﻨﺎﻥ ﻭﺑﻴْﻨﻤﺎ ﺍﻷﺳﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳْﺘﻤْﺘﺎﻉ ﻭﺍﻹﺳْﺘﺮْﺧﺎﺀ ﻟﻢْ ﻳﻜُﻦ
ﻣِﻦَ ﺍﻟﺼَّﻌْﺐِ ﺃﻥْ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻤﺮْﺃﺓ ﺍﻟﺸﻌْﺮﺓ ﺑﻜُﻞِّ ﻫُﺪﻭﺀ
ﻭﻣَﺎ ﺇﻥْ ﺃﺣﺴَّﺖْ ﺑﺘﻤَﻠُّﻜﻬﺎ ﻟﻠﺸَّﻌْﺮﺓ ِ ﺣَﺘَّﻰَ ﺃﺳْﺮَﻋَﺖْ ﻟِﻠﻌﺎﻟِﻢ ِ ﺍﻟَّﺬﻱ
ﺗﻈﻨّﻪُ ﺳﺎﺣِﺮﺍ ً ﻟِﺘُﻌﻄﻴﻪِ ﺇﻳَّﺎﻫﺎ ﻭﺍﻟﻔﺮْﺣﺔ ُ ﺗﻤﻸ ﻧﻔﺴﻬَﺎ ﺑﺄﻧَّﻬﺎ ﺍﻟﻤَﻼﻙ
ﺍﻟﺬﻱ ﺳَﻴﺘﺮﺑَّﻊُ ﻋﻠﻰَ ﻗﻠْﺐِ ﺯﻭْﺟﻬﺎ ﻭﺇﻟﻰَ ﺍﻷﺑﺪ
ﻓﻠﻤَّﺎ ﺭﺃﻯَ ﺍﻟﻌﺎﻟِﻢ ﺍﻟﺸَّﻌْﺮﺓ ﺳَﺄﻟَﻬﺎ : ﻣَﺎﺫﺍ ﻓﻌَﻠْﺖِ ﺣَﺘَّﻰَ ﺍﺳْﺘﻄﻌْﺖِ ﺃﻥْ
ﺗَﺤْﺼﻠﻲ ﻋَﻠﻰَ ﻫَﺬﻩِ ﺍﻟﺸَّﻌْﺮﺓ … ؟
ﻓَﺸَﺮَﺣَﺖْ ﻟﻪُ ﺧﻄَّﺔ ﺗﺮْﻭﻳﺾ ِ ﺍﻷﺳﺪْ , ﻭﺍﻟَّﺘﻲ ﺗﻠﺨَّﺼَﺖْ ﻓﻲ ﻣَﻌْﺮﻓﺔ
ﺍﻟْﻤَﺪْﺧﻞ ﻟِﻘﻠْﺐِ ﺍﻷﺳَﺪْ ﺃﻭَّﻻ ً ﻭﻫْﻮَ ﺍﻟﺒَﻄﻦ ﺛﻢَّ ﺍﻹﺳْﺘﻤْﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺼَّﺒﺮ
ﻋﻠﻰَ ﺫﻟِﻚَ ﺇﻟﻰَ ﺃﻥْ ﻳَﺤﻴﻦَ ﻭﻗﺖُ ﻗﻄْﻒِ ﺍﻟﺜَّﻤَﺮَﺓ .
ﺣﻴﻨﻬَﺎ ﻗﺎﻝَ ﻟﻬَﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟِﻢ : ﻳﺎ ﺃﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ … ﺯﻭْﺟُﻚِ ﻟﻴْﺲَ ﺃﻛْﺜﺮ
ﺷﺮﺍﺳﺔ ﻣِﻦَ ﺍﻷﺳَﺪ .. ﺇﻓﻌﻠﻲ ﻣَﻊَ ﺯﻭْﺟﻚ ﻣِﺜﻞ ﻣَﺎ ﻓﻌَﻠْﺖِ
ﻣَﻊَ ﺍﻷﺳَﺪِ ﺗﻤْﻠﻜﻴﻪ
ﺗَﻌَﺮَّﻓﻲ ﻋﻠﻰَ ﺍﻟْﻤَﺪْﺧﻞ ﻟِﻘﻠﺒﻪِ ﻭﺃﺷْﺒﻌﻲ ﺟﻮْﻋﺘﻪُ ﺗﺄﺳﺮﻳﻪ
ﻭﺿﻌﻲ ﺍﻟْﺨﻄَّﺔ ﻟِﺬﻟِﻚَ ﻭﺍﺻْﺒﺮﻱ